الخميس، 16 أبريل 2020

الشخصية

‫القـَوة ُ ال ْفكْْريَّة‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫في‬ ‫المغْنطيسية الـحيَوْيَّة‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫تأليف‬ ‫العالم المريكاني وليم ووكر أتكنسون‬ ‫تعريب‬ ‫حنا أسعد فهمي‬ ‫القانوني من جامعة باريس‬ ‫عني بنشره‬ ‫دار العـــرب للبســــتاني‬ ‫حقوق الطبع محفوظة للناشر‬

‫تقـديم‬
‫لهذا الكتاب أهمي ـة عظم ـى لن المؤلف ابتك ـر خط ـة جديدة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. لسلوك المرء في الحياة الدنيا يمكن لكل فرد اتباعها‬ ‫فالمؤلف ل يضي ـع الوق ـت جزاف ـا ف ـي ذك ـر نظريات ل فائدة‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫منهــا بــل يتناول مباشرة القصــد الذي ينحوه فيقول للقارئ‬ ‫. صراحة ماذا ينبغي أن يعمل وكيف يصنع‬ ‫والصـدق فـي القول والصـراحة فـي التعـبير همـا اللذان جعل‬ ‫لهذا الكتاب قوتــه المقنعــة بقدرة النفــس وبالثقــة بالذات‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫اللتيــن تناول شرحهمــا شرحــا بســيطا معقول مبنيــا على‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. السس المادية المحسوسة‬

‫: وانك لو تسائلت هذه السئلة‬ ‫هـل أسـتطيع أن أجعـل حياتـي أكثـر سـعادة وأكـبر نجاحـا بقوة‬ ‫فكري ؟‬ ‫هل أستطيع التأثير على حوادث الحياة بتنمية هذه القوة؟‬ ‫كيف أبرأ من السويداء والفشل والخوف والضعف وانشغال‬ ‫البال ؟‬ ‫كيـف أتمكـن مـن التأثيـر على الناس الذيـن هـم أقوى منـي‬ ‫وأرجو منهم نفعي وتعضيدي ؟‬ ‫كيـف أعرف أسـباب مـا يعترينـي مـن الفشـل وهـل أقدر على‬ ‫إزالة تلك السباب ؟‬ ‫هل أستطيع زيادة كفاءتي وتقويتها وكيف أتغلب على المذلة‬ ‫وأتجمـل بصـفات السـيادة ومـا هـي الوسـائل التـي اسـتمد بهـا‬ ‫القوى الحيوية والدبية والجسمية ؟‬ ‫بأي وسـيلة أكتسـب صـداقة الخريـن ومـا هـي الجادة التـي‬ ‫اتبعهــا لؤثــر تأثيرا حميدا على بنــي جنســي بقوة الوحــي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫النفسي ؟‬ ‫كيـف أؤخـر زمـن الشيخوخـة العصـيب فأظـل حافظـا صـحتي‬ ‫وهندامـــي وكيـــف أبرأ مـــن الدواء والمراض التـــي تنتاب‬ ‫الجسم والنفس؟‬

‫هـذا الـكــتاب‬
‫يجيبـك على كـل هذه السـئلة بأسـلوب واضـح جلى لغموض‬ ‫. فيه ول ابهام‬ ‫والمدهش هو أن هذا الكتاب لم يظهر في عالم المطبوعات‬ ‫قبــل الن مــع مــا تضمنــه مــن الفوائد الجمــة و النصــائح‬ ‫. والرشادات المهمة‬ ‫فكل إنسان استرعت أنظاره بعض الظاهرات السيكولوجية‬ ‫ولم يدرك أسـبابها وعللهـا يجـد فـي هذا الكتاب مفتاح لكثـر‬ ‫. ألغازها وأحاجيها‬ ‫)) المترجم ((‬

‫الفصل الول‬
‫تمهــيد‬ ‫آراء المؤلفين في المغنطيسية الحيوانية – نظرياتهم – نجاح‬ ‫المرء متوقــــــف على الختبار وليــــــس على النظريات –‬ ‫بالختبار لم يبـــق مجال للشـــك فـــي وجود المغنطيســـية‬ ‫. الحيوانية – ل يجب التسليم إل بالواقع المؤيد بالتجربة‬

‫***..***..***‬ ‫ليسـت النظريات إل فقاقيـع كـبيرة مـن الصـابون يلعـب بهـا‬ ‫. رجال اعلم والعرفان‬ ‫ان غالب المؤلفيــن الذيــن كتبوا عــن موضوع المغنطيســية‬ ‫الحيواني ـة أرادوا التدلي ـل على حقيق ـة وجوده والبرهن ـة على‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫تفســـيره ببعـــض نظريات يســـتحسنونها وكانـــت جميـــع‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫مجهوداتهـم تدور حول هذا الغرض الذي حاولوا الوصـول إليـه‬ ‫. بتسويد الصحائف العديدة‬ ‫قال بعضهــم أن قوة التأثيــر على الغيــر ترجــع إلى تغذيــة‬ ‫الجسم بالنباتات فقط وقد نسوا الكثيرين الشد مغنطيسية‬ ‫. يجعلون من معدتهم معاصر لحوم‬ ‫وأكــــد آخرون أن العزوبــــة تكســــب النســــان تلك القوة‬ ‫المغنطيسـية مـع أن المشاهـد عدم وجود فرق بيـن المتزوج‬ ‫.والعزب من حيث القوة المذكورة‬ ‫وذه ـب فري ـق ثالث إلى أن الهواء الذي يحي ـط بن ـا م ـن ك ـل‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫جانـب هـو الحامـل للقوة المغنطيسـية ولذلك يقولون أن مـن‬ ‫يتنفــس بملء رئتيــه يحصــل على مقدار كــبير مــن المواد‬ ‫المنعشــة فيكســب الجســم تلك القوة كمــا لو كان يلمــس‬ ‫. النسان بطارية كهربائية‬ ‫. وهكذا كل أدلى بدلوه في الدلء يحبذ نظريته‬ ‫وإنــي ل أرفــض قطعيــا هذه النظريات ول اســلم بهــا بدون‬ ‫. تحفظ‬

‫لسـت ممـن يتغذون بالنباتات دون غيرهـا ولكنـي اعتـبر هذا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. النوع من التغذية مفيدا بعض الفادة‬ ‫ولسـت مـن أنصـار العزوبـة مـع أنـي أحبـذ كثيرا أولئك الذيـن‬ ‫. يعيشون على العفاف والبتولة‬ ‫وم ـع عدم تس ـليمي بنظري ـة )) تنف ـس الج ـو بكثرة (( فان ـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أفضـل اسـتنشاق الهواء بأكـبر مقدار ممكـن وأرى أنـه لو كان‬ ‫كل الناس يستنشقون كثيرا من الهواء النقي لقلت المراض‬ ‫. والعلل التي تنتشر في أنحاء الكون‬ ‫جميـع هذه الشياء حسـنة فـي ذاتهـا ، بيـد أن مـن تأمـل قليل‬ ‫لعلم أن ذلك ليــس م ـن العوام ـل المهمــة فــي توليــد القوة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫.)) المسماة )) بالمغنطيسية الحيوانية‬ ‫ان المؤلفيـــن الذيـــن بحثوا هذا الموضوع يختمون أبحاثهـــم‬ ‫بعرضه ـم أمام أعي ـن القراء م ـا يس ـتطيع عمله ذلك الس ـعيد‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الذي وفـق للحصـول على تلك القوة واسـتخدامها فـي أعماله‬ ‫. ولكنهـــم لم يذكروا بأي كيفيـــة تنال تلك القوة ومـــا هـــو‬ ‫السبيل إليها . ذلك لم تتناوله نظرياتهم فهم إذن أشبه برواة‬ ‫أكثـر ممـا هـم معلمون لن آراءهـم مبنيـة على نظريات وقـد‬ ‫. تركوا الوقائع جانبا‬ ‫ان رقـــى هذا الموضوع يعود فضله إلى عدد قليـــل ممـــن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫مارسـوا عمليـا هذه الصـناعة فقاموا بتجارب كثيرة وشاهدوا‬ ‫بأنفسـهم عـن قرب نتائج اختباراتهـم ، تلك النتائج المدهشـة‬ ‫. التي رفعت الموضوع إلى الحقائق العلمية الثابتة‬ ‫ولقــد درس المؤلف هذا الموضوع واختــبره بنفســه ســنين‬ ‫عديدة وهـــو ســـيحاول بهذا الكتاب أن يعلم القراء الحقائق‬

‫السـاسية التـي أثمرهـا بحثـه الدقيـق واختباره الزمنـي وبحـث‬ ‫. وتجارب الذين عاونوه واشتركوا معه‬ ‫وستكون دروسنا مخصصة بقدر المكان على البرنامج التي‬ ‫: إظهار الحقائق الثابتة وتلقينها بطريقة عقلية بــدون توقف‬ ‫. على النظريات ال في الحوال التي ل مندوحة عنها‬ ‫و إنـي لخشـى أن أقلل مـن ذكاء القراء إذا أنـا قدمـت لهـم‬ ‫برهانا كامل لثبات وجود تلـك القوة العجيبة الكامنة في كل‬ ‫إنسان والتي لم يذكيها ال أفرادا قلئل مع أن في استطاعة‬ ‫. كل شخص استخدامها إذا أراد‬ ‫فهذه القوة هـي المسـماة بالمغنطيسـية الحيوانيـة والتدليـل‬ ‫على وجودهـا كمـن يريـد إقامـة البرهان على أن للمغناطيـس‬ ‫بعـض التأثيـر على البرة الممغنطـة وعلى أن أشعـة رنتنجـن‬ ‫× تنفــذ الى الجســام البشريــة أو كمــن يريــد إثبات وجود‬ ‫التلغراف الذي ينقـل الخبار بواسـطة الكهرباء بسـلك أو بغيـر‬ ‫.سلك‬ ‫كــل إنســان عاقــل له بعــض العلم يدرك وجود هذه الشياء‬ ‫ومن الغراق في القول محاولة البرهنة على وجودها . وكل‬ ‫مـن يهتـم بهـا يرغـب فـي معرفـة كيـف تقتنـي هذه القوات‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. ليتسنى له استخدامها متى أراد‬ ‫كذلك الحال لمـــن يريـــد الوقوف على طريقـــة اســـتخدام‬ ‫.بالمغنطيسية الحيوانية‬ ‫انه يعلم كل يوم أو بالحرى يرى حمله في كل وقت مفعول‬ ‫. تلك القوة ونتائجها المدهشة‬

‫يجوز أنـه شعـر فـي وقـت مـن الوقات بوجود تلك القوة فيـه‬ ‫لدرجـة مـا ، ويرغـب أن يعرف كيـف ينمـي القوة الكامنـة فيـه‬ ‫أو يوقظهـا مـن سـباتها ليتمكـن مـن اسـتخدامها فـي أعماله‬ ‫الدنيوية . ولذلك ل أريد محاولة إثبات وجودها إذ ضرورة من‬ ‫ذلك ول أري ـد التكلم ع ـن النظريات الت ـي قيلت بشأنه ـا إذ ل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫فائدة منهــا . إنمــا جــل غرضــي أن أعلمــك كيــف تســتطيع‬ ‫الحصـول على النتائج وأنـت وشأنـك ي الطلع بعـد ذلك على‬ ‫النظريات التي تصطفيها بل ربما تبتكر لنفسك نظرية خاصة‬ ‫.‬ ‫ولتعلم ان النتائج التــي تحصــل عليهــا غيرك لم تســند الى‬ ‫النظريات بـل معظمهـا ان لم يكـن كلهـا كان نتيجـة اختبارات‬ ‫. وتدريبات شخصية‬ ‫بعـد هذه المقدمـة التـي وجدت ضرورة لذكرهـا سـأترك باب‬ ‫. النظريات ولنلج معا حظيرة العمل والتطبيق‬ ‫أريــد أن أعلمــك كيــف تنمــي وتطبــق هذه القوة العظيمــة‬ ‫لتكون أهل للحص ـول على النتائج الت ـي حص ـــل عليه ـا غيرك‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ولعلك تصبح يوما ما مرشدا . يعاوننا على إثارة الزوبعة التي‬ ‫سـتمزق حجـب الضاليـل والــترهات التـي غشيـت هــذا الفـن‬ ‫. وقنعـته طويل فظل محتجبا عن البصار‬ ‫و أنـي أطلب منـك أيضـا أن ل تأخـذ بقول مالم تتحقـق بذاتـك‬ ‫. صدقه وتتيقن من معرفته‬

‫الفصل الثَّانْي‬ ‫َْ‬
‫ماهيـة القـوة‬

‫ليسـت القوة بمغناطيـس كامـن فـي الجسـم – إنمـا هـو تيار‬ ‫دقيق للفكر – الفكار أشياء محسوسة ، تأثيرها على نفوسنا‬ ‫وعلى غيرنا – كل تغيير في العمل يتطلب تغييرا في الظاهر‬ ‫– الفكار تتخـذ أشكال وقـت الفعـل – الفكـر اعظـم قوة فـي‬ ‫الوجود – أقدر وأري ــد ول أقدر – بالتعلي ــم العلم ــي ولي ــس‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. بالتدليل النظري – القوة الجذابة للفكر‬ ‫***...***...***‬ ‫يتخيل أغلب الناس أن المغنطيسية الحيوانية تيار ينبعث من‬ ‫. الجسم فيجذب إليه كل ما يجده حول دائرته الممغنطة‬ ‫فهذا التعريف ولو أنه على إطلقه غير صحيح أل أنه يتضمن‬ ‫.بذور الحقيقة‬ ‫يوجد حقيقة تيار جاذب ينبعث من النسان و لكنه ليس قوة‬ ‫مغنطيسية إذا فرض أن لمعنى المغنطيسية علقة بينه وبين‬ ‫. المغنطيس الحديدي أو الكهرباء‬ ‫ممـا ل ريـب فيـه أن المغنطيـس النسـاني بالنظـر إلى نتائجـه‬ ‫له بعــض الشبــه بالمغنطيــس المعدنــي وبالكهرباء ولكــن ل‬ ‫توجـد أيـة علقـة أو رابطـة بينـه وبينهمـا بالنسـبة للمصـدر أو‬ ‫. للماهية‬ ‫يراد المغنطيسـية النسـانية ذلك التيار الدقيـق لقوى الفكـر‬ ‫. أو لهتزازاته التي تنبعث من النفس البشرية‬ ‫فكل فكر ولدته النفس بمثابة قوة تتفاوت درجتها بين القلة‬ ‫. والكثرة تبعا للدافع الذي يظهر وقت نشأته‬

‫فعندما نفكر ينبعث منا تيار أثيري أشبه بأشعة الضوء فينفذ‬ ‫إلى أنفـس غيرنـا مـن الشخاص ويؤثـر فيهـم حتـى ولو كانوا‬ ‫. بعيدين عنا بمراحل‬ ‫. التفكير القوي كشعاع مندفع نافذ‬ ‫ما الذي يحدثه بعد ذلك ؟‬ ‫يتغلب الفكر بقوته الدافعة على تلك المقاومة الطبيعية التي‬ ‫. تحاولها بعض النفوس عند تصادمها بالتأثيرات الخارجية‬ ‫أمــا الفكــر الضعيــف فل يســتطيع الولوج إلى داخــل حصــن‬ ‫. النفس ما لم يكن هذا الحصن مجردا من وسائل الدفاع‬ ‫والفكار التــي يتكرر إنفاذهــا على التوالي نحــو غرض واحــد‬ ‫تؤدي غالبا إلى إدراك هذا الغرض الذي لم يستطع فكر واحد‬ ‫بمفرده على الوصـول إليـه ولو كان أقوى مـن كـل فكـر على‬ ‫. انفراد‬ ‫وهذا تطــبيق القوانيــن الطبيعيــة على العالم النفســي وهــو‬ ‫ظاهرة مــن ذلك المثــل الشهيــر )) إن فــي التحاد قوة ((‬ ‫.وليس أصدق من هذا المثل في حالتنا هذه‬ ‫. إن أفكار الخرين تؤثر علينا تأثيرا أعظم مما نتصوره‬ ‫. فليست آراء الغير أو آماله التي رأيتها بل أفكاره‬ ‫وقد أصاب أحد المؤلفين الذين عالجوا هذا الموضوع بقوله‬ ‫. )) )) أن الفكار أشياء محسوسة‬ ‫أجـل الفكار أشياء قويـة بذاتهـا فان لم نعترف بهذه الحقيقـة‬

‫نكون متروكين تحت رحمة قوة عظمى نجهل ماهيتها ويشك‬ ‫. في وجودها جمهور كبير من بيئتنا‬ ‫أمـا إذا عرفنـا ماهيـة تلك القوة والقوانيـن التـي تهيمـن عليهـا‬ ‫ففــي إمكاننــا حينئذ أن نتخذهــا عونــا لنــا ونســتخدمها فــي‬ ‫. أغراضنا ونخضعا لرادتنا‬ ‫كل فكر يخطر ببالنا ضعيفا كان أو قويا صالحا أو طالحا أدبيا‬ ‫أو غير أدبي – كل فكر يدفع تموجاته السريعة الهتزاز فتؤثر‬ ‫على كـل مـن يعاشرنـا أو يقترب منـا ضمـن دائرة اهتزازات‬ ‫. أفكارنا‬ ‫ولكــي نتصــور تلك الهتزازات يكفــي أن نلحــظ مــا يحدث‬ ‫عندمـا نرمـي حجرا فـي الماء فنرى دوائر كلمـا ابتعدت عـن‬ ‫. المركز كبرت وانتشرت‬ ‫ولكـن عندمـا تنطلق فكرة بقوة متوجهـة نحـو غرض مـا فممـا‬ ‫ل شك فيه أن تأثير هذا القوة يكون شديدا في نقطة الهدف‬ ‫.‬ ‫ول تأثـر أفكارنـا على الخريـن فقـط بـل يتناول تأثيرهـا ذواتنـا‬ ‫أيضـا وهذا التأثيـر ل يكون عرضيـا بـل يبقـى أثره فينـا وينطبـق‬ ‫على هذا الموضوع قول التوراة )) قــل لي بماذا تفكــر أقــل‬ ‫. )) لك من أنت‬ ‫. ل وجود للجسم ول نمو له ل بوجود النفس‬ ‫فــي اســتطاعتك التظاهــر بالشمئزاز والضجــر وتعرف مــن‬ ‫نفسك ذلك ولكنك ل تدري ان تكرار صدور ذلك منك ل يؤثر‬ ‫فقط على خلقك بل وأيضا على مظهرك الخارجي وهذا أمر‬

‫واقعـي ل جدال فيـه ول يقبـل النكران ويمكنـك أن تتحققـه إذا‬ ‫. تأملت حولك‬ ‫ألم تشاهــد كــل يوم ان خلق النســان وهندامــه الظاهري‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يدلن على مهنتــه ؟ فبأي شيــء تعلل ذلك ؟ أليــس بالفكــر‬ ‫. دون غيره‬ ‫إذا حدث إنك غيرت مهنتك بأخرى خلقك ومظهرك الخارجي‬ ‫يعتريهمـا تغيـر محسـوس مماثـل لمجرى أفكارك التـي تغيرت‬ ‫بطبيعــة الحال مــع وظيفتــك الجديدة . وليــس هذا بموجــب‬ ‫للسـتغراب أو الدهشـة لن وظيفتـك الجديدة تطلبـت أفكارا‬ ‫. )) جديدة )) والفكار أتخذت شكل ثابتا في أعمالك‬ ‫يجوز أن هذا المـر لم يلفـت نظرك وهـو ليـس بالوحيـد الذي‬ ‫أنبه ـك إلي ـه ب ـل ك ـل م ـا يحيطـ ـك يج ـب أن ينال نص ـيبا م ـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫التفاتـك وتأملك فيقوم لديـك بالدليـل المقنـع على صـحة مـا‬ ‫. ذكرته لك‬ ‫النسـان المملوء بالفكار الثابتـة العزم . يظهـر الحزم دائمـا‬ ‫. في الحياة .ومن يتشبع بالفكار المشجعة يظهر شجاعا‬ ‫النسـان الذي يفكـر: )) أريـد وأقدر (( ينجـح بينمـا النسـان‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. الضعيف الرأي يفشل‬ ‫إنـك تعلم هذه الحقيقـة ولكنـك تسـألني عـن علة هذا التبايـن‬ ‫فأجاوبـك أن الفكـر علة ذلك .وهذا شيـء طـبيعي . فالعمـل‬ ‫هـو النتيجـة المنطقيـة للفكـر . ولكـن لم ذلك يـا ترى – لنـه ل‬ ‫. توجد نتيجة أخرى ممكنة‬ ‫العمل نتيجة الفكر الطبيعية . فكر دائما بقوة . والعمل يتمم‬ ‫. الباقي‬

‫الفكر أعظم قوة في الوجود . فان لم تكن عرفت ذلك من‬ ‫. قبل فانك ستعرفه قبل أن تتمم قراءة هذا الكتاب‬ ‫انـك سـتقول ول ريـب . أن الفكرة ليسـت حديثـة فأنـا أعرف‬ ‫من زمن أنه ليس من السهل أن ينجح ذو العقل المتردد بل‬ ‫يلزمـه التصـميم على العمـل إذا كان ضروريـا ل مندوحـة له‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. عـنه‬ ‫حسـنا قلت . ولكـن لماذا ل تعمـل بهذا العلم ولماذا لم تجعـل‬ ‫هذه الحقيقــة تتســرب إلى نفســك وتتغلغــل فــي شراييــن‬ ‫. جسمك‬ ‫: سأقول لك سبب ذلك‬ ‫عندما طرأ على فكرك أمر قلت )) ل أقدر (( بدل من أن ((‬ ‫. )) تقول )) أقدر‬ ‫أمــا أنــا فســأجعلك تســتعيض كلمــة )) ل أقدر (( بأقدر ثــم‬ ‫. تعقبها بكلمة )) أريد (( وتفكر فيها بعزم وحزم‬ ‫. وبذلك سأجعل إنسانا آخر بعكس ما أنت عليه الن‬ ‫يحتمل أنك انتظرت مني أن ألقي على مسامعك خطابا عن‬ ‫أشياء خيالية وأملت أن تتعلم مني طريقة ل خطأ فيها‬ ‫تبث فيك جرعة من المغنطيس تكفى لشعال مصباح بمجرد‬ ‫لمسـه بطرف أناملك . أو لتجتذب نحوك أيـا كان كمـا يجذب‬ ‫. المغنطيس الحديد‬ ‫هذا مـا ل أريده . إنمـا أريـد تعليمـك كيـف توقــظ فـي نفسـك‬ ‫قوة ل تذكـر بجانبهـا قوة المغنطيـس .- قوة تجعلك رجل قوة‬

‫. تجعلك أن تشعر بشخصيتك وبآنيتك‬ ‫أريـد وأقدر أن أطلعـك على هذه القوة التـي تصـيرك رجل ذا‬ ‫صفات ظاهرة . رجل يؤثر على الخرين فهي قوة تجعلك أن‬ ‫. تنجح في كل أعمالك‬ ‫سـأعلمك كيـف تنمـي فيـك مـا تدعوه بالمغنطيسـية الحيوانيـة‬ ‫بشرط أن تعود نفسك على ذلك بطريقة جدية لنها تستحق‬ ‫اهتمامك . وعندما تشعر بنمو هذه القوة الجديدة فيك ويدب‬ ‫دبيبهـا فـي نفسـك لن ترغـب فيمـا بعـد فـي اسـتبدالها بمال‬ ‫. العالم جميعه‬ ‫لقــد بدأت تحـس عزيمتــك أليـس كذلك – هذا طـبيعي لريـب‬ ‫فيه . لنه لم يسبق لي أن أتكلم خمس دقائق أمام تلميذي‬ ‫عــن تلك الكلمات الســحرية )) أريــد وأقدر . وأفعــل (( ال‬ ‫وتنشرح الصـدور – وتشتـد التنعشات . والطلبـة سـواء كانوا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ّــَ‬ ‫ذكورا أو أناثــا ينظرون إل ي نظرة الرجال و النســاء بمعنــى‬ ‫. الكلمة‬ ‫ذلك لن )) الفكـر تجسـم فـي العقـل (( انظـر الى المركـز‬ ‫. الذي يدور حوله كل شيء‬ ‫. ها قد بذرت البذور وبدأت تنبت‬ ‫قبـل أن أختـم هذا الدرس أريـد أن ألفـت نظرك الى خاصـة‬ ‫. مهمة للتفكير . وأريد بها قوة التفكير الجاذبة‬ ‫. فآمل أن تعيرني كل انتباهك لعظم أهمية تلك القوة‬ ‫ول ازعــم ان أقــص عليــك المســألة مــن وجهــة نظري أو‬

‫: اصطلحي بل أذكر لك ما هو حاصل ببضعة كلمات‬ ‫تفعـل الفكار فعل جاذبيـا مسـتمرا على الفكار التـي تشاكلهـا‬ ‫. فالفكار الطيبـــة تجتذب الطيبـــة . والشريرة تميـــل إلى‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الرديئة ) كالطيور على أشكالهـا تقـع ( فجميـع الفكار مـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ضعــف ووهــن أو قوة وحزم . أو تصــديق أو ريبــة كلهــا لهذا‬ ‫. القانون‬ ‫أفكارك أنــت تجتذب إليهــا أفكار الغيــر المماثلة لهــا وبذلك‬ ‫. يزداد عدد أفكارك المتماثلة‬ ‫. ألعلك فهمت الن ما أعني‬ ‫إنـك إذا فكرت بالخوف فجميـع الفكار المشابهـة لهـا تصـدر‬ ‫. ممن يلوذ بك تنجذب إليها‬ ‫وكلمـا تعمقـت فـي التفكيـر فيهـا كلمـا تراكـم عليـك الخوف‬ ‫. واشتد بك الفزع‬ ‫فكـر )) ل أخاف شيئا (( تـر قوى الفكار الشجاعـة التـي مـن‬ ‫. حولك تتوارد عليك وتعاونك‬ ‫جرب ذلك وأبعد عنك كل خوف . واعتبر بما جره هو والقلق‬ ‫مـن الرزايـا والمحـن وسـوء المصـير . أكثـر مـن سـائر عيوب‬ ‫. النسانية‬ ‫الخوف والبغــض همــا الفكران المهمان اللذان تتولد منهمــا‬ ‫جميــع الفكار المحطمــة الدنيئة – وســأشرح لك ذلك فــي‬ ‫الدرس التالي – ولكنـــي أناشدك أن تنتزع مـــن فكرك هذه‬ ‫النقيصة أي الخوف والبغض . بددهما ول شهما لنهما يتلفان‬

‫مـا يجاورانـه ويتولد عنهمـا نقائص جمـة كالقلق – والرتياب –‬ ‫وســــوء الطويــــة واحتقار الذات – والغيرة – والحســــد –‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. والنميمة – وسائر المراض الوهمية‬ ‫إننـي ل القـي عليـك عظـة دينيـة ولكنـي أعلم أن هذه الفكار‬ ‫الرديئة تقـف حجـر عثرة فـي سـبيل تقدمـك وانـك لو فكرت‬ ‫. فيها مليا لدركت صدق قولي‬ ‫افتـح النوافـذ على رحبهـا ودع أشعـة شمـس الفكار الجيدة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الحس ــنة تدخ ــل فتطرد مكروبات الش ــك واليأس والعثرات‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. التي يمكن أن تجد لها مرعى خصيبا في فؤاد غير فؤادك‬ ‫لو كنت أعز صديق لي ولو كان هذا الدرس آخر ما يمكن أن‬ ‫ألقيـه على مسـامعك فـي هذا العالم لصـرحت فـي أذنـك بكـل‬ ‫: قواي‬ ‫. ل تكن خائفا ول مبغضا‬

‫كيف تعاونك القوة الفكرية‬ ‫يتوقـف النجاح على التأثيـر الشخصـي ــ القوياء ينجحون ــ مـا‬ ‫ينتجـه الشخاص المنفعلون يجنيـه الفاعلون . المال هـو الثـر‬ ‫المحسـوس للنجاح ــ المال واسـطة وليـس غايـة ــ شريعـة‬ ‫المملكة الدبية ـ تأثير اليحاء ـ تأثير الهتزاز الفكري ـ تأثير‬ ‫. القوة الجاذبة ـ التأثير الحاصل من التكوين الخلقي‬ ‫سأفترض فـي الفصول التاليـة أنك صـممت على تنميـة قواك‬

‫َُْ‬ ‫الفصل الثَّال ْث‬ ‫ْ‬

‫.الباطنية لتسير آمنا في طريق الحياة التي اختطتها لنفسك‬ ‫يتوقـف معظـم النجاح على تمتعـك بموهبـة الفات نظـر بنـي‬ ‫جنسـك إليـك واهتمامهـم بـك وسـعيهم لمنفعتـك إذا أمكنـك أن‬ ‫. تؤثر عليهم التأثير المرغوب‬ ‫انك مهما كنت مجمل بأكمل الصفات ولست حائزا على تلك‬ ‫القوة العظيمـة التـي ندعوهـا عادة بالمغنطسـيسة الحيوانيـة .‬ ‫فل بد أن يسود عليك أولئك الحاصلون عليها ـ بصرف النظر‬ ‫. عما تراه من الستثناءات فلكل قاعدة شذوذ‬ ‫فالذيـن شذوا عـن القاعدة العامـة يعود نجاحهـم فـي الغالب‬ ‫على نبوغهـم فـي الفنون والمعارف والختراعات والمؤلفات‬ ‫الدبيـة . ومـن السـهل أن ندرك أن حقيقـة نجاحهـم آل إليهـم‬ ‫من إجهاد الفكر أكثر من التعرف بالوجاء ومخالطة الكبرياء‬ ‫. ومجالسة المراء‬ ‫انهـــم يعملون كثيرا ولكنهـــم ل يجنون ثمار عملهـــم فهـــم‬ ‫. يزرعون وغيرهم يحصدون‬ ‫قـــد يحدث ول ريـــب أن يكافـــأ العالم على ســـهره الليالي‬ ‫الطويلة فـي درس العلوم المجردة مسـتضيئا بقنديـل ضئيـل‬ ‫. النور وتكون مكافأته في الغالب فائدة مالية‬ ‫غيـر أنـه على الكثـر ينال المرء فلحـا على يـد آخـر يتكفـل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫بنشـر علمـه ونقله مـن عالم العلم المجرد الى عالم يـد آخـر‬ ‫يتكفـل بنشـر علمـه ونقله مـن عالم العلم المجرد إلى عالم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫العمـل ومـع ذلك فحصـة المخدوم تكون أقـل بكثيـر مـن حصـة‬ ‫. الخادم أو بالحرى ينال الناشر أكثر مما ينال العالم‬

‫ولمــا كانــت العمال هكذا ل يوجــد مانــع مــن اعتبار النجاح‬ ‫. والفائدة المالية لفظتين مترادفتين لمعنى واحد‬ ‫ومعظـم الفائدة ناتـج مـن المغنطيسـية الحيوانيـة الموجودة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫.فيمن يشعر بها ويستخدمها‬ ‫فالمخترع والمؤلف والعالم وكــل طالب علم ألئك جميعهــم‬ ‫يمكنهم النتفاع من المملكة الفكرية والوقوف على أسرارها‬ ‫. والعمل على استخدامها في الدوائر المعقولة‬ ‫إل أن النســان المدنــي الذي يكون على اتصــال دائم ببنــي‬ ‫جنسـه هـو الذي تعرض له غالبـا فرصـة اسـتعمال تلك القوة‬ ‫المدهشـة التـي ل تنيله النجاح فقـط بـل وقوامـه المادي أي‬ ‫. المال‬ ‫فالمال باعتبار صـفته الذاتيـة ليـس المثـل العلى للحياة إنمـا‬ ‫يرغ ـب في ـه كواسـطة بهـا يتمكـن المرء مـن الحصـول على‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. رغبات الحياة وما تقدمه لنا من حسن وجميل‬ ‫أما إذا اعتبر غاية فالنسان العاقل ل يتدانى الى السعي إليه‬ ‫. لذاته‬ ‫وإذا كان المــر كمــا قدمنــا فيمكننــا القول بأن كــل أغراض‬ ‫النسـان المتشبعـة تتلقـى فـي سـيرها عنـد نقطـة التصـال‬ ‫. وهي المال‬ ‫قلنـا فيمـا سـبق أن معظـم نجاح المرء يتوقـف على مهارتـه‬ ‫في توليد ثقة الغير واهتمامهم به وفي اجتذابهم إليه والتأثير‬ ‫عليه ـم لمنفعت ـه . فل نظ ـن أن م ـن الضروري التبس ـط ف ـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫إثبات ذلك خصـوصا لمـن كان على اتصـال مسـتمر بالتجار أو‬

‫. برجال العمال‬ ‫وغرضنـا الن أن نعرف القارئ أن هذه القوة العجيبـة التـي ل‬ ‫. تقوَّم بثمن تنمو في النسان بتأثير القانون الفكري‬ ‫وهذا ليـس فقـط سـر المغنطيسـية الحيوانيـة بـل سـر الحياة‬ ‫. السعيدة والنجاح التام‬ ‫فالذي يحوز هذا الكنـــز يكون العالم بالنظـــر إليـــه كمحارة‬ ‫. يستطيع فتحها والتلذذ بطعمها متى شاء‬ ‫أمـــا الذي له جلد على إظهار خفاياه وتعويـــد نفســـه على‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫التماريـن الضروريـة لنمـو قواه الكامنـة فيـه فهذا أيضـا يشعـر‬ ‫. بالقوة تدب بمجرد علمه بالموضوع‬ ‫بيــد أنــي أســمع القارئ يقول : كــل مــا ذكرتــه حســن وأود‬ ‫. معرفة الكيفية التي اتبعها للوصول الى ذلك المر‬ ‫هذا هــو غرضنــا ولكننــا نتقدم بالقارئ خطوة فخطوة فــي‬ ‫. طريق النظرية ليأمن العثرة والزلل‬ ‫وقب ـل أن ندخ ـل ف ـي التفص ـيلت يج ـب أن نعدد أول الطرق‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫المختلفة المستعملة للتأثير على الناس حتى نحصل على ما‬ ‫. نرغب وهو النجاح‬ ‫: يكون الفكر لك عونا بإحدى السبل الربعة التية‬ ‫أول : تؤثـــــــــر مباشرا على غيرك بقوة فكرك أي باليحاء‬ ‫بمعنـــى أنـــه يمكنـــك الفات نظـــر الناس الى مشروعـــك‬ ‫والحصول على معاونتهم لك والتأكد من حمايتهم لعملك أي‬

‫. التأثير عليهم بكامل معنى الكلمة‬ ‫فهذه الخاصية – المضطربة في ما ندر من الحوال – يمكن‬ ‫لكـل فرد – ذكرا كان أو أنثـى - الحصـول عليهمـا متـى كانـت‬ ‫عنده قوة الرادة والثبات الضروريان لنمــــو هذه الموهبــــة‬ ‫. الثمينة‬ ‫واغلب الطلبــة يرغبون فــي معرفــة هذا الفرع مــن دوحــة‬ ‫المملكـة الفكريـة قبـل معرفـة سـائر أجزائهـا وهذا السـبب هـو‬ ‫. الذي يلجأ لمعالجة ذلك الموضوع في الفصل التالي‬ ‫ثانيا : بقوة الهتزازات الفكرية المنبعثة مباشرة من النفس‬ ‫لتؤثــر تأثيرا قويــا على نفوس الخريــن مــا لم يكــن لهؤلء‬ ‫المعرف ـة الت ـي يتذرعون به ـا ض ـد تلك القوى وبذلك يكونون‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. كالولين فاعلين وليس منفعلين‬ ‫فمعرفة هذا القانون يجعلك أيضا أهل للبقاء في حالة النفس‬ ‫. الفاعلة الى تموجات واهتزازات فكر النفــوس الخـرى‬ ‫بقوة تجمـع الصـفات الفكريـة المبنيـة على نظريـة ))‬ ‫. )) شبيه الشيء منجذب إليه‬

‫ثالثـا :‬

‫فإنــك بتفكرك المتوالي فــي شيــء واحــد – تجذب الفكار‬ ‫المشابهة لفكرك والتي تحيط بك من كل جانب كما لو كانت‬ ‫جزءا مـــن الجســـم الفكري الكامـــل الذي يطوقنـــا بخفائه‬ ‫. وقدرته العظمى‬ ‫فهذه القوة إحدى المؤثرات الكــبرى التــي تســتعمل بغايــة‬ ‫الدق ـة وتس ـتمد المس ـاعدة م ـن جان ـب لم نك ـن نعيره كثي ـر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬

‫. اللتفات‬ ‫الفكار أشياء محســوسة (( ولهــا خاصــية عجيبــة فــي ((‬ ‫اجتذاب اهتزازات الفكار الخرى التـي هـي مـن جنـس واحـد‬ ‫. وصفات متشابهة‬ ‫بتقوية خلقك ومزاجك بواسطة القوة الفكرية حتى‬ ‫. تستطيع سد مطالب ورغائب نفسك‬

‫رابعا :‬

‫ينقصـك بعـض الصـفات التـي تسـاعدك على النجاح . وأنـت‬ ‫عالم بهـا أكثـر مـن أي إنسـان آخـر ولكنـك تظهـر بمظهـر آخـر‬ ‫إذا تظـن ان هذه الفرجـة فـي الخلق غريزيـة فيـك ل يمكنـك‬ ‫. إصلحها ورتقها‬ ‫أل فاعلم أن معرفــة قانون المملكــة الفكريــة أكــبر عضــد‬ ‫ومســاعد لك فــي التغلب على تلك العيوب وفــي تحصــيل‬ ‫صــفات جديدة علوة على تقويــة الصــفات الحســنة التــي‬ ‫. تتصف بها‬ ‫وسأجتهد في الفصول التالية ان أدلك على الطريق الواجب‬ ‫السـير فيهـا وانمـا يلزمـك العمـل بنفسـك شأن كـل إنسـان‬ ‫. يعمل لدنياه كأنه يعيش أبدا ولخرته كأنه يموت غدا‬

‫التأثير النفسي مباشرة‬ ‫تأثيــر التحدث بصــوت جهوري – الثلثــة أســاليب المهمــة –‬

‫َُْ‬ ‫الفصل الـرابع‬ ‫َّ ْ‬

‫اليحاء مباشرة – تموجات الفكار – قوة الفكـر الجاذبـة – مـا‬ ‫هـــو اليحاء – أ ثــــنينيـة النفـــس – اليحاء المغنطــــيسي-‬ ‫الوظيفتان المؤثرة والمتأثرة – ماهيــة الوظيفتيــن- الحملن‬ ‫البشريــــة- الخان الشريكان- الخ المتأثــــر والخ المؤثــــر‬ ‫وصـفاتهما –الرجـل السـاذج والرجـل الشديـد المراس وكيفيـة‬ ‫تجنـب هذا الخيـر – ل تكتفـي بكلمـة ))ل(( جوابـا على سـؤلك‬ ‫.ثابر على الغرض فتظفر به‬ ‫***...***...***‬ ‫سأخصص هذا الفصل والذي يليه في شرح الكيفية التي بها‬ ‫يتسـنى للفرد أن يؤثـر على غيره أثناء محادثتـه معـه بصـوت‬ ‫عال وكيــف يجعله يهتــم بمشروعاتــه ويثــق مــن مســاعدته‬ ‫. وتعضيده وحمايته ، وبالجمال كيف يؤثر عليه تماما‬ ‫كل واحد منا لبد وانه صادف أولئك الشــخاص ذوي النفوذ‬ ‫وأعجـب بتلك القوة الغريبـة فيهـم ونتائجهـا ولكنـه مـع ذلك لم‬ ‫. يسع في اكتساب مثلها‬ ‫إن فـن التأثيـر على الرجال والنسـاء متـى واجهناهـم يشمـل‬ ‫جمي ـــع وس ـــائط النفوذ الفكري المذكورة ف ـــي الفص ـــول‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. السابقـة ويرتبط بطـبيعة كل وسيلة منها‬ ‫من الصعب التعمق في بيان هذا القسم من التأثير الفكري‬ ‫بغيــــر بيان القســــم الخــــر مــــن الموضوع المذكور الذي‬ ‫سـنشرحه فـي الفصـول التاليـة فيلزمنـا إذن أن نقــتصر على‬ ‫ذكـر تلك القسـام هنـا إلى أن يأتـي الكلم على كـل منهـا فـي‬ ‫. حينه وحينئذ نشرحها بأوفى بيان‬ ‫وأننا نعتقد أن القارئ بعد أن يستوفى قراءة الخمسة عشر‬

‫فصل المؤلف منها هذا الكتاب يرجع إلى مطالعة هذا الفصل‬ ‫ثاني ــة فيتجلى له الموضوع بوضوح ويدرك جمي ــع المس ــائل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. التي تراءت له أول غامضة أو مبهمة‬ ‫توج ـد عدة وس ـائل للتأثي ـر بنفوذه على الناس ـ ـــ ولس ـهولة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫: تقسيمها نضعها في ثلث درجات‬ ‫بوا سطة الصـوت وبالمظهـر الخارجـي وبالعيـن ــــ‬ ‫. بذلك يحصل التأثير اليحائي‬

‫الولـى :‬ ‫الثانيـة :‬

‫بتموجات الفكـر المنبعثـة بواســطة عمـل النفـس‬ ‫. الختياري على الغرض المرموق‬

‫الثـالثة : بخاصية الفكر الجاذبة الناتجة عن الفكر المنجذب‬ ‫الذي س ـنتكلم عن ـه ف ـي الفص ـل التالي . وهذه القوة ، أه ـم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ظاهرات المغنطيســـية الحيوانيـــة ، متـــى تحصـــلنا عليهـــا‬ ‫واكتسبناها تعمل من تلقاء ذاتها بدون دخل للرادة في ذلك‬ ‫.‬ ‫مــن الصــعب جـــدا أن نعـــرف تعـــريفا واضـحا مـــاهــية‬ ‫)) اليحــاء (( إذا كان لكم إلمام بأصول الهبنوتزم )) التنويم‬ ‫المغنطيسي (( و اليحاء المغنطيسي لدركتم بسهولة معنى‬ ‫. كلمة اليحاء أو التلقين‬ ‫أما الذين ليس لهم هذه المعرفة فنضطر لتعريفها لهم كما‬ ‫: يأتي‬ ‫التلقيـن هـو التأثيـر الحاصـل بواسـطة الحواس بإدراك أو ((‬ ‫. )) بغير إدراك كنهه‬

‫نحـن على الدوام مؤثرون أو متأثرون . وبينمـا تكون خاصـية‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫التأثي ـر متعلق ـة بدرج ـة اس ـتعدادنا الت ـي وص ـلنا إليه ـا لتلق ـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. التلقين‬ ‫فهذه الدرجـة أيضـا ترتبـط بدرجـة نمـو الصـفات الغيـر قابلة‬ ‫. لتلقين النفس‬ ‫نحن ل ندعي هنا تحليل المسألة العا مة المشهورة باسم ))‬ ‫أثنينية النفس البشرية (( التي اتخذت أسماء متعددة مختلفة‬ ‫نذك ـر منه ـا : النفــس الفاعلة و النفــس المنفعلة ، والنف ـس‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫المدركة والغير مدركة ، والنفس المريدة والمكرهة ، و هلم‬ ‫. جرا‬ ‫وإذا أراد القارئ الوقوف على هذا الموضوع نشيــــر عليــــه‬ ‫بمطالعــة كتاب الهبنوتزم الذي نشرتــه جمعيــة المباحــث‬ ‫‪ . Psychic Research Company‬النفسية‬ ‫ولكـــي يدرك القارئ بســـهـولة معنـــى أقوالنـــا الخاصــــة‬ ‫باسـتخدام التلقيـن كواسـطة للتأثيـر الشخصـي نعرفـه أول أن‬ ‫للنفــس البشريــة وظيفتيــن عموميتيــن ندعوهمــا الوظيفــة‬ ‫. الفاعلة أو المؤثرة والوظيفة المنفعلة أو المتأثرة‬ ‫فالوظيفة الفاعلة تنتج الفكر الداري وتظهر بما ندعوه عادة‬ ‫. )) )) قوة الرادة‬ ‫هذه ه ـي الوظيف ـة الت ـي تفع ـل دائم ـا عن ـد النس ـان الحازم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. القوي النشيط في الوقات التي يظهر فيها إرادته كلها‬ ‫أما الوظيفة المنفعلة فهي تتفكر بالفكار الغريزية المتواردة‬ ‫عليهـا بدون دخـل لرادتهـا فيهـا وهـي بعكـس الوظيفـة الفاعلة‬ ‫. على خط مستقيم‬

‫الوظيفـة المنفعلة أعظـم خادم للنسـان إذ تؤدي له القسـم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫العظـم مـن عمله الفكري وهـي التـي تقوم بأشـق العمال‬ ‫بغيـر مدح أو هجاء تعمـل بدون تذمـر أو إجهاد ظاهري وبدون‬ ‫. كلل‬ ‫أمــا الوظيفــة الفاعلة فعلى العكــس ل تعمــل إل بضـــغـــط‬ ‫الرادة وتسـتهلك مقدارا مـن القوة العجيبـة أكـبر بكثيـر ممـا‬ ‫. تستهلكه شقيقتها القوة المنفعلة‬ ‫فهـي التـي تقوم بالعمـل الذي تنشـط إليـه النفـس وتجـد فيـه.‬ ‫. يعتريها الكلل بعد عمل مجهد وحينئذ تحتاج إلى راحة‬ ‫وان القارئ ليدرك هذا العياء قليل أو كثيرا عنـد مـا يسـتخدم‬ ‫قوتــه الفاعلة ول يشعــر بأقــل تعــب متــى اســتخدم القوة‬ ‫. المنفعلة ــ اللينة ــ المطيعة ــ الوديعة‬ ‫ـــ وأظـن أنـه بعـد هذا التفسـير الوجيـز أدرك صـفتي هاتيـن‬ ‫. الوظيفتين‬ ‫يوجــد أشخاص تفضــل أفكارهــم اختيار الوظيفــة المنفعلة‬ ‫فهؤلء الذيـن يحجمون عـن إجهاد الفكـر ل يسـتخدمون سـوى‬ ‫أفكار الغيـر التـي يجدونهـا مهيأة لهـم فهـم بالحقيقـة الحملن‬ ‫البشريـة يقبلون ويؤمنون بكـل مـا ترغـب ذكره لهـم بصـفة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. قاطعة وبهيئة جدية‬ ‫ومن الواضح انهم يكونوا تحت رحمة الشخاص الكثر إجهادا‬ ‫و الظهر عمل إذ يكفي لهؤلء أن يقولوا لهم عند أمر )) نعم‬ ‫(( فيجارونهـم على أفكارهـم لو كان يسـهل عليهـم ذلك أكثـر‬ ‫. ))من قولهم ))ل‬ ‫كذلك توجـــــد أشخاص ل يســـــهل تلقــــــينهم إل إذا تركوا‬

‫. لوظيفتهم الفاعلة وقتا من الراحة‬ ‫ولكـي تلم تمامـا بدرجـة الوظيفتيـن المذكورتيـن حتـى يتسـنى‬ ‫لك استخدام النصائح المدونة بهذا الكتاب نرجوك أن تتفـكر‬ ‫. بالفـكر شخصين توأمين اشــتركا في عـمل تجاري‬ ‫انهمـا يتشابهان كنقطتـي ماء ولكنهمـا يختلفان فـي الصـفات‬ ‫ولكـل منهمـا كـل الصـفات اللزمـة لتأديـة المهمـة التـي تحمـل‬ ‫مسـئوليتها . كمـا أن لكـل منهمـا نصـيبا مسـاويا للخـر فـي‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. المكسب والخسارة‬ ‫فالخ المنفعـل يراقـب وصـول البضاعـة ويؤشـر على الطلبات‬ ‫ويلحـظ ربـط وشحـن البضاعـة ـــ بينمـا أخوه الفاعـل يتمـم‬ ‫صـفقة البيـع ويديـر حركـة العمـل والمال ويعلن عـن المحـل‬ ‫وبالجمال يمثل في شخصه السلطة التنفيذية التي هي في‬ ‫. الواقع روح العمل‬ ‫. أما فيما يختص بمشتري البضاعة فالخوان يعملن معا‬ ‫الخ المنفعل طيب القلب ومسالم و أشبه باللة على نوع ما‬ ‫.‬ ‫وهـو بطيـء الفهـم ـــ موسـوس محدود الدراك ولكنـه كثيـر‬ ‫الوثوق يعتقـد بمـا تريـد أن تذكره له إل إذا كان ذلــك مخالفـا‬ ‫لفكرة سابقة رسخت في ذهنه رسوخا متينا ، ولكي تجعله‬ ‫يقبل بفكرة جديدة ينبغي عليك أن تسقيها لـه على جرعات‬ ‫. صغيرة متتابعة‬ ‫وإذا كان أخوه حاضرا يشاطره آراءه وأفكاره ، وإذا كان‬ ‫. غائبا يشاطر آراء وأفكار الخرين‬

‫انه دائما محمول على منحك ما تطلبه منه بشرط أن يكون‬ ‫الطلب بحزم وبثقة الحصول عليه . لنه يخشى أن يهنيك إذا‬ ‫رفــض . فيعدك بإجابــة الطلب حتــى يتخلص مــن إلحاحــك‬ ‫. ويتحاشى إهانتك برفضه‬ ‫كـل ذلك تحصـل عليـه فـي غياب أخيـه ــــ ول يلزمـك إل أن‬ ‫تكون ذا مظهــر جدي وهيئة صــــادقة ـــــ وواثقــا مــن نوالك‬ ‫. المرغوب كما لو كان كل شيء تم منذ زمن‬ ‫أما الخ الفاعل فهو كالمثل العامي من عجينة أخرى ـــ من‬ ‫نوع الشخاص الصــلبين كالحجــر ــــ المرتابيــن بكــل شيــء‬ ‫. النشيطين المجدين في العمل‬ ‫يرى من اللزم أن ل يتوانى طرفـة عـين عن أخيه المنفعل‬ ‫لكي ل تتـلـف مصالحهما المشتركة إذ لو تركه لحظـة واحدة‬ ‫بدون مراقب ـــة لفس ـــد شيئا ولذلك تج ـــد الخ الفاع ـــل ل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يســتحسـن أن تقابـل أخاه المنفعـل مخافـة أن تتخـذ مــن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ضعف ـه فرص ـة للضرار بكليهم ـا . هذا إذا كان ل يعه ـد في ـك‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. حسن النية‬ ‫ولذلك أيضـا تراه ينظـر إليـك فاحصـا ليســتطلع الغرض مـن‬ ‫زيارتـك قبـل أن يدعـك فـي اتصـال مـع أخيـه . وإذا سـمح لــك‬ ‫بتلـــك المقـــابلة يلحــظ عليــك كــل حركاتــك وســكناتك‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ويسترعى السمع ليقف على ما خفى من غرضك ولـيرصـد‬ ‫. أفعالـك‬ ‫ومـا عليـك إل أن تجـد الوقـت المنــاسب وتــخلـق الفرصـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. السـانـحة لتظفر بمرادك‬ ‫ل يخفــى أن النفــس البشريــة ليســت ســوى شركــة ذات‬ ‫وظيفتيـن متشابهتيـن لمـا ذكرنـا إل أن الشركات ليسـت كلهـا‬

‫. على نمط واحد‬ ‫فالشريـك المنفعـل ل يتغيـر ـــ ومـع أنـه توجـد بعـض حالت‬ ‫يستطيع فيها أن يجعل له رأيا مسموعا وقول مطاعا إل أنه‬ ‫في الغالب يبقى السامع المطيع وهذه الحالة سببها الدرجة‬ ‫. التي وصل إليها الخ الفاعل‬ ‫وبالعكـس يوجـد فرق عظيـم بيـن الشركاء الفاعلــين للفراد‬ ‫. المتباينين‬ ‫فمنهم من هم مثال الفـطنة والنشاط . والـحذق و الكياسة‬ ‫ــــ ومنهـم مـن يتصـف بهذه الوصـاف بدرجـة أقـل مــن تــلـك‬ ‫. وتجدهم متسامحين ومتساهلـين كالشركاء المنفعلين‬ ‫ومنه ـم الوس ـنان ومنه ـم المتيق ـظ الحذر وهكذا م ـن مختلف‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الدرجات وتفاوت الصفات بين لـين وشدة ــ وضعف و قوة‬ ‫. وخمول ونشاط . وبلدة وذكاء‬ ‫فيتوقـف النجاح على معرفـة موطـن الضعـف فـي الشريـك‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الفاعـل . والثبات فـي الطلب ـــ والمهارة فـي اكتســـاب ثقـة‬ ‫ذلـك الشريك بالطريقة التي نجدها المثلى لذلك . ول تنكص‬ ‫إذا فشلت فــي بادئ المــر ــــ ول تقنــط مــن الوصــول إلى‬ ‫غرضـك بـل ثابر على العمـل فمـن لم يخاطـر بشيـء ل ينال‬ ‫شيئا كمـــا أن القلب الخائف الوجـــل ل يربـــح حـــب المرأة‬ ‫. الجميلة‬ ‫وإذا ص ــدقنا المث ــل القائل أن م ــا فاز باللذة إل الجس ــور .‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫لوجـب علينـا أن نعلم أن مـن الناس مـن يسـتسلم بسـهولة‬ ‫. والبعـض بصعـوبة فيجب إذن المثـابرة والثبات لنيل المراد‬ ‫ل تكتفـي بكلمـة )) كــل (( جوابـا على سـؤالـك . بـل تمشـي‬ ‫في الفعال كما تتمشى مع امرأة جميلة تتحبب إليها فتتدلل‬

‫عليـك وبل شـك انهـا كلمـا تجنبـت ورفضــت مبادلتهـا غرامـك‬ ‫. كلما زدت هياما بها ولم تأبه برفضها مرة وثانية وثالثة‬ ‫هكذا أيضــا فــي العمال ل تترك ميدان الجهاد معييــا إذا لم‬ ‫تنل مبتغـاك من المرة الولى . إنما الحظ كالمرأة له ما لها‬ ‫. من الصفات الجذابة‬ ‫التلقينات كلمــا تكررت زادت قوتهــا . يمكــن للنســــان أن‬ ‫يرفـض مـن الدفعـة الولى مسـألة عرضـت عليـه . ولكنـه إذا‬ ‫سمعها مرات متوالية وتكررت على أذنيه يؤدى به المر إلى‬ ‫العتقاد بهـا ـــ وليـس هذا بالغريـب لنـك أنـت نفسـك تعتقـد‬ ‫صــحتها فلماذا ل يكون الخــر معتقدا بهــا مثلك . والتلقيــن‬ ‫كالبذار الذي تترك ـه ف ـي أرض خص ـبة ـ ــ فعن ـد عودت ـك إلى‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫. تعهده تجده أثمر الثمر المطلوب‬ ‫كذلك باجتذاب الشريــك الفــــاعل إلـــى الهتمام بقــــولك‬ ‫تجعـل للشريـك المنفعـل ) المتأث ـر ( فرص ـة للقتراب من ـك‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫والنصات إليك ) إذ مـن طبعـه الفضول ( فيتأمـل فـي حديثك‬ ‫ويسـعـى في المرة الـثـانية لمقابلتك والتحدث معك بالرغم‬ ‫. عن احتياطات أخيه الفاعل‬ ‫الحـب متفنـن بارع (( ول ريـب فـي ذلك إذ أنـه فـي حالتنـا ((‬ ‫هذه يجعل الخ السـاذج المنفعل أهـل للتحايل على التخلص‬ ‫من رقابة الخ الفاعل وللوقت يمكنك أن توجـه قـوة التلقين‬ ‫إليه بكيفية تجعلك أن تحصل على أكبر النتـائج الممكنة وأن‬ ‫. تحترز من تلقينات الخرين إليك‬ ‫ولحصول التأثير المطلوب على أي فرد تكون لك به صلة أو‬ ‫علقـة ـــ ل تجـد أمامـك قوة التلقيـن الذي تخدع بهـا رقابـة‬ ‫الشريك الفاعل فقط بل تجد أيضا مساعدين قــويين وهما‬ ‫تموجات الفكر الصادرة مباشرة من النفس وقـوة الجــذب‬

‫. الفكـري‬ ‫ويمكـن لهذه القوى أن تنمـو بكثرة بواسـطة التمرينات التـي‬ ‫سـنذكرها لك فـي هذا الكتاب وسـنعلمك أيضـا الطرق التــي‬ ‫به ـا تتمك ـن مــن اكتس ـاب الص ـفات المؤهلة لك لتؤث ـر على‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. الفاعل الذي ل يحكم إل بحسب صفات المرء الظاهرة‬ ‫بيـد أنـه يوجـد أمـر يجـب عليـك نواله مهمـا كانـت الظروف .‬ ‫ذلك هـــو الوثوق والعتقاد مـــن أن فيـــك الســـتعداد التام‬ ‫. لمتلك ناصية هذا الموضوع‬ ‫: وهذه ظاهرة مشابهة لما يأتي‬ ‫شـاب يريـد أن يتعـلم السباحـة وهو ل يعتقد أن كل الشبان‬ ‫. ليسوا كفؤا لتعليم هذا الفن وليس في استطاعتهم تعلمه‬ ‫ومنذ الوقت الذي يعتقد في نفسه أنه يستطيع السباحة لبد‬ ‫وأن يسـبح والعكـس بالعكـس إذا خطـر بباله أنـه ل يسـتطيع‬ ‫. ذلك فمن العبث محاولته السباحة لئل يغرق‬ ‫وهكذا بالتمري ـن ينب ـغ ف ـي العوم . إنم ـا الشي ـء المه ـم ه ـو‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫. اعتقاده استطاعته ذلك المر‬ ‫توجـد كامنـة فيـك قوة التأثيـر على غــيـرك و لكـن ينقصـك‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. العلم بها وإيقاظها من رقادها‬ ‫وإذا كان يصــعب عليــك ذلك فــي بادئ المــر فل يعترينــك‬ ‫الوهـن . بـل ثـق بالنجاح وثابر على العمـل فتكون أعظـم مـن‬ ‫أولئك الذين ينجحون بطريق الصدفة أما أ نت فتعلم السبب‬ ‫ومـا عليـك إل البدء لتجنـي مـن الكروم عنبـا ومـن خليـا النحـل‬ ‫. شهدا‬

‫اْلفصـل اْلخامس‬ ‫َْ ْ‬ ‫َْ‬
‫بعض قــواعد الســـلوك‬ ‫كيـف تؤثـر على الشريـك الفاعـل ــ محادثـة ــ فـن الصـغاء ــ‬ ‫كارليل وزائره ـ كيف تتعرف بآخر ـ ظاهر النسان ـ العطور‬ ‫والنظافــة والهندام ـــ التحفــظ والطبــع والقدام ـــ احترام‬ ‫النفـس واحترام الغيـر ــ الصـراحة والجـد ــ التسـليم والعيـن‬ ‫. والنبرة ـ قاعدة مفيدة ـ إصلح معايب الهندام‬ ‫***...***...***‬ ‫في الفصل السابق شبهنا وظيفتي النفس بأخين اشتركا في‬ ‫عمـل تجاري . ولسـهولة تفسـير الموضوع التـي نسـتمر على‬ ‫ذلك التشــبيه لنــه أحســن مظهــر للعلمات الموجودة بيــن‬ ‫. وظائف النفس‬ ‫فهذا الشريــك الفاعــل يجــب معاملتــه بكــل رعايــة وإكرام‬ ‫. ومحاولة استبقائه في مزاج حسن وخلق طيب‬ ‫فكيفيـة التخاطـب و التعارف والصـوت والعيـن وغيرهـا كـل‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. هذه أشياء تؤثر عليه على نوع ما‬ ‫نعم إن لكل شريك فاعل خاصيات ذاتية وأذواقـا شخصية إل‬ ‫. أن ذلك ل يمنع من وجود صفات عامة لكل أولئك الشركاء‬ ‫أما فيما يتعلق بموضوع المحادثة فينبغي عليك حتما معرفة‬ ‫. ما يهتم الشريك الفاعل به ويلفت نظره‬

‫فإذا وافقــت هواه ، تســتطيع أن تحوله عــن واجبات رقابــة‬ ‫أخيـه المنفعـل ، ولهذا الغرض يلزمك استدراجه في الحديث‬ ‫لتعلم ، فتقف منه على ما يستهويه ويستميله ولكن إيـاك و‬ ‫. التمادي في كثرة التملق‬ ‫ينبغـي أن تعود نفسـك على الصـغاء لن هذا الفـن مـن أهـم‬ ‫. الصفات الدبية‬ ‫كثيرون هـم الذيـن يصـلون إلى أغراضهـم بصـفة واحدة هـي‬ ‫. معرفـة كيف يصغون ويستفيدون‬ ‫ألم يأتـك نبـأ تلك الفكاهـة الشائعـة عـن كارليـل فقـد روى أن‬ ‫شخصـا مـن مسـتطلعي الخلق البشريـة على وجـه العموم‬ ‫زار يومـا كارليـل المؤلف الشهيـر وأخـذ يطـــارحه القول إلى‬ ‫أن استدرجه في الحديث عن مسـألة مهمـة فـأخذ الـمؤلف‬ ‫يتكلم عنهـا نحـو الثلث سـاعات والــزائر مصـغ له ولم ينبـس‬ ‫. بكـلمة‬ ‫وعندمـا ه مّـ هذا بالنصـراف حياه كارليـل أعظـم تحيـة ودعــاه‬ ‫! لزيارته مرة أخـرى لنـه سـر كثيرا بمجلـسة‬ ‫ّ‬ ‫لقــد قبضــت الن على عقدة المســألة فأضــع إلى حديــث‬ ‫الشريـك الفاعـل كأنـه طلى مفيـد ـــ ولكـن إياك وأن تجعله‬ ‫يسـتهويك لئــل تنقلب اليـة وتصـبح أنـت المتأثـر بدل مـن أن‬ ‫. تكـون المؤثر‬ ‫ليكن إصغاؤك بانتباه وحذر حتى إذا وثقت من ركون محادثك‬ ‫إليـك اغتنمـت الفرصــة وأثرت على شريكــه المنفعـل فتفوز‬ ‫. بالمـرام‬

‫أمـا فيمـا يختـص بهندامـك ومظهرك الخارجـي فأشيـر عليـك‬ ‫بأن تتجنب أطراف الشياء فل تكون كثير التأنق في الملبس‬ ‫ول عديـم العتناء بـه بـل كـن وسـطا بيـن المور فيجـب أن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫يكون مظهرك بسيطا مع الترتيب والنظافة , فل تنتعل حذاء‬ ‫مرقعا باليا ول تلبس قبعة أو طربوشا رثا لن ذلك يستلفت‬ ‫النظر أكثر من الملبس . ول باس أن تكون ملبسك قديمة‬ ‫ولكن نظيفة . فان أول ما يلفت النظر ــ الحذاء والطربوش‬ ‫. ــ وعليهما يتوقف حكم الشخص الذي تقصده‬ ‫ولتكــن ملبســك البيضاء نظيفــة جدا ول تســتعمل الروائح‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. العطرية النافذة مهما كان نوعها‬ ‫كذلك إذا تقدمــت لمقابلة إنســان فلتكــن هيئتــك بشوشــة‬ ‫وخلقـك هادئا . وممتلكـا زمام نفسـك ل تحتـد و ل تعبـس و ل‬ ‫تظهــر الشمئزاز وابعــد عنــك الوجــل والضطراب ولـــيكن‬ ‫صـوتك هادئا حتـى لو احتدم مخاطبـك فانـك ل تلبـث أن تراه‬ ‫خجــل مــن حدتــه وخفــف مــن غلوائه متــى كان جوابــك له‬ ‫. بسكون وبتؤدة‬ ‫ليك ـن علي ـك طاب ـع الوقار فبذلك تحترم نفس ـك وتحت ـم على‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الخري ـن أن يحترموك ويتب ـع ذلك بالطب ـع احترام الغي ـر ف ـي‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. آرائهم ومعتقداتهم وعواطفهم‬ ‫فإذا لم تكـن متحليـا بهذه الصـفة ينبغـي عليـك اكتسـابها حتمـا‬ ‫.لنها تساعدك كثيرا في خطب مودة الصدقاء والخلن‬ ‫وكأنــك بذلك تقول لمــن يجابهــك : كمــا أنــا أعاملك أود أن‬ ‫. تعاملني‬

‫وإذا تكلمت لتكن أقوالك جدية فتستوقف نظر الناس وتضم‬ ‫إليك عضدا قويا ليغرس فيهم إيحاءك فضل عـن أن ذلك من‬ ‫. العوامل المهمة في تقوية اهتزازات فكرك‬ ‫وإذا ســلـمـت فامدد يدك بحي ـث ل تكون قاسـية ول رخوة .‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫سـلم على كـل الناس كمـا تسـلم على أكـبر غــني تـبرع لك‬ ‫. بهبة ثمينة ــ واصحب التسليم بنظرة حادة ثابتة‬ ‫سنشرح لك في الفصل التالي مقدرة النظر ولكننا نذكر لك‬ ‫العلقـة المتينـة بينـه وبيـن التســلـيم باليـد فالثنـــان يتمشيان‬ ‫. مع بعض ويتممان بعضها البعض‬ ‫ل تيـأس أيها القارئ إذا لم تكن حائزا على الصفات السـابق‬ ‫ذكره ـا . ب ـل ض ـع نص ــب عـ ـينيك هـ ـذه الحقـ ـيقة ـ ــ جمي ـع‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫المواهـب الطبيعيـة يمكـن اكتسـابها إذا اعــتنيت ومددت يدك‬ ‫. لخذها‬ ‫سـنفيض لك الشرح ف ـي فــصــل آخـر ع ـن كيفـ ـيـة تكويـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. الـخلـق‬ ‫يوجـد عــضـد آخـر له قدرة هــائلة تجده فـي الــعـين إذا كان‬ ‫المراد التأثــير على الخريـن و إعانـة شريكنـا الفاعـل فـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫.عمله‬ ‫مـن ذا الذي يجهـل تلك القدرة ؟ ـــ ومـع ذلك قــليلون هــم‬ ‫. الذين يستخدمونها ويعرفون سـر استعمالها‬ ‫يمكـن كتابـة المجلدات الضخمـة عـن هذا السـتخدام كسـلح‬ ‫للهجوم أو للــدفـاع ـــ وكواســـطة للتـــأثير على النســان‬ ‫والحيوان . فالعـــين تبقـى على دوام الكنـز الذي تؤخـذ منـه‬

‫. المواد التي يحتاج إليها الباحث في بحثه ودرسه‬ ‫وسـنخصص الفصـل التالي لثبات مفعول العيـن فـي التــأثـير‬ ‫ـــ ثـم نـبين كيـف ينمـو النظـر المغنطيسـي و كيـف نتحاشـى‬ ‫. تأثير نظر الخرين‬

‫َّ‬ ‫اْلفصل السادْس‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬
‫مقــــدرة العــــين‬ ‫أعظـم واسـطة للنسـان ليؤثـر بهـا على الغيـر ـــ أســــباب و‬ ‫نتائج ـــ الهتزازات الفكريـة التـي تنتقـل بواسـطة العــين ـــ‬ ‫تأثير النظر على الحيوانات الليفة والمفـترسة ــ الستهواء‬ ‫و الجذب المغنطيسـي ـــ البص ـر الممغـ ـنـط ـ ــ النظـر و‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫النتباه ــ الوصول إلى الغرض ـــ التدرع ضد تـأثـير نظر‬ ‫. الغـير ـــ كيف نستهوى الخرين‬ ‫***...***...***‬ ‫العين إحدى الوسائل العظيمة للتأثير الشخصي فهي تستأثر‬ ‫. بانتباه المخاطب و تجعله على أتم استعداد لقبول إيحائك‬ ‫وفضل عن ذلك فـللعـين ذاتها خاصية قوة غرس إرادتك في‬ ‫نفـس الغيـر بشرط أن تباشـر هذه القوة بطريقـة معقولة ـــ‬ ‫أنهــا تجتذب وتأســر وتســحر الشريــك الفاعــل و تمهــد لك‬ ‫. الطريق الموصل لمخاطبة الشريك المنفعل‬ ‫هي السلح المخيف للــذي يلم بعـلم قانون الملـكة الفكرية‬

‫.‬ ‫إنهـا تقتلع مباشرة اهتزازات نفـس هذا الخيـر لتغرسـها فـي‬ ‫. نفس مخاطبة‬ ‫انـك ول ريـب سـمعت بتأثيـر العيـن البشريـة على الحيوانات‬ ‫المفترسـة وغيرهـا . كذلك النسـان المتمديـن يؤثـر على أخيـه‬ ‫. المتوحش الهمجي‬ ‫كثيرون لبـــد و أنهـــم تقـــــابلوا بأولئك الشخــــاص الذيـــن‬ ‫يستطيعون قراءة ما في نفس الغير بقوة التفرس النظري .‬ ‫س ـنوضح ف ـي الفص ـل التالي بع ـض تماري ـن لتس ـاعد القارئ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫على الحصـول على مـا ندعوه بالنظـر المغنطيسـي الذي هـو‬ ‫. العضد الثمين لمن يشتغل بالمغنطيسية الحيوانية‬ ‫فتوجيـه نظرك توجيهـا مناسـبا ـــ أثناء المخاطبـة يجعلك أهل‬ ‫للتأثيـر على مخاطبـك تأثيرا أشبـه بالسـحــر أو بالجتـــذاب‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫المغنطيسي وسبب ذلك قوة الهتزازات الــفكرية المنبعثــة‬ ‫. بواسطة النظر الممغنط الصادر من العين‬ ‫و بالطبـع أن لكـل حالة تحدث فـي ظروف مخصـوصة أيضـا‬ ‫طرقـا خاصـة بهـا ولذلك يصـعب تلقــين قواعـد تنطبـق على‬ ‫. جميع ظروف الحياة‬ ‫فينبغـــي إذا ً أن تتعود على تطـــبيق القواعـــد العامـــة على‬ ‫. التعقيدات الغير منتظرة التي تعترضك في كل حالة‬ ‫غيــر أنــه مــن المهــم جدا أن تبدأ حديثــك بالنظــر إلى وجــه‬ ‫مخـ ــاطبك نظرا مغنطيس ــيا نافذا . ولي ــس م ــن الضروري‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫التحديـق بـه بـل تكتفـي بأن يكون نظرك ثابتـا غيـر مضطرب‬

‫. وتظهر فيه قوة الرادة وحصر الفكر‬ ‫ويمكنـك فـي أثناء المحادثـة أن توجـه نظرك إلى جهـة أخرى‬ ‫ولكــن يجــب أن تكون كــل جملة تقصــد بهــا التأثيــر على‬ ‫مخاطبـك مصـحوبة بالنظـر المغنطيسـي كأنـك تريـد تفهيمـه :‬ ‫. )) )) هكذا أريد ويجب أن أنال‬ ‫. فل تنس هذه القاعدة ول تحد عنها‬ ‫وإذا كنـت ترغـب شيئا فاطلبـه بوضوح وبعزة نفـس شاخصـا‬ ‫ببصـرك إلــى الشخـص الذي تسـأله ومعتقدا فـي باطنـك أنـك‬ ‫. نائل سؤلك‬ ‫اجتهــد أن تجعله ل يحول نظره عنــك أو يلتفـــت إلى جهــة‬ ‫أخرى أثناء هذا الطلب بـل يجـب حتمـا أن تسـترعى انتباهـه‬ ‫ـ‬ ‫إليك فيتأثر الشريك الفاعل ويدع أخاه المنفعل يقترب منك‬ ‫. ويصغي لحديثك وبالطبع يميل إلى قبوله والعمل به‬ ‫وإذا رأيتـه يتجنـب نظرك . فيمكنـك أن تســــتلـفـته بالطريقـة‬ ‫: التية‬ ‫تحول أنــت أيضــا نظرك إلى جهــة أخرى بشرط أن ترمقــه‬ ‫بطرف عينك فبالطبع يلتفت هو إلى الجهة التي تحولت إليها‬ ‫ـــ ففـي هذه اللحظـة ترمقـه بعيـن حادة وبنظـر سـريع وبعزم‬ ‫قوى ـــــ لن هذه هـــي الفرصـــة الســـيكولوجية المناســـبة‬ ‫. لستئساره وتملك قيادة‬ ‫أمـا إذا كانـت هذه التجربـة لم تأت بالغرض المقــصـود مـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫النتباه إلــيك واللــتفات لقــولـك فــأشـير عليـك أن تقــدم له‬ ‫. نموذجا مما له علقة بالغرض الذي جئت له من أجله‬

‫سـتتحقـق أنـه ينظـر إليـك بعـد أن يفحـص مـا أطلعتـه عليـه‬ ‫فيجب في هذه الحالة أن تجعل نظرك يتقابل مع نظره وأن‬ ‫. تكون ثابتا وموحيا إليه بكامل إرادتك‬ ‫فإذا اسـتطعت أن تحصـر التفاتـه إليـك وأفلحـت فـي التطلع‬ ‫إليـه أثناء محادثتـك معـه ـــ فانـك ولبـد نائل منـه مرغوبـك ـــ‬ ‫اللهــم إل إذا كان هــو الخــر خــبيرا بهذا الموضوع فيصــعب‬ ‫. عليك التـأثير عليه‬ ‫ولربما تدرك في أثناء حديثك معه أنه يتحاشى النظر إليك أو‬ ‫يريـد وضـع حـد لمحادثتـك فرارا مـن التأثـر الذي يحدث له فل‬ ‫تدعه يفعل ذلك لن هذا هو الوقـت الســيكولوجي المناسب‬ ‫. لحصول تأثيرك وجنى ثمر تعبك‬ ‫وكما أنه من الصعـب التأمل أو التروي أثنـاء التأثير النظري‬ ‫المغنطيسي ــ فإني أنصحك بالحتراس من هذه القوة التي‬ ‫يسـتعملها غيرك لسـتهوائك ـــ كمـا ترغـب أنـت فـي اسـتهواء‬ ‫غيرك بهـا . ولذلك يجـب أن تكون دائمـا على حذر مفكرا فـي‬ ‫نفسـك أنـك أقوى منـه وسـتتغلب عليـه ـــ فل تكـن الشخـص‬ ‫المنفعــل أو المتأثــر . وإذا لحظــت أن مخاطبــك يحــــاول‬ ‫اليحـ ـاء إلي ـك بقوة نظره فاجته ـد أن ـت بالعك ـس بتحـ ـــويل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫نظرك إلى جهة أخرى بطريقة ل يشعر بها وكأنك مصغ إليه‬ ‫ــ وبذلك تستطيع التروي في المر وتبقى في حالة الحياد ل‬ ‫مؤثرا ول متأثرا ـــ وإذا عرض عليـك أمرا فتأمـل فيـه فان لم‬ ‫. يوافق هواك فارفض بثبات وحزم ولكن بأدب واحتشام‬ ‫اجعـل دائمـا شريكـك الفاعـل رقيبـا على الشريـك المنفعـل‬ ‫واعلم أنـه فـي أثناء محادثـة مـا ، يكون المتكلم هـو المؤثـر‬ ‫والســامع هــو المتأثــر أو المنفعــل . وكلمــا كان هذا منتبهــا‬

‫وفكره منحصــرا فــي الصــغاء كلمــا كلن أكثــر انفعال وتأثرا‬ ‫. فتضعف قوته وتشتد قوة المؤثر المتكلم‬ ‫فيجــب أن تلحــظ ذاتــك عندمــا تكون فــي الحالة الســلبية‬ ‫ومخاطبــك فــي الحالة اليجابيــة ول تدع اليحاء ينطبــع فــي‬ ‫. فكرك‬ ‫وينبغـي أن تكون نـبرة صـوتك عنـد الكلم ذات صـفة الوثوق‬ ‫. من الوصول إلى مطلوبك والعتقاد بنوال مرغوبك‬ ‫وإذا أردت أن تكــون لك صــورة فكــرية من هــذه اللفاظ‬ ‫)) الجدي المقتنع (( فانك تتمكن حينذاك من إدراك معنى ما‬ ‫قلتــه لك مــن جعــل اليحاء الذي تباشره بطريقــة لطيفــة‬ ‫والفص ـل الخاص )) بحص ـر الفك ـر (( س ـيرشدك إلى طري ـق‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. ذلك أما الفصل التالي فسنخصصه للبصر المغنطيسي‬

‫البصـــــر الـمـغـــنطيسي‬ ‫ماهية البصر الـممغنط ـــ كيف يمكن اكتسابه ــ تدريبات‬ ‫على اليحاء . التمريــن الول : طريقــة الحصــول على بصــر‬ ‫ثابت ونافـذ ــ تـأثيره على النسان و الحيوان ـــ التمرين‬ ‫الثانــي : تقويــة البصــر أمام المرآة ــــ كيــف تقاوم بصــر‬ ‫الخريــــن ـــــــ التمريــــن الثالث : نمــــو العضــــــــلت و‬ ‫العص ــــــــاب البص ـرية ـ ـــ التمري ـن الراب ـع : ف ـن تقوي ـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬

‫َّ‬ ‫اْلفصل الـسـاْبعْ‬ ‫َْ‬

‫العضـــــلت و العصــــــــاب البصـرية ــــ التمريـن الخامـس‬ ‫: تجارب على الناس و على الحيوانات ــــــــ التمريــــن‬ ‫. السادس : استخدام القوة المسموح بها‬ ‫***...***...***‬ ‫إن البصر المسمى عادة بالبصر الـممغنط والـمغنطيسي هو‬ ‫مظهـر رغائب النفـس بواسـطة العـــين التـي تكون أعصـابها‬ ‫وعضلتها نمت بكيفية تمكنك من إرسال نظرات ثابتة حادة‬ ‫. ونافذة‬ ‫إن كيفية توليـد المجهود الفكري سنشرحه لك في الفصول‬ ‫التية أما التمارين التالية فهي مهمة جدا ويجب دراستها بكل‬ ‫اعتناء ودقة إذ بواسطتها تتمكن بقليل من الزمن من تقوية‬ ‫. بصرك لدرجة تؤثر بها على غيرك‬ ‫وسـتشعر بالتدريـج بلذة هذه الختبارات عندمـا تطبقهـا على‬ ‫الشخاص الذيـن يلوذون بـك ! ويتحقـق لديـك انهـم ل يقوون‬ ‫على احتمال حدة نظراتــك التــي تصــوبها إليهــم ويشعرون‬ ‫. ببعض القشعريرة إذا حدجتهم ببصرك بضع دقائق‬ ‫ومتـى حصـلت على هذه النتيجـة واكتسـبت البصـر الــممغنط‬ ‫. لن ترغـب في استبداله ول بمال العالم‬ ‫ل تكتفـي بمطالعـة هذه التماريـن بـل ينبغـي أن تباشرهـا على‬ ‫الدوام وتجربهـا مـع أصـحابك ومعارفـك لتقـف بنفسـك على‬ ‫. مفعول القوة الباصرة المغنطيسية‬

‫الـتمـــــــــــارين‬ ‫أول ـــ خـذ ورقـة مربعـة بيضاء مســـطحها 51 سـنتيمترا‬ ‫مربعا وارسم في وسطها دائرة سوداء بحجم النصف قرش‬ ‫ويكون فراغ الدائرة كلها أسـود . ثم ثبت الورقة في الحائط‬ ‫بازاء نظرك برهـة وعاود التحديـق مرة ثانيـة . ثـم ثالثـة وكرر‬ ‫. هذا العمل خمس مرات‬ ‫دع كرسـيك فـي موضعـه وانقـل الورقـة على بعـد نصـف متـر‬ ‫. من الجهة اليمنى من الموضع الذي كانت فيه‬ ‫اجلس على الكرســي كمــا كان وانظــر إلى الحائط أمامــك‬ ‫برهـة ثـم حول نظرك ) بدون أن تحرك رأسـك ( إلى الجهـة‬ ‫. اليمنى وحدق في الدائرة السوداء نحو دقيقة‬ ‫كرر هذا العمل أربع مرات . ثم نوعه بنقل الورقة إلى الجهة‬ ‫. اليسرى بدل من اليمنى‬ ‫كرر هذا التمرين ثلثة أيام مع إط ـالة الوقت من دقيقة إلى‬ ‫دقيقــة ونصــف فدقيقتيــن . وعــد الثلثــة أيام أطـــــل مدة‬ ‫التحديـق الى ثلثـة دقائق وهكذا كـل ثلثـة أيام تضيـف دقيقـة‬ ‫حتى تتمكن من استبقاء عينيك محدقة نحو ربع ساعة بدون‬ ‫أن ترمــش أو أن تغرورق بالدمــــــوع ومتــى وصــــلت إلى‬ ‫هذه الدرجــــة فتأكــــد أن نظرك حاز القوة الـــــمغنطيسية‬ ‫الـــمطلوبة وبهــا تســتطيع التأثيــر على مخاطبــك حتــى أن‬ ‫. الحيوانات تضطرب من نظراتك وتفزع منها‬ ‫ول تضجــر أو تمــل مــن هذا التمريــن بالنظــر إلى فــــوائده‬ ‫. العديدة‬

‫ثانيا ــ تستطيع استكمال التمرين السابق بالتمرين التي‬ ‫فــبه تتمكـن مـن مقاومـة نظـر الغيـر . ذلــك بأن تقــف أمام‬ ‫المرآة وتحدق فـــي نظرك الــــمنعكس عليهـــا . وتكرر هذا‬ ‫العمـل مرارا عديدة متدرجـا مـن دقيقـة إلى اثنيـن حتـى تصـل‬ ‫إلى ربـع سـاعة وبذلــك تعود نفسـك على مناوأة نفــوذ نظـر‬ ‫. غيرك وعلى تقوية نظرك أنت أيضا‬ ‫ثالثا ــ قـف أمام الحائط وعلى بعـد متـر واحـد منـه وعلق‬ ‫الورقة المربعة عليه بحيث تكون الدائرة السوداء عالية من‬ ‫. مرمى نظرك . ثم ثبت نظرك في الدائرة المذكورة‬ ‫وحرك رأسـك راسـما بهـا شبـه قوس بدون أن تحول النظـر‬ ‫. عن الدائرة السوداء‬ ‫ولما كان هذا التمرين يستلزم تحرك العينـين في محاجرهما‬ ‫. فهو بالطبع يتطلب إجهادا عظيما في العضلت والعصاب‬ ‫نوّع التمريــن المذكور بتحريــك رأســك فــي جهات مختلفــة‬ ‫. وليكن عملك بتؤدة الكي ل تتعـب العينين‬ ‫رابعـا ـــ الصـق ظهرك بحائط الغرفـة . وانظـر فـي الحائط‬ ‫المقابل . وصوب النظر إلى موضع فيه متنقل إلى آخر مـن‬ ‫فوق إلى تحـت ومـن اليميـن إلى اليسـار ـــ بدون أن تتحرك‬ ‫. وعندما تشعر بتعب عينيك اسـترح . ثم كرر العمـل مرة‬ ‫. أخرى‬ ‫والغرض مـــن هذا التمريــن تقويــة العضلت والعصــــــاب‬ ‫. البصرية‬ ‫ـ ــ عندم ـا تكون تحص ـلت على نظ ـر قوي ولك ـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬

‫خامسـا‬ ‫ـ‬

‫تكون واثـق مـن ذلك . اطلب مـن صـديق لك أن يجلس على‬ ‫كرسـي أمامـك ثـم حدجـه بنظرك واطلب منـه أن ينظـر هـو‬ ‫الخـر إليـك بقدر إمكانـه ولسـوف ترى أنـه يتعـب ويقول لك‬ ‫كف ــى . فيكون ف ــي هذه الون ــة قريب ــا م ــن حالة التنوي ــم‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. الـمغنطيسي‬ ‫تستطيع أيضا أن تجرب قوة نظرك في أي حيوان وستتحقق‬ ‫. من أنه يخشاك ويفر من أمامك فزعا‬ ‫وأشيـر عليـك بأن ل تخـبر أحدا باشــــتغالك بالــمغنطيســـية‬ ‫الحيوانيــة لســباب منهــا أن الناس إذا علموا بذلك يتحاشون‬ ‫. تأثيرك . وهذا بالطبع يقلل من قوتك الـممغنطة‬ ‫حافــظ على ســرك واظهــر قوتــك بالعمــل وليــس بالتبجــح‬ ‫والثرثرة ـ ـــ خ ـذ الوق ـت الكاف ـي لحف ـظ هذه التماري ـن ول‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫تقرأها قراءة سطحية أو بعجلة . بل بتأن وبالتدريج الطبعي‬ ‫.‬ ‫ل تجعـل عينيـك أن ترمشـا بكثرة . ول تطبـق جفنيـك . وقوة‬ ‫. الرادة والتأمل يسـاعدانك على نبذ هذه العادات‬ ‫وإذا شعرت بتع ـب عيني ـك م ـن تلك التماري ـن فبللهم ـا بالماء‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫البارد فتشع ـــر حال بالراح ـــة . ومت ـــى واظب ـــت على تلك‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. الختبارات بضعة أيام لن تعود تشعر بكلل مطلقا‬

‫ال ْفصـل الثَّامن‬ ‫َْ‬ ‫ْْ‬
‫قــــــوة الرادة‬

‫الفرق بيـن قوة الفكـر الجاذبـة والقوة المريدة ـــ الظاهرات‬ ‫المختلفـــة لهتزازات الفكـــر ـــــ آنيـــة النســـان والشعور‬ ‫بشخصيه ــ النفس البشرية ، الرادة وسر نموها ــ التأثير‬ ‫. الفكري اليجابي والسلبي ــ انقذاف التموجات الفكرية‬ ‫***...***...***‬ ‫لقـد أوضحنـا فـي الفصـول السـابقة كيـف يمكـن للقارئ أن‬ ‫. يؤثر أثناء محادثة بصوت عال بواسطة الستهواء أو اليحاء‬ ‫والنس ــان الذي يفعــل هذا التأثي ــر تســاعده قوتان أخريان‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫فإحداهما معروفة باسم القوة الجاذبة للفكر وسنشرحها في‬ ‫فصل تال . والثانية هي تأثير إرادة نفس شخص على نفس‬ ‫. شخص آخر‬ ‫وهاتان الظاهرتان لقدرة النفـــس البشريـــة متباينتان فيمـــا‬ ‫. بينهما‬ ‫فالقوة الجاذبــة للفكــر متــى باشرت العمــل . تبدي تأثيرهــا‬ ‫على الغير بدون ضرورة لجهاد النفس ـــ فيكفي أن توجد‬ ‫فكرة قوية في شيء معين لتحريض قوة قادرة على التأثير‬ ‫على الغيـر أمـا إذا كانـت القوة المريدة هـي التـي تظهـر قوة‬ ‫: النفس فإنها تحصل بالكيفية التية‬ ‫تنقذف الهتزازات الفكريــــــة وتندفــــــع باطراد قوة إرادة‬ ‫الشخـص المتحمسـة التـي تدفعهـا إلى اتجاه معيـن : ومتـى‬ ‫. بطل عمل القوة المحركة بطلت أيضا الهتزازات‬

‫فمجهود الرادة الدافـع لهتزازات الفكـر وموجهـة إلى شيـء‬ ‫. خاص هو ما اصطلحنا على تسميته بالقوة المريدة‬ ‫وهذه القوة هـــي إحدى القوات الطبيعيـــة الكـــــبر مقدرة‬ ‫والقـل مفهوميـة . فجميـع الناس يسـتخدمونها وقليـل منهـم‬ ‫يدرك حقيقـة كنههـا . وبعضهـم ل يجهلون مفعولهـا ونتائجهـا‬ ‫. ولكنهم ل يعلمون مصدرها ول نموها‬ ‫ولو أراد القارئ تكريــس الوقــت والـــمجهود اللزميــن لهــا‬ ‫لمكــن إنماؤهــا لدرجــة عظيمــة ل تقدر قيمتهــا وســنبين‬ ‫. )) التمارين الخاصة بذلك في فصل )) الحصر الفكري‬ ‫ولسـتخدام القوة المريدة بكيفيـة ملئمـة يلزم معرفـة حقيقـة‬ ‫الرادة التـي ينبغـي لكتسـابها معرفـة مـا هـو النسـان بكامـل‬ ‫. معنى الكلمة‬ ‫كثيرون منــــا ل ينظرون إلى الذات النســــانية إل كجســــم‬ ‫. طبيعي بالجوهر ــ هذا هو مذهب الماديين‬ ‫نعـت للفكـر ومركزه فـي ) ‪ ( moi‬وآخرون يعتقدون النيـة‬ ‫.الـمخ ويسيطر على الجسم‬ ‫لهذا الرأي نصـيب مـن الصـحة ولكنـه ليـس صـحيحا مـن كـل‬ ‫الوجوه . وقوم آخرون يعتقدون انـه يوجـد فـي داخلهـم . آنيـة‬ ‫عليـا . وعدد قليـل مـن هذا الفريـق أدرك معنـى هذه الني ـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. العليا ويطبق حياته على قوانينها‬ ‫فحقيقـة الذات البشريـة فـي منزلة أرقـى مـن النفـس كمـا أن‬ ‫النفـس أسـمى مـن الجسـم . والجسـم والنفـس همـا فـي‬ ‫. درجة أقل منه‬

‫ما النسان إل آلة له ـــ ويستخدمها متى وجد ضرورة لذلك‬ ‫.‬ ‫إن النيـة الحقيقيـة هـي التـي نشعـر بهـا عندمـا نفكـر ونشعـر‬ ‫. بوجودنا في حالة فحص نفوسنا‬ ‫كـل واحـد منـا شعـر فـي وقـت مـا بحقيقتـه ووجوده وذاتيتـه‬ ‫. ولكنه أهمل إدراك أهمية ذلك‬ ‫ضـع هذا الكتاب جانبـا برهـة . و ارخ عضلت جسـمك وكـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫فــي حالة ارتخاء تام . ونفســك قابلة للنفعال ثــم فكــر‬ ‫بهدوء وطمأنينة بمعنى آنيتك . متمثل أنها أسمى من نفسك‬ ‫وم ـن جس ـمك . فان ـك إن كن ـت حينئذ ف ـي الحالة الملئم ـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫لذلك تشعـــر بحقيقـــة تلك النيـــة فـــي داخلك ويتجلى لك‬ ‫مظهرهــا فــي ذاتــك حتــى أن النفــس والجســم قــد يزولن‬ ‫. والمنعوت )) بالنية (( يبقى خالدا‬ ‫إن )) النيــة (( قادرة ــــ ول يفوق قدرتهــا شيــء ف ذلك‬ ‫الوقت الذي تتعلم النفس فيه أن تخضع لرادتها ــ فيتجدد‬ ‫.النسان ويبلغ درجة من القوة لم يكن يشعر بها من قبل‬ ‫إن الغرض الذي مـن أجله كتبنـا هذا الكتاب لم يدع لنـا مجال‬ ‫للتبسـط فـي شرح هذه النظريـة وفوائدهـا التـي تحتـــاج إلى‬ ‫مجلدات ضخمــة . ولذلك لم يســعنا هنــا ســوى الفات نظــر‬ ‫القارئ إلى تلك الحقيقــة الناصــعة . وهــو حــر فــي الخــذ‬ ‫بالنظريـة التـي توافـق هواه سـواء قبـل بكـل مـا جاء فيهـا أو‬ ‫بعـض منهـا غيـر أننـا نؤكـد له أن الحقيقـة الكـبرى هـي أن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫التفكيـر دليـــل على وجود النسـان ومظهـر لنيتـه ــــ ومتـى‬ ‫. تعرفت نفسك بسرها الحقيقي أدركت سر الحياة‬

‫لقد غرست في نفسك بذار التفكير ول بد أنه سينبت وينمو‬ ‫ويص ــير شجرة عجيب ــة تفوح م ــن أزهاره ــا أزك ــى الروائح‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫العطري ـة ـ ــ وعندم ـا تمتــد أوراقه ـا وتتكام ـل أزهاره ـا ـ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫: عنـدئـذ تعلم حقيقة نفسك وكأنها تقول‬ ‫لق ــد وجدت يارب العالمي ــن قب ــل تكوي ــن الزمان ـ ـــ ((‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وشاهدت وس ـأشاهد توالي الحقاب والدهور ـ ــ النور يتلوه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الظلم والليل يعقبه النهار . ول راحة لي ول هوادة إلى أن‬ ‫. )) تتلشى الكوان ذلك لني أنا نفس وعلة وجود النسان‬ ‫ليســت الرادة إل مظهرا لفكــر الفرد وتوجــد عــــلقة بيــن‬ ‫هذي ــن الوص ــفين مماثلة للعلقـــة الموجودة بي ــن النف ــس‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. والجسد‬ ‫وأننـا بقولنـا )) نمـو الرادة (( نعنـي نمـو النفـس فـي سـبيل‬ ‫. معرفة وجود الرادة وقوة سلطان هذه عليها‬ ‫الرادة بذاتهــا قويــة ول تحتاج للنمــو . وهذا القول مــع تمام‬ ‫.صحته يخالف القول المألوف‬ ‫ينتشـر تيار الرادة فـي مجموع المسـالك النفسـية غيـر أنـه‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يلزم إثبات اتصال تلك المسالك بالقاطرة ليتسنى لك تسيير‬ ‫. قطار النفس‬ ‫: يمكن للفكر البشري أن يختار طريقين‬ ‫الول : ـــ الذي دعوناه )) التأثيـر الفكري المنفعـل (( هـو‬ ‫مجهود غريزي أو شبـه غريزي يحدث مـن تلقـــاء ذاتـه بغيـر‬ ‫. احتياج لي قوة إرادية‬

‫الثان ـي : ـ ــ ندعوه )) التأثيــر الفكري الفاع ـل (( يحدث‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫بواسـطة قوة تنبعـث مـن النفـس إلى الرادة . ول نتولى هنـا‬ ‫شرح الس ــبب لن غرضن ــا م ــن وض ــع هذا الكتاب أن نعلم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. القارئ )) كيف (( وليس )) لماذا (( تحدث هذه الشياء‬ ‫كلمـا توغـل النسـان بأفكاره فـي طريـق )) الفعـل (( كلمـا‬ ‫. تقوّت تلك الفكار والعكس بالعكس‬ ‫فالنسـان الذي يعرف شريعـة المملكـة الفكريـة يمتاز كثيرا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. عن الخر الذي يتبع طريق الفكر المنفعل‬ ‫جمي ـع الفكار م ـن أي نوع كان ـت تص ـدر ع ـن النف ـس وتؤث ـر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫اهتزازاتهـا على الغيـر تأثيرا يتبـع القوة الدافعـة والمحركـة لهـا‬ ‫. إن كثيرا أو قليل‬ ‫نعم فالفكار النفعالية أقل قدرة من الفكار الفعلية غير أنها‬ ‫. إذا توالت ازدادت قوتها‬ ‫ولكـي يدرك النسـان هذه النظريـة يلزمـه إجهاد الرادة فـي‬ ‫كـل مرة يريـد التأثيـر على غيره مباشرة بواسـطة الهتزازات‬ ‫. الفكرية وكلما كان المجهود شديدا كلما كان التأثير قويا‬

‫ال ْفصل التَّاسـع‬ ‫ْْ‬ ‫َْ‬
‫قــــــوة الرادة‬

‫الرادة دعامـة النجاح ـــ القوة الهتزازيـة ـــ انتقال الفكار‬ ‫وقراءتهــا ــــ القوة الخفيــة ــــ تعليمات عموميــة ــــ ل‬ ‫تستخدم القوة للضرار بالغـير ــ تجربة الشيطان ــ تمارين‬ ‫: للفات نظـر إنسـان والتــأثـير عليـه فـي محـل عمومـي ـــ‬ ‫والتأثير عليه بدون أن تنظر إليه ــ اليحاء إليه بكلمة نساها‬

‫ــ نتيجة طالب ألماني ــ التأثير من النافذة على الشخاص‬ ‫. المارين ــ الغراض التي تستخدم فيها قوتك‬ ‫***...***...***‬ ‫إن الدرجــة التــي يصــل بهــا النس ـان إلى التصــاف بالرادة‬ ‫ـ‬ ‫تختلف كثيرا بحسـب الفراد . وعلى العموم يمكـن للنسـان‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أن يحدث تأثيرا كبيرا على بني جنسه كلما كانت إرادته قوية‬ ‫. وعزيمته ثابتة‬ ‫لق ـد بس ـط زعماء النس ـانية ف ـي ذواته ـم هذه القوة لدرج ـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫عاليـة . وربمـا كانوا ل يفقهون حقيقـة تلك القوة التـي تنتشـر‬ ‫فيهـــم ول الســـبب الذي مـــن أجله يؤثرون بنفوذهـــم على‬ ‫عشرائهـم ـــ بـل غايـة مـا كانوا يعرفونـه أن فيهـم نوعـا مـن‬ ‫القوة ليست في غيرهم ولكن ل يدرون ماهيتها ول القوانين‬ ‫. التي تخضع لها‬ ‫ونابليون بونابرت هو المثل الواضح للنسان الذي حاز أعظم‬ ‫درج ـة م ـن القوة المريدة وكان ـت إرادت ـه تؤث ـر على مليي ـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫البشري ـة فيأتمرون بأمره . وكان ـت النتائج الت ـي يص ـل إليه ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫تفوق حـد التصـور ـــ ويمكننـا أن نؤكـد أنـه كان عالمـا بماهيـة‬ ‫قدرته من القوال التي فاه بها في مختلف الظروف وكانت‬ ‫أعماله مطابق ـة لقواني ـن تلك القوة ولكن ـه عندم ـا أنك ـر تلك‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫القوانيـن وأفرط فـي اسـتخدامها اضمحلت قوتـه وهوى مـن‬ ‫. علياء مجده وكان سقوطه عظيما‬ ‫يرى القارئ أن جميـــع الناس الذيـــن ينجحون كانوا يدركون‬ ‫حقيقـة آنيتهـم ويثقون بذواتهـم ويتفاءلون خيرا بمـا كانوا فيـه‬ ‫. يشرعون‬

‫يحســون كنابليون )) بحســن نجمهــم (( وهـــذا هــي معنــى‬ ‫الدراك الغريزي بالنيـة . فكانوا يتعطشون للسـلطة والمجـد‬ ‫والثروة الت ـي كان يدب دبيبه ـا فيه ـم ويدفعه ـم بالغريزة إلى‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. )) الوثوق بمعونة )) النية‬ ‫يوجـــد كثيرون يعرفون هذه الحقيقـــة ولكنهـــم للســـف ل‬ ‫يسـتخدمونها فـي معترك الحياة فيكتفون بالقليـل ول يأبهون‬ ‫.بما تدعوه غالبية الناس بالنجاح أو بالسيادة على الخرين‬ ‫كثيرون يحوزون تلك القوات الخفيــــــة ولكنهــــــم يزدرون‬ ‫بالمراتـب الرفيعـة وبالشهرة والمجـد ـــ لن ذلك ليـس فـي‬ ‫نظرهــم الغرض النبيــل الذي يســعون إليــه وإنمــا يفضلون‬ ‫اسـتعمال الموهبـة التـي فيهـم فـي شيـء أسـمى وأجـل مـن‬ ‫. ذلك في أعينهم‬ ‫فكأنه ـم يقولون م ـع الن ـبي القائل ـ ــ باط ـل الباطي ـل الك ـل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يا لولئك ) ‪ ( PUCK‬باطل وقبض الريح . وكما يقول بوك‬ ‫. الفانين من مجانين‬ ‫يظهـــر أن قانون المقاصـــة يســــاوي بيـــن المور فالغنـــى‬ ‫والسـلطة والمراتـب الرفيعـة ل تأتـي بالسـعادة . ومـا أصـدق‬ ‫هذه المثلة )) ل راحــة للرأس المتوجــة (( ول تخلو الوردة‬ ‫. من شوكها‬ ‫بيد أن غرضي ليس إبداء عظة دينية أو إثبات نظرية أخلقية‬ ‫فلكــل فرد حــق اختيار مــا يوافقــه وليــس لحــد أن لغيره .‬ ‫ونحن ل نقدم للقارئ سوى نصيحة واحدة وهي )) انك مهما‬ ‫. )) فعلت أحسن العمل‬ ‫ضع يدك على المحراث بدون أن تلتفت وراءك . اختر غايتك‬

‫واقصدها مباشرة بدون تردد وأزل من طريقك الحوائل التي‬ ‫. تعترضك‬ ‫وللوصول إلى غايتك يجب أن توجد فيك )) رغبة (( صادقة‬ ‫فــي النجاح ويجــب أن تقابــل آنيتــك الحقيقيــة . بمعنــى أن‬ ‫. تصادف فيك قوة الرادة وصدق العزيمة‬ ‫لقـد فسـرنا لك فـي الفصـل السـابق إن القوة المريدة هـي :‬ ‫)) المجهود الذي تبذله الرادة لحداث اهتزازات الفكـــــــــر‬ ‫)) ودفعها نحو غرض معين‬ ‫فالقوة الهتزازيـة يمكـن إحداثهـا بالطريقـة العاديـة أي أثناء‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫التخاطـب بصـوت جهوري . ولكـن مـن الجائز إحداثهـا أيضـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫بطريقـــة مجهولة بواس ــطة الهتزازات على مس ــافة بعيدة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. وهذه الظاهرة هي المدعوة باسم انتقال الفكر‬ ‫. فالطريقة الولى مألوفة لدينا وشواهدها متعددة‬ ‫أما الطريقة الثانية فنادرة الحصول والذين يمارسونها حسنا‬ ‫يفعلون بعدم إفشائه ــــا . بي ــــد أن عدد الشخاص الذي ــــن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يمارسـون )) هذه القوة (( فـي الخفاء هـم أكثـر بكثيـر ممـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. نتوهم‬ ‫وقد توصل بعضهم إلى درجة غريبة من القوة تعد في حكم‬ ‫العجائب واليات وه ـم ل يريدون أن يتدان ـو إلى نشره ـا على‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫المل وتفســـير ســـرها ـــــ لعتقادهـــم أن زمـــن الفشاء‬ ‫. والحاطة لم يحن‬ ‫ولنماء القوة المريدة يلزم أول معرفـة ذات النسـان معرفـة‬ ‫تامـة كلمـا كانـت القوة عظيمـة فيجـب الشعور بهـا أول ثـم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬

‫التعرف بهــا ثانيــا وبعــد ذلك ل يعتري النســان الشــك فــي‬ ‫وجودهـا وفـي مقدرتهـا وهذا تشـبيه بسـيط يقرب إليـك فهـم‬ ‫. الموضوع‬ ‫تصـور أن جسـدك بمثابـة كسـاء تتزمـل بـه إلى حيـن بغيـر أن‬ ‫يكوّن جزءا منـك وان ذاتـك منفصـلة عـن جسـمك ومرتفعـة‬ ‫. فوقه مع اتصالها به مؤقتا‬ ‫فإذ ذاك تدرك أن نفســـك ليســـت بذاتـــك وانمـــا هـــي آلة‬ ‫. بواسطتها تظهر الذات‬ ‫وكلم ـا قلت أو فكرت بحقيق ـة آنيت ـك كلم ـا تولدت في ـك قوة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫جديدة قـد تكون فـي أول أمرهـا مبهمـة ولكنهـا تزداد وضوحـا‬ ‫بازدياد التفكي ـر . وهذا مث ـل ينطب ـق على م ـا جاء ف ـي الي ـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫المقدسـة )) مـن له يعطـي ويزداد وأمـا الذي ليـس له فالذي‬ ‫. )) عنده يؤخذ منه‬ ‫أن حصر الفكر كما سنوضحه في الفصول التالية يجعل كل‬ ‫واحــد أن يقوي إرادتــه . ول يتــم الـــتأثير على الغـ ـير إل‬ ‫ـ‬

‫: بشروط ثلثة‬
‫. أوَّلها : ــ حصر الفكر في رغبة النفس‬ ‫. و ثانيها : ــ اعتقادك بحق المطالبة بتلك الرغبة‬ ‫. و ثالثها : ــ الوثوق التام من نجاح مرغوبك ومسعاك‬ ‫يجب أن تكون واثقا من نفسك بحصولك على مرامك أما إذا‬ ‫كنـت مرتابـا فـي ذلك فالنجاح ل يكون محققـا وسـتعلم سـبب‬ ‫. ذلك فيما يلي من الفصول‬

‫ول تتوهـم أنـك بمجرد مـا تريـد شيئا تناله مـن غيرك فهذا ل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يتأتى إل إذا كان ندك ليس له ما لك من قوة الرادة . ولكن‬ ‫الـذي نؤكـده لك أن هـذه الق ـوة تعاونك على التأثير لدرجة‬ ‫ما . على كل شخص لك به علقة . أما درجة التأثير فتتعلق‬ ‫. بمقدار القوة المريدة الموجودة فيك والموجودة في ندك‬ ‫وم ـن البديه ـي أن تس ـتخدم هذه القوة م ـع قوة اليحاء كم ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أوضحناهـا لك فـي الفصـول السـابقة . وانـك لتسـتطيع حصـر‬ ‫تلك القوة بواســطة التماريــن التــي ســنذكرها فــي فصــل‬ ‫. انحصار قوة الرادة‬ ‫ول يجب استخدام تلك القوات الخفية في غرض غير نبيل أو‬ ‫للضرار ببنـي جنسـك مهمـا كانـت الغايـة لن ذلك يعـد عمل‬ ‫محرمـا فـي الشريعـة الدبيـة ـــ ولن الضرر يعود عاجل أو‬ ‫. آجل على الفاعل وتوجد لذلك أسباب ل محل لذكرها هنا‬ ‫. فنرجو القارئ أن يتحاشى إتيان هذا المر‬ ‫ل ضرر من استخدام قوتك وعلمك لقضاء مصالحك المباحة‬ ‫وأعمالك الحيويـة وإنماء حالتـك الوجوديـة بشرط أن ل تضـر‬ ‫. الشخص المتأثر ، في مصالحه أيضا‬ ‫يمكنـك أن تؤثـر على الشخـص ليتعاقـد معـك على عمـل وإذا‬ ‫عاملتــه بنبالة المقصــد فانــك ل تكون مفرطــا فــي قوتــك‬ ‫وتأثيرك . ولكـن إذا كان المراد مـن تأثيرك خداعـه أو سـرقته‬ ‫أو إلحاق الذى بـه فانـك تكون أتيـت أمرا ادَّا ول بـد أن يعود‬ ‫الضرر عليــك وتجازى على ســوء صــنيعك ليــس فــي العالم‬ ‫. الخر ــ بل في الحياة الدنيا تحصد ما غرست‬

‫نعـم انـه يوجـد أناس يسـتخدمون قواهـم فـي الضرار بالغيـر‬ ‫ولكنهــم كالبالســة محكوم عليهــم بالتعاســة والشقاء فهــم‬ ‫. ملئكة الجحيم الذين هووا من جنة النعيم‬ ‫. وأننا نذكر لك هنا بعض اختبارات لتمرين نفسك عليها‬ ‫ولتعلم أول أن ـك عندم ـا تفك ـر بالرادة ل يقتض ـي أن تقط ـب‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫حاجبي ـك وتشن ـج يدي ـك وتأت ـي بالشارات المضطرب ـة الدالة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫على تهيجــك إنمــا ســر النجاح فــي الســكون والطلب بهيئة‬ ‫. جدية بغير اضطراب في الصوت أو عبوسة الوجه‬ ‫إذا ســرت فــي الشارع يجــب عليــك أن تثبــت نظرك على‬ ‫شخـص يسـير أمامـك . ويجـب أن تكون المسـافة بينكمـا نحـو‬ ‫الثلثـة أمتار على الكثـر . صـوب إلى الشخـص المذكور نظرا‬ ‫حادا نافذا جهة قفاه القريبة من المخيخ . وفي أثناء ذلك أرد‬ ‫. أن يلتفت الشخص إليك‬ ‫هذا الختبار يتطلب التمرن عليـه قليل ومتـى نجحـت فـي ذلك‬ ‫. وثقت من النجاح في غيره‬ ‫. ويظهر أن النساء أسرع شعورا من الرجال بهذا التأثير‬ ‫حــدق بنظـرك الشخص الـذي يجلس أمامك في المسجد أو‬ ‫الملهى أو المرقص الــخ في ذات الجهة السابق ذكــرها في‬ ‫التمريــن الســابق )) مريدا (( أن الشخــص يلتفــت إليــك‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫فسوف تلحظ أنه يتهزهز على كرسيه ول يلبث أن يلتفت .‬ ‫وهذه النتيجـة يسـهل حصـولها بسـرعة لو كان الشخـص أحـد‬ ‫. معارفك‬ ‫فإذا لم تنـل هذه النتيجـة فدللة على أنـك لم تحـز قوة حصـر‬

‫. الفكر وعلى أن إرادتك لم تكن حازمة‬ ‫إذا جلسـت فــي التــرام . فــانـظــر بانحــراف نحـو شخـص‬ ‫يجلس بعيدا عنـك وبازائك . والتفـت بعدئذ إلى جهـة أخرى ))‬ ‫راغب ـا (( ف ـي تقليدك فإن ـك س ـتراه يلتف ـت إلى جهت ـك كأن ـه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. منجذب إليك بقوة مغنطيسية‬ ‫إذا كنـت تحادث إنسـانا . فيجوز أن هذا الشخـص يبحـث فـي‬ ‫ذاكرته عن كلمة غائبة عن باله . فحدق فيه نظرك وأوح إليه‬ ‫بقوة أي كلمـة تختارهـا . ففـي أغلب الحيان تجده يلفـظ تلك‬ ‫الكلمـة . ويجـب أن تكون متناسـبة مـع الحديـث الذي يحصـل‬ ‫بينكمـا . وأل يتحاشـى الشريـك المنفعـل عـن ذكرهـا ويوحـي‬ ‫. إليك الشريك الفاعل بكلمة أخرى موافقة‬ ‫ولهذه المناسبة نذكر أننا قرأنا في أحد الكتب المترجمة عن‬ ‫اللمانيــة . أن طالبــا كان يهمــل دروســه ويهتــم بالرياضــة‬ ‫واللعاب البدنية . وقد اكتشف صدفة قوته الفكرية العظيمة‬ ‫فاسـتخدمها فـي امتحاناتـه بان انصـرف عـن الدرس وحفـظ‬ ‫بعـض أسـئلة ولمـا أخـذ الممتحـن فـي امتحانـه . قذف الشاب‬ ‫باهتزازات فكره بقوة موحيـا إلى أسـتاذه أن يسـأله السـئلة‬ ‫التـــي يعرفـــه وكان ذلك وكانـــت النتيجـــة أن الشاب جاز‬ ‫. المتحان بنجاح باهر‬ ‫إذا سـرت فـي الطريـق وجاء شخـص معارضـا لك فوجـه إليـه‬ ‫نظرا حادا راغب ـا ف ـي أن يس ـير على يمين ـك أو على يس ـارك‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫وبشرط أن ل تتحول أنــت عــن طريقــك فترى النتيجــة كمــا‬ ‫. أردت‬

‫ق ـف أمام نافذت ـك وانظ ـر إلى أح ـد الماري ـن )) مريدا (( أن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يلتفت إليك . فإذا كان فكرك منحصرا في ذلك وإرادتك ثابتة‬ ‫..قوية فلبد أن تحصل على المرغوب‬ ‫وهكذا يمكنـك أن تنوع الختبارات والتماريـن على هذا المثال‬ ‫. وهــي تســاعدك على الوثوق بذاتــك وعلى تقويــة إرادتــك‬ ‫وصـلبة عزيمتـك . ول تيأس إذا فشلت فـي أول المــر . بـل‬ ‫. ثابر على التمارين حتى تصل إلى النجاح‬

‫انتقال الرادة الفــكرية‬ ‫وجود النتقال الفكري ـــ الهتزازات ـــ خطـر الفراط ـــ‬ ‫السـتخدام العلمـي ـــ كيـف تنال اعظـم النتائج ـــ كيـف تؤثـر‬ ‫على مسـافة بعيدة ـــ التموجات الفكريـة المنتقلة ـــ كيـف‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. تدرأ عنك تأثير الغير‬ ‫***...***...***‬ ‫لســنا نحاول هنــا أن نــبرهن لك عــن صــحة انتقال وقراءة‬ ‫الفكار فقـد اصـبح وجودهـا عنـد علماء النفـس ل يحتاج إلى‬ ‫دليـل كوجود أشعـة رنتجتـن أو التلغراف بغيـر سـلك . وفـي‬ ‫الواقـــع أن الناس اعتقدوا بانتقال الفكار بطريقـــة مبهمـــة‬ ‫فجاءت الكتشافات العلميــة الحديثــة مثبتــة لعتقاد الســواد‬ ‫. العظم منهم‬

‫ال ْفصل الْعَاشر‬ ‫َْ‬ ‫ْْ‬

‫ولهذا لم يك ـن القص ـد م ـن كتاب ـة هذا الفص ـل التدلي ـل على‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫إمكان انتقال الفكار أو قراءتها بل الغرض أن نبين لك كيف‬ ‫. تنتفع بها‬ ‫ك ـل فك ـر س ـواء كان اختياري ـا أو اضطراري ـا ه ـو علة ص ـدور‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫تموجات أو اهتزازات فكريـة فـي الفضاء . ولهذه الهتزازات‬ ‫. تأثير على بني جنسنا يختلف مقداره بين القلة والكثرة‬ ‫وانبعاث الفكار يتبـع فـي سـيره خطـا مسـتقيما ويجذب إليـه‬ ‫انتباه الموجهــة نحوه . وممــا يحســن ذكره أن هذه القوة ل‬ ‫تنال إل بعـد الدرس والتجرب ـة السـنين الطويلة والذيـن نالوا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫هذه المني ــة لم يشاءوا إفشاء س ــرها حرص ــا م ــن البتذال‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ودفعـا للضرار التـي يمكـن لبعـض الذيـن ل رادع أدبيـا لهـم‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. فيستخدمونها في وجه محرم‬ ‫ومع ذلك فان بعض أسرار تلك القوة ذاعت بين المل والذين‬ ‫. أدركوا كنهها أمكنهم الندهاش من نتائجها العجيبة‬ ‫وليـس غرضنـا مـن وضـع هــذا الكتاب ســوى إرشاد القــراء‬ ‫إلى معرفة قوانين التأثير الشخصي المنحصر في كلمتي ))‬ ‫المغنطيسـية الحيوانيـة (( ولذلك سـنقتصر على ذكـر القواعـد‬ ‫السـاسية لتلقيـن الرادة ولو كانـت المسـافة بيـن المؤثـر و‬ ‫. المتأثر مائة كيلو متر‬ ‫وليكـن فـي علم القارئ أنه مـن الصـعب الحصـول على أرقـى‬ ‫درجة في هذا العلم . أما معرفته البتدائية فيسهل اكتسابها‬ ‫. وهذه المعرفة هي التي نرغب في شرحها‬ ‫يذكـر القــارئ أننـا قلنـا لــه أن كـل فكـر ينتـج اهتزازات أشبـه‬ ‫بالدوائر التـي تتسـع على سـطح الماء الحادثـة مـن سـقوط‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬

‫. حجر في اليم‬ ‫فهذه الفكار ترسـل تأثيراتهـا فـي جميـع الجهات ولكنـك إذا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ألقيـت الحجـر بكيفيـة أفقيـة فان الدوائر تتكون وتتسـع فـي‬ ‫الجهـة التـي يسـتقر فيهـا الحجـر . كذلك الحال فـي اهتزازات‬ ‫الفكار العاديــــــــــة واهتزازات الرادة المتنقلة ولنقرب لك‬ ‫النظري ـة بالمث ـل الت ـي : نفرض أن ـك أردت الس ـتئثار بانتباه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫شخـص بقصـد اهتمامـه بـك . فمـن الممكـن لك أن تفكـر بجـد‬ ‫فــي رغبتــه ذلك الهتمام ويمكنــك أن تتمثله بفكرك يهتــم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫بمسـألتك . فبهذا العمـل ترسـل إلى جميـع الجهات اهتزازات‬ ‫قويـة فكريـة وبل شـك أن بعضهـا يصـيب الشخـص ويؤثـر عليـه‬ ‫. بنسبة قوتك الفعالة وقوته اليجابية‬ ‫ومـن الجائز أنـه ل يشعـر بتأثيرك . ولكـن إذا كانـت آلة فكرك‬ ‫البرقي ـة ترس ـل تموجاته ـا بشدة إلىالشخ ـص مباشرة فإنه ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. تصيبه بوضوح أكثر وتكون صدمة الهتزازات أقوى‬ ‫وللوصــول إلى نتائج مرضيــة مــن هذا القبيــل يجــب عمــل‬ ‫التماريــن المذكورة فــي هذا الكتاب الخاصــة بحصــر القوة‬ ‫. الفكرية‬ ‫ولنفترض مؤقتـا أنـك حاصـل عليهـا فلننظـر النتائج التـي تنتـج‬ ‫. عنها‬ ‫فـي عزمـك محادثـة شخـص بعـد بضعـة أيام بخصـوص مسـألة‬ ‫تهمـك وتريـد مسـاعدته لك فيهـا مـع أنـه ل توجـد بينكمـا أي‬ ‫. علقة‬ ‫وتعلم أن فـي وسـعك التأثيـر عليـه بواسـطة الطرق السـابق‬ ‫ذكرهـا فـي هذا الكتاب . ولكـن الذي يهمـك أن تتصـل بـه قبـل‬

‫التحدث معـــه أو بعبارة أخرى تري ــد تمهي ــد طريق ــك إلي ــه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. والحصول على تعضيده‬ ‫م ـا علي ـك إل أن توج ـد بين ـك وبين ـه علق ـة فكري ـة بواس ـطة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. النتقال الفكري‬ ‫وينبـغــي لــذلك أن تخــلو بنفـسك بـمـعــزل عـن الناس )‬ ‫فـي مخدعـك مثل ( ثـم تجرد ذهنـك مـن سـائر الفكار وتجعـل‬ ‫جسمك في حالة ارتخاء تام كأنك أصبحت نسيجا من البخار‬ ‫وليس لجسمك وجود ذاتي . ثم ابعد عنك كل المخاوف . ثم‬ ‫فكـر بهدوء وسـكينة بالشخص الذي تريـد التأثيـر عليـه وان لم‬ ‫. تكن تعرفه بالذات . تخيل له مثال بفكرك‬ ‫واسـتمر على التفكيـر فيـه بقوة بغيـر أن تقطـب حاجبيـك أو‬ ‫. تشنج عضلتك‬ ‫ومتـى شعرت فـي ذاتـك بأنـك على اتصـال معـه . فكـر حينئذ‬ ‫. برغائبك وبوثوقك بالحصول عليها‬ ‫وإذا شعرت فــي نفســك بتأثيــر خارج عــن إرادتــك فبدده‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫بتفكرك بشخصــيتك وبالقوة النفســية التــي فيــك فل تجــد‬ ‫الهتزازات الخارجيـة منفذا لذاتـك ويكفـي لتقويتـك أن تتمثـل‬ ‫ذاتـك محاطـة بشعاع فكري يطرد عنـك كـل تأثيـر خارجـي ولو‬ ‫كان غير مقصـود بك شخصيا . ولتعلم أن أفكـار بني جنسنا‬ ‫ـــ مهمـا كانـت اتجاهاتهـا ـــ تتصـل دوائرهـا بنـا وقـد تطوقنـا‬ ‫. ضمنها إن لم نكن محتاطين لدرء تلك التأثيرات‬ ‫وأقرب مثال لصحة ذلك تجده في انتقال شخص من مكان‬ ‫إلى مكان آخـر فانـه ل يلبـث أن نتغيـر أفكاره و آراءه بأفكار‬ ‫الوسط الذي يعيش فيه سواء كان في الدين أو السياسة أو‬

‫الخلق أو السـلوك الخ كمـا رأينـا أن فكرا ربمـا هيمـن على‬ ‫بلد . وعقيدة تســلطت على شعــب . وقــد تتأصــل فيــه أو‬ ‫تتلش ـى تبع ـا لقوة المؤثرات ولس ـتعداد الشع ـب لقبوله ـا أو‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. نبذها‬ ‫ولنعـد الن إلى فرضنـا الول الهجومـي : فرضنـا انـك اتبعـت‬ ‫الرشادات التـي ذكرناهـا ليجاد علقـة أو اتصـال بينـك وبيـن‬ ‫الشخـص الغائب عنـك بواسـطة النتقال الفكري . فانـك بعـد‬ ‫هذا التص ـال تتقاب ـل بذلك الشخ ـص وتعرض علي ـه مرغوب ـك‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫فتجــده يرحــب بـك ويأتنـس بفكــرك كأنكمـا متعارفان مـن‬ ‫زمــن ــــ ول أقول لك أنــه ســيجيب ســؤلك على الفور بــل‬ ‫يتريث للمر ويفكر فيه غير أن التأثير الذي تجابهه به يلشى‬ ‫. تردده ول يلبث أن يتفق معك‬ ‫وينبغـي عليـك أن ل تهمـل قوة عينيـك عنـد مخاطبتـه ول يغـب‬ ‫. عن فكرك التكلم بصوت مقنع ومقتنع‬ ‫ليــس كــل مــن قرا هذه الفصــول يواصــل إلى الدرب الذي‬ ‫رسمناه له . إنما ينجح ذلك الذي يقرأها بتأن وانتباه . فيدرك‬ ‫. المعنى والمبنى‬ ‫قـــد يكــون القــارئ كــالفاحـت بطـــن الرض فالــواحـد يجـد‬ ‫فحمـا . والخـر يسـتخرج ماسـا متللئ الضياء . مـع أن الفحـم‬ ‫. والماس من مادة واحدة . فاسألوا تعطوا . وفتشوا تجدوا‬ ‫: ولنختم هذا الفصل بالملحوظة التية‬ ‫إذا كانـت قوى النفـس كمـا شرحناهـا فـي الفصـول السـابقة‬ ‫تظهـر عجيبـة ـــ فأعجـب منهـا القوة الفكريـة الجاذبـة التـي‬ ‫سنذكرها في الفصل التالي . فمن له أذنان للسمع فليسمع‬

‫.‬

‫ال ْفصل ال ْحادي عَشر‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬
‫القوة الفكرية الجاذبة‬ ‫نظرية ملفورد ــ الروح والمادة متشابهان ــ عجائب الطبيعة‬ ‫ــــ متناول الفكار ل حــد له ــــ تشبــع الفكــر ــــ الظاهرات‬ ‫النفســية العجيبــة ــــ نتائج الخوف والضطراب ــــ التصــور‬ ‫أص ـبح حقيق ـة ـ ــ شروط النجاح ـ ــ أري ـد وأقدر ـ ــ بالعزيم ـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫. الصادقة تنال كل شيء ــ نظريات بعض المؤلفين‬ ‫***...***...***‬ ‫لخـص المؤلف ملفورد الذي بحـث فـي قوى النفـس ـــ جزءا‬ ‫. )) من فلسفته بهذه الجملة )) إنما الفكار أشياء‬ ‫نعم ليس الفكر قوة ديناميكية فحسب ــ بل هو شيء كائن‬ ‫. كسائر الشياء المادية‬ ‫الفكــر شكــل راق مــن أشكال المادة أو هــو صــورة كثيفــة‬ ‫. للروح‬ ‫ل يوجـد فـي الطبيعـة سـوى مادة واحدة تظهـر على أشكال‬ ‫. متعددة متباينة‬ ‫فعندما نفكر نرسل في الفضاء اهتزازات مادة دقيقة أثيرية‬ ‫لهــــا نفــــس وجود البخرة والغازات الطيارة أو الســــوائل‬

‫والجسـام الصـلبة ولو أننـا ل نراهـا بأعيننـا ونلمسـها بحواسـنا‬ ‫كمـا أننـا ل نرى الهتزازات المغنطيسـية المنبعثـة مـن حجـر‬ ‫. المغنطيس لتجتذب إليه كتلة الحديد‬ ‫كل قوى الوجود مغنطيسـية ، فالضوء والحرارة تصـدر عنهما‬ ‫أيضا اهتزازات كاهتزازات الفكر النساني ولكن بأقل تأثير .‬ ‫غيـر أن أصـول هذه وتلك واحدة ول يشترط فـي وجودهـا أننـا‬ ‫. ندركها بأحد حواسنا الخمسة‬ ‫ولقد أثبت هـذه الحقيقة الستاذ أليشا غراي في مؤلفه‬ ‫)) ‪ The Miracles of Nature‬عــجــائب الــطـبـيـعــة ((‬ ‫: بما يأتي‬ ‫إن وجود تموجات صوتية ل تسمعها الذن . وتموجات ضوئية‬ ‫متلونــة ل تبصــرها العيــن البشريــة . أوجــد مجال للتفكيــر‬ ‫. والتأمل . وفتحت بابا للعلم كان مغلقا‬ ‫وقــال السـتاذ وليمز فـي مــؤلفه )) فصول قصيرة علمية‬ ‫‪Short Chapters in Science‬‬ ‫أنـه ل توجـد درجات ((‬ ‫بيـن أسـرع التموجات أو الهتزازات الصـوتية التـي يشعـر بهـا‬ ‫حســا وبيــن الهتزازات البطيئة التــي تبعــث مــن الحرارة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫اللطيفة . يوجد فراغ عظيم بين هذين النوعين ولكن ل يفهم‬ ‫منه أن الطبيعة غير قادرة على إيجاد القوة الوسيطة بينهما‬ ‫. أو العتقاد بأن هذه القوة ليـــس فـــي مقدورهـــا أن تولّد‬ ‫مشاعـر بهـا بشرط أن توجـد أعضاء تتأثـر بهـا وتتمثلهـا على‬ ‫. )) شكل محسوس‬ ‫اننــا لم نذكــر راي هؤلء المؤلفيــن ال لنثبــت للقارىء وجود‬ ‫. الهتزازات الفكرية‬

‫ان ماهيـة الهتزازات الفكريـة التـي تصـدر عنـا ترتبـط بالفكـر‬ ‫ذاتــــــــه . فلو كان للفكار ألوان لرأينــــــــا أفكار الخوف‬ ‫والضطراب متمددة على س ــطح الغ ــبراء كس ــحب كثيف ــة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫س ـوداء ـ ــ وأفكارن ـا المبهج ـة المس ـرة كَاُري ـد وأقدر ظاهرة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ممتزجة بسحب بيضاء شفافة تعلو فوق تلك الفكار المقلقة‬ ‫. الوجلة الضعيفة‬ ‫ومهم ـا كان ـت المس ـافة الت ـي تجتازه ـا تموجات فكرك فانهـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫تبقـى على اتصـال بـك فتؤثـر عليـك وعلى نظرائك بحسـب‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫طبيعتهـا ـــ حسـنة كانـت أو سـيئة ـــ وهـي دائمـا تميـل الى‬ ‫تحقيــق ذلك المثــل القائل )) الطيور على أشكالهــا تقــع ((‬ ‫وهذا الميـل هـو الذي ندعوه بقوة الفكـر الجاذبـة وهـي إحدى‬ ‫. ظاهرات المملكة النفسية‬ ‫فأفكار الخوف والقلق تجتذب اليهــــا الفكار المماثلة لهــــا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫فتتأثـر أنـت ليـس فقـط بأفكارك بـل وأيضـا بأفكار الخريـن‬ ‫فتنوء اذ ذاك تح ـت أحماله ـا الثقيلة . كذلك الفكار المفرح ـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫والمبهج ـة للنفـس تجتذب اليهـا م ـا يماثلهـا فتغتب ـط النفـس‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. بمجموعها‬ ‫فلتكــن اذن أفكارك موجهــة الى مــا فيــه راحــة نفســك .‬ ‫وانشراح صـدرك . وشجاع ـة قلبـك . ولتكـن عزيمتـك كلهـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫منحصـرة فـي )) أريـد وأقدر (( فبسـهل عليـك كـل أمـر عسـير‬ ‫وليكـن مرغوبـك موجهـا الى الخيـر دائمـا والى عدم الضرار‬ ‫بالخريـن فتتجمـع لديـك الفكار التـي مـن هذا القبيـل فتزيدك‬ ‫. قوة وتكتسب من ورائها فائدة‬ ‫ويجب أن تستأصل من نفسك فكرين الشد ضررا عليك من‬ ‫كـل فكـر آخـر وهمـا الخوف والبغـض . اذ تنبـت مـن جذورهمـا‬ ‫ســائر الفكار الشريرة . فالضطراب الوليــد البكري للخوف‬

‫. ــ والبغض والد الحسد والخبث والتهور‬ ‫اقتلع الجذور من أصولها فل تجد أثرا للفروع . وللوصول الى‬ ‫تحقيق أي فكر يخطر لك ينبغي أول أن ترغب فيه بحمية ثم‬ ‫تؤمن ايمانا راسخا بأنك ستحصل عليه ثم تصمم تصميما باتا‬ ‫قاطعـا بادراكـه فل تقـل )) أتمنـى هذا الشيـء ـــ فلربمـا أناله‬ ‫وســأجرب ذلك (( ل تقــل ل أقدر لن حــظ الحياة لم يخلق‬ ‫. لولئك المتمردين الذين ل همة لهم ول إقدام ول حزم‬ ‫الرجال القوياء الفكــر هــم الذيــن ينجحون ــــ وقوة الفكــر‬ ‫الجاذبــة هــي التــي ترســل أشعتهــا المؤثرة نحــو الغرض‬ ‫. المقصود فتصيبه‬ ‫ألم تقابــل فــي حياتــك شخصــا شعرت بانجذاب نحوه بدون‬ ‫سـابق معرفـة لك بـه ـــ ألم تسـاعد إنسـانا فـي شيـء يخصـه‬ ‫. مدفوعا إلى ذلك بشعور خفي‬ ‫لشـك أنـه حصـل لك مثـل هذا المـر . فمـا السـبب ؟ ولماذا‬ ‫ترغـب غـي حمايـة شخـص وتشعـر بتباعـد نحـو آخـر مـع أن‬ ‫. الثنين غريبان عنك‬ ‫ســـبب ذلك قوة الهتزاز الفكري الذي صـــارف هوى فـــي‬ ‫. نفسك وشبيه الشيء منجذب إليه‬ ‫إن نجاحـك يتوقـف على اليمان بحصـولك على تلك القوة فل‬ ‫. يكن إيمانك ضعيفا ولتكن إرادتك قوية فتأتي بالعجائب‬ ‫اطلب تج ـد . اقرع يفت ـح لك (( ولك ـن يج ـب أن تص ـحب ((‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. الطلب والقرع بإيمان ل يتزعزع فالنجاح محقق‬

‫قــال هيلين ولمان : )) من عرف ذاته حق المعرفة يستطيع‬ ‫)) النتظار بهدوء لن الحظ سيقبل عليه مفعما بنوال المال‬ ‫.‬ ‫ول يقصـــد ولمان المذكور بقوله النتظار بهدوء . أن تظـــل‬ ‫جالســا الربعاء مكتوف اليديــن فيطرح الحــظ النجاح تحــت‬ ‫قدميـك بـل يجـب أن تريـد بحزم وتسـعى بجـد وعزيمـة عمل‬ ‫برأي )جـر فيلد( ل تنتظـر أن يصـلك شيـء بـل ))قـم وابحـث‬ ‫. )) عن ذاك الشيء فتجده‬ ‫ل تنتظـر منـا البراهيـن القاطعـة لصـدق هذه النظريـة . بـل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ص ــدق أو ل . والختبار كفي ــل بإقناع ــك أن القول ص ــادق ،‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. والنجاح محقق‬ ‫. كل شيء تناله بشرط أن ترغب فيه بجد وتريده بعزم‬ ‫. جرب هذا المر فل تذهب التجربة سدى‬ ‫أما الفصل التالي فسيكون برهانا على صدق هذه الحقيقة :‬ ‫. قل لي من تعاشر فأقول لك من أنت‬

‫اْلفصل الثَّاني عَشر‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬
‫تــــكوين الخـــــــلق‬ ‫تكويــن خلق النســان ونموه ــــ التجديــد ــــ قانون المملكــة‬ ‫الفكريــة ــــ نبــذ العادات القديمــة واكتســاب الجديدة ـــــ‬ ‫الربعة أساليب المهمة ــ قوة الرادة ـ اليحاء المغنطيسي‬ ‫ـــ اليحاء الذاتـي ـــ التعمـق فـي الفكار ـــ منافـع ومضار كـل‬ ‫. أسلوب منها ــ أمثلة وتمارين ــ أنت معلم نفسك‬

‫***...***...***‬ ‫لبـد وان القارئ الذي تتبـع معنـا الفصـول يقول : كـل مـا ذكـر‬ ‫هنـا حسـن ويمكننـي أن أصـل إلى تلك النتائج لو كننـت حاصـل‬ ‫.على الصفات النفسية والخلق اللزم لتلك الغراض‬ ‫. هذا هو بيت القصيد‬ ‫أل تدري أيها القارئ العزيز أن الفشل راجع إلى نكران ذاتك‬ ‫. والشك في قدرتك‬ ‫يمكـن لكـل إنسـان بقوة إرادتـه أن يوجـد له خلقـا كمـا يشاء‬ ‫فهــو حســبما يريــد أن يكون ل حســبما خلق . كــل واحــد‬ ‫. يستطيع أن يجدد ذاته‬ ‫. ضع نصب عينيك أن لكل نتيجة سببا ولكل معلول علة‬ ‫فالنجاح فـــي العمال يرجـــع إلى بعـــض القوى النفســـية .‬ ‫والصـفات اللزمـة لذلك هـي ول شـك الحزم وطلب المعالي‬ ‫والشجاعـة والتأكيـد . والثبات والصـبر والفطنـة . وقـد يضاف‬ ‫. إليها صفات أخرى‬ ‫فـي كـل واحـد بعـض تلك الصـفات بدرجات متفاوتـة . وكـل‬ ‫. واحد يعرف موطن الضعف في نفسه‬ ‫ربمــا ل يبوح بــه لصــدقائه حتــى ول لزوجــه أو ولده ولكنــه‬ ‫يعترف بــه لنفســه فإذا جال فــي خاطره أن يزيــل أســباب‬ ‫. ضعفه لوجدها بين تلك الصفات ولكن تنقصه العزيمة‬ ‫أل يريد دفع ثمن إصلح هذا العيب ؟‬

‫لـ ـــو أعلن أح ــد الكيميائيي ــن اكتشاف دواء ض ــد العيـ ــوب‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫النفسـية يحقـن بـه المريـض لكتـظ معمله بألــوف الطــلب‬ ‫للحصـــــول على هــــذا الدواء المــــجــدد أو المحيـــي لتلك‬ ‫الصـفات . فالواحـد يرغـب فـي مصـل الحزم . والثانـي يبتاع‬ ‫جرعــة )) الشجاعــة ((. والخــر يشتري ســفوف )) أقدر ((‬ ‫. وهلم جرا‬ ‫ولكــن ل يوجــد دواء كيميائي لهذه الدواء . بيــد أنــه يمكــن‬ ‫الحصـــول على ذات النتائج بتطـــبيق قانون القوى الفكريـــة‬ ‫. فلماذا ل نستعمله‬ ‫نح ـن عبي ـد عاداتن ـا الجس ـمانية والعقلي ـة . وم ـا أخلقن ـا ف ـي‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الواقع إل خلصة أفكارنا العتيادية ولو أن بعضها متأصل فينا‬ ‫. بطريق الوراثة‬ ‫نعـم إننـا نفضـل السـير فـي طرق النفـس المهيأة لنـا ويصـعب‬ ‫علينـا الحياد عنهـا والسـير فـي طرق أخرى نختطهـا . غيـر أننـا‬ ‫نعتقـد أن الطرق الجديدة هـي أفضـل مـن القديمـة . ومتـى‬ ‫سـرنا فيهـا سـهل علينـا تعرفهـا فلماذا ل نأخـذ بالحديـث النافـع‬ ‫ونترك القديم البالي المضر ؟‬ ‫س ـبق ذكرن ـا للقارئ أن العم ـل الفكري يحص ـل بوظيفتي ـن :‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. فاعلة ومنفعلة‬ ‫فالفاعلة تنتـج الفكار الصـلية والراديـة . والمنفعلة مـا عليهـا‬ ‫. إل التنفيذ‬ ‫وم ـن خص ـائص الوظيف ـة المنفعلة أنه ـا ه ـي الس ـائدة علين ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. بتأثيرها سريعا بالعادات‬

‫: وتغيير الخلق يحصل بإحدى الطرق التية‬ ‫أول ــــ إمــا بتصــميم الرادة لقتلع جذور العادات القديمــة‬ ‫واكتسـاب غيرهـا بدون مسـاعدة قوة أخرى ـــ غيـر أن هذه‬ ‫الطريقـة يصـعب على كـل واحـد ممارسـتها إن لم يكـن قوي‬ ‫. الرادة صادق العزيمة وما كل إنسان كذلك‬ ‫ثانيا ــ و أما باليحاء المغنطيسي بواسطة منوم ماهر خبير‬ ‫بطرق التنويـم الممغنـط ويكون موضعـا لثقتـك ـــ بيـد أن مـن‬ ‫. الصعب العثور على ذلك المنوم‬ ‫ثالثـا ـــ باليحاء الذاتـي منضمـا إلى التعمـق فـي التفكيـر ـــ‬ ‫فهذه الطريقـة المزدوجـة هـي أحسـن الطرق للحصـول على‬ ‫الفائدة المرغوبـة . أن بواسـطة اليحاء الذاتـي يسـتطيع كـل‬ ‫إنسـان أن يكون منومـا نفسـه وموحيـا إليهـا بمـا يريـد فتتأثـر‬ ‫الوظيفــــة المنفعلة بإرادة الوظيفــــة الفاعلة . وبالتعمــــق‬ ‫الفكري يجعـل النسـان نفسـه فـي حالة انفعاليـة قابلة لعادة‬ ‫. جديدة أو لخلق حديث‬ ‫فالصورة التي تتخيلها مخيلتك وترغب أن تكون على مثالها.‬ ‫لبـد وأن تنطبـع فيـك وتتجسـم فـي شخصـك باسـتمرارك على‬ ‫. التفكير فيها و إرادة اكتسابها‬ ‫. وهذا على ظننا هو الدواء الشافي‬ ‫ولنأت بمث ـل نطب ـق علي ـه الثلث طرق البادي ـة الذك ـر . م ـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫البديهي أن الخوف صفة رديئة في النسان فكم قضى على‬ ‫. اللوف فافقد العزائم وأتلف الجسام ولشى من قوى‬

‫لنفرض أن الخوف متســلط عليــك وتريــد ملشاتــه بإحدى‬ ‫. الطرق السابقة‬ ‫تبدأ أول بالرادة فتقول : ل أري ـــد أن أكون خائفـــا )) آم ـــر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫.)) الخوف بتركي‬ ‫ولكن الخوف ل يزال باقيا . لن إرادتك لم تكن قوية لتتغلب‬ ‫عليـه ـــ فقصـدت منومـا فأجلسـك على كرسـي وقال لك أن‬ ‫ترخي عضلت جسمك وتهدئ أعصابك وتجعل ذاتك في أهدأ‬ ‫حالة . فعندمـا يتحقـق انتباهـك إليـه يوحـي إليـك مكررا بترك‬ ‫. الخوف وبالشجاعة وبالمل وبالطمأنينة الخ‬ ‫والمـر يتوقـف على المنوم الخـبير الذي يعرف موطـن الداء‬ ‫فمتــى غرس فيــك هذه البذور يعلمــك كيــف تمارس اليحاء‬ ‫الذاتـي وكيـف يحصـل التعمـق الفكري لتباشره بنفسـك فيتـم‬ ‫. شفاؤك‬ ‫أمـا قـدرة اليحـاء الـذاتي فتشعر بها بتكرار القــول لنفسك‬ ‫)) أنـا لسـت خائفـا . أنـا مطمئن ـــ لقـد زال أثـر الخوف مـن‬ ‫نفس ـي (( أن ـا ل أخش ـى شيئا وهلم جرا . ويج ـب أن تلف ـظ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫هذه القوال بهيئة جدية وباقتناع ذاتي ومتى وصلت إلى هذه‬ ‫الحالة تنتقل إلى التعمق الفكري بأن تجعل نفسك في حالة‬ ‫انفعال قابــل للتأثيــر . ثــم تفكــر طويل بالفكــر الذي تريــد‬ ‫. اكتسابه . واليك الطرق الموصلة لذلك‬

‫كـيف يحصـل التعـمق الفـكري‬
‫اختـر موضعـا هادئا بعيدا عـن الغوغاء والحركـة وبمعزل عـن‬ ‫الناس واجلس على كرسي أو في السرير أو في أي مجلس‬ ‫ترتاح إليـه . وارخ كـل عضلت جسـمك ول تشنـج أعصـابك ثـم‬

‫تنفـس طويل وببطـء واحفـظ الهواء داخـل رئتيـك عدة ثوان‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫قبـل أن تلفظـه وكرر السـتنشاق مرارا حتـى تشعـر براحـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. وانتعاش‬

‫َ‬ ‫اْلفصل الثَّالْث عَشر‬ ‫َْ‬
‫فـن الحصــــــر الفـــكري‬ ‫تعريفـه ـــ اندماج الفكـر فـي العمـل ـــ فوائد الحصـر ـــ ثمرة‬ ‫العمل ــ الدواء الناجع ضد الخمول وانحطاط الجسم والعقل‬ ‫. ــ شروط الحصر‬ ‫***...***...***‬ ‫نريــد هنــا بحصــر الفكــر : تجميــع القوى فــي نقطــة واحدة‬ ‫وتوجيـه الفكـر بأجمعـه إلى غرض واحـد كمـا تجمـع العدسـة‬ ‫. المرئية الشعة الشمسية في مركز واحد‬ ‫والقوة التـي بمقتضاهـا يسـتطيع النسـان توجيـه كـل التفاتـه‬ ‫وكـل قواه العقليـة إلى فكـر خاص أو عمـل واحـد ـــ لهـي قوة‬ ‫عظمـى يحتاج إليهـا النسـان فـي أعماله اليوميـة وفـي قضاء‬ ‫. مصالحه الحيوية‬ ‫وأننـا إذا أضفنـا فكرنـا إلى مجهودنـا وطبقناهمـا على أي عمـل‬

‫لجاء هذا العمـل آيـة فـي الحس ـن والتقان بعكـس النسـان‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫. الذي يشتغل بأمر وفكره شارد عنه . أو يلتفت لمر آخر‬ ‫وهذا أكبر مساعد في حصر الفكر وبذل المجهود في شيء‬ ‫دون اللتفات إلى غيره وابعاد المؤثرات الخرى . ونتيجــــــة‬ ‫ذلك هـي بل شـك إجادة العمـل ومتـى كان العمـل جيدا كان‬ ‫الجزاء أعظــم تصــديقا للمثــل القائل )) الجزاء مــن جنــس‬ ‫. )) العمل‬ ‫قلنـا فـي فصـل تقدم أن كـل إنسـان يسـتطيع الحصـول على‬ ‫مرغوبـه بشرط أن يطلبـه بحميـة فإذا حصـر كـل مجهوده فـي‬ ‫شيـء صـارفا النظـر عمـا سـواه فأن هذا المجهود المتجمـع‬ ‫. وموجه نحو الغرض يجب حتما أن يكلل بالنجاح‬ ‫ومغزى ما تقدم يتلخص في هذه الجملة )) إذا باشرت عمل‬ ‫. ))مهما فاعمله بكل قواك‬ ‫. اشتغل بجد فتحسن العمل‬ ‫ولكي تنجح في حصر الفكر وقصره على أمر واحد في وقت‬ ‫واحـد يجـب أن تمارس التماريـن السـابقة وكذلك الختبارات‬ ‫التالية في الفصل الرابع عشر ول يأخذنك الملل أو يعترينك‬ ‫. الضجر من ذلك بل اجعل لرادتك السلطان على عواطفك‬ ‫وللحصر الفكري خلف ما ذكرنا من المنافع فائدة أخرى هي‬ ‫. إراحة القوى الجسمية والنفسية‬ ‫لنفرض أنـه أصـابك الكلل مـن المجهود الجسـمي أو الفكري‬ ‫الذي بذلتـه فـي عمـل وتريـد السـتراحة وقتـا مـا . فإذا أردت‬ ‫الرقاد لبــد وأن الفكــر الذي كان رائدك يتردد على مخيلتــك‬

‫. ويحرمك لذة الرقاد‬ ‫م ـن النظريات الثابت ـة أن ك ـل فك ـر يتطلب مجهودا ويشغ ـل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫عدة خليـا مـن المـخ وفـي أثناء ذلك تظـل باقـي الخليـا فـي‬ ‫. راحة‬ ‫ويفهـم مـن ذلك أنـه عندمـا نريـد إراحـة الخليـا التـي أعياهـا‬ ‫العمــل . نوجــه فكرنــا إلى عمــل آخــر مخالف للول وبذلك‬ ‫. نترك الخليا الولى تذوق الراحة بعد الكد والعناء‬ ‫والن نترك هذا الفصـل ونذكـر لك بعـض تماريـن تقوي فيـك‬ ‫. ملكة حصر الفكر‬

‫َّ‬ ‫ال ْفصل اَلرابْع عَشر‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬
‫كــيف تحصــــر الفــــكر‬ ‫شرط أس ـاسي ـ ــ قوة الرادة ـ ــ خضوع الوظائف العضوي ـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫للرادة ــ تمارين ــ المساواة بين الراحة الجسمية والعقلية‬ ‫. ــ أمثلة ــ النتباه الموجه إلى أشياء خارجية‬ ‫***...***...***‬ ‫أول ــ الشرط الساسي لكتساب قوة الحصر الفكري هو‬ ‫إبعاد كــل فكــر وكــل ضوضاء وكــل حركــة أو نظــر مخالف‬ ‫. للغرض الذي ترومه‬ ‫ذلك هـو التسـلط على الجسـم والعقـل وجعلهمـا طوع إرادتـك‬ ‫.‬

‫يجــب أن يكون الجســم خاضعــا للروح ــــ والروح خاضعــة‬ ‫. للرادة‬ ‫الرادة قويـة بذاتهـا والروح هـي التـي تحتاج للتقويـة وتحصـل‬ ‫هذه النتيجـة بجعـل الروح تحـت الرادة ومتـى تقوت تصـبح‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫جهازا قويـــا لقذف اهتزازات الفكـــر بشدة فتؤثـــر التأثيـــر‬ ‫. المطلوب‬ ‫اجلس على كرســي وخــذ راحتــك وارخ عضلتــك واجتهــد‬ ‫. بالبقاء ساكنا نحو خمس دقائق‬ ‫كرر هذا العمــل مرارا حتــى تشعــر بعدم التضجــر مــن هذا‬ ‫الفعـل ثـم أطـل المدة إلى عشـر دقائق فإلى خمـس عشرة‬ ‫. دقيقة‬ ‫ل تتع ـب نفس ـك للوصــول على ذلك دفع ـة واحدة ب ـل جرب‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. التمرين على دفعات متقطعة‬ ‫اجلس على كرسـي مسـتقيم القامـة ورأسـك وذقنـك مائليـن‬ ‫. إلى المام وكتفاك إلى الوراء‬ ‫. ارفع ذراعك اليمن إلى فوق كتفك‬ ‫أدر رأســك وثبــت نظرك على يدك بغيــر أن تحرك ذراعــك‬ ‫اليم ـن مدة دقيق ـة . كرر هذا الختبار ف ـي ذراع ـك اليس ـر .‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ومت ـى اس ـتطعت عم ـل هذه التجرب ـة وأبقي ـت ذراع ـك بدون‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫حراك . أط ـل مدة الختبار إلى دقيقتي ـن فثلث ـة دقائق حت ـى‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الخمسـة . ويجـب أن تكون كفـك متجهـة إلى تحـت . يمكنـك‬ ‫. التثبت من جمود ذراعك بالنظر إلى أطراف الصابع‬

‫امل كأســا بالماء واقبــض عليهــا بأصــابع يدك اليمنــى وامدد‬ ‫ذراعك اليمين إلى المام ثم ثبت عينيك على الكأس واجتهد‬ ‫أن تســتبقى الذراع بغيــر تحرك بحيــث يبقــى ســطح الماء‬ ‫. مستويا‬ ‫ابدأ العمـل مدة دقيقـة ثـم تدرج فيـه حتـى تصـل إلى خمـس‬ ‫. دقائق . نوع بين الذراع اليمن والذراع اليسر‬ ‫يلزمـك فـي حياتـك اليوميـة أن ل تتخـذ هيئة جافـة نفوره أو‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫تظهر بمظهر الصبي المتهيج بل يجب أن تكون هادئا مطمئنا‬ ‫.‬ ‫والتماريـن المذكورة هنـا سـتساعدك على اكتسـاب الحركات‬ ‫. والمظاهر المرغوبة‬ ‫ل تقرع المائدة بأصابعك أو الرض برجلك حال جلوسك على‬ ‫الكرســي لن هذا يدل على القلق وعدم امتلك النفــس ول‬ ‫تتهزهــز على الكرس ـي الهزاز كم ـا لو كن ـت تديــر آلة أخذت‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أجرتها . ول تقضم أظافرك ول تعض لسانك ول تلوكه داخل‬ ‫الفــم عندمــا تقرأ أو تكتــب أو تباشــر أي عمــل . ولتحرك‬ ‫. أهدابك أو تجهم وجهك‬ ‫أزل عنك جميع الحركات النفعالية التي يمكن أن تصير فيك‬ ‫. عادة ــ ويسهل كل ذلك عليك إذا فكرت بذاتك‬

‫عود نفســك على تحمــل ســماع مختلف الصــوات بدون أن‬ ‫. تتأثر أو ترتاع . وبالجمال تسلط على نفسك وسد عليها‬ ‫ثانيـا ـــ ذكرنـا مـا مـر مـن التماريـن لتقوي نفسـك وتمتلك‬ ‫حركاتـــك العضليـــة الضطراريـــة متســـلطا على جســـمك‬ ‫بالوظائف الختياريـة . وسـنذكر لك التدريبات التيـة التـي بهـا‬ ‫. تستطيع إتيان الحركات العضلية طوعا لرادتك‬ ‫اجلس أمام مائدة وضـم أصـابعك بحيـث تكون البهام . 1‬ ‫. منطوية فوق الصابع‬ ‫. اتكئ بيدك من النسية . على المائدة أمامك‬ ‫ثبــت نظرك على قبضــة يدك بضعــة ثوان ثــم أفرد ببطــء‬ ‫إبهامـك حاصـرا كـل انتباهـك على هذا العمـل كأنـه ذو أهميـة‬ ‫كبرى . افرد أيضا وببطء إصبع السبابة . فالوسطى فالبنصر‬ ‫فالخنصر حتى تكون الكف مفتوحة . ثم اعكس العملية بأن‬ ‫تطوي الخنصـر فالبنصـر وهلم جرا حتـى البهام وترجـع قبضـة‬ ‫. اليد كما كانت أي أن البهام يكون مطويا عليها‬ ‫افعـل باليـد اليسـرى نفـس هذا التمريـن وكرره فـي كـل دفعـة‬ ‫. خمس مرات . وتدرج بالزيادة حتى يبلغ العشر مرات‬ ‫ممـا ل شـك فيـه أن هذا التمريـن يضجرك بيـد أن مـن المهـم‬ ‫أن ل تس ـأم إذ بذلك تس ـتطيع حص ـر التفات ـك لي شي ـء ولو‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫كان تافهـا والتسـلط على كـل حركاتـك العضليـة . ول تهمـل‬ ‫. اللتفات إلى حركات أصابعك‬

‫شبـك أصـابع اليديـن ببعضهـا مـا عدا البهاميـن اللذيـن . 2‬ ‫تلقيهما حول بعضهما تارة يمينا وطورا يسارا وليكن انتباهك‬ ‫. موجها إلى أطرافها‬ ‫.3‬ ‫ضع يدك اليمنـى على منكبيـك ولتكـن إبهامـك وباقـي‬ ‫الص ـابع مطوي ـة مـا عدا الس ـبابة الذي يبق ـى ممدودا وتأخـذ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫بتحريكه من اليمين إلى اليسار وبالعكس موجها انتباهك إلى‬ ‫طرف ــه . ويمكن ــك أن تكث ــر م ــن هذه التمرينات بقدر مـــا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫تسـتطيع ونحـن نترك لفكرك الثاقـب ولمهارتـك إيجاد تماريـن‬ ‫. مماثلة‬ ‫إنمـا المهـم فـي كـل ذلك أن تحصـر وتوجـه كـل انتباهـك إلى‬ ‫. الجزء الذي تحركه من الجسم‬ ‫قــد يثور هذا النتباه مــن تعســفك بــه ويحاول التخلص منــه‬ ‫بالتشاغل بأمر آخر ينجذب إليه فل تدعه يفعل ذلك بل تخيل‬ ‫نفسـك مدرسـا أمام تلميـذ ينظـر إلى صـفحات كتابـه ولكنـه‬ ‫يسـترق النظـر إلى شيـء آخـر فواجبـك ملحظتـه وتنـبيهه إلى‬ ‫التمعـن فـي الكتاب دون سـواه ولو كان الدرس ممل مضجرا‬ ‫. وبذلك يكون لك السـلطان المطلق على حركاتـك العضويـة‬ ‫. فتتقوى فيك ملكة حصر الفكر‬

‫خـذ شيئا ل قيمـة له . وليكـن مثل قلم رصـاص . فكـر . 4‬ ‫فيـه جيدا نجـو الخمـس دقائق كأنـه ذو أهميـة عظمـى . قل ّْـبه‬

‫مرارا بين أصابعك مفكرا في المادة التي صنع منها والغرض‬ ‫الذي عمل لجله وكيف يستعمل . تصور أن جل غرضك من‬ ‫. الحياة درس هذا القلم دون أي شيء غيره‬ ‫نوع هذا التمرين بأن تختار أي شيء للتأمل فيه بحيث يكون‬ ‫تافه ـا ل قيم ـة له حت ـى تكون مقاومت ـك للملل الذي يعتري ـك‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. عظيمة والمجهود الذي تبذله لحصر فكرك كبيرا‬ ‫***‬ ‫نظـن أن التماريـن السـابقة تكفـي القارئ ليحذو على مثالهـا‬ ‫وليبتكـر غيرهـا ممـا يقـع كـل يوم تحـت حسـه وإدراكـه حتـى‬ ‫يتمك ـن م ـن امتلك فكره وحص ـره على شيــء خاص وبذلك‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يسود على نفسه ويجعل أمياله خاضعة لرادته ويتمشى بها‬ ‫إلى التأثي ـر على الغي ـر فيلزم ـه النجاح ف ـي أعماله الدنيوي ـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. والغبطة في حياته اليومية‬

‫اْلفصل اْلخامس عَشر‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬
‫خطبــــة الـــوداع‬ ‫إدراك الحقيقة الغريزي ــ معرفة الذات ــ تنبيه للباحث عن‬ ‫الحقيقـة ـــ الخاء النسـاني ـــ ل تكـن خادعـا ول مخدوعـا ـــ ل‬ ‫. تفرط في القوة التي اكتسبتها‬ ‫***...***...***‬

‫إننـا نشعـر بأن القراء الذيـن تتبعوا باعتناء فصـول هذا الكتاب‬ ‫. أحسوا بنمو العتقاد الغريزي فيهم بحقيقة ما قدمناه‬ ‫ل نستطيع في كتاب مثل هذا الحجم ولمثل الغرض المتقدم‬ ‫إل نلفـت نظـر القراء إلى الوقائع المهمة التـي تتأسـس عليهـا‬ ‫معرفـة النفـس ـــ وذكـر بعـض التماريـن التـي يجـب ممارسـتها‬ ‫. بذمة فتنمو فيهم القوة الراقدة‬ ‫وتخطـي هذه الحدود يخرجنـا عـن الغرض الذي توخيناه فـي‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫هذا الكتاب وهو نشره بين الجمهور لتمرينهم على استخدام‬ ‫القوة المغنطيسية والتأثير النفسي في العمال وفي الحياة‬ ‫. اليومية‬ ‫وجل ما نقوله للقارئ أن الحقيقة موجودة في باطنه وتتضح‬ ‫له عندما يحركها من مكمنها ويتعهدها بإرادته فتنمو كالزهرة‬ ‫. تدريجيا ومتى عرف النسان نفسه نال الجزاء الحسن‬ ‫اعلم أن شعلة النار مت ــى ذكيته ــا ق ــد يندلع لهيبه ــا ويتناول‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫. ضوئها جميع ما يحيط بها‬ ‫بادر إلى متابعــة الســير ف ـي طري ـق الحياة الكاملة بســكينة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وجــد واعلم أن التســرع شيــء والمبادرة شيــء آخــر . وأن‬ ‫التهيـج والحميـة شيئان مختلفان . وان القوة والغوغاء ليسـتا‬ ‫. متساويتين‬ ‫فالرج ـل النشيــط الهادئ الرزي ـن الثاب ـت يص ـل إلى غرض ـه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. بأسرع من الجل المتلون المضطرب المتقلب‬ ‫فالطمأنينـة والصـبر والحميـة والرزانـة هذه كلهـا قوى تسـاعد‬ ‫على النجاح . والحكيم قد يستعمل أشياء ل يعتد بها الجاهل‬

‫. كما أن الحجر الذي يرذله البناءون قد يصير رأس الزاوية‬ ‫ل تزحف على بطنك كدود الرض ول تذل نفسك متمرغا في‬ ‫التراب مسـتشهدا السـماء على أنـك خليقـة مرذولة ول تقـل‬ ‫عـن ذاتـك أنـك الخاطـئ التعـس الذي يسـتحق الهلك البدي !‬ ‫كل وألف مرة كل ! ق ـف منتص ـبا وارف ـع قامت ـك وتطلع إلى‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫السماء آمل . وافتح صدرك وامل رئتيك بهواء الطبيعة النقي‬ ‫.‬ ‫حدث نفسك أنك جزء من عنصر الحياة الزلي وأنك مخلوق‬ ‫. على صورة الله ومثاله وأن فيك نسمة الحياة اللهية‬ ‫! لشيء يضر بك لنك جزء من البدية‬ ‫تقدم يــا صــاح إلى المام بعزم ثابــت وبالقوة الجديدة التــي‬ ‫اكتسـبتها ودب فيـك دبيبهـا . افعـل أول واجبـك نحـو نفسـك ثـم‬ ‫. نحو اخوتك بني النسان‬ ‫ل تنكــر الخويــة النســانية واعترف أن جميــع الناس أعضاء‬ ‫. عائلة واحدة‬ ‫ل تخدع بني جنسك ول تدعهم أن يخدعوك . لو أطعت هوى‬ ‫واحـد مخالفـا بذلك ضميرك ومناقضـا حكمـك فإنـك ل تضـر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. نفسك فحسب . بل تضر أيضا ذاك الواحد‬ ‫. ل تصفع أحدا ولكن ل تدعه أيضا يصفعك بدون أن يعاقب‬ ‫إذا لطمـك أحـد على خدك اليمـن فل ترد له اليسـر ليتمادى‬ ‫فـي شره . بـل الطمـه أنـت أيضـا تأديبـا له ول يكـن ذلك عـن‬ ‫. حقد أو ضغينة . وإذا طلب منك العفو فسامحه‬

‫لقد فهم الناس خطأ نظرية عدم مقاومة الشر . ومعنى ذلك‬ ‫أن ل تقاومـه بالشـر . بـل بالتأديـب والصـلح وتلك النظريـة ل‬ ‫تطلب منـك أن تكون الحمـل الوديـع المهيـأ للذبـح . أو تكون‬ ‫. جبانا كالرنب‬ ‫إذا سـمحت لخـر أن يخدعـك ل تكون أحسـنت الصـنع نحوه‬ ‫. لن واجبك يقضي عليك بتفهيمه حدوده بالطرقة المثلى‬ ‫إننـا نتكلم عـن الهانات الحقيقيـة التـي قـد تلحـق بـك وليـس‬ ‫. عن الهانات التافهة كالذبابة التي تخيلت أنها صارت فيل‬ ‫ل تدع للحق ـد مجال للتطرق إلى فؤادك . س ـر ف ـي طريق ـك‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫. متزودا . ونعمة الله في قلبك‬ ‫مت ـى كان لك احترام لنفســك ولغيرك احترم ـك الناس وكان‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. لك بينهم شأن‬ ‫إن الكلب الرابـض أمام منزله بهدوء ل يخشـى ضربات أقدام‬ ‫المارين بعكس الكلب الشرس الذي يتحفز للوثوب على كل‬ ‫. من يراه فإنه يأخذ ما هو منتظر له‬ ‫لقـد لخـص أحـد المفكريـن القدماء واجـب النسـان فـي هذه‬ ‫الجملة التي يجب أن تنقش بأحرف ذهبية على كل باب . ))‬ ‫. )) ل تضر أحدا و أعط كل واحد ما يخصه‬ ‫لو اتبع كل واحد هذه القاعدة في حياته وفي كل أعماله لما‬ ‫امتلت السجون وكثر عدد المحامين وتراكمت العمال على‬ ‫. المحاكم . بل كانت الحياة جنة النعيم‬

‫. اجتهد أن تطبق تلك القاعدة على أعمالك‬ ‫وإذا غمـض عليـك بعـض التعليمات المذكورة فـي هذا الكتاب‬ ‫فل تيأس بـل اقرأه ثانيـة فثالثـة فتنكشـف لك مراميـه وتدرك‬ ‫معانيه . وابدأ بالرتخاء الجسمي والنفسي وليتولك السكون‬ ‫التام ول تلبــث أن تســتنير بصــيرتك فاقرع الباب يفتــح لك .‬ ‫. واطلب المعرفة تجدها‬ ‫والن نس ــتودعك الله فق ــد كان تعارفن ــا خلل س ــطور هذا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الكتاب يعتـد بـه ونسـتميحك عذرا إذا سـببنا لك بعـض الملل‬ ‫. فغايتنا حميدة والسلم‬

‫تم نقله وطباعته في 12 / مايو / 3002 ـــ 02 / ربيع الول / 4241‬

‫والحمدلله رب العالمين‬

حوارات نفسية

المصرى: الجمعة، 2 أبريل 2010 كيف تحاور..؟ كيف تحاور..؟ -  أبريل 02, 2010   ليست هناك تعليقات:    إرسال بالبريد الإلكتروني كتابة مدونة حول ه...