الجمعة، 12 يوليو 2024

فلسفة وجود شخص

فيه معضلة فلسفية قديمة لحد النهاردة لسه متحلتش بشكل نهائي، اسمها معضلة سفينة ثيسيوس.

باختصار: ثيسيوس ده هو ملك إغريقي خد سفينته وراح حارب الأشرار وانتصر عليهم، فا لما رجع الناس احتفلت بيه وقررت تخلد سفينته الأسطورية.

بمرور الوقت، خشب السفينة كان بيتهالك، فا كل سنة الناس كانت بتشيل لوح خشب بايظ وتستبدله بلوح جديد.. وهكذا، سنة بعد التانية بعد التالتة... لحد م ف النهاية السفينة مبقاش فيها ولا خشبة أصلية... ومن هنا المعضلة:

هل السفينة لسه هي هي نفسها سفينة ثيسيوس اللي انتصر بيها؟
هل لسه ليها نفس الأسطورية الأصلية بتاعتها؟
لو أه، فازاي والخشب الأصلي بتاعها مش موجود؟
ولو لا، فا عند أي مرحلة فقدت السفينة ذاتيتها؟ هل من بعد أول لوح خشب اتغير فيها؟ ولا التاني؟ ولا الألف ولا الأخير؟
من هنا نصصدم بسؤال: هل الأشياء ليها جوهر بتتعرف بيه حتى لو اتغيرت من برة؟ ولا مفيش حاجة اسمها جوهر والأشياء ما هي فقط إلا مجموع عناصرها وخصائصها الخارجية؟

المعضلة ديه تم ربطها بسؤال الهوية الإنسانية.. فا مش بس التغيرات البيولوجية اللي بتحصلنا مع الوقت من موت الخلايا وتجديدها وخلافه، لكن على مستوى الذات والشخصية.
فا طرحت سؤال: احنا مين بالظبط؟ أنهي نسخة فينا هي حقيقتنا؟

بقياس بسيط، ممكن تفكر ف فريق الكورة اللي بتحبه.. تخيل لو إن كل يوم فيه لاعيب منه بيتباع وبييجي مكانه واحد جديد.. وهكذا لحد ما ف مرة تتفرج ع الماتش وتشوف فرقة جديدة تماما مفيهاش اسم لاعب واحد تعرفه.. هل ساعتها هيفضل هو نفسه الفريق اللي انت مرتبط بيه وبلاعيبته وتقول الفريق بمن حضر، 
ولا هتحس إن لأ فيه حاجة غريبة؟

وطن أو مدينة بتحبها ومرتبط بكل مكان وشارع فيها، 
ومع الوقت اتشال منها ملامحها، والشجر اللي بتحبه اتقطع، البحر اتحاوط بقضبان، والأماكن اللي مرتبط بيها اتحولت خرسانة، 
يا ترى هتحس بنفس شعور الارتباط والانتماء؟

عموما، نظريات كتير حاولت تجاوب على معضلة السفينة، أنا مش مهتم باستعراضها هنا أد ما مهتم اكتر بطرح الأسئلة والتفكير فيها.

نفترض إن عند مرحلة ما من حياتك قدرت تكوّن هوية تقدّم بيها نفسك للناس.. خلاص انت حددت عقيدتك ومبادئك وطباعك واللي بتحبه وبتكرهه.. وخلينا نقول إن فيه شخص اسمه A كان معاك طول الفترة ديه.. ومع الوقت، كل ده اتغير، مبادئك لو كانت في اليمين بقت ف اليسار، اللي كنت بتؤمن بيه بقيت بتسخر منه، طباعك اختلفت، والحاجات اللي بتحبها وتكرهها اتغيرت بالكامل. ونفترض إنك خلال كل ده كنت بعيد عن الشخص A، واتعرفت على شخص تاني B.. السؤال هنا: مين فيهم اللي يعرف حقيقتك اكتر؟ واحد منهم؟ ولا الاتنين؟ ولا واحد فيهم؟ ولا أيا كان اللي هيشهد على نسختك الأخيرة في نهاية الرحلة؟
ولو بعد التغيير اللي حصلك ده قابلت صديقك القديم A، 
يا ترى انتوا الاتنين هتحسوا ب إيه وهتتعاملوا ازاي مع بعض؟

نرجع للسفينة، فا فيه فيلسوف قرر بدل م يحلها إنه يزود سؤال تاني للمعضلة، قالك تخيل إن كان فيه شخص ما بيجمع كل الخشب الأصلي المتهالك، وعمل بيه سفينة جديدة، فهل وقتها نقدر نقول عليها هي ديه سفينة ثيسيوس؟ ولا اللي احنا رممناها هي سفينته؟

ممكن نقربها شوية بالقياس بتاع فريق الكورة.. تخيل إن اللاعيبة اللي اتباعت راحت كلها لفريق جديد. والفريق الجديد ده بيلاعب فريقك الأصلي، اللي هو كل اللاعيبة اللي فيه دلوقتي انت متعرفش أساميهم، بس بيلاعبوا الفريق اللي فيه كل اللاعيبة اللي انت مرتبط بيهم وبذكريات بطولاتهم وشاري تشيرتات عليها أساميهم.
فا ولائك وتشجيعك وقتها هيبقى لمين؟ 

لما بنقول: أنا أعرف فلان، أو فلان يعرفني.. بنقصد ايه؟

طيب هل عموما فيه إنسان ممكن فعلاً، فعلاً، يعرف إنسان تاني؟
هل للأشياء جوهر أصلي (Core/ Essence) خاص بيها مهما حصل، ولا الأشياء هي مجرد انعكاس لتصورات الراصدين ليها؟

هل احنا طيب عبارة عن سلسلة من النسخ الغير مرتبطة ببعض بالضرورة، ولا هل فينا حاجة ما بتخلينا لو شوفناها ووصلنالها 
نقدر نتعرّف على الناس (أو اللي بنحبهم على الأقل) ونحس بالألفة معاهم مهما الحياة بدّلت فينا وغيرتنا من برة؟


هذا سؤال فلسفي عميق ولا يوجد إجابة بسيطة عليه. هناك وجهات نظر مختلفة في الفلسفة حول هذا الموضوع:

1. نظرية الجوهر (Essentialism):
   - وفقًا لهذه النظرية، لكل شيء "جوهر" أو طبيعة أساسية تحدد هويته وخصائصه الأساسية.
   - هذا الجوهر هو ما يبقى ثابتًا حتى لو تغيرت الخصائص الخارجية للشيء.
   - المؤيدون لهذه النظرية يؤكدون أن هناك شيئًا ما "جوهريًا" للأشياء يتجاوز مجرد مكوناتها المادية.

2. النظرية الوضعية (Nominalism): 
   - وفقًا لهذه النظرية، ليس هناك جوهر حقيقي للأشياء، وإنما هي مجرد مجموعة من الخصائص والمكونات.
   - الأشياء ليس لها وجود مستقل عن هذه السمات والخصائص الملاحظة.
   - المؤيدون لهذه النظرية يرون أن الأشياء هي ببساطة تجمعات من الصفات والخصائص الخارجية.

ليس هناك إجابة حاسمة بين هذه الرؤى المتنافسة. ويعتبر هذا الموضوع أحد أبرز المناقشات في الفلسفة عبر التاريخ. ويبقى السؤال عن "الجوهر" أمرًا جدليًا لا يمكن الحسم فيه بسهولة. ما رأيك في هذه المناقشة؟ هل لديك وجهة نظر خاصة بك في هذا الصدد؟

هذا سؤال فلسفي عميق ولا يوجد إجابة بسيطة عليه. هناك وجهات نظر مختلفة في الفلسفة حول هذا الموضوع:

1. نظرية الجوهر (Essentialism):
   - وفقًا لهذه النظرية، لكل شيء "جوهر" أو طبيعة أساسية تحدد هويته وخصائصه الأساسية.
   - هذا الجوهر هو ما يبقى ثابتًا حتى لو تغيرت الخصائص الخارجية للشيء.
   - المؤيدون لهذه النظرية يؤكدون أن هناك شيئًا ما "جوهريًا" للأشياء يتجاوز مجرد مكوناتها المادية.

2. النظرية الوضعية (Nominalism): 
   - وفقًا لهذه النظرية، ليس هناك جوهر حقيقي للأشياء، وإنما هي مجرد مجموعة من الخصائص والمكونات.
   - الأشياء ليس لها وجود مستقل عن هذه السمات والخصائص الملاحظة.
   - المؤيدون لهذه النظرية يرون أن الأشياء هي ببساطة تجمعات من الصفات والخصائص الخارجية.

ليس هناك إجابة حاسمة بين هذه الرؤى المتنافسة. ويعتبر هذا الموضوع أحد أبرز المناقشات في الفلسفة عبر التاريخ. ويبقى السؤال عن "الجوهر" أمرًا جدليًا لا يمكن الحسم فيه بسهولة. ما رأيك في هذه المناقشة؟ هل لديك وجهة نظر خاصة بك في هذا الصدد؟
نعم، هناك عدة مجالات أخرى في الفلسفة والعلوم التي تناقش موضوع الجوهر والهوية بشكل مفصل:

1. في علم الميتافيزيقا (Metaphysics):
   - يتم استكشاف طبيعة الواقع والوجود، بما في ذلك مسألة ما إذا كان للأشياء جوهر أساسي أم لا.
   - تناقش الميتافيزيقا مفاهيم مثل الجوهرية، الجوهر، الهوية، والتغير.

2. في علم الوجود (Ontology):
   - يركز على طبيعة الوجود والكينونة، وما هي الأنواع المختلفة للموجودات.
   - تناقش الأونطولوجيا ما إذا كان للأشياء وجود مستقل عن خصائصها.

3. في علم النفس المعرفي (Cognitive Psychology):
   - يدرس كيف يدرك البشر الهوية والخصائص الجوهرية للأشياء.
   - تبحث في كيفية تشكيل المفاهيم والفئات المعرفية للأشياء.

4. في علم الأحياء (Biology):
   - تناقش نظرية التطور مسألة ما إذا كان للأنواع الحية جوهر ثابت أم أنها تتطور وتتغير.
   - يتم بحث الهوية الجوهرية للأنواع المختلفة من الكائنات الحية.

5. في علم الاجتماع (Sociology) والفلسفة السياسية:
   - تُناقَش هوية الجماعات والمجتمعات والثقافات.
   - يتم استكشاف ما إذا كان للهويات الجماعية جوهر ثابت أم أنها متغيرة.

إذن، هذا الموضوع له انعكاسات واسعة في مختلف المجالات الفلسفية والعلمية. ويوفر نقاشه منظورًا متعدد التخصصات حول طبيعة الوجود والهوية.

ليست هناك تعليقات:

ظلم

سرعة الانفعال تشير إلى استجابة الأفراد بشكل سريع وعاطفي لمواقف معينة، مما قد يؤدي إلى ردود فعل غير محسوبة. إليك بعض النقاط المتع...