كثير من الفتيات اللاتي وقعن في العشق للغرباء حالهن كحال هذه الزهرة .. الواحدة منهن تخرج للدنيا ويشتد عودها فإذا هي وحدها بلا معين .. الوالد مشغول بعمله , الأم مشغولة بعملها أو بمشاغل تافهة تبعدها عن بنتها .. وهذه البنت تريد من يقترب منها .. تريد من يستمع اليها .. تريد من تحبه ويحبها .. تريد من تبادله المشاكل والهموم والأفراح فلا تجد أحدا ..
تبقى هذه العواطف مكبوتة في نفسها وتظل تتقلب وتتحرك , وربما خرج بعضها على شكل اكتئاب أو بكاء حار .. ولكنه لا يغني باي حال عن الشخص الذي تنتظره هذه الفتاة !
وان من الفتيات من يكرمهن الله بصديقة طيبة تكون لها مكان الأم والاب والأخوات , ويجعل الله في هذه الصديقة بديلا مناسبا يساعد هذه البنت في تجاوز مرحلة المراهقة الصعبة الى بر الأمان .. ولكن كثيرات من الفتيات لا يجدن هذه الصديقة !
الأحسن حظا منهن من تجد صديقة سوء تجعل عواطفها معلقة بأناس لا يمكن أن تصل اليهم : كاللاعبين والمغنين والفنانين .. فتجد هذه البنت قد تعلق قلبها بالمغني الفلاني أو الممثل الفلاني .. فتشتري افلامه وتحتفظ بصوره وتكتب اسمه على دفاترها وكتبها .. وتبقى تحبه وتتعشقه ولكن – لحسن حظها – لا تستطيع أن تصل إليه !
أما النوع الآخر فهن من يقعن في حب رجال يكون الوصول اليهم سهلا , سواء كان ذلك عن طريق الهاتف أو الرسائل أو بالاتصال المباشر ! وهذه وقوعها في المنكر اسرع وتعلقها بالمحبوب أعظم واشنع بكثير من اللتي تحب شخصا تعلم أنه لا سبيل لها بالوصول اليه .
لماذا هذا التعلق بالرجل ؟؟ وهل حب الفتاة هنا حب حقيقي أم أنه غير ذلك ؟؟
الذي اعتقده أن السبب في هذا التعلق الغريب هو عدم وجود البديل المباح سواء كان هذا البديل أما أو ابا أو أختا أو أخا أو غير ذلك .. وانه من الغريب جدا – وقد ذكرت هذا سابقا – أن كثيرا من البنات لا يسمعن كلمات الحب والغزل عن طريق حلال ولا تسمعه الا عن طريق الحرام !! فعندما تسمع كلمة : " أنا أحبك " لأول مرة يكاد قلبها يطير فرحا بها .. و كذلك عندما يقال لها : " أنت جميلة " أو " اشتقت لك كثيرا " أو غير هذا من الكلمات التي ينبغي أن تسمعها البنت من ابويها واخوتها ... ولكن الذي يحصل أنها لا تسمع منها شيئا حتى تسمعها من الغريب ! ولو كانت تسمع مثل هذه الكلمات بالحلال لأصبح احتمال انجرافها وراء من يسمعها اياها بالحرام أقل .
السبب الثاني هو عدم وجود من يستمع إليها ويتعاطف معها ! وهي تريد من تتحدث معه وتشتكي له .. وشكواها للرجل ستذهب عنها مشكلة عدم وجود من يسمعها ولكنها ستوقعها – غالبا – في مشكلة التعلق بالشخص الذي يساعدها في حل مشاكلها .. وأول مشكلة يحلها لها هي مشكلة عدم وجود من يستمع اليها .. وثاني مشكلة يوقعها هو فيها مشكلة التعلق به !
السبب الثالث هو تفريغ عاطفة جياشة في نفسها بعد أن فتح لها هذا الشاب المجال لهذا .. ولو أن الباب كان مفتوحا في السابق لما خرجت هذه العاطفة بشكل يغيب معه العقل والخوف من الله !
وأعتقد أن الحب هنا ليس حبا حقيقيا في كثير من الحالات بل هو حب زائف ولكن لأن البنت تكون في حالة لا تسمح لها بالتفكير الصحيح فإنها لا تنتبه لهذا !