الأربعاء، 31 ديسمبر 2008

إليك يا أختي المسلمة



رسالة هامة


إليك يا أختي المسلمة ..
إليك أيتها الدرّة المكنونة ، واللؤلؤة المصونة
إليك يامربية الأجيال ، ومعلمة الرجال ، ومنشأ الأبطال

أبعث هذه الرســــــالة
حامداً وشاكراً للّه ومصلياً على رسول الله وشاهداً بأنه لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ومصطفاه أما بعد :

ياأمة الله أنذرتك النار !! :
صرخة دوّ ى بها محمد صلى الله عليه وسلم في مسمع التاريخ قبل أربعة عشر قرناً من الزمان لأحب الناس إليه وأقربهم منه ، وأغلاهم عنده حيث قال : (( يافاطمة بنت محمد ، أنقذي نفسك من النار .. لا أغني عنك من الله شيئاً ، ياصفية عمّة رسول الله أنقذي نفسك من النار .. لاأغني عنك من الله شيئاً ..))

وها أنا ذا أهتف بها من بعده تأسياً به فاسمعيها مني وخذيها عني فوالله إني لأخاف عليكِ منكِ !!
فأنقــــــــــــذي نفسك من النار ، فلن يغني عنك من الله أحد ولن تجدي لك من دون الله ملتحداً فلا ملجأ ولا منجى ولا ملتجأ إلا إليه .

يا أمة الله ، أنذرتكِ النار :
وسطوة الواحد القهّار ونقمة العزيز الجبار
وأن تُطردي من رحمة الرحيم الغفار
يوم تعودين إليه .. وتُقبلين عليه .. وتقفين بين يديه
وحيـــــــــــــــــدة
فريـــــــــــــــــــدة
طريـــــــــــــدة شريدة
مسلوبة من كل قوة ، محرومة من كل نُصرة
فمالكِ من الله من عاصم ، وليس لكِ من دونه راحم

لو أبصرت عيناك أهل الشقا ..... سيقوا إلى النار وقد أحرقوا
شرابٌهم الصديد في قعرها ..... وفي لجج المهل قد أغرقوا
وقيل للنيران أن أحرقـــــي ..... وقيل للخُــــزّان أن أطبِقــوا

ياأمة الله ، أنذرتكِ النار :
يو تعرضين عليها .. وتَردين علي متنها
فترين لهيبها .. وتُبصرين كلاليبها
وتلمحين أغلالها وأنكالها
فلا تــــــــــــــدرين : أتنجين من الوقوع فيها وتُنقذين منها ؟! فتسعدين للأبد !!
أم تُقذفين فيها .. وتعذبين بها ؟!
فيـــــــــــــــــا تعاسة الجسد !
ويــــــــــــــــــــاحرقة الكبــــد !
وياشقاء ليس له أمـــــــــــــد!

ياأمة الله ، أنذرتكِ النار :
التي تناهت في الحرارة وزادت في الاستعارة
(( وقودها الناسُ والحجارة عليها ملائكة غِلاظ شدادٌُ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ))

فلو تعالت صيحاتُ أهل النار مارحموهم
ولو طالت زفراتهم لما أنقذوهم
ولو تواصلت أنّاتهم وحسراتهم لما ساعدوهم
وكلما أرادو ان يخرجوا منها لما فيها أعادوهم
وبمقامع الحديد طرقوهم ، وبا لأنكال والأغلال قيّدوهم

فيـــــــــا ذلة الحال ! وياسوء المآل !
ويا بؤساً ليس له نهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاية !
ولو طالت الشكاية من تلك النكـــــــــــــــــــــــاية !!

يا أمة الله ، انذرتكِ النار :
فحرّها شديد ... وقعرها بعيد ... ومقامع أهلها من حديد
يُقذف فيها كلُّ جبار عنيد
وهي تنــــــــــــــــــــــــــــــــادي : هل من مزيد ؟ هل من مزيد ؟!
قال تعالى
(( كُلمآ أرادوا أن يخرجوا منها من غمٍ أعيدُوا فيها وذوقوا عذاب الحريق )
(( ذلك بما قدّمت أيديكم وأنّ الله ليس بظلم للعبيد ))


يا أمة الله :
رُبّ طاعة ِ تُستصغر .. تكون عقباها مقاعد الصدق عند المليك المقتدر في جنات ونهر
ورُبّ معصية تحتقر .. يكون عقابها نار سقر فلا تُبقي ولا تذر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( الجنة أقرب إلى أحدكم من شِراك نعله ، والنار مثل ذلك ))

فتجنبي أخيّتي _ وهج الحريق .. لا تسلكي تلك الطريق
التي ختامها جحيم من لا يستفيق !!

فإني من خوفي عليكِ أن تمتدّ ألسنة اللهب إليكِ فتحرق جلدك الناعم
وتشوي وجهك الباسم ، أذكرك بتلك اللحظة المروّعة لإبليس في النار
يعضّ من فرط الندم أصابعه
تجري مدامعه .. ومن معه
يصطرخون .. يولولون .. يتحسرون
ياويحهم صراخهم من يسمعه ؟ عذابهم من يمنعه ؟
بكاؤهم .. عويلهم من يرحمه ؟ من ينفعه ؟

فيا أمة الله

الصـــــــــــــــــــــــــــــــلاة ... الصـــــــــــــــــلأة
وكيف تطيب الحياة بدون الصلاة وفيها رضا الإله وبها سبيل النجاة
فيها دليل السعادة وسبيل النجاح .

ويا امة الله أنذرتكِ النار
وكأنني أبصرها ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالة صفر تريد أن تحتويك
وبنارها تصليكِ
من خلال ضحكة غجرية مع بائع ضائع ..يصيد كالذئاب بخسّة الكلاب .

فياأمة الله أنذرتكِ النار :
كم في السوق من ملعون وملعونة ... يبارزون الله بالذنوب ويعصونه
يتواعدون فيلتقون .. يضحكون وينعمون
يعبثون ويفجرون وبمحارم الله يتلذذون .

يا أمة الله أنذرتك النار :
أن تصل إليك عن طريق سماعة الهاتف وحديث طويل في ظلمة الليل مع شاب غافل عاطل لا يخاف الله ولا يخشى لقاه
يفيض لسانه با لأماني العِذاب ويشكو من ألم الفراق ومرّ العذاب
فتطلقين لقلبك العنان .. ليبادله الخفقان بالحب والشوق والحنان
ثم يغدر .. وبكِ يمكر .. ولك يشهر
وتعلنين الأسى ممن قسى واثخن الفؤاد بخنجر الجراح .

يا أمة الله أنذرتك النار :
أن تصيبك طرف من عذابها بسبب قدميكِ التي تعرّت ... أو يديكِ التي تبدّت .. أو عينيكِ التي تجلّت .. أو ملبسكِ الذي يصفُ البشرة ويحدد الجسد ويبرز معالم الجسم ومواطن الفتن في البدن .


فيا أخية :
اصبري على طاعة الله وعن معاصي الله وعلى أقدار الله فإنما هي أيام تتابع ولحظات تتعاقب
ويوشك أن يذهب عنك التعب ويتلاشى منك النصب فتنقلبين من دار الهموم والغموم وموطن الأحزان والحرمان ومن دنيا الكمد والنكد ومن موقع البلايا والرزايا إلى جنة الخلود والنعيم المرفود
في الهناء الذي لا ينقضي والسعادة التي لا تنتهي
حيث الرضا والرضوان وإلى ربّ غير ساخط أو غضبان
فيُحلل عليك وشاح الكرامة ويزحزحك عن دار العذاب والمهانة
ويكتب لكِ منها السلامة
فلا عتاب ولا ملامة
ولا عذاب ولا ندامة
وإنما سعادة الأبد
ونعيم السرمد
وفرح لا ينفذ
وقرة عين لا تنقطع

فياأمة الله

اما آن أوان الاستقامة ؟

أوما قد حان زمانً الا نطلاقة ؟

مركب الإيمان بالرحمن يا أختاه ..
أوما تخشين أن ينسى سباقه ؟ مع رفاقه ؟
وشعاع النور بالطاعة .. هذا وقته

فهل تُعلني للكون انبثاقه ؟ وانعتاقة ؟

فعذاب الله _ يا أمة الله _ ليس في وسعكِ احتماله
ولا لكِ عليه طاقة .
سأل عالم تلميذه: منذ متي صحبتني؟
‏فقال التلميذ : ‏‏منذ ثلاثة وثلاثين سنة...
‏فقال العالم : فماذا تعلمت مني في هذه الفترة؟!
‏قال التلميذ: ثماني مسائل...
‏قال العالم :إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب ‏‏عمري معك ولم تتعلم الا ثماني
‏مسائل؟!
‏قال التلميذ: يا أستاذ لم أتعلم ‏‏غيرها ولا أحب أن أكذب...
‏فقال الأستاذ : هات ما عندك لأسمع...
****** ****** ****** ****** ****** ****** ******
‏‏قال التلميذ:
‏الأولي:
‏‏أني نظرت إلي الخلق ‏‏فرأيت كل واحد يحب محبوبا فإذا ذهب إلي القبر فارقه
محبوبه
‏فجعلت الحسنات ‏‏محبوبي فإذا دخلت القبر دخلت معي.
الثانية:
‏أني نظرت إلي قول الله تعالي: ( ‏‏وأما من خاف مقام ربه ونهي النفس عن الهوي
فإن
‏الجنة هي المأوي)
‏فأجهدت ‏‏نفسي في دفع الهوى حتى استقرت علي طاعة الله.
الثالثة:
‏أني نظرت إلي هذا الخلق فرأيت أن ‏‏كل من معه شيء له قيمة حفظه حتي لا يضيع ثم
‏نظرت إلي قول الله تعالي: (ما عنكم ‏‏ينفذ وما عند الله باق)
‏فكلما وقع في يدي شيء ذو قيمة وجهته لله ليحفظه عنده.
الرابعة:
‏أني نظرت إلي الخلق فرأيت كل ‏‏يتباهي بماله أو حسبه أو نسبه ثم نظرت إلي قول
‏الله تعالي: (إن أكرمكم عند الله ‏‏أتقاكم)
‏فعملت في التقوي حتي أكون عند الله كريما.
الخامسة:
‏أني نظرت في الخلق وهم يطعن بعضهم ‏‏في بعض ويلعن بعضهم بعضا وأصل هذا كله
الحسد
‏ثم نظرت إلي قول الله عز وجل: (نحن ‏‏قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا)
‏فتركت الحسد واجتنبت الناس وعلمت ان ‏‏القسمة من عند الله فتركت الحسد عني.
السادسة:
‏أني نظرت إلي الخلق يعادي بعضهم ‏‏بعضا ويبغي بعضهم علي بعض ويقاتل بعضهم بعضا
‏ونظرت إلي قول الله تعالي: (إن ‏‏الشيطان لكم عدو فإتخذوه عدوا)
‏فتركت عداوة الخلق وتفرغت لعداوة الشيطان وحده.
السابعة:
‏أني نظرت إلي الخلق فرأيت كل واحد ‏‏منهم يكابد نفسه ويذلها في طلب الرزق حتي
انه
‏قد يدخل فيما لا يحل له.
‏ونظرت إلي قول الله عز وجل: (وما من دابة في الأرض إلا علي الله رزقها) فعلمت
‏أني واحد من هذه الدواب فاشتغلت بما لله عليّ وتركت ما لي عنده.
الثامنة:
‏أني نظرت إلي الخلق فرأيت كل ‏‏مخلوق منهم متوكل علي مخلوق مثله , هذا علي
ماله
‏وهذا علي ضيعته وهذا علي صحته ‏‏وهذا علي مركزه .
‏ونظرت إلي قول الله تعالي: (‏‏ومن يتوكل علي الله ‏‏فهو حسبه) ‏‏فتركت التوكل
علي
قال ابن القيم رحمه الله

أربعة أشياء تُمرض الجسم

الكلام الكثير * النوم الكثير * والأكل الكثير *الجماع الكثير

وأربعة تهدم البدن

الهم * والحزن * والجوع * والسهر

وأربعة تيبّس الوجه وتذهب ماءه وبهجته

الكذب * والوقاحة * والكثرة السؤال عن غير علم * وكثرة الفجور

وأربعة تزيد في ماء الوجه وبهجته

التقوى * والوفاء * والكرم * والمروءة

وأربعة تجلب الرزق

قيام الليل * وكثرة الاستغفار بالأسحار * وتعاهد الصدقة * والذكر أول

النهار وآخرة

وأربعة تمنع الرزق

نوم الصبحة * وقلة الصلاة * والكسل * والخيانة
في ظلال آية - 9

قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطواقال الله تعالى: "قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم"
يقول العلماء هذه أرجأ آية في كتاب الله ! كيف لا ؟ وهي قد أشرعت أبواب الأمل في وجوه البائسين وضمنت خط العودة للتائهين. لاإله إلا الله ، ماأرحم الله بعباده وماأحنه عليهم ,وماأوسع رحمته، جاء في الحديث الذي رواه الإمام مسلم" لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها وقد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده بخطامها ، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك! أخطأ من شدة الفرح". وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي فإذا امرأة من السبي تسعى إذ وجدت صبياً في السبي أخذته فألزقته ببطنها فأرضعته. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟) قلنا: لا والله. فقال: ( الله أرحم بعباده من هذه بولدها) متفق عليه.
أيها الأخوة إنا ربنا رحيم غفور ودود لايريد أن يعذبنا، خلق من أجلنا الجنة وزينها ووعدنا فيها بحياة طيبة وإقامة دائمة في نعيم وحبور ولكننا نحن الظالمون لأنفسنا نحن المفرطون في جناب الله، الأمر لايحتاج منا سوى إلى توبة صادقة وندم على الذنوب وعودة إلى الله فيبدل الله السيئات إلى حسنات ويعفو عن الخطايا والزلات ولكننا غافلون مسوفون مؤملون، يقول صلى الله عليه وسلم : الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك . كل هذه المغريات وكل هذه التسهيلات إلا أننا نسوف ونؤجل ونؤمل في الحياة وكأننا مخلدون وكأن الموت بعيد عنا. التحرر من الذنوب في الدنيا سهل ميسور ولكنه بعد الموت عسير. باستغفار وتوبة إلى الله يغفر الله لك آلاف السيئات ولكن بعد الممات لو أنفقت مافي الأرض جميعا من أجل أن تمحى عنك سيئة لم تمح. عبدالله ماحجتك إذا جئت يوم القيامة ووزنت أعمالك فرجحت كفة سيئاتك، من يحاججك عنك أمام الله ؟ ماذا سيكون عذرك ؟ كيف يكون ندمك؟ كيف تتصور وقتها أنك فرطت في كل هذه الفرص ورحلت محملا بالذنوب ؟ اسأل نفسك هذا السؤال؟ وتفكر في موقفك يوم الحساب واعلم أنه لايحول بينك وبين الآخرة سوى ان يقال فلان مات.
وماأسهل أن يقال، فكم من صحيح خرج من داره في الصباح ولم يعد لها في المساء. وكم من معافى نام على فراشه ولم يصحو من منامه. وكم وكم والقصص والعبر تقرع آذاننا كل يوم فهل من معتبر وهل من متعظ ؟! والله إنه الله لايهلك على الله إلا هالك. ووالله أنه لاحجة لمذنب أمام الله. فالتوبة التوبة أخي في الله قبل فوات الأوان واليقظة اليقظة من الغفلة ! كن على أهبة الإستعداد للسفر الطويل وأرهف سمعك لسماع نداء الإقلاع لرحلتك التي قد يعلن عنها في أي لحظة. الأمر يسير مادمت في زمن التيسير، ولكنه بعد الموت عسير عسير . تذكر إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل. فلا تظلم نفسك ولاتحرمها من عفو الله. ونختم بفائدة حول شروط التوبة كما قررها العلماء وهي أربع : أولها أن يقلع عن المعصية والثاني: أن يندم على فعلها، والثالث: أن يعزم ألا يعود إليها أبداً والرابع: أن يبرأ من حق صاحبها إن كانت تتعلق بحق آدمي كمال أو عرض ونحوهما. اللهم إنا نسألك التوبة من كل ذنب والعفو عند الحساب والمغفرة من كل إثم ونسألك الفوز بالجنة والنجاة من النار ياعزيز ياغفار.
وإلى اللقاء بإذن الله مع وقفة قادمة في ظلال آية أخرى من كتاب الله
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


ليست هناك تعليقات:

نفسى

 فلنغير نظرة التشاؤم في أعيننا لما حل بنا من محن إلى نظرة حب وتفاؤل لما عاد علينا من فائدة وخير بعد مرورنا بهذه المحن. ما أحوجنا لمثل هذا ال...