كتبهامصطفى بوكرن ، في 9 سبتمبر 2006 الساعة: 01:07 ص
المرأة العربية وفتنة التجميل
بقلم : مصطفى بوكرن
الجمال … المعنى الخالد بخلود تداوله في السماء و الأرض هذا المعنى الرائع …الذي هو أروع من الروعة … جعل النساء يبعن الغالي والنفيس من أجل ارتداء لباسه … حتى يصبحن هن الجمال … ولذلك قال الرافعي لا يصح أن تقول للمرأة أنت أعقل الناس ولكن قلها أنت أجمل الناس … وجرب إن لم تصدق فإنك سترى عجبا …
ولا تأخذ هذا المعنى على إطلاقه فتهب مسرعا لقوله لأي فتاة تعرفها …
إياك أن تفعل ذلك …
- قلها لأختك ….التي هي من أمك وأبيك
- قلها لأختك …التي هي عطشى لمثل هاته الكلمات
- قلها لأختك …وإلا قالها لها بعض المجانين
فالجمال مبتغى كل إنسان وعلى الأخص المرأة … وما أحلى هذا الجمال إن تكلل بالعمل الطيب ولذلك ليس عبثا أن يغني ناس الغيوان " الزين والثبات أبابا " … وما أحلى هذا الجمال إن لم تدخله يد الإنسان وترك على طبيعته … كأن يبقى الحاجب على حاله دون أن تحلقه " مكينة النتف " … وكأن تبقى الشفاه على حالهما دون أن يمسهما " أحمر الشفاه " … وكأن يبقى الشعر على حاله دون أن يلطخه " الأكسجين " الأصفر والأحمر …
نعم الأحمر … الذي يختلط بسواد الشعر فيعطي لونا آخر ، فصاحبته لو لم نرى وجهها لحسبناها من بلد آخر …
ولا أدري ماذا سيفعلن " فتيات اليوم" لو أخرجت شركات التجميل صباغة للشعر باللون أبيض ؟!
فهل سيصبغن شعورهن بهذا اللون ؟
مع أن اللون الأبيض يوحي بالشيخوخة … وأكره شيء للمرأة هو أن تقول لها " أصبحت عجوز " …لأن الكبر يذكرها بالتجاعيد وذهاب نضارة الوجه … وأقول لو أن شركات التجميل أنتجت ذلك … لجاءت إليه المرأة راغبة منقادة لمطالب هذه الشركات التي لها آلتها الجهمنية ، الإشهار الذي يزين القبيح ويقبح الجميل …
فالإشهار بطريقته التسويقية يتناسى الأبعاد الإنسانية وهدفه هو امتصاص أموال المشاهدين … ولذلك سيعمل الإشهار على إظهار امرأة ذات شعر أسود في حيرة تامة …تريد أن تستبدل لون شعرها بلون آخر لأنها غير مقبولة في المجتمع …و لما تقدم على صباغة شعرها ببعض الألوان الهوليودية تحقق ذاتها ويلتفت إليها الناس وتحس هي بالنشاط والحيوية … فربطوا كل هذه المعاني المحبوبة لدى المرأة باللون الأبيض … مع أن هذا اللون … كان في السابق يوحي بالشيخوخة و الكبر …
من أجل الجمال أنفقت الملقبة " بالمرأة القطة " التي تعيش في أمريكا ما قيمته تعادل عشرة منازل في الولايات المتحدة الأمريكية … بل الأغرب من ذلك أنها أقدمت على عملية جراحية تجميلية …- ما استحييت لذكره في هذا المقام – … فهوس العمليات التجميلية يبن الآلام النفسية التي تعيشها المرأة في الغرب و الشرق … بل ليس المرأة وفقط … فالرجال كذلك … وهناك من الشبان من"يجمل وجهه تجميلا نسائيا" بل الأدهى و الأمر أن بعض شباب الدول العربية لا داعي لذكر اسمها يقدم على نتف حواجبهم …
إن هذه الفتنة … جعلت أحد الأزواج المهووسين بالجمال الاصطناعي أن يطالب زوجته أن تكون مثل " روبي " فلبت دعوته وأنفقت الأموال في العمليات التجميلية ، وفي الأخير لم يقبلها زوجها فوصلا إلى المحاكم …
و المصيبة … هي إذا أصبح هذا الأمر شائعا في الأوساط الزوجية … كأن يطالب الزوج زوجته بأن يكون جمالها مثل جمال أحد مغنيات الفيديو كليب ، وأن تطالب الزوجة زوجها –أن ينقص من بطنه المتدلية – ليكون مثل أحد أبطال كمال الأجسام ..
فهذه الفتنة …فتنة التجميل جعلت من"الفتيات اللواتي في عمر الزهور " يجملن وجوههن بأي "كريم" ظهر في سوق التجميل دون أن يتحققن من فوائدهن وعواقبهن … متغيين من ذلك الجمال والنعومة والبشرة البيضاء …
وهوس البياض قد يؤدي ببعض الفتيات أن يستعملن منظف " جافيل " لبشرتهن لأنه " يبيض الملابس" … فتهب الشركة التي تنتجه ، كاتبة على كيسه" يستعمل إلا للبشرة"…
كما وقع لأبي … في قصة البياض …
حيث إن الجوع قد بلغ من بطنه مبلغا شديدا… فأقدم على عجن عجين لتمضغ أضراسه بعض قطع خبز " الطحين الناصع البياض" … وضع قليلا من الطحين على القصعة … ولم يكفه ذلك، فبدأ يبحث عن الطحين في المطبخ فلم يجده …. وفتح كيسا بلاستيكيا به تربة "الجبس" فظنه طحينا لبياضه ، وأخذ ما تيسر منه ، و وضعه في القصعة فعجن الكل " جبسا وطحينا"… ولما " تفطن لذلك " ارتسمت على محياه ابتسامة السخرية من نفسه … ولو كتبت شركة الجبس على كيسه لا يستعمل إلا للأكل لما أجهد نفسه أبي …
فلا يختلط عليكن البياض- يا نساء العرب- مثل أبي …"إنما الزين راه زين لفعل "…
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق