هذا هو الجزء الثاني من مقدمة كتاب الزيتون وزيته وشجرته غذاء ودواء وشفاء
والمتأمل لهذا الجزء من الموسوعة , وأقصد كتاب الزيتون وزيته وشجرته يجد أنه كتاب مميز عن كل ما كتب في الطب النبوي سابقا ومما هو متعلق الزيتون وزيته وشجرته كغذاء ووقاية وشفاء , وذلك من حيث موسوعيته العلمية والفقهية , وبالذكر الكامل لكافة الآيات والأحاديث النبوية التي وردت في الكتب التسعة بلا استثناء , ومن هنا أسأل الله سبحانه وتعالى أن يستحق اسم موسوعة عند عباده الصالحين .
ومن قبيل الاستفادة , ولتحقيق الوضوح العقلي والربط العلمي , وضعت في هذا الكتاب فكرة عامة عن نظام الغذاء الميزان , وما كتب عنه من تقييم علمي وفكري , ليتمكن القارئ الكريم الذي لم تتح له فرصة الاطلاع على نظام الغذاء الميزان , أن يكون فكرة مبدئية عنه 0
وأود أن ألفت الانتباه , إلى أنني اضطررت إلى إعادة كتابة بعض المعلومات الغذائية التي تتعلق بالعناصر والفيتامينات والكربوهيدرات و الدهون وغيرها في كتب السلسلة المختلفة حسب ما تقتضيه الضرورة وكذلك اضطررت في بعض الأحيان إلى كتابة بعض المعلومات المتعلقة بالطاقة والموجودة أيضا في كتب ثانية من السلسلة , وذلك لكي لا يضطر القارئ الكريم إلى اقتناء كل كتب السلسلة إذا كان لا يريد ذلك , بحيث أنه إذا قرأ كتابا واحدا , أخذ فكرة كاملة عن موضوع هذا الكتاب دون أن يضطر لاقتناء كتب أخرى تفصل في العناصر الغذائية المذكورة في هذا الكتاب فإذا كان بيده كتاب القمح فسيأخذ فكرة تامة شاملة عن كل المركبات الموجودة في القمح من بروتينات ودهون وفيتامينات وإنزيمات وعناصر وغيرها , وإذا كان يقرأ في كتاب التمر فسيأخذ فكرة تامة شاملة عن كل المركبات الموجودة في الزيتون وزيته من بروتينات ودهون وفيتامينات وإنزيمات وعناصر وغيرها , مع ملاحظة أن المعلومات المذكورة عن فيتامين ج وهو الموجود في عشبة القمح هي نفسها المذكورة عن فيتامين ج والموجود في الزيتون مثلا , وذلك لأنها معلومات علمية ثابتة , ولكن مثل هذا التكرار في المواضيع الغذائية البحتة التي تتحدث عن الفيتامينات والكربوهيدرات والدهون والعناصر الوفيرة والنادرة وغيرها غير مكرر في الموسوعة كاملة لأنه كتاب واحد , يمكن لمن يريد أن يقرأ فيها أن يرجع لأي جزء منها ليأخذ ما يحتاجه 0
ولما كنت بشرا ضعيفا , فقيرا إلى رحمة ربي خطاء توابا , فإني أسأل أخوتي أن يوجهوني إذا ما رأوا في هذا الكتاب خطأ أو سهوا أو ضعفا مني في فهم شئ من قوانين الله تعالى أو تقصير, أو خطأ علمي في نقل أو تحري أو تفسير أو اجتهاد خاطئ , ولهم مني جزيل الشكر والتقدير , فالمسلم للمسلم كالبنيان المرصوص لايخذله ولا يسلمه , إني لا انتظر من أخواني المؤمنين إلا كل مساعدة وعون وتوجيه فذلك لأن الله قال فيهم" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ " (10) الحجرات , وإني أسأل الله العظيم أن يلحقنا بإخواننا المؤمنين الصالحين , ولا أدعو إلا كما دعا يوسف من قبل " رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ " (101) يوسف .
وإني أدرك تماما أن هذه تجربة جديدة , ونظرية جديدة في البحث والنظر في الأغذية والأطعمة والأشربة من منظور علمي قرآني نبوي علمي بحثي دراسي ضمن نظرية الغذاء الميزان التي تصف أسس علم التغذية والطاقة في القرآن والسنة , وأدرك أن أي علم جديد أو نظرية جديدة قد يكون فيها كثير من الأخطاء والهفوات , ولذلك أسأل من أخوتي ألا يؤاخذوني إذا ما وجدوا خطأ أو سهوا أو تحليلا خاطئا , فقد اجتهدت ما استطعت , ولا أقول إلى ما قال شعيب عليه السلام " إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ" (88) هود .
وإني أسأل الله تعالى أن يكون عملنا هذا خالصا متقبلا لوجهه تعالى , وأن يكون في ميزاننا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم , ولا أسأل الله سبحانه وتعالى أ ن ينزع الكبر والكبرياء والفخر والتفاخر من قلوبنا وأن يجعل كل حركاتنا وسكناتنا وأنفاسنا وكل ما وهبنا خالصا لوجهه الكريم , وأن ينزع الكبر والغرور وفتنة العلم من قلوبنا ونفوسنا إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير , والله تعالى ولي التوفيق 0
أخوكم
د جميل القدسي الدويك
والمتأمل لهذا الجزء من الموسوعة , وأقصد كتاب الزيتون وزيته وشجرته يجد أنه كتاب مميز عن كل ما كتب في الطب النبوي سابقا ومما هو متعلق الزيتون وزيته وشجرته كغذاء ووقاية وشفاء , وذلك من حيث موسوعيته العلمية والفقهية , وبالذكر الكامل لكافة الآيات والأحاديث النبوية التي وردت في الكتب التسعة بلا استثناء , ومن هنا أسأل الله سبحانه وتعالى أن يستحق اسم موسوعة عند عباده الصالحين .
ومن قبيل الاستفادة , ولتحقيق الوضوح العقلي والربط العلمي , وضعت في هذا الكتاب فكرة عامة عن نظام الغذاء الميزان , وما كتب عنه من تقييم علمي وفكري , ليتمكن القارئ الكريم الذي لم تتح له فرصة الاطلاع على نظام الغذاء الميزان , أن يكون فكرة مبدئية عنه 0
وأود أن ألفت الانتباه , إلى أنني اضطررت إلى إعادة كتابة بعض المعلومات الغذائية التي تتعلق بالعناصر والفيتامينات والكربوهيدرات و الدهون وغيرها في كتب السلسلة المختلفة حسب ما تقتضيه الضرورة وكذلك اضطررت في بعض الأحيان إلى كتابة بعض المعلومات المتعلقة بالطاقة والموجودة أيضا في كتب ثانية من السلسلة , وذلك لكي لا يضطر القارئ الكريم إلى اقتناء كل كتب السلسلة إذا كان لا يريد ذلك , بحيث أنه إذا قرأ كتابا واحدا , أخذ فكرة كاملة عن موضوع هذا الكتاب دون أن يضطر لاقتناء كتب أخرى تفصل في العناصر الغذائية المذكورة في هذا الكتاب فإذا كان بيده كتاب القمح فسيأخذ فكرة تامة شاملة عن كل المركبات الموجودة في القمح من بروتينات ودهون وفيتامينات وإنزيمات وعناصر وغيرها , وإذا كان يقرأ في كتاب التمر فسيأخذ فكرة تامة شاملة عن كل المركبات الموجودة في الزيتون وزيته من بروتينات ودهون وفيتامينات وإنزيمات وعناصر وغيرها , مع ملاحظة أن المعلومات المذكورة عن فيتامين ج وهو الموجود في عشبة القمح هي نفسها المذكورة عن فيتامين ج والموجود في الزيتون مثلا , وذلك لأنها معلومات علمية ثابتة , ولكن مثل هذا التكرار في المواضيع الغذائية البحتة التي تتحدث عن الفيتامينات والكربوهيدرات والدهون والعناصر الوفيرة والنادرة وغيرها غير مكرر في الموسوعة كاملة لأنه كتاب واحد , يمكن لمن يريد أن يقرأ فيها أن يرجع لأي جزء منها ليأخذ ما يحتاجه 0
ولما كنت بشرا ضعيفا , فقيرا إلى رحمة ربي خطاء توابا , فإني أسأل أخوتي أن يوجهوني إذا ما رأوا في هذا الكتاب خطأ أو سهوا أو ضعفا مني في فهم شئ من قوانين الله تعالى أو تقصير, أو خطأ علمي في نقل أو تحري أو تفسير أو اجتهاد خاطئ , ولهم مني جزيل الشكر والتقدير , فالمسلم للمسلم كالبنيان المرصوص لايخذله ولا يسلمه , إني لا انتظر من أخواني المؤمنين إلا كل مساعدة وعون وتوجيه فذلك لأن الله قال فيهم" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ " (10) الحجرات , وإني أسأل الله العظيم أن يلحقنا بإخواننا المؤمنين الصالحين , ولا أدعو إلا كما دعا يوسف من قبل " رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ " (101) يوسف .
وإني أدرك تماما أن هذه تجربة جديدة , ونظرية جديدة في البحث والنظر في الأغذية والأطعمة والأشربة من منظور علمي قرآني نبوي علمي بحثي دراسي ضمن نظرية الغذاء الميزان التي تصف أسس علم التغذية والطاقة في القرآن والسنة , وأدرك أن أي علم جديد أو نظرية جديدة قد يكون فيها كثير من الأخطاء والهفوات , ولذلك أسأل من أخوتي ألا يؤاخذوني إذا ما وجدوا خطأ أو سهوا أو تحليلا خاطئا , فقد اجتهدت ما استطعت , ولا أقول إلى ما قال شعيب عليه السلام " إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ" (88) هود .
وإني أسأل الله تعالى أن يكون عملنا هذا خالصا متقبلا لوجهه تعالى , وأن يكون في ميزاننا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم , ولا أسأل الله سبحانه وتعالى أ ن ينزع الكبر والكبرياء والفخر والتفاخر من قلوبنا وأن يجعل كل حركاتنا وسكناتنا وأنفاسنا وكل ما وهبنا خالصا لوجهه الكريم , وأن ينزع الكبر والغرور وفتنة العلم من قلوبنا ونفوسنا إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير , والله تعالى ولي التوفيق 0
أخوكم
د جميل القدسي الدويك
شكرا لك يادكتور جميل على هذا الموضوع الجدير بالاهتمام
حيث لفت نظري شخصيا لأسباب شخصية لها خلفية مسبقة لدي
نحن نعي جميعا أن من نعم الله علينا أن أوجد الاعجاز العلمي في القرآن الكريم في مختلف العلوم والمجالات .. وقد نجد في الآية الواحدة اعجازاً علمياً في أكثر من مجال .
منذ فترة ولسبب غريب ما حاولت الربط بين عدة أشياء ذُكرت في الآية الكريمة ( والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )
وبدأت أفكر بالتين والزيتون كغذاء وعلاقتهما بجبل طور ومكة المكرمة فيما لو زُرع فيها التين والزيتون وخلق الإنسان في أحسن تقويم حيث فسرتها من ناحية الصحة في العظام ومنها الهشاشة والشلل .. ولكن تعبت كثيرا في محاولة ايجاد علاقة بين كل ذلك يؤدي لأن يكون الانسان في أحسن تقويم جسدي
وحاولت البحث في التفسير وفي عدة موضوعات ووجدت التالي :
في هذا الموضوع
http://www.alshahid.com/thqafa/sg121yz5.htm.
لفت نظري هذا الجزء
وقد لا تكون الموضوعتان متصلتين ببعضهما في الواقع، بل في اعتبارك او تقديرك فقط.
بينما اذا جاء القسم في كلام ربنا عزوجل، فإن إتصاله بما أقسم له حق وواقع لا ريب فيه. فإذا قرأنا في القرآن الكريم: (والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين) وتلونا بعدها: (لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم). فإن معنى ذلك ان هناك اتصالا واقعيا بين خلق الإنسان في أحسن تقويم وبين ما سبق من التين والزيتون اللذين بهما طعامه، (وطور سنين) الذي يحمي البلاد من الأعاصير والأعداء، ويوفر الكثير من عوامل الحضارة، (والبلد الأمين) الذي يزرع السكينة في نفوس الناس بين كل ذلك وقوام خلق الإنسان.
كذلك في سياق سورة الذاريات حينما يقسم الله بالرياح التي تذرو، والسحب التي تسقي، والسفن التي تجري، والملائكة الذين يقسمون أمرا، فإن هناك ربطا بينهما وبين الحقيقة التالية: (إنما توعدون لصادق).
أولا: لأن رب العالمين المدبر لهذه القوى العظيمة لا يخلف وعده، وهل يخلف وعده الا العاجز، وهل لنا ان نتصور شيئا من العجز في مقام ربنا القوي القاهر المقتدر، الذي حمل الرياح العاصفة هذه المقادير العظيمة من الماء، وساقها من فوقنا الى حيث شاء من الأرض الميتة فأحياها؟
كلا؛ إنه صادق الوعيد، وحق لنا ان نخشاه قبل ان يحل بأرضنا الدمار والبوار.
ثانيا: ان كل تلك القوى المحيطة بنا تؤدي دورها حسب تقدير العزيز العليم، فكيف لا يخضع الإنسان لذلك التقدير؟ كيف ترك يتبع هواه؟ ولماذا جاءته النذر من بين يديه ومن خلفه يحذرونه من عذاب شديد؟
بلى؛ انه لم يترك الى الأبد، إنما ليوم الفصل حيث ينتظره الوعيد الصادق.
دعنا اذا نحذر الآخرة، ونتقي ما يعرضنا فيها للعذاب. هكذا تتصل حقائق القسم السابقة بحقيقة الوعيد الذي أنذر به الناس.
إن الدين لواقع
وفي هذا الموضوع
http://www.qudsway.net/Links/Doctor/7/Html_Doctor7/7hdo2.htm
لفت نظري كل الموضوع وهذا الجزء تحديدا :
ويتضح هذا أيضاً في آيات قرآنية متعددة خص فيها الله سبحانه وتعالى أرض فلسطين بالبركة:
"وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها" (الأعراف: 117).
"سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير" (الإسراء : 1).
"ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين" (الأنبياء : 71).
" ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين" (الأنبياء: 81).
" وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير ، سيروا فيها ليالي وأياماً آمنين" (سبأ: 18).
"يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين" (المائدة: 21).
وفي تفسير "والتين والزيتون وطور سنين" عن أبي هريرة، رضي الله عنه ، قال: أقسم ربنا عز وجل بأربعة أجبل فقال : والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين قال (ابو هريرة): التين طور زيتا . وفي رواية : والزيتون طور زيتا، وقال قتادة ، والزيتون جبل عليه بيت المقدس (انظر في ذلك فضائل بيت المقدس لابن الجوزي ، ص70 ، 71، وكذلك الإنس الجليل ، ج 1ص6).
وفي الأثر النبوي الشريف ما يؤكد على هذه البركة والخصوصية، عن عائشة، رضي الله عنها، عن النبي قال: إن مكة بلد عظيم ، عظّمه الله وعظم حرمته وحفها بالملائكة قبل أن يخلق شيئاً من الأرض يومئذ كلها بألف عام ووصلها بالمدينة ووصل المدينة ببيت المقدس ، ثم خلق الأرض بعد ألف عام خلقاً واحداً (فضائل القدس لابن الجوزي، ص72).
وعن مكحول بن ميمونة (مولاة الرسول)أنها سألت رسول الله عن بيت المقدس فقال: (نعم المسكن بيت المقدس ومن صلى فيه صلاة بألف صلاة فيما سواه)، وفي مسند الإمام أحمد بن حنبل (جزء 6 ص:463) إن ميمونة قالت: يا نبي الله ، افتنا في بيت المقدس ، فقال : (أرض المحشر والمنشر صلوا فيه فإن صلاة فيه كألف صلاة فيما سواه)، وفي الحديث الشريف أيضاً: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى) (رواه البخاري ، جزء1 ص181، وأبن حنبل ، جزء 2 ص234).
وفي مسند الإمام أحمد بن حنبل 5/269 قال رسول الله: (لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا ما أصابهم من البلاء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قالوا: يا رسول الله ، وأين هم؟ قال: في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس).
وعن رب العزة أنه قال لبيت المقدس: أنت جنتي وقدسي وصفوتي من بلادي.. من سكنك فبرحمة مني ومن خرج منك فبسخط مني عليه) (فضائل القدس ، ابن الجوزي، ص95).
وروى المشرف بسنده عن عمران بن الحصين أنه قال: قلت يا رسول الله ، ما أحسن المدينة؟ قال: كيف لو رأيت بيت المقدس؟ قلت : وهل هي أحسن؟ قال: كيف لا وكل ما بها يُزار ولا يزور وتُهدى إليها الأرواح ولا تهدى روح بيت المقدس لغيرها (الإنس الجليل ، ج1 ص238).
وفي تراثنا الإسلامي ما لا يعد ولا يحصى في بيت المقدس من أقوال نذكر منها مقالة الإمام علي ، رضي الله عنه لصعصعة: (نعم المسكن بيت المقدس القائم في كالمجاهد في سبيل الله وليأتين على الناس زمن يقول أحدهم: ليتني تبنة في لبنة من لبنات بيت المقدس).
أما التاريخ الإسلامي فيبدو على مدى أربعة عشر قرناً (قبل أن تسلم القدس مفاتيحها من جديد لدورة حضارية إسلامية جديدة كما سلمت مفاتيحها من قبل لعمر بن الخطاب ، رضي الله عنه) أربعة عشر قرناً من سيادة الإسلام ضمن مراكز متناوبة ومتعاقبة من دمشق إلى بغداد إلى القاهرة إلى استانبول، قبل أن تغيب هذه الريادة وتذوي شمس الخلافة ويرد الله الكرة لبني إسرائيل على عبادة المسلمين بما اقترف هؤلاء من الإثم والمعصية والتخلي عن منهج الله وتحكيم البدائل الوضعية.
لقد بعثنا الله في قلب الجزيرة العربية لنواجه في بداية صعودنا إفساد وعلو بني إسرائيل في الجزيرة العربية فنجوس خلال ديارهم ونحقق انتصارنا ودولتنا وحضارتنا ونتسلم مفاتيح القدس وندخل المسجد أول مرة.. ولكن الله عز وجل يرد لهم الكرة علينا بعد أربعة عشر قرناً من الزمان انطلاقاً من القدس ليمنحهم إلى حين علواً وإفساداً إلى أن نصحو من غفوتنا ونعود إلى المنهج الذي يهدى للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين ، بعد أن نسحق البدائل الضعيفة الوضعية ونتخلص منها إلى غير رجعة فينصرنا الله نصراً ومؤزراً يتحقق بهزيمتهم وإساءة وجوههم ودخولنا المسجد الأقصى كما دخلناه أول مرة ( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً، فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولى بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً، ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً، إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً) (الإسراء 3ـ7).
وكذلك هذا الموضوع
http://www.islamonline.net/arabic/daawa/2003/09/article14.shtml
وهذا الموضوع :
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=132&CID=14
فتشتت ذهني وتوقفت !
ولكن بعد فترة ولسبب آخر كنت أحول أن أبحث عن معنى ( مشكاة ) في سورة النور في الآية الكريمة ( الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لاشرقية ولاغربية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الأمثال للناس )
ووجدت التالي :
ان الله هو نور السموات والأرض بخلقه للشمس والقمر
ومثل نوره كمشكاة
المشكاة هي مكان وضع الفتيلة في السراج
ووقودها زيت الشجرة المباركة ( الزيتون ) ولكن الشجرة التي لايحيط بها أي شئ وكأنها في صحراء حيث تطلع عليها الشمس وتغرب عليها فيصيبها حر الشمس بالغداة والعشي وهذا أجود لزيتها
والله سبحانه وتعالى هنا يمثل ذلك بقلب المؤمن الذي يضئ كالكوكب الذي يشبه الدر في الصفاء والضياء
وحتى لا أتعمق معك بتفسيرات خارج موضوع الغذاء إلا أنه لفت نظري وصف جودة زيت الزيتون من الشجرة التي تشرق عليها الشمس وتغرب عليها وقد يكون ذلك مفتاحا لك للبحث في ذلك
حيث لفت نظري شخصيا لأسباب شخصية لها خلفية مسبقة لدي
نحن نعي جميعا أن من نعم الله علينا أن أوجد الاعجاز العلمي في القرآن الكريم في مختلف العلوم والمجالات .. وقد نجد في الآية الواحدة اعجازاً علمياً في أكثر من مجال .
منذ فترة ولسبب غريب ما حاولت الربط بين عدة أشياء ذُكرت في الآية الكريمة ( والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )
وبدأت أفكر بالتين والزيتون كغذاء وعلاقتهما بجبل طور ومكة المكرمة فيما لو زُرع فيها التين والزيتون وخلق الإنسان في أحسن تقويم حيث فسرتها من ناحية الصحة في العظام ومنها الهشاشة والشلل .. ولكن تعبت كثيرا في محاولة ايجاد علاقة بين كل ذلك يؤدي لأن يكون الانسان في أحسن تقويم جسدي
وحاولت البحث في التفسير وفي عدة موضوعات ووجدت التالي :
في هذا الموضوع
http://www.alshahid.com/thqafa/sg121yz5.htm.
لفت نظري هذا الجزء
وقد لا تكون الموضوعتان متصلتين ببعضهما في الواقع، بل في اعتبارك او تقديرك فقط.
بينما اذا جاء القسم في كلام ربنا عزوجل، فإن إتصاله بما أقسم له حق وواقع لا ريب فيه. فإذا قرأنا في القرآن الكريم: (والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين) وتلونا بعدها: (لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم). فإن معنى ذلك ان هناك اتصالا واقعيا بين خلق الإنسان في أحسن تقويم وبين ما سبق من التين والزيتون اللذين بهما طعامه، (وطور سنين) الذي يحمي البلاد من الأعاصير والأعداء، ويوفر الكثير من عوامل الحضارة، (والبلد الأمين) الذي يزرع السكينة في نفوس الناس بين كل ذلك وقوام خلق الإنسان.
كذلك في سياق سورة الذاريات حينما يقسم الله بالرياح التي تذرو، والسحب التي تسقي، والسفن التي تجري، والملائكة الذين يقسمون أمرا، فإن هناك ربطا بينهما وبين الحقيقة التالية: (إنما توعدون لصادق).
أولا: لأن رب العالمين المدبر لهذه القوى العظيمة لا يخلف وعده، وهل يخلف وعده الا العاجز، وهل لنا ان نتصور شيئا من العجز في مقام ربنا القوي القاهر المقتدر، الذي حمل الرياح العاصفة هذه المقادير العظيمة من الماء، وساقها من فوقنا الى حيث شاء من الأرض الميتة فأحياها؟
كلا؛ إنه صادق الوعيد، وحق لنا ان نخشاه قبل ان يحل بأرضنا الدمار والبوار.
ثانيا: ان كل تلك القوى المحيطة بنا تؤدي دورها حسب تقدير العزيز العليم، فكيف لا يخضع الإنسان لذلك التقدير؟ كيف ترك يتبع هواه؟ ولماذا جاءته النذر من بين يديه ومن خلفه يحذرونه من عذاب شديد؟
بلى؛ انه لم يترك الى الأبد، إنما ليوم الفصل حيث ينتظره الوعيد الصادق.
دعنا اذا نحذر الآخرة، ونتقي ما يعرضنا فيها للعذاب. هكذا تتصل حقائق القسم السابقة بحقيقة الوعيد الذي أنذر به الناس.
إن الدين لواقع
وفي هذا الموضوع
http://www.qudsway.net/Links/Doctor/7/Html_Doctor7/7hdo2.htm
لفت نظري كل الموضوع وهذا الجزء تحديدا :
ويتضح هذا أيضاً في آيات قرآنية متعددة خص فيها الله سبحانه وتعالى أرض فلسطين بالبركة:
"وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها" (الأعراف: 117).
"سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير" (الإسراء : 1).
"ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين" (الأنبياء : 71).
" ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين" (الأنبياء: 81).
" وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير ، سيروا فيها ليالي وأياماً آمنين" (سبأ: 18).
"يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين" (المائدة: 21).
وفي تفسير "والتين والزيتون وطور سنين" عن أبي هريرة، رضي الله عنه ، قال: أقسم ربنا عز وجل بأربعة أجبل فقال : والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين قال (ابو هريرة): التين طور زيتا . وفي رواية : والزيتون طور زيتا، وقال قتادة ، والزيتون جبل عليه بيت المقدس (انظر في ذلك فضائل بيت المقدس لابن الجوزي ، ص70 ، 71، وكذلك الإنس الجليل ، ج 1ص6).
وفي الأثر النبوي الشريف ما يؤكد على هذه البركة والخصوصية، عن عائشة، رضي الله عنها، عن النبي قال: إن مكة بلد عظيم ، عظّمه الله وعظم حرمته وحفها بالملائكة قبل أن يخلق شيئاً من الأرض يومئذ كلها بألف عام ووصلها بالمدينة ووصل المدينة ببيت المقدس ، ثم خلق الأرض بعد ألف عام خلقاً واحداً (فضائل القدس لابن الجوزي، ص72).
وعن مكحول بن ميمونة (مولاة الرسول)أنها سألت رسول الله عن بيت المقدس فقال: (نعم المسكن بيت المقدس ومن صلى فيه صلاة بألف صلاة فيما سواه)، وفي مسند الإمام أحمد بن حنبل (جزء 6 ص:463) إن ميمونة قالت: يا نبي الله ، افتنا في بيت المقدس ، فقال : (أرض المحشر والمنشر صلوا فيه فإن صلاة فيه كألف صلاة فيما سواه)، وفي الحديث الشريف أيضاً: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى) (رواه البخاري ، جزء1 ص181، وأبن حنبل ، جزء 2 ص234).
وفي مسند الإمام أحمد بن حنبل 5/269 قال رسول الله: (لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا ما أصابهم من البلاء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قالوا: يا رسول الله ، وأين هم؟ قال: في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس).
وعن رب العزة أنه قال لبيت المقدس: أنت جنتي وقدسي وصفوتي من بلادي.. من سكنك فبرحمة مني ومن خرج منك فبسخط مني عليه) (فضائل القدس ، ابن الجوزي، ص95).
وروى المشرف بسنده عن عمران بن الحصين أنه قال: قلت يا رسول الله ، ما أحسن المدينة؟ قال: كيف لو رأيت بيت المقدس؟ قلت : وهل هي أحسن؟ قال: كيف لا وكل ما بها يُزار ولا يزور وتُهدى إليها الأرواح ولا تهدى روح بيت المقدس لغيرها (الإنس الجليل ، ج1 ص238).
وفي تراثنا الإسلامي ما لا يعد ولا يحصى في بيت المقدس من أقوال نذكر منها مقالة الإمام علي ، رضي الله عنه لصعصعة: (نعم المسكن بيت المقدس القائم في كالمجاهد في سبيل الله وليأتين على الناس زمن يقول أحدهم: ليتني تبنة في لبنة من لبنات بيت المقدس).
أما التاريخ الإسلامي فيبدو على مدى أربعة عشر قرناً (قبل أن تسلم القدس مفاتيحها من جديد لدورة حضارية إسلامية جديدة كما سلمت مفاتيحها من قبل لعمر بن الخطاب ، رضي الله عنه) أربعة عشر قرناً من سيادة الإسلام ضمن مراكز متناوبة ومتعاقبة من دمشق إلى بغداد إلى القاهرة إلى استانبول، قبل أن تغيب هذه الريادة وتذوي شمس الخلافة ويرد الله الكرة لبني إسرائيل على عبادة المسلمين بما اقترف هؤلاء من الإثم والمعصية والتخلي عن منهج الله وتحكيم البدائل الوضعية.
لقد بعثنا الله في قلب الجزيرة العربية لنواجه في بداية صعودنا إفساد وعلو بني إسرائيل في الجزيرة العربية فنجوس خلال ديارهم ونحقق انتصارنا ودولتنا وحضارتنا ونتسلم مفاتيح القدس وندخل المسجد أول مرة.. ولكن الله عز وجل يرد لهم الكرة علينا بعد أربعة عشر قرناً من الزمان انطلاقاً من القدس ليمنحهم إلى حين علواً وإفساداً إلى أن نصحو من غفوتنا ونعود إلى المنهج الذي يهدى للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين ، بعد أن نسحق البدائل الضعيفة الوضعية ونتخلص منها إلى غير رجعة فينصرنا الله نصراً ومؤزراً يتحقق بهزيمتهم وإساءة وجوههم ودخولنا المسجد الأقصى كما دخلناه أول مرة ( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً، فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولى بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً، ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً، إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً) (الإسراء 3ـ7).
وكذلك هذا الموضوع
http://www.islamonline.net/arabic/daawa/2003/09/article14.shtml
وهذا الموضوع :
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=132&CID=14
فتشتت ذهني وتوقفت !
ولكن بعد فترة ولسبب آخر كنت أحول أن أبحث عن معنى ( مشكاة ) في سورة النور في الآية الكريمة ( الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لاشرقية ولاغربية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الأمثال للناس )
ووجدت التالي :
ان الله هو نور السموات والأرض بخلقه للشمس والقمر
ومثل نوره كمشكاة
المشكاة هي مكان وضع الفتيلة في السراج
ووقودها زيت الشجرة المباركة ( الزيتون ) ولكن الشجرة التي لايحيط بها أي شئ وكأنها في صحراء حيث تطلع عليها الشمس وتغرب عليها فيصيبها حر الشمس بالغداة والعشي وهذا أجود لزيتها
والله سبحانه وتعالى هنا يمثل ذلك بقلب المؤمن الذي يضئ كالكوكب الذي يشبه الدر في الصفاء والضياء
وحتى لا أتعمق معك بتفسيرات خارج موضوع الغذاء إلا أنه لفت نظري وصف جودة زيت الزيتون من الشجرة التي تشرق عليها الشمس وتغرب عليها وقد يكون ذلك مفتاحا لك للبحث في ذلك
الأخت اليمامة
أشكرك شكرا جزيلا على مداخلتك التي اعتبرها بحق عظيمة جدا , فهي تحمل أفكارا واسعة وحقيقة قد تكون مفتاحا لكثير من التفاسير
,وأقول وكأنك قرأت أفكاري , فقد عرضت في كتابي الزيت والزيتون عدة صور للبركة التي خصها الله سبحانه وتعالى بزيت الزيتون , وكان من هذه المعاني البركة الروحية التي اختصها الله سبحانه وتعالى في الأماكن مثل مكة ومثل بيت المقدس إذ قال الله سبحانه وتعالى فيهما " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ" (1) الإسراء , وكانت هذه الآية في المسجد الأقصى المبارك
إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ ( 96) آل عمران
وقد ذكرت أن البركة التي وضعها الله سبحانه وتعالى في بيت المقدس وكذلك في الكعبة تشبه البركة التي أضفاها الله سبحانه وتعالى على الزيتون اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ( 35) النور
دعوني أبين معني كلمة مبارك في القرآن , فالله تعالى اختص بعض الأماكن بطاقة عالية , أعلى من غيرها من الأماكن الأخرى , بالرغم من تشابه كل الأماكن من حيث احتوائها على تراب وصخور وجبال ووديان وسهول ما الى ذلك 0
فانظروا إلى الطاقة الخاصة التي اختص الله تعالى بها المسجد الحرام في مكة " إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ " (96) آل عمران , وتأملوا معي هنا كلمة البركة
وقد حدد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الطاقة الخاصة ( البركة ) في حديثة " عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ " رواه أحمد وابن ماجة 0
وبالفعل فالمتأمل لمكة يجد أن فيها حجارة وصخورا وجبالا مثلها مثل أي مكان آخر خلقه الله تعالى في الدنيا , فما الذي يجعل الصلاة في مسجدها الحرام بمائة ألف صلاة ؟
إنها البركة ( الطاقة الخاصة ) التي اختصها الله تعالى في المسجد الحرام , وهذه الطاقة مباشرة من الله الذي ليس كمثله شئ , وبالتالي فإننا وضمن قوانيننا الدنيوية , لا نستطيع أن نقيسها أو نعرفها أو نحيط بها , ولن نستطيع ذلك ما دمنا ضمن قوانين الحياة الدنيا
ومثلها البركة في المسجد الأقصى " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ" (1) الإسراء 0
وقد حدد الرسول صلى الله عليه وسم مقدار الطاقة الخاصة ( البركة ) الموجودة في المسجد الأقصى في حديثه " عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ بِصَلَاةٍ وَصَلَاتُهُ فِي مَسْجِدِ الْقَبَائِلِ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ صَلَاةً وَصَلَاتُهُ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي يُجَمَّعُ فِيهِ بِخَمْسِ مِائَةِ صَلَاةٍ وَصَلَاتُهُ فِي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى بِخَمْسِينَ أَلْفِ صَلَاةٍ وَصَلَاتُهُ فِي مَسْجِدِي بِخَمْسِينَ أَلْفِ صَلَاةٍ وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بِمِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ " رواه ابن ماجة 0
وكذلك اختص الله بعض الأشخاص بطاقة عالية خاصة , لا تتعلق بوجودهم في مكان محدد مثل المسجد الحرام أو المسجد الاقصى كما هو الحال مع عامة الناس ذوي الطاقة العادية , بل هم ذوو طاقة عالية مباركة أينما كانوا , فها هو عيسى بن مريم يقول " قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ " (31) مريم 0
وقد تكون هذه البركة والطاقة التي اختصه الله تعالى بها , هي التي كان عيسى بن مريم يبرئ الأكمه والأبرص , ويحيي الموتي من خلالها بإذن الله تعالى , الذي وهبه إياها 0
من هذه الأمثلة الحية نستطيع أن نقول أن جزءا من كلمة مبارك في القرآن الكريم تعني الطاقة الروحية الإضافية المباركة
ولكن ما نوع الطاقة الموجودة في البركة , وهل يمكن قياسها بالأجهزة ؟
" وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً " (85) الإسراء0
من هذه الآية نستنتج أن الإنسان مهما بلغ من العلم والتطور والتكنولوجيا وعلم الطاقة , واكتشاف الأجهزة الحديثة المتناهية في الدقة والحساسية , فإنه لن لن لن يستطيع أن يعرف شيئا عن الروح أو ما هيتها أو طاقتها أو نوع طاقتها أو شكل هذه الطاقة , ولن لن لن يكتشف أي جهاز في المستقبل , سواء أكان في المستقبل القريب أم البعيد ولن يستطيع من قريب أو بعيد أن يظهر ولو شيئا ضئيلا بسيطا قليلا عن هذه الروح , أتدرون لماذا ؟ , لأن الله تعالى يقول في هذا النوع من الطاقة " قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي " ( 85) الإسراء0
دليل آخر على عدم قدرتنا على معرفة قوانين الروح
فهل من دليل آخر على ذلك ؟ أقول : نعم , ومفصل أيضا عن لماذا لا نستطيع ولن نستطيع أن نعرف شيئا من أمر الروح
فالله تعالى يقول في سورة الحجر " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ( 28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ (29) الحجر0
فالله تعالى يؤكد أن روح الإنسان التي نفخها فيه هي من روح الله تعالى , ولما كان الله تعالى " ِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ " (11) الشورى , فإذن فإن هذه الروح التي وضعها الله تعالى فيها , من روحه سبحانه وتعالى , لا يشبهها شئ , وليس لها مثيل أو نظير أو شبيه أو قريب لا لشئ إلى لأنها من روح الله تعالى 0
وحتى يتقرب الموضوع للأذهان , فتخيل أن لديك كمبيوترا مبرمجا , ولكن ليس في كل برمجته الرقم (2) , ثم طلبت من هذا الكمبيوتر عملية حسابية هي 2+2 , فإنه لن لن لن يستطيع أن يعطيك الجواب , أان الرقم (2) ليس في برمجته أصلا , وهكذا هو الإنسان في الحياة الدنيا , فالله تعالى خلقه وصوره في أحسن تقويم , ولكن ضمن قوانين ونواميس ( ومنها القوانين الثلاثة التي ذكرناها وغيرها الكثير من القوانين والنواميس الأخرى ) محددة ثابتة , لا يمكنها بأي شكل من الأشكال وبأي صورة من الصور أو ضمن محدوديتها أن تدرك أي شئ , أي شئ , أي شئ من ذات الله تعالى أو كنهته أو روحه أو طاقته , أو طاقة روحه التي وضعها الله تعالى فينا , أبدا لأنها محدودة , ولا يمكن أن تصل أبعد من القوانين التي فطرها الله عليها في الحياة الدنيا 0
قوانين الدنيا تختلف عن قوانين الآخرة
وقد يلاحظ القرىء الكرام أنني أركز على كلمة قوانين الحياة الدنيا , ولكن لماذا ؟
لأن هناك في الحياة الآخرة قوانين أخرى تختلف عن قوانين التكليف الدنيوية , ولو كان أحد من البشر يستطيع أن يخرق هذه القوانين لكان الأنبياء أولى البشر بهذا , ولكن حاشى لله أن يخرق قانون أي مخلوق " وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ( 143) الأعراف 0
من هذه الآية نستنتج أنه ليس في القوانين التي وضعها الله تعالى للبشر في الحياة الدنيا وبما فيهم سيدنا موسى – كليم الله – ما يمكنهم من رؤية الله أو إدراكه أو إدراك أي شئ من قبله بما في ذلك روحه التي نفخها في الإنسان بعدما سواه في أحسن تقويم 0
وكذلك حدث مع سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم – ليلة الإسراء والمعراج , فقد وصل إلى أبعد نقطة يمكن أن يصل إليها بشر , ألا وهي سدرة المنتهي , ومع ذلك لم يستطيع ببشريته الدنيوية أن يرى الله أو يكلمه إلى بالوحي ومن وراء حجاب , وفي ذلك قال الله تعالى " ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) النجم , ولكن ليست هذه هي القوانين نفسها التي تكون في الحياة الآخرة , فإنها سوف تتغير وتتحول ويصبح الإنسان بالقوانين الآخرة قادرا على أن يرى الروح وطاقتها وحتى وجه الله تعالى " لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ "(23) سورة ق0
وقال تعالى" وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) القيامة , والجدير بالذكر هنا أن كلا الآيتين اللتان تتحدثان عن كشف الغطاء والانتقال من القوانين الدنيا إلى قوانين الآخرة رقمهما (23) !0
عن جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً يَعْنِي الْبَدْرَ فَقَالَ إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا ثُمَّ قَرَأَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ قَالَ إِسْمَاعِيلُ افْعَلُوا لَا تَفُوتَنَّكُمْ " رواه الأربعة 0
ولذلك فإني أقول أن كل طاقة من الله تعالى مباشرة , سواء وضعها الله في الروح أو في الأماكن المقدسة أو في الأشخاص المباركين , أو في الأزمان أو في الكلمة , أو في أي شئ , هي طاقة لا يمكن لبني البشر في الحياة الدنيا , أن يعرفوا عنها أي شئ , أو أن يفصلوا فيها أي شئ , أو تستطيع أجهزتهم الحديثة معرفة عنها أي شئ لأنها مباشرة من الله , والله تعالى ليس كمثله شئ , كما أنه وفي قوانيننا التي وضعها الله تعالى فينا في الحياة الدنيا , لا نستطيع أن نعرف أي شئ لا تحيط به هذه القوانين الدنيوية , وحاشئ لله تعالى أو علمه أو طاقته أو قوته أن تستطيع قوانين الدنيا أن تصل إليها بشئ لأن تعالى أراد كذلك وشاءه " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ " (40) الروم 0
من هذا المنطلق في التفكير , أنطلق في إظهار الطاقة التي يمكن أن تستفيد أرواحنا منها في البرنامج , ولكن دون أن ندري عنها شيئا , أو نكتشفها بأجهزة أو ندركها بحواس إنما نشعر آثارها ونستشعرها , كما نشعر أننا أحياء دون أن نرى أرواحنا أو نعرفها وهكذا 0
أشكرك شكرا جزيلا على مداخلتك التي اعتبرها بحق عظيمة جدا , فهي تحمل أفكارا واسعة وحقيقة قد تكون مفتاحا لكثير من التفاسير
,وأقول وكأنك قرأت أفكاري , فقد عرضت في كتابي الزيت والزيتون عدة صور للبركة التي خصها الله سبحانه وتعالى بزيت الزيتون , وكان من هذه المعاني البركة الروحية التي اختصها الله سبحانه وتعالى في الأماكن مثل مكة ومثل بيت المقدس إذ قال الله سبحانه وتعالى فيهما " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ" (1) الإسراء , وكانت هذه الآية في المسجد الأقصى المبارك
إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ ( 96) آل عمران
وقد ذكرت أن البركة التي وضعها الله سبحانه وتعالى في بيت المقدس وكذلك في الكعبة تشبه البركة التي أضفاها الله سبحانه وتعالى على الزيتون اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ( 35) النور
دعوني أبين معني كلمة مبارك في القرآن , فالله تعالى اختص بعض الأماكن بطاقة عالية , أعلى من غيرها من الأماكن الأخرى , بالرغم من تشابه كل الأماكن من حيث احتوائها على تراب وصخور وجبال ووديان وسهول ما الى ذلك 0
فانظروا إلى الطاقة الخاصة التي اختص الله تعالى بها المسجد الحرام في مكة " إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ " (96) آل عمران , وتأملوا معي هنا كلمة البركة
وقد حدد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الطاقة الخاصة ( البركة ) في حديثة " عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ " رواه أحمد وابن ماجة 0
وبالفعل فالمتأمل لمكة يجد أن فيها حجارة وصخورا وجبالا مثلها مثل أي مكان آخر خلقه الله تعالى في الدنيا , فما الذي يجعل الصلاة في مسجدها الحرام بمائة ألف صلاة ؟
إنها البركة ( الطاقة الخاصة ) التي اختصها الله تعالى في المسجد الحرام , وهذه الطاقة مباشرة من الله الذي ليس كمثله شئ , وبالتالي فإننا وضمن قوانيننا الدنيوية , لا نستطيع أن نقيسها أو نعرفها أو نحيط بها , ولن نستطيع ذلك ما دمنا ضمن قوانين الحياة الدنيا
ومثلها البركة في المسجد الأقصى " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ" (1) الإسراء 0
وقد حدد الرسول صلى الله عليه وسم مقدار الطاقة الخاصة ( البركة ) الموجودة في المسجد الأقصى في حديثه " عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ بِصَلَاةٍ وَصَلَاتُهُ فِي مَسْجِدِ الْقَبَائِلِ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ صَلَاةً وَصَلَاتُهُ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي يُجَمَّعُ فِيهِ بِخَمْسِ مِائَةِ صَلَاةٍ وَصَلَاتُهُ فِي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى بِخَمْسِينَ أَلْفِ صَلَاةٍ وَصَلَاتُهُ فِي مَسْجِدِي بِخَمْسِينَ أَلْفِ صَلَاةٍ وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بِمِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ " رواه ابن ماجة 0
وكذلك اختص الله بعض الأشخاص بطاقة عالية خاصة , لا تتعلق بوجودهم في مكان محدد مثل المسجد الحرام أو المسجد الاقصى كما هو الحال مع عامة الناس ذوي الطاقة العادية , بل هم ذوو طاقة عالية مباركة أينما كانوا , فها هو عيسى بن مريم يقول " قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ " (31) مريم 0
وقد تكون هذه البركة والطاقة التي اختصه الله تعالى بها , هي التي كان عيسى بن مريم يبرئ الأكمه والأبرص , ويحيي الموتي من خلالها بإذن الله تعالى , الذي وهبه إياها 0
من هذه الأمثلة الحية نستطيع أن نقول أن جزءا من كلمة مبارك في القرآن الكريم تعني الطاقة الروحية الإضافية المباركة
ولكن ما نوع الطاقة الموجودة في البركة , وهل يمكن قياسها بالأجهزة ؟
" وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً " (85) الإسراء0
من هذه الآية نستنتج أن الإنسان مهما بلغ من العلم والتطور والتكنولوجيا وعلم الطاقة , واكتشاف الأجهزة الحديثة المتناهية في الدقة والحساسية , فإنه لن لن لن يستطيع أن يعرف شيئا عن الروح أو ما هيتها أو طاقتها أو نوع طاقتها أو شكل هذه الطاقة , ولن لن لن يكتشف أي جهاز في المستقبل , سواء أكان في المستقبل القريب أم البعيد ولن يستطيع من قريب أو بعيد أن يظهر ولو شيئا ضئيلا بسيطا قليلا عن هذه الروح , أتدرون لماذا ؟ , لأن الله تعالى يقول في هذا النوع من الطاقة " قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي " ( 85) الإسراء0
دليل آخر على عدم قدرتنا على معرفة قوانين الروح
فهل من دليل آخر على ذلك ؟ أقول : نعم , ومفصل أيضا عن لماذا لا نستطيع ولن نستطيع أن نعرف شيئا من أمر الروح
فالله تعالى يقول في سورة الحجر " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ( 28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ (29) الحجر0
فالله تعالى يؤكد أن روح الإنسان التي نفخها فيه هي من روح الله تعالى , ولما كان الله تعالى " ِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ " (11) الشورى , فإذن فإن هذه الروح التي وضعها الله تعالى فيها , من روحه سبحانه وتعالى , لا يشبهها شئ , وليس لها مثيل أو نظير أو شبيه أو قريب لا لشئ إلى لأنها من روح الله تعالى 0
وحتى يتقرب الموضوع للأذهان , فتخيل أن لديك كمبيوترا مبرمجا , ولكن ليس في كل برمجته الرقم (2) , ثم طلبت من هذا الكمبيوتر عملية حسابية هي 2+2 , فإنه لن لن لن يستطيع أن يعطيك الجواب , أان الرقم (2) ليس في برمجته أصلا , وهكذا هو الإنسان في الحياة الدنيا , فالله تعالى خلقه وصوره في أحسن تقويم , ولكن ضمن قوانين ونواميس ( ومنها القوانين الثلاثة التي ذكرناها وغيرها الكثير من القوانين والنواميس الأخرى ) محددة ثابتة , لا يمكنها بأي شكل من الأشكال وبأي صورة من الصور أو ضمن محدوديتها أن تدرك أي شئ , أي شئ , أي شئ من ذات الله تعالى أو كنهته أو روحه أو طاقته , أو طاقة روحه التي وضعها الله تعالى فينا , أبدا لأنها محدودة , ولا يمكن أن تصل أبعد من القوانين التي فطرها الله عليها في الحياة الدنيا 0
قوانين الدنيا تختلف عن قوانين الآخرة
وقد يلاحظ القرىء الكرام أنني أركز على كلمة قوانين الحياة الدنيا , ولكن لماذا ؟
لأن هناك في الحياة الآخرة قوانين أخرى تختلف عن قوانين التكليف الدنيوية , ولو كان أحد من البشر يستطيع أن يخرق هذه القوانين لكان الأنبياء أولى البشر بهذا , ولكن حاشى لله أن يخرق قانون أي مخلوق " وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ( 143) الأعراف 0
من هذه الآية نستنتج أنه ليس في القوانين التي وضعها الله تعالى للبشر في الحياة الدنيا وبما فيهم سيدنا موسى – كليم الله – ما يمكنهم من رؤية الله أو إدراكه أو إدراك أي شئ من قبله بما في ذلك روحه التي نفخها في الإنسان بعدما سواه في أحسن تقويم 0
وكذلك حدث مع سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم – ليلة الإسراء والمعراج , فقد وصل إلى أبعد نقطة يمكن أن يصل إليها بشر , ألا وهي سدرة المنتهي , ومع ذلك لم يستطيع ببشريته الدنيوية أن يرى الله أو يكلمه إلى بالوحي ومن وراء حجاب , وفي ذلك قال الله تعالى " ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) النجم , ولكن ليست هذه هي القوانين نفسها التي تكون في الحياة الآخرة , فإنها سوف تتغير وتتحول ويصبح الإنسان بالقوانين الآخرة قادرا على أن يرى الروح وطاقتها وحتى وجه الله تعالى " لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ "(23) سورة ق0
وقال تعالى" وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) القيامة , والجدير بالذكر هنا أن كلا الآيتين اللتان تتحدثان عن كشف الغطاء والانتقال من القوانين الدنيا إلى قوانين الآخرة رقمهما (23) !0
عن جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً يَعْنِي الْبَدْرَ فَقَالَ إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا ثُمَّ قَرَأَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ قَالَ إِسْمَاعِيلُ افْعَلُوا لَا تَفُوتَنَّكُمْ " رواه الأربعة 0
ولذلك فإني أقول أن كل طاقة من الله تعالى مباشرة , سواء وضعها الله في الروح أو في الأماكن المقدسة أو في الأشخاص المباركين , أو في الأزمان أو في الكلمة , أو في أي شئ , هي طاقة لا يمكن لبني البشر في الحياة الدنيا , أن يعرفوا عنها أي شئ , أو أن يفصلوا فيها أي شئ , أو تستطيع أجهزتهم الحديثة معرفة عنها أي شئ لأنها مباشرة من الله , والله تعالى ليس كمثله شئ , كما أنه وفي قوانيننا التي وضعها الله تعالى فينا في الحياة الدنيا , لا نستطيع أن نعرف أي شئ لا تحيط به هذه القوانين الدنيوية , وحاشئ لله تعالى أو علمه أو طاقته أو قوته أن تستطيع قوانين الدنيا أن تصل إليها بشئ لأن تعالى أراد كذلك وشاءه " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ " (40) الروم 0
من هذا المنطلق في التفكير , أنطلق في إظهار الطاقة التي يمكن أن تستفيد أرواحنا منها في البرنامج , ولكن دون أن ندري عنها شيئا , أو نكتشفها بأجهزة أو ندركها بحواس إنما نشعر آثارها ونستشعرها , كما نشعر أننا أحياء دون أن نرى أرواحنا أو نعرفها وهكذا 0
وفي متابعة الجزء الثاني أقول :
في الإجابة عن هذا السؤال : سأشرح مفهوم الروح والطاقة الروحية حتى نصل لذلك " وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً " (85) الإسراء0
من هذه الآية نستنتج أن الإنسان مهما بلغ من العلم والتطور والتكنولوجيا وعلم الطاقة , واكتشاف الأجهزة الحديثة المتناهية في الدقة والحساسية , فإنه لن لن لن يستطيع أن يعرف شيئا عن الروح أو ما هيتها أو طاقتها أو نوع طاقتها أو شكل هذه الطاقة , ولن لن لن يكتشف أي جهاز في المستقبل , سواء أكان في المستقبل القريب أم البعيد ولن يستطيع من قريب أو بعيد أن يظهر ولو شيئا ضئيلا بسيطا قليلا عن هذه الروح , أتدرون لماذا ؟ , لأن الله تعالى يقول في هذا النوع من الطاقة " قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي " ( 85) الإسراء0
دليل آخر على عدم قدرتنا على معرفة قوانين الروح
فهل من دليل آخر على ذلك ؟ أقول : نعم , ومفصل أيضا عن لماذا لا نستطيع ولن نستطيع أن نعرف شيئا من أمر الروح
فالله تعالى يقول في سورة الحجر " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ( 28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ (29) الحجر0
فالله تعالى يؤكد أن روح الإنسان التي نفخها فيه هي من روح الله تعالى , ولما كان الله تعالى " ِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ " (11) الشورى , فإذن فإن هذه الروح التي وضعها الله تعالى فيها , من روحه سبحانه وتعالى , لا يشبهها شئ , وليس لها مثيل أو نظير أو شبيه أو قريب لا لشئ إلى لأنها من روح الله تعالى 0
وحتى يتقرب الموضوع للأذهان , فتخيل أن لديك كمبيوترا مبرمجا , ولكن ليس في كل برمجته الرقم (2) , ثم طلبت من هذا الكمبيوتر عملية حسابية هي 2+2 , فإنه لن لن لن يستطيع أن يعطيك الجواب , أان الرقم (2) ليس في برمجته أصلا , وهكذا هو الإنسان في الحياة الدنيا , فالله تعالى خلقه وصوره في أحسن تقويم , ولكن ضمن قوانين ونواميس ( ومنها القوانين الثلاثة التي ذكرناها وغيرها الكثير من القوانين والنواميس الأخرى ) محددة ثابتة , لا يمكنها بأي شكل من الأشكال وبأي صورة من الصور أو ضمن محدوديتها أن تدرك أي شئ , أي شئ , أي شئ من ذات الله تعالى أو كنهته أو روحه أو طاقته , أو طاقة روحه التي وضعها الله تعالى فينا , أبدا لأنها محدودة , ولا يمكن أن تصل أبعد من القوانين التي فطرها الله عليها في الحياة الدنيا 0
قوانين الدنيا تختلف عن قوانين الآخرة
وقد يلاحظ القرىء الكرام أنني أركز على كلمة قوانين الحياة الدنيا , ولكن لماذا ؟
لأن هناك في الحياة الآخرة قوانين أخرى تختلف عن قوانين التكليف الدنيوية , ولو كان أحد من البشر يستطيع أن يخرق هذه القوانين لكان الأنبياء أولى البشر بهذا , ولكن حاشى لله أن يخرق قانون أي مخلوق " وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ( 143) الأعراف 0
من هذه الآية نستنتج أنه ليس في القوانين التي وضعها الله تعالى للبشر في الحياة الدنيا وبما فيهم سيدنا موسى – كليم الله – ما يمكنهم من رؤية الله أو إدراكه أو إدراك أي شئ من قبله بما في ذلك روحه التي نفخها في الإنسان بعدما سواه في أحسن تقويم 0
وكذلك حدث مع سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم – ليلة الإسراء والمعراج , فقد وصل إلى أبعد نقطة يمكن أن يصل إليها بشر , ألا وهي سدرة المنتهي , ومع ذلك لم يستطيع ببشريته الدنيوية أن يرى الله أو يكلمه إلى بالوحي ومن وراء حجاب , وفي ذلك قال الله تعالى " ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) النجم , ولكن ليست هذه هي القوانين نفسها التي تكون في الحياة الآخرة , فإنها سوف تتغير وتتحول ويصبح الإنسان بالقوانين الآخرة قادرا على أن يرى الروح وطاقتها وحتى وجه الله تعالى " لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ "(23) سورة ق0
وقال تعالى" وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) القيامة , والجدير بالذكر هنا أن كلا الآيتين اللتان تتحدثان عن كشف الغطاء والانتقال من القوانين الدنيا إلى قوانين الآخرة رقمهما (23) !0
عن جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً يَعْنِي الْبَدْرَ فَقَالَ إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا ثُمَّ قَرَأَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ قَالَ إِسْمَاعِيلُ افْعَلُوا لَا تَفُوتَنَّكُمْ " رواه الأربعة 0
ولذلك فإني أقول أن كل طاقة من الله تعالى مباشرة , سواء وضعها الله في الروح أو في الأماكن المقدسة أو في الأشخاص المباركين , أو في الأزمان أو في الكلمة , أو في أي شئ , هي طاقة لا يمكن لبني البشر في الحياة الدنيا , أن يعرفوا عنها أي شئ , أو أن يفصلوا فيها أي شئ , أو تستطيع أجهزتهم الحديثة معرفة عنها أي شئ لأنها مباشرة من الله , والله تعالى ليس كمثله شئ , كما أنه وفي قوانيننا التي وضعها الله تعالى فينا في الحياة الدنيا , لا نستطيع أن نعرف أي شئ لا تحيط به هذه القوانين الدنيوية , وحاشئ لله تعالى أو علمه أو طاقته أو قوته أن تستطيع قوانين الدنيا أن تصل إليها بشئ لأن تعالى أراد كذلك وشاءه " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ " (40) الروم 0
من هذا المنطلق في التفكير , أنطلق في إظهار الطاقة التي يمكن أن تستفيد أرواحنا منها في البرنامج , ولكن دون أن ندري عنها شيئا , أو نكتشفها بأجهزة أو ندركها بحواس إنما نشعر آثارها ونستشعرها , كما نشعر أننا أحياء دون أن نرى أرواحنا أو نعرفها وهكذا 0
وقد تتبعت هذا الموضوع في القرآن , موضوع الطاقة الروحية , فوجدت أن الله يسمي الطاقة الخاصة التي وضعها مباشرة في الأماكن والأشخاص والأسماء باسم البركة , فكلمة البركة ومشتقاتها في القرآن الكريم يعني وجود طاقة خاصة من الله في هذا الشئ الذي حباه الله تعالى بعلمه وحكمته , وإن جزء من هذه البركة التي لا نعرف عن كنهتها شيئا هي طاقة روحية اختصها الله تعالى بعلمه وقدرته 0
ومن هنا ومما سبق أقول أن الله سبحانه وتعالى عندما وصف الزيتونة بأنها مباركة فقد أضفى عليها صفة خاصة منه مباشرة وهي أنه منحها بركة وطاقة روحية تجعل فيها شيئا نشعره ويزيدنا قوة وصحة وعافية ويخلصنا مما كسبت أنفسنا من مصيبة أو مرض " وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ " وهي نفسها الموجودة في مكة وفي بيت المقدس وعند عيسى بن مريم وعن رسول البشرية محمد صلى الله عليه وسلم .
ومن هنا نستطيع أن نفهم لماذا كان هذا العطف في هذه السورة
" والتين والزيتون وطورسينين وهذا البلد الأمين " فكلها أماكن مباركة ذات طاقة روحية خاصة وكلها تحمل هذا السر العظيم الذي اختص الله سبحانه وتعالى فيه نفسه " البركة "
والله ولي التوفيق
د جميل القدسي الدويك
نقطة إعجازية جديدة فتح الله سبحانه وتعالى علي وعلى المسلمين بها ( مغلي الشعير يزيل الاكتئاب والهم والحزن ويغير في الشخصية سبق لذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ) 0
النواقل العصبية وكيف تعمل
مم يتكون جهازنا العصبي ؟ بكل بساطة إنه يتكون من ترليونات من الخلايا العصبية ذات الشكل الفريد , ونقول إنه شكل فريد , لأنه لا يوجد ما يشبهه بين الخلايا الأخرى من خلايا الجسم , فالخلية العصبية تتميز بوجود رأس لها , وهو ما يعرف باسم جسم الخلية , ويخرج من جسم الخلية هذا استطالة رفيعة طويلة , تمتد لمسافات تطول أو تقصر , وهي تعرف باسم محور الخلية , هذا ويشكل كل من جسم الخلية ومحورها الخلية العصبية , أو ما يعرف باسم العصبون , والغريب العجيب أنه لا يوجد عصبون واحد أو خلية عصبية واحدة تتصل تشريحيا , أي تلامس خلية عصبية أخرى , بل تكون هناك مسافة فراغية بسيطة بين خلية عصبية وأخرى 0
إذن فكيف يعمل هذا الجهازالعصبي , وكيف يوصل رسائله الكيماوية من عصبون إلى آخر ؟
والجواب عن طريق الرسائل الكيميائية : إذ تقوم كل خلية عصبية بإطلاق مادة كيميائية تعرف باسم الناقل العصبي , وذلك من نهاية محور الخلية العصبية الأولى , إلى جسم الخلية العصبية الثانية , وهكذا 0
وقد وجد أن هناك أنواعا شتى لهذه النواقل العصبية , وقد اكتشف أيضا أن كل منطقة من الجهاز العصبي , والمسئولة عن وظيفة محددة , تعمل بنوع خاص من النواقل العصبية , لا تستخدم غيره 0
وظائف النواقل العصبية
ولكن ما وظائف النواقل العصبية هذه , إضافة إلى أنها تنقل التنبيه من خلية عصبية إلى خلية عصبية أخرى , فقد وجد أن لكل واحد منها أدوار شتى في كثير من وظائفنا الحياتية والسلوكية 0
فمثلا فقد وجد أن الناقل العصبى الذي يعرف باسم النورأدرينالين , له دور في دورة النوم والاستيقاظ عند الإنسان " وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) النبأ 0
كما أن للنورأدرينالين دور في التعلم , وآخر في الذاكرة , وثالث في الوعي والانتباه وكذلك الشعور بالألم 0
وإذا حدث اختلال في النورأدرينالين هذا , فستحدث أمراض المزاج MOOD DISORDERS مثل الاكتئاب Depression والجنون Mania , وأمراض القلق Anxiety disorders , ومثالها , نوبات الهلع Panic disorders , والمخاوف النفسية Phobias , والوسواس القسري obsessive compulsive disorders , واضطرابات القلق المعممة generalized anxiety disorder 0
أما الناقل العصبي والذي يعرف باسم السيروتونين , فله دور هام في أمراض القلق والتي سبق ذكرها Anxiety disorders , إضافة إلى العنف وأمراض المزاج أيضا mood disorders 0
أما الهيستامين فله دور عظيم في النوم والصحو , واضطرابات النوم التي تصيب الإنسان من أرق وقلق أو نوم زائد , كما أن له دور كبير في أمراض المزاج أيضا0
أما الدوبامين , فقد وجد أن له دورا عظيما في حدوث أمراض المزاج Mood disorders, وفي حدوث فصام الشخصية أيضا,Schizophrenia 0
وخلاصة القول إن هذه النواقل العصبية , هي التي لها الدور الكبير في كل الأمراض النفسية التي تصيب الإنسان , وكل الاضطرابات السلوكية التي يعيشها الإنسان , ولها الدور أيضا وكما رأينا في دورات الإنسان من نوم وصحو وتعلم وذاكرة , ولها الدور الأكبر في العنف والاضطرابات الجنسية والاضطرابات المتعلقة بالشهية للطعام والأكل والجوع والشبع , والفصام , والتوحد عند الأطفال , والأمراض المراقية ( الأمراض المراقية هي أن يشعر الإنسان بأعراض جسدية وآلام مختلفة دون أن يكون لها سبب عضوي حقيقي , ولكن سببها الحقيقي هو أنها من منشأ نفسي , وليس هناك من خلا ل الفحوصات والتحاليل ما يدل على وجود سبب عضوي حقيقي)0
كما إن لهذه النواقل العصبية دور كبير وهائل في اضطرابات الشخصية والتي تمثل الشخصيات الفصامية , وشخصيات جنون العظمة ( الشكاكة ) , والشخصيات الهستيريائية (الاستعراضية) , والشخصيات النرجسية ( الشريرة ) , والشخصيات المعادية للمجتمع ( الإجرامية ) , والشخصيات الوسواسية , والشخصيات المعتمدة على الآخرين , والشخصيات السلبية العدوانية ( العنيدة ) 0
النواقل العصبية والحزن الشديد عند وفاة إنسان عزيز
والجدير بالذكر أنه عند وفاة شخص عزيز على الإنسان يصاب فاقد هذا العزيز بحزن شديد يستمر عادة لمدة شهرين ويتصف بهلوسات طبيعية تحدث نتيجة كثرة التفكير بالفقيد , وحزن شديد وعدم اهتمام بالحياة وبالأكل والشرب ويترافق هذا مع نقص في الوزن عادة , كما يترافق أيضا باضطرابات بسيطة في النوم , وكما قلنا سابقا بأن هذا الحزن الشديد يستمر لمدة شهرين ثم يزول أما الحزن المتبقي فإنه يزول تماما بعد سنة ويرجع الإنسان إلى حالته الطبيعية , وقد وجد العلماء أنه في كثير من حالات الحزن الشديد على فقدان شخص عزيز أو شريك الحياة فإن هذه الحالة تتحول إلى الاكتئاب , والجدير بالذكر أن الاكتئاب بالذات يتميز بوجود نقص شديد في كثير من النواقل العصبية وأهم هذه النواقل العصبي الأدرينالين والنورأدرينالين والسيروتونين والدوبامين والهيستامين 0
ولكن ما دور الشعير في كل ذلك , لقد رأينا في الفصل الثاني من الكتاب المكونات الرائعة الموجودة في الشعير والقمح وخصوصا الأحماض الأمينية الهامة التي تصنع منها كل النواقل العصبية التي تحدثنا عنها باختصار , فقد وجد أن الحمض الأميني التيروزين وهو موجود بكثرة وبوفرة وبكمية كبيرة هائلة في عشبة الشعير وعشبة القمح وفي الشعيرأيضا هو الحمض الأميني الذي تصنع منه أهم النواقل العصبية ومنها الأدرينالين والنورأدرينالين والدوبامين , وقد رأينا وظائف هذه النواقل العصبية الجليلة فيما سبق , كما أن الحمض الأميني التريبتوفان هو الحمض الأميني الذي يصنع منه الناقل العصبي السيروتونين , موجود أيضا وبكمية كبيرة في عشبة الشعير وفي حبوب الشعير , كما أن الناقل العصبي الهيستامين يتم صناعته من الحمض الأميني الهيستيدين وهو أيضا من الأحماض الأمينية الموجودة بوفرة في عشبة الشعير وحبوب الشعير0
وبالتالي فإن تناول الشعير يعني بكل بساطة دخول الأحماض الأمينية , التيروزين ( الذي يصنع منه الأدرينالين والنورأدرينالين والدوبامين ) ويعنى أيضا دخول التربتوفان (الذي يصنع منه السيروتونين ), ويعني كذلك دخول الحمض الأميني الهيستيدين (الذي يصنع منه الناقل العصبي الهيستامين) إلى الجسم وبكمية كبيرة , مما يعني رفع كل هذه النواقل العصبية في جسم الإنسان وبشكل طبيعي , وارتفاع هذه النواقل العصبية والتي تنخفض بشكل كبير في الاكتئاب , يعني بكل بساطة الشفاء من الاكتئاب ودون اللجوء إلى الأدوية المضادة للاكتئاب بشكل كبير, والتي تعمل على رفع هذه النواقل العصبية التي انخفضت في حالة الاكتئاب , ولكن لا ننسى أن الأدوية المضادة للاكتئاب تحمل من التأثيرات الجانبية الشئ الخطير والذي قد يكون في سوئه أحيانا أسوأ من الاكتئاب ذاته 0
وبالتالي فإن تناول الشعير يعني بكل بساطة تناول كميات كبيرة من الأحماض الأمينية الأساسية التي تصنع منها النواقل العصبية , فيزداد اصطناع النواقل العصبية بشكل طبيعي كبيروتعود وترتفع بعد أن كانت منخفضة بشدة عند من هم مصابون بالاكتئاب 0
وانظروا إلى هذه الطاقة العالية التي اختص الله تعالى فيها الشعير , وكيف تتنتقل هذه الطاقة لشاربه , فتنقذه من شرور الطاقات السلبية من حزن وهم وغم واكتئاب وتعب , وفي ذلك كان يستخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعرف باسم التلبينة , وهي شرا ب متخذ من دقيق الشعير بنخالته , وفي الحقيقة هي تشبه إلى حد كبير ما يعرف الآن بقهوة الشعير , ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيها , فإني قد استبدلت في نظام الغذاء الميزان القهوة العادية , بقهوة الشعير , أو ما اسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم التلبينة 0
ففي الصحيحين من حديث عروة عن عائشة , أنها كانت إذا مات الميت من أهلها , واجتمع لذلك النساء , ثم تفرقن الى أهلهن , أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت , وصنعت ثريدا , ثم صبت التلبينة عليه , ثم قالت : كلوا منها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " التلبينة مجمة لفؤاد المريض , تذهب ببعض الحزن "0
" و عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ تَأْمُرُ بِالتَّلْبِينِ لِلْمَرِيضِ وَلِلْمَحْزُونِ عَلَى الْهَالِكِ وَكَانَتْ تَقُولُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ التَّلْبِينَةَ تُجِمُّ فُؤَادَ الْمَرِيضِ وَتَذْهَبُ بِبَعْضِ الْحُزْنِ " رواه البخاري0
" وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَخَذَ أَهْلَهُ الْوَعَكُ أَمَرَ بِالْحِسَاءِ فَصُنِعَ ثُمَّ أَمَرَهُمْ فَحَسَوْا مِنْهُ وَكَانَ يَقُولُ إِنَّهُ لَيَرْتُقُ فُؤَادَ الْحَزِينِ وَيَسْرُو عَنْ فُؤَادِ السَّقِيمِ كَمَا تَسْرُو إِحْدَاكُنَّ الْوَسَخَ بِالْمَاءِ عَنْ وَجْهِهَا قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ " 0
" و عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْكُمْ بِالْبَغِيضِ النَّافِعِ التَّلْبِينِ يَعْنِي الْحَسْوَ قَالَتْ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اشْتَكَى أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ لَمْ تَزَلْ الْبُرْمَةُ عَلَى النَّارِ حَتَّى يَلْقَى أَحَدَ طَرَفَيْهِ يَعْنِي يَبْرَأَ أَوْ يَمُوت َ" رواه أحمد 0
" وعن عَائِشَةَ تَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَيْكُمْ بِالتَّلْبِينِ الْبَغِيضِ النَّافِعِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ يَغْسِلُ بَطْنَ أَحَدِكُمْ كَمَا يَغْسِلُ أَحَدُكُمْ وَجْهَهُ بِالْمَاءِ مِنْ الْوَسَخِ وَقَالَتْ كَانَ إِذَا اشْتَكَى مِنْ أَهْلِهِ إِنْسَانٌ لَا تَزَالُ الْبُرْمَةُ عَلَى النَّارِ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَيْهِ أَحَدُ طَرَفَيْهِ " رواه أحمد 0
" و عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قِيلَ لَهُ إِنَّ فُلَانًا وَجِعٌ لَا يَطْعَمُ الطَّعَامَ قَالَ عَلَيْكُمْ بِالتَّلْبِينَةِ فَحَسُّوهُ إِيَّاهَا فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَغْسِلُ بَطْنَ أَحَدِكُمْ كَمَا يَغْسِلُ أَحَدُكُمْ وَجْهَهُ بِالْمَاءِ مِنْ الْوَسَخِ " رواه أحمد 0
وتكفي شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم في قهوة الشعير( التلبينة ) , وكيف إنها تغسل البطن وتنظف المعدة والأمعاء والقولون , وذلك بما تحتويه من عناصر جمة , وغذاء كامل , وعناصر كاملة , وهذه العناصر كما قلنا تلعب دورالإنزيمات المساعدة , للإنزيمات الكاملة , التي تسير تفاعلات وظيفتها أن تصنع النواقل العصبية , وقد سبق الحديث عنها , ورأينا ما لهذه النواقل من دور كبير في كثير من الأمراض النفسية , والتي من ضمنها الإكتئاب 0
وبالتالي فإن تناول قهوة الشعير والقمح المبرعم , لهما من الخصائص والعناصر ما من شأنه أن يعيد توازن النواقل العصبية داخل الجسم , وإعادتها إلى نسبها الطبيعية , الأمر الذي يؤدي الى التأثير على نفسية الإنسان بشكل كبير , ويزيل ما يعتري هذه النفسية من غم وحزن وهم واكتئاب , ولا ننسى هنا دور الطاقة العالية والتي تشع من القمح المبرعم والشعير, حيث كانت هذه نقطة إعجازية جديدة , واقصد بذلك الطاقة الكهرو مغناطيسية , والتي تدعم بذلك الطاقة الكهرومغناطيسية لدى الإنسان , وقد رأينا كيف وضع القرآن هذه النقطة الإعجازية فيما سبق , إضافة الى الطاقة الخاصة التي وضعها الله تعالى في القمح .
والله تعالى ولي التوفيق
من كتاب القمح والشعير غذاء ودواء وشفاء للدكتور جميل القدسي الدويك
النواقل العصبية وكيف تعمل
مم يتكون جهازنا العصبي ؟ بكل بساطة إنه يتكون من ترليونات من الخلايا العصبية ذات الشكل الفريد , ونقول إنه شكل فريد , لأنه لا يوجد ما يشبهه بين الخلايا الأخرى من خلايا الجسم , فالخلية العصبية تتميز بوجود رأس لها , وهو ما يعرف باسم جسم الخلية , ويخرج من جسم الخلية هذا استطالة رفيعة طويلة , تمتد لمسافات تطول أو تقصر , وهي تعرف باسم محور الخلية , هذا ويشكل كل من جسم الخلية ومحورها الخلية العصبية , أو ما يعرف باسم العصبون , والغريب العجيب أنه لا يوجد عصبون واحد أو خلية عصبية واحدة تتصل تشريحيا , أي تلامس خلية عصبية أخرى , بل تكون هناك مسافة فراغية بسيطة بين خلية عصبية وأخرى 0
إذن فكيف يعمل هذا الجهازالعصبي , وكيف يوصل رسائله الكيماوية من عصبون إلى آخر ؟
والجواب عن طريق الرسائل الكيميائية : إذ تقوم كل خلية عصبية بإطلاق مادة كيميائية تعرف باسم الناقل العصبي , وذلك من نهاية محور الخلية العصبية الأولى , إلى جسم الخلية العصبية الثانية , وهكذا 0
وقد وجد أن هناك أنواعا شتى لهذه النواقل العصبية , وقد اكتشف أيضا أن كل منطقة من الجهاز العصبي , والمسئولة عن وظيفة محددة , تعمل بنوع خاص من النواقل العصبية , لا تستخدم غيره 0
وظائف النواقل العصبية
ولكن ما وظائف النواقل العصبية هذه , إضافة إلى أنها تنقل التنبيه من خلية عصبية إلى خلية عصبية أخرى , فقد وجد أن لكل واحد منها أدوار شتى في كثير من وظائفنا الحياتية والسلوكية 0
فمثلا فقد وجد أن الناقل العصبى الذي يعرف باسم النورأدرينالين , له دور في دورة النوم والاستيقاظ عند الإنسان " وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) النبأ 0
كما أن للنورأدرينالين دور في التعلم , وآخر في الذاكرة , وثالث في الوعي والانتباه وكذلك الشعور بالألم 0
وإذا حدث اختلال في النورأدرينالين هذا , فستحدث أمراض المزاج MOOD DISORDERS مثل الاكتئاب Depression والجنون Mania , وأمراض القلق Anxiety disorders , ومثالها , نوبات الهلع Panic disorders , والمخاوف النفسية Phobias , والوسواس القسري obsessive compulsive disorders , واضطرابات القلق المعممة generalized anxiety disorder 0
أما الناقل العصبي والذي يعرف باسم السيروتونين , فله دور هام في أمراض القلق والتي سبق ذكرها Anxiety disorders , إضافة إلى العنف وأمراض المزاج أيضا mood disorders 0
أما الهيستامين فله دور عظيم في النوم والصحو , واضطرابات النوم التي تصيب الإنسان من أرق وقلق أو نوم زائد , كما أن له دور كبير في أمراض المزاج أيضا0
أما الدوبامين , فقد وجد أن له دورا عظيما في حدوث أمراض المزاج Mood disorders, وفي حدوث فصام الشخصية أيضا,Schizophrenia 0
وخلاصة القول إن هذه النواقل العصبية , هي التي لها الدور الكبير في كل الأمراض النفسية التي تصيب الإنسان , وكل الاضطرابات السلوكية التي يعيشها الإنسان , ولها الدور أيضا وكما رأينا في دورات الإنسان من نوم وصحو وتعلم وذاكرة , ولها الدور الأكبر في العنف والاضطرابات الجنسية والاضطرابات المتعلقة بالشهية للطعام والأكل والجوع والشبع , والفصام , والتوحد عند الأطفال , والأمراض المراقية ( الأمراض المراقية هي أن يشعر الإنسان بأعراض جسدية وآلام مختلفة دون أن يكون لها سبب عضوي حقيقي , ولكن سببها الحقيقي هو أنها من منشأ نفسي , وليس هناك من خلا ل الفحوصات والتحاليل ما يدل على وجود سبب عضوي حقيقي)0
كما إن لهذه النواقل العصبية دور كبير وهائل في اضطرابات الشخصية والتي تمثل الشخصيات الفصامية , وشخصيات جنون العظمة ( الشكاكة ) , والشخصيات الهستيريائية (الاستعراضية) , والشخصيات النرجسية ( الشريرة ) , والشخصيات المعادية للمجتمع ( الإجرامية ) , والشخصيات الوسواسية , والشخصيات المعتمدة على الآخرين , والشخصيات السلبية العدوانية ( العنيدة ) 0
النواقل العصبية والحزن الشديد عند وفاة إنسان عزيز
والجدير بالذكر أنه عند وفاة شخص عزيز على الإنسان يصاب فاقد هذا العزيز بحزن شديد يستمر عادة لمدة شهرين ويتصف بهلوسات طبيعية تحدث نتيجة كثرة التفكير بالفقيد , وحزن شديد وعدم اهتمام بالحياة وبالأكل والشرب ويترافق هذا مع نقص في الوزن عادة , كما يترافق أيضا باضطرابات بسيطة في النوم , وكما قلنا سابقا بأن هذا الحزن الشديد يستمر لمدة شهرين ثم يزول أما الحزن المتبقي فإنه يزول تماما بعد سنة ويرجع الإنسان إلى حالته الطبيعية , وقد وجد العلماء أنه في كثير من حالات الحزن الشديد على فقدان شخص عزيز أو شريك الحياة فإن هذه الحالة تتحول إلى الاكتئاب , والجدير بالذكر أن الاكتئاب بالذات يتميز بوجود نقص شديد في كثير من النواقل العصبية وأهم هذه النواقل العصبي الأدرينالين والنورأدرينالين والسيروتونين والدوبامين والهيستامين 0
ولكن ما دور الشعير في كل ذلك , لقد رأينا في الفصل الثاني من الكتاب المكونات الرائعة الموجودة في الشعير والقمح وخصوصا الأحماض الأمينية الهامة التي تصنع منها كل النواقل العصبية التي تحدثنا عنها باختصار , فقد وجد أن الحمض الأميني التيروزين وهو موجود بكثرة وبوفرة وبكمية كبيرة هائلة في عشبة الشعير وعشبة القمح وفي الشعيرأيضا هو الحمض الأميني الذي تصنع منه أهم النواقل العصبية ومنها الأدرينالين والنورأدرينالين والدوبامين , وقد رأينا وظائف هذه النواقل العصبية الجليلة فيما سبق , كما أن الحمض الأميني التريبتوفان هو الحمض الأميني الذي يصنع منه الناقل العصبي السيروتونين , موجود أيضا وبكمية كبيرة في عشبة الشعير وفي حبوب الشعير , كما أن الناقل العصبي الهيستامين يتم صناعته من الحمض الأميني الهيستيدين وهو أيضا من الأحماض الأمينية الموجودة بوفرة في عشبة الشعير وحبوب الشعير0
وبالتالي فإن تناول الشعير يعني بكل بساطة دخول الأحماض الأمينية , التيروزين ( الذي يصنع منه الأدرينالين والنورأدرينالين والدوبامين ) ويعنى أيضا دخول التربتوفان (الذي يصنع منه السيروتونين ), ويعني كذلك دخول الحمض الأميني الهيستيدين (الذي يصنع منه الناقل العصبي الهيستامين) إلى الجسم وبكمية كبيرة , مما يعني رفع كل هذه النواقل العصبية في جسم الإنسان وبشكل طبيعي , وارتفاع هذه النواقل العصبية والتي تنخفض بشكل كبير في الاكتئاب , يعني بكل بساطة الشفاء من الاكتئاب ودون اللجوء إلى الأدوية المضادة للاكتئاب بشكل كبير, والتي تعمل على رفع هذه النواقل العصبية التي انخفضت في حالة الاكتئاب , ولكن لا ننسى أن الأدوية المضادة للاكتئاب تحمل من التأثيرات الجانبية الشئ الخطير والذي قد يكون في سوئه أحيانا أسوأ من الاكتئاب ذاته 0
وبالتالي فإن تناول الشعير يعني بكل بساطة تناول كميات كبيرة من الأحماض الأمينية الأساسية التي تصنع منها النواقل العصبية , فيزداد اصطناع النواقل العصبية بشكل طبيعي كبيروتعود وترتفع بعد أن كانت منخفضة بشدة عند من هم مصابون بالاكتئاب 0
وانظروا إلى هذه الطاقة العالية التي اختص الله تعالى فيها الشعير , وكيف تتنتقل هذه الطاقة لشاربه , فتنقذه من شرور الطاقات السلبية من حزن وهم وغم واكتئاب وتعب , وفي ذلك كان يستخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعرف باسم التلبينة , وهي شرا ب متخذ من دقيق الشعير بنخالته , وفي الحقيقة هي تشبه إلى حد كبير ما يعرف الآن بقهوة الشعير , ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيها , فإني قد استبدلت في نظام الغذاء الميزان القهوة العادية , بقهوة الشعير , أو ما اسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم التلبينة 0
ففي الصحيحين من حديث عروة عن عائشة , أنها كانت إذا مات الميت من أهلها , واجتمع لذلك النساء , ثم تفرقن الى أهلهن , أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت , وصنعت ثريدا , ثم صبت التلبينة عليه , ثم قالت : كلوا منها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " التلبينة مجمة لفؤاد المريض , تذهب ببعض الحزن "0
" و عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ تَأْمُرُ بِالتَّلْبِينِ لِلْمَرِيضِ وَلِلْمَحْزُونِ عَلَى الْهَالِكِ وَكَانَتْ تَقُولُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ التَّلْبِينَةَ تُجِمُّ فُؤَادَ الْمَرِيضِ وَتَذْهَبُ بِبَعْضِ الْحُزْنِ " رواه البخاري0
" وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَخَذَ أَهْلَهُ الْوَعَكُ أَمَرَ بِالْحِسَاءِ فَصُنِعَ ثُمَّ أَمَرَهُمْ فَحَسَوْا مِنْهُ وَكَانَ يَقُولُ إِنَّهُ لَيَرْتُقُ فُؤَادَ الْحَزِينِ وَيَسْرُو عَنْ فُؤَادِ السَّقِيمِ كَمَا تَسْرُو إِحْدَاكُنَّ الْوَسَخَ بِالْمَاءِ عَنْ وَجْهِهَا قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ " 0
" و عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْكُمْ بِالْبَغِيضِ النَّافِعِ التَّلْبِينِ يَعْنِي الْحَسْوَ قَالَتْ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اشْتَكَى أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ لَمْ تَزَلْ الْبُرْمَةُ عَلَى النَّارِ حَتَّى يَلْقَى أَحَدَ طَرَفَيْهِ يَعْنِي يَبْرَأَ أَوْ يَمُوت َ" رواه أحمد 0
" وعن عَائِشَةَ تَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَيْكُمْ بِالتَّلْبِينِ الْبَغِيضِ النَّافِعِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ يَغْسِلُ بَطْنَ أَحَدِكُمْ كَمَا يَغْسِلُ أَحَدُكُمْ وَجْهَهُ بِالْمَاءِ مِنْ الْوَسَخِ وَقَالَتْ كَانَ إِذَا اشْتَكَى مِنْ أَهْلِهِ إِنْسَانٌ لَا تَزَالُ الْبُرْمَةُ عَلَى النَّارِ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَيْهِ أَحَدُ طَرَفَيْهِ " رواه أحمد 0
" و عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قِيلَ لَهُ إِنَّ فُلَانًا وَجِعٌ لَا يَطْعَمُ الطَّعَامَ قَالَ عَلَيْكُمْ بِالتَّلْبِينَةِ فَحَسُّوهُ إِيَّاهَا فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَغْسِلُ بَطْنَ أَحَدِكُمْ كَمَا يَغْسِلُ أَحَدُكُمْ وَجْهَهُ بِالْمَاءِ مِنْ الْوَسَخِ " رواه أحمد 0
وتكفي شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم في قهوة الشعير( التلبينة ) , وكيف إنها تغسل البطن وتنظف المعدة والأمعاء والقولون , وذلك بما تحتويه من عناصر جمة , وغذاء كامل , وعناصر كاملة , وهذه العناصر كما قلنا تلعب دورالإنزيمات المساعدة , للإنزيمات الكاملة , التي تسير تفاعلات وظيفتها أن تصنع النواقل العصبية , وقد سبق الحديث عنها , ورأينا ما لهذه النواقل من دور كبير في كثير من الأمراض النفسية , والتي من ضمنها الإكتئاب 0
وبالتالي فإن تناول قهوة الشعير والقمح المبرعم , لهما من الخصائص والعناصر ما من شأنه أن يعيد توازن النواقل العصبية داخل الجسم , وإعادتها إلى نسبها الطبيعية , الأمر الذي يؤدي الى التأثير على نفسية الإنسان بشكل كبير , ويزيل ما يعتري هذه النفسية من غم وحزن وهم واكتئاب , ولا ننسى هنا دور الطاقة العالية والتي تشع من القمح المبرعم والشعير, حيث كانت هذه نقطة إعجازية جديدة , واقصد بذلك الطاقة الكهرو مغناطيسية , والتي تدعم بذلك الطاقة الكهرومغناطيسية لدى الإنسان , وقد رأينا كيف وضع القرآن هذه النقطة الإعجازية فيما سبق , إضافة الى الطاقة الخاصة التي وضعها الله تعالى في القمح .
والله تعالى ولي التوفيق
من كتاب القمح والشعير غذاء ودواء وشفاء للدكتور جميل القدسي الدويك
يضاف مقدار من الشعير المطحون إلى لتر من الماء , يفضل أن يكون المقدار حوالي 200 جرام
ومن ثم يبدأ غلي الشعير على النار هادئة , ويغطى الإناء , ومن ثم تحرك الخلطة بين الفينة والأخرى , ويغطى الإناء ثانية , إلى أن ينقص الماء وتصبح مقداره ثلاثة أخماس ويتبخر خمسين , ومن هنا يمكن أن تكون جاهزة حيث يبقى الغطاء مغطى بعد أن تطفأ النار عنها ومن ثم توضع في الصحن بعد أن تبرد وتشرب حيث تكون على شكل حساء كثيف ثقيل .
يمكن إضافة الملح والتوابل لها حسب الرغبة
والله تعالى ولي التوفيق
ومن ثم يبدأ غلي الشعير على النار هادئة , ويغطى الإناء , ومن ثم تحرك الخلطة بين الفينة والأخرى , ويغطى الإناء ثانية , إلى أن ينقص الماء وتصبح مقداره ثلاثة أخماس ويتبخر خمسين , ومن هنا يمكن أن تكون جاهزة حيث يبقى الغطاء مغطى بعد أن تطفأ النار عنها ومن ثم توضع في الصحن بعد أن تبرد وتشرب حيث تكون على شكل حساء كثيف ثقيل .
يمكن إضافة الملح والتوابل لها حسب الرغبة
والله تعالى ولي التوفيق