الاثنين، 19 أغسطس 2024

صداقات

daraj logo

الصداقة بين الرجل والمرأة… لمَ الارتياب؟

12.09.2019
زمن القراءة: 6 minutes

لَطالما كانت علاقةُ الصداقة العُذريّة الوطيدة بين رجال ونساء لديهم ميول جنسانية متوافقة أمراً شائعاً -بطبيعة الحال- لفترةٍ يعتقد الباحثون أنها قد تصل الآن إلى أجيال عدة. إلّا أنّ الأفلام تُصوِّر علاقةَ الصداقة العُذريّة بأنها قد تتطوَّر إلى ما هو أكثر تعقيداً

عام 1989، طرح فيلم “عندما التقى هاري بسالي”، سؤالاً لا تزال الكيانات الثقافية الشعبية الأخرى تحاول الإجابة عليه منذ ذلك الحين: هل بإمكان الرجال والنساء أن يُصبحوا أصدقاء مقرَّبين بالفعل، من دون أن تتحوّل علاقاتُ الصداقة إلى علاقات عاطفية؟ (وفقاً لِمسلسل “المكتب” The Office فإنّ هذا ليس ممكناً. إلّا أنّ فيلم “ضائع في الترجمة”Lost in Translation يرَى هذا ممكناً، ويبدو الأمر مُعقّداً قليلاً في مسلسل “الأصدقاء” Friends، فأحياناً يكون مُمكِناً وأحياناً لا).

شغَل هذا السؤالُ الكُتّابَ السينمائيّين منذ فترة طويلة. وبحسب دراسة جديدة نُشرت في مجلة “بحوث العلاقات” Relationships Research، فغالباً ما يشغل هذا السؤال أيضاً بالَ الأشخاص الذين يمتلك شركاؤهم العاطفيّين أصدقاء مقرَّبين من جنسٍ مختلف.

خلال الدراسة، استعانت إلترا غيلكريست- بيتي، أستاذة مساعدة في فنون التواصل بجامعة ألاباما، ولانس كايل بينيت طالب دكتوراه في جامعة آيوا، بـ346 شخصاً، تتراوح أعمارُهم بين 18 و64 سنة، كانوا في علاقة عاطفيّة مغايرة جنسيّاً مع شريكٍ يمتلك صديقاً مقرَّباً من جنس مختلف. وعندما استطلَع الباحثون آراءَ المشاركين حول علاقات الصداقة القريبة بين الرجال والنساء، وجدوا أنّ الأشخاصَ المخطوبين وعلى وَشكِ الزواج لديهم تجاه هذا النوع من الصداقات آراء أكثر سلبيّةً من المتزوِّجين أو العازبين أو الأشخاص الذين في علاقة عاطفية. وجدوا أيضاً أن الأشخاص الذين يُشكِّكون في علاقات الصداقة القريبة تلك بين الرجال والنساء يكونون عموماً أكثرَ عرضةً لمهاجمة شركائهم عندما يشعرون بالتهديد من أصدقاء شركائهم المقرَّبين، بدلاً من التواصل البنّاء مع شركائهم -أو أصدقائهم المقرَّبين- حول هذا الوضع.

لم يستهوِ احتمال نشوء علاقة عاطفية بين الأصدقاء المقربين من جنسٍ مغاير الكُتّابَ والمخرجين على مدى عقودٍ فحسب، بل كان أيضاً موضوعَ دراسة وبحث متكرِّر لِعلماء النفس وعلماء الاجتماع. (بحسب دراسات سابقة، فإن الاِنجذابَ الجنسيّ بين الرجال والنساء الذين تربطهم علاقاتُ صداقة غالباً ما يؤدِّي إلى زعزعة متانة الصداقة عموماً، وهو أيضاً أمرٌ شائعُ الحدوث للغاية). لَطالما كانت علاقةُ الصداقة العُذريّة الوطيدة بين رجال ونساء لديهم ميول جنسانية متوافقة أمراً شائعاً -بطبيعة الحال- لفترةٍ يعتقد الباحثون أنها قد تصل الآن إلى أجيال عدة. إلّا أنّ الأفلام التي تُصوِّر علاقةَ الصداقة العُذريّة التي تتطوَّر إلى ما هو أكثر تعقيداً (مثل فيلم “عندما التقى هاري بسالي”، وأيضاً أفلام مثل “زواج أعز صديق” و”أصدقاء مع امتيازات” و”زاك وميري يمثّلون فيلماً إباحيّاً”، وأخيراً فيلم “الرفاق السكارى”) تبدو وكأنها تُصرّ على وجود احتمال دائم أنْ يتصرف أيّ رجل وامرأة تجمعها علاقة صداقة وطيدة على أساس الانجذاب الجنسيّ الكامن بينهما.

تميل أيضاً سرديّات الثقافة الشعبيّة تلك إلى توطيد الفكرة القائلة إنّ الشركاءَ العاطفيّين، لأشخاصٍ يمتلكون أصدقاءَ مقرَّبين من جنس مغاير يجب أن يأخذوا حذرهم دائماً، وهو ما قد يفسِّر سبب أنّ معظمَ المشاركين في الدراسة التي أجرَتها غيلكريست- بيتي مع بينيت -كما كتبت لي في رسالة إلكترونيّة- كانوا غيرَ متحمِّسين -بصورة تدعو إلى الاندهاش- لفكرةِ الصداقة الوطيدة بين الرجال والنساء من حيث المبدأ.

وقالت في رسالتها، “إنّ الافتراضات المعياريّة المغايرة عبر التاريخ قد عوَّدتنا الاعتقادَ أنّ الرجالَ والنساءَ لا بدَّ أن يكونوا شركاء عاطفيّاً أو جنسيّاً. ولهذا السبب، يميل الأفراد في النهاية إلى تبنّي افتراض معلول مفادُه أن الصداقةَ بين الرجال والنساء يمكن أن تتطور لأكثر من كونها مجرد علاقة صداقة، ويبدو أن هذا الافتراض واسعُ الانتشار للغاية”.

تتساءل أليكساندرا سولومون (أستاذة مساعدة في علم النفس بجامعة نورث وسترن، حيث تدرِّس مساق “الزواج 101″، ولم تشارك في دراسة غيلكريست-بيتي وبينيت) عمّا إذا كان من الممكن أن تُعزَى العلاقة بين الآراء الرافضة لتكوين صداقات بين الرجال والنساء وبين التعبير السلبي أو العنيف عن الغيرة إلى معتقدات المشاركين الشخصية حول الأدوار الجنسانيّة (أدوار النوع الاجتماعيّ).

وقالت سولومون “يُعبِّر هذا عن أسلوب تفكير مُتعنّت ومزدوج، أعتقد أن هناك بُعداً آخَر يتعلّق بمدى تأييد الأشخاص المشاركين في الدراسة الأدوار الجنسانيّة التقليديّة”. إذ قد تشعر المرأة التي تمتلك أفكاراً أكثر تقليديّةً حول الجنسانيّة بالتهديد من صديقةِ شريكها العاطفيّ المقرَّبة، لأنها، على حدِّ قول سولومون، “ربما تؤمن بتلك الفكرة القائلة: يجب أن أكون المرأةَ الوحيدةَ في حياتك، ويجب أن أكون قادرةً على الإيفاء بجميع احتياجاتك. إذا كنت تُحبُّني حقاً، فلن تلجأ لأحدٍ غيري”.

وأضافَت أنّ رجلاً ذا أفكار تقليديّة أو نمطية مماثلة حول الأدوار الجنسانيّة قد يشعر بمشاعر الملكيّة أو الاقتناء، كما لو كانت شريكته الأنثى من مقتنياته وتنتمي له هو فحسب.

تشير نتائج الدراسة أيضاً إلى أنّ وضع العلاقة الاجتماعيّة يمكن أن يلعب دوراً في مستويات الثقة لدى البعض في أفضل علاقات الصداقة العابرة للجنس. وكتبت غيلكريست-بيتي إليّ في رسالة إلكترونيّة تقول إنّ من بين نتائج الدراسة كان أكثر ما أثار دهشتَها هو أنّ المخطوبين هم أكثر الناس ارتياباً. فقد افترضَت أنّه ربّما يكون لدى اثنين مخطوبَين توجّهاتٌ وقائيّة تحديداً في العلاقات، لأنّهما تقريباً وصلا إلى خطّ النهاية للزواج، “ولا يرغبان أن يهدد أيّ شيءٍ أو أيّ أحد -بما في ذلك الصداقة الحميمة بين الرجل والمرأة- زواجَهما المقبل”. تشير أيضاً هي وبينيت، في الدراسة، إلى أنّ المخطوبين يكونون في موقفٍ مُرهِق بشكلٍ فريد، مقارَنةً بالعُزّاب ومَن هم في علاقة عاطفية وأولئك المتزوِّجون: فالمخطوبون ليسوا فقط في مرحلة انتقاليّة ليصبحوا أزواجاً وشركاء في الحياة، “وإنّما هم أيضاً منخرطون في عمليّة دمج لحياتَيهما ويعملان على التجهيز لحفل الزواج”. وكما أشارا في الدارسة، فإنّ هذا يشمل مشكلات أسريّة وعوائق ماليّة، وكلا الأمرَين معروفٌ ما ينتج عنه من توتّر وضغوط طويلة المدى على الناس والعلاقات بينهم.

أشارت سولومون إلى أنّ الضغوط والتوتّر يمكن بالتأكيد أن يكونا عاملين سلبيّين في نشأة مشاعر الغيرة. أخبرتني عن هذا قائلةً “حين يعاني أيٌّ منّا من الضغوط والتوتّر، فإنّنا نتراجع بعضَ الشيء، ثم نغرق في طرائق أقّل نفعاً في التكيّف والتعافي. يمكن أن يتزايد القلق وانعدام الطمأنينة، وإنْ لم يكن المرء متصالِحاً مع ذاته وراضياً بأحواله، فمن المرجح أن يرغب في توجيه العالَم من حوله. أعتقد أن التأمل في هذا التحوّل الكبير في الهويّة -وهو تحوّل في الوضع الاجتماعيّ يستدعي التزاماً مدى الحياة- يُوقِظ مشاعِرَ القلق التي لا نعرف دوماً أفضل طرائق التكيّف معها أو التعافي منها. لذا فإنّ التحكّم في شريك الحياة قد يبدو طريقةً في التكيّف مع تلك المشاعر”. وأضافت أنّ تلك الطريقة هي بالتأكيد إحدى الطرائق غير الصحّيّة وغير المُجدِية في التعافي والتكيّف، “لكنّها مفهومة”.

أشادت سولومون أيضاً بجهود الدراسة في التفريق بين “مشاعر” الغيرة و”التعبير” عن الغيرة؛ فعادةً ما يتم الخلطُ بينهما، كما أخبرتني. على سبيل المثال، يشيع استدعاء مفهوم “المحبّ الغيور” لوصف المحبّين الذين يشعرون بالغيرة، وأيضاً أولئك الذين يُبدون سلوكيّات هيمنة تجاه شركائهم في الحياة. وأضافَت أنّ النظر إلى الشعور بالغيرة على أنّه أمرٌ لا يستدعي بالضرورة فعلاً يقابله، يمكن أن يساعدِنا في إزالة الوصمة عن هذا الشعور وفي توضيح أسباب كونِ الناس عُرضةً له على وجه التحديد.

وأضافت: “ربّما هذا سبب آخر من أسباب كون المخطوبين هم أكثر الناس معاناةً. حين نُحِبّ ويصبح لدينا التزام تجاه شخص ما، فإنّنا في الواقع نرتبط بهذا الشخص عصبيّاً وعضويّاً. يتغلغل شركاؤنا المقرَّبون في أعماقنا، فللشركاءِ والأزواج أهميّة عند بعضهم بعضاً، لدرجةٍ تجعلهم يكادون يتشاركون تنسيقَ الجوانب الفيزيولوجيّة لبعضهم بعضاً. لذا بالطبع فإنّ أيَّ شيء ينتج عنه شعور “يا إلهي! قد أفقدك!” هو أمرٌ مفزِع ومرعِب. ولكنّ هذا أمرٌ آخر وبعيد ممّا ستفعله حيالَ ذلك”. تقول أيضاً إنّه، وبصيغة أخرى، هناك فارقٌ كبير بين قولنا “أنا أحبّك، وآخُذ في الاعتبار قدرَ احتياجي إليك”، وبين قولنا “أنا أحبّك، لذا فإنّ عليّ التحكّم فيك والسيطرة عليك لأنّني أخشى أن أفقدك”.

تقول سولومون “نميل إلى الانتقال بسرعة من مجرّد الشعور بالغيرة إلى التصرّف بناءً عليها”. ولكن بدلاً من ذلك لو نظر الناس إلى الغيرة على أنّها فرصة للتأمّل في أحوالِهم العاطفيّة الخاصّة وما قد يؤثّر فيها، فيمكن أن يكون الأمر مثمراً وتنويريّاً. بعبارةٍ أخرى، كما تلاحِظ سولومون، فإنّ دراسة غيلكريست-بيتي وبينيت تشير إلى أنّه ليس هنالك ما هو خطأ بطبيعته في الشعور سرّاً بالغيرة من صديقٍ من الجنس الآخر لشريكنا في الحياة، ولكن هنالك أساليب صحّيّة وسليمة وأخرى غير ذلك في التصرّف بناءً على ذلك الشعور.

هذا المقال مترجَم عن theatlantic.com ولقراءة المادة الاصلية زوروا الرابط التالي

عن أخطاء النساء المغفورة والخيانات الزوجية المحتملة

3إليك بعض الإشعارات التي فاتتك:“The Largest Landmine Field“ and its Youngest Victims: Harrowing Tales of Suffering in Yemen“The Largest Landmine Field“ and its Youngest Victims: Harrowing Tales of Suffering in Yemen4 hours ago اليمن “أكبر حقل ألغام“ معظم ضحاياه من الأطفال اليمن “أكبر حقل ألغام“ معظم ضحاياه من الأطفال4 hours agoمتى يتوقّف خطاب الكراهية في مصر ضد السودانيين؟ متى يتوقّف خطاب الكراهية في مصر ضد السودانيين؟ 4 hours agoقم بالتسجيل لتلقي الإشعارات على آخر المنشوراتالتسجيل⚡ by Webpushr
X“The Largest Landmine Field“ and its Youngest Victims: Harrowing Tales of Suffering in Yemen“The Largest Landmine Field“ and its Youngest Victims: Harrowing Tales of Suffering in Yemen4 hours ago

الصداقة

الصداقة بين الجنسين.. في ميزان النقل والعقل
⁨5 مايو 2018⁩ بواسطة ⁨محمد كونين⁩
إن أصعب شعور يمر به اﻹنسان هو أن يكون لديه خبر موغل في السعادة والسرور بالنسبة له، ولا يرى صديقا يشاركه الفرحة من صميم خاطره، أو أن يكون يحتاج لمن يستشيره في أمر يترتب على الخطأ فيه -مستقبلا- وابل من الحسرات والهموم وحتى الدموع أحيانا.. ولا يلقى من هو أهل ﻷن يستشيره في أمر مازال طي الكتمان.. وغير ذلك من الحالات.
 
من هنا اكتسبت الصداقة رونقها ومحورتيها في حياتنا كبشر، وصرنا نكره العزلة الموحشة التي توقف دوامة الحياة وتكدر صفوها، ونعتز بصداقة اﻷصدقاء اﻷوفياء ونعتبرها منحة من المولى جل جلاله يكرم بها من يشاء من عباده، بيد أن الصداقة نظرا لمحوريتها في الحياة ورفع التكلف فيها وعمق ما تصل إليه وما ينتج عنها من تقارب وتآخ ومحبة بين طرفيها، لم تخل من قيود وشروط -مجحفة أحيانا- لا سبيل لرفضها أو نقاشها أو الطعن فيها في مجتمعاتنا العربية اﻹسلامية، ﻷن مصدرها -حسب البعض- شرعي وثقافي، فضلا عن كونها -في نظرهم- تحمي القيم والحياء واﻷعراض والذوق العام وتحارب إشاعة الفاحشة وانتشار الرذيلة…وعلى رأس تلك الشروط يأتي شرط يمنع إقامة الصداقة بين الذكور واﻹناث، حماية لما سبقت اﻹشارة إليه، وقد يكون ذلك منطقيا خصوصا إذا ما اعتبرنا أن المرأة مجرد بضاعة يجب لمها بعيدا عن العيون، وتلك نظرة ظلت للأسف سائدة في عصور الانحطاط التي مرت بها المجتمعات العربية، والحقيقة أن المرأة: "طاقة هائلة للدفع نحو معالم الطًهر والعفة والتعاون على الخير في العلاقات البشرية".
 
وبالرجوع إلى الشريعة الاسلامية -ولست خير من يتحدث عنها، إلا أنني سأنقل آراء بعض العلماء- التي يستمد منها القائلون بمنع قيام تلك العلاقة أقوالهم، نجد أنهم لم يعتمدوا في القول بالمنع على نص صريح من القرءان أو السنة، وإنما اعتمدوا على مبدأ من مبادئ الشريعة الإسلامية -أنكره بعض العلماء- يسمى: "سد الذرائع" ويعرف بأنه: منع الوسائل والطرق التي ظاهرها اﻹباحة لكنها تفضي إلى الممنوع، وقد أخذ بهذا المبدأ جمهور العلماء وحرموا به ما يفضي إلى الحرام غالبا، أما ما فيه تردد أو تساوى فيه الاحتمالان فقد اختلفوا في اﻷخذ بمبدأ سد الذرائع فيه، ومن هنا كان علينا البحث في اﻹجابة عن السؤال التالي: هل العلاقة بين الجنسين تفضي غالبا إلى الحرام فتحرم الصداقة بين الجنسين عند الجمهور، أم يتساوى فيها الاحتمالان أو فيها تردد، فتكون محل خلاف…؟
واﻹجابة على هذا السؤال تقتضي منا أن ننظر لعلاقة الجنسين من المؤمنين في أفعالهم وأقوالهم، لا أن ننظر لعلاقة بعض من لم يكترثوا بالدين ولا بتعاليمه، حتى لانظلم أصحاب النوايا الحسنة، ونحرم ما حرم الله، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يمنع اجتماع الرجال بالنساء بإطلاق، وإنما منع الخلوة وكل اجتماع فيه إغراء ومدعاة للفتنة، "فلا عزل بين الرجال والنساء في صلاة أو في مجلس علم أو سوق أو ساحة جهاد أو مجلس تشاور في أمور المسلمين، فللمرأة أن تستقبل ضيوف الأسرة وتحدثهم وتخدم ضيوف زوجها وكل ذلك في إطار آداب الإسلام وتعاليمه". -انظر كتاب: المرأة بين القرآن وواقع المسلمين، الغنوشي-.
 
كما أن التراث اﻷدبي لبعض المجتمعات اﻹسلامية ورد فيه ذكر أكثر من علاقة بين الجنسين -مع احترام للقيم ولمبادئ الشرع- في محيط أقل ما يوصف به أنه محافظ إن لم أقل "صوفي زاهد في أمور الدنيا بعيد كل البعد من المجون واتباع خطوات الشيطان" ومن ذلك التراث قطعة شعرية لأحد اﻷدباء الموريتانيين، يقول فيها بأن صديقته تعلم أن الصداقة القائمة بينهما لن تأكلهما النار بسببها لاحترامها للشريعة الاسلامية، ولن تأكل الناس عرضيهما بها لاحترامها للذوق العام، والقطعة بالشعر المحلي وهي:
يعرف كاع العند الاخبار – عني بغيل ماه الباس
ما تحرك بيه الجلد النار – أولا توكل بيه العرض الناس.
 
كما نجد في شعر أغلب الشعراء الموريتانيين -وهم"غالبا" أبناء بئة صوفية معروفة بالورع والامتثال للأوامر واجتناب النواهي- يلوحون في أكثر من قطعة شعرية بقيام علاقة صداقة بينهم مع الجنس اﻵخر، وفقا لضوابط الشرع وقيمه لاشك.
أما في عصرنا الحديث فقد شوه كل المعاني وأصبح المجون حرية والسذاجة صفاء والوقاحة حبا.. ونسب لهذا الدين -الذي ميز بين الرشد والغي- كثيرا مما لم يأت به، اﻷمر الذي دفع بعضنا للقول بأن "العلاقة بين الجنسين" مجرد سلم ﻹشاعة الفاحشة والرذيلة، وأن العقل يمنعها قبل الشرع، وهو ما أكده بعض الشباب والشابات العرب في دراسات تتعلق بالموضوع، إلا أنني -وقد أكون مخطئا- أرى أن أبناء المجتمعات العربية يستمدون مواقفهم في كل قضية تتعلق بالمرأة من تقاليد اجتماعية وثقافية تعود إلى عصر التصور البدائي للمرأة، والنظر إليها بصفتها أنثى قبل أن تكون إنسانا!!، فالمتمعن في قصص مجالس العرب البداة القدامى يدرك أنها كانت ميدانا لشرب الخمر ولعب الميسر.. وعليه لامكان للنساء في تلك المجالس، واستمدينا فكرة منع العلاقة بين الجنسين من ذلك، حتى أن العرب قديما -للأسف- كانوا يعتبرون المرأة عار يجب التخلص منه!! وهي أفكار خلصهم الاسلام من أكثرها وبقي بعضها عالقا في أذهان البعض، ويتضح ذلك بشكل أكبر من خلال الرجوع إلى عادات تلك البلدان ونظرة بعض من أهلها للمرأة، وموقفهم من تعليمها وتوليها للمناصب العامة!!
 
لهذا -أعتقد- أن علينا أن ننظر للمرأة كإنسان قبل أن تكون أنثا، لها الحق في صداقة من تختار صداقته وفقا لضوابط الشرع والدين، ولاشك أنها قادرة على تكوين صداقة قائمة على التعاون على البر والتقوى ونبذ اﻹثم والظلم والرذيلة والعدوان..، وأن لا نسقط ما يقوم به بعض من لا يكترثون بالدين ولا بتعاليمه على آخرين لهم مبادئ استلهموها من دينهم الحنيف وقيم إنسانية..، وأن نعلم علم اليقين أن تضييقنا -نحن المسلمين- على المرأة وعزلها، يسيء لديننا أكثر مما يخدمه، وقد قال ابن تيمية في كتابه -مجموع الفتاوى- أن: "ماكان منهيا عنه سدا للذريعة يباح ﻷجل المصلحة الراجحة"، وقد قال القرافي أيضا: "أن الذريعة كما يجب سدها يجب فتحها ويكره ويندب ويباح"، وأكثر من ذلك كله فتطهير العلاقات بين الجنسين وإخضاعها لمبادئ الشرع والقيم اﻹسلامية المثلى لن يكون "بتكثيف الحُجب وتحويل البيوت إلى سجون للنساء، وإنما بالتوعية وبثورة تربوية على مستوى الأسرة تُحرر المرأة من رواسب الانحطاط وتفتح أمامها سُبل تصريف طاقاتها الهائلة"، كما يقول راشد الغنوشي.
رجاء لا تتسرعوا!! هذه ليست فتوى، وإنما هي إثارة الموضوع للنقاش، وللعلماء والفقهاء الكلمة الفصل..

جذب

هل شعرت يومًا بفراشة في معدتك عندما تحب شخصًا ما حقًا؟ يقول علماء النفس إن هناك سببًا رئيسيًا لهذا الانجذاب.

حتى لو لم يكن مظهر شخص ما مميزًا للغاية، فقد تظل معجبًا به. قد يكون من الصعب أن تشرح لأصدقائك سبب إعجابك بهذا الشخص كثيرًا.

بعد مرور سنوات عديدة، ما زلنا لا نعرف على وجه اليقين ما الذي يجعل شخصًا ما ينجذب إلى شخص آخر. بعض الإعلانات تجعل الأمر يبدو وكأن أشياء مثل العطور أو مستحضرات التجميل هي التي تجعل شخصًا ما جذابًا. لكن هذه الأشياء لا تساعد إلا قليلاً. فهي ليست السبب الرئيسي الذي يجعل الناس يرون الآخرين جذابين.

نحن جميعًا نريد أن نحظى بإعجاب الآخرين على ما نحن عليه - مظهرنا ومشاعرنا وأفكارنا. ولكن لا توجد إجابة واحدة على السؤال الذي يجعل شخصًا ما جذابًا. فالأشخاص المختلفون يحبون أشياء مختلفة. فالبعض يهتمون بالمظهر أكثر، بينما يهتم آخرون بالذكاء أكثر.

الانجذاب موضوع معقد، وليس من السهل تحديد الأسباب الدقيقة وراءه، لأنه يتغير من شخص لآخر.

يهتم العلماء بالجاذبية لأنها يمكن رؤيتها بعدة طرق. وقد درس باحثون من جامعة لوبيك هذا الموضوع مع 100 شخص (50 رجلاً و50 امرأة) من خلال تجربتين. حيث طلبوا من المشاركين مشاهدة مقاطع فيديو لنساء يظهرن الخوف أو الحزن ثم التعبير عن مدى جاذبيتهم لهؤلاء النساء.

في الجزء الأول، سألوا عن مدى انجذابهم. وفي الجزء الثاني، استخدموا مسوحات الدماغ لمعرفة كيفية تفاعل الدماغ أثناء الانجذاب. وكانت النتيجة المدهشة؟ كان الشعور بالارتباط العاطفي أكثر أهمية من السمات الجسدية. ووجد الأشخاص الذين فهموا مشاعر المرأة أنها أكثر جاذبية.

وكما قالت إحدى الباحثات، سيلك أندرس، فإن الطريقة التي نشعر بها بالانجذاب نحو شخص ما تعتمد على فهم الأشخاص للعواطف ومدى ارتباطهم بها.

كما اكتشفوا أن نشاط المخ المتشابه في المناطق المرتبطة بالشعور بالعواطف يجعل الناس أكثر انجذابًا لبعضهم البعض. وهذا يعني أنه عندما نهتم بمشاعر شخص ما، نجده أكثر جاذبية.

باختصار، يبدو أن السبب الحقيقي للانجذاب هو الرابطة العاطفية بين شخصين. هذا الرابط هو ما يجعل شخصًا ما جذابًا حقًا بالنسبة لنا.

لقد لخصت جوديث أورلوف الأمر بشكل جيد: "لا يهمني مدى ذكاء أو وسام شخص ما؛ إذا كان هذا الشخص يستنزفك طاقتك، فهو ليس الشخص المناسب لك. إن التوافق الحقيقي يتجاوز مجرد كونك ذكيًا أو 

نفسى

 فلنغير نظرة التشاؤم في أعيننا لما حل بنا من محن إلى نظرة حب وتفاؤل لما عاد علينا من فائدة وخير بعد مرورنا بهذه المحن. ما أحوجنا لمثل هذا ال...