www.p30download.com 18/2/2007---94CB5F005A03C1E3-----------------------------------------------------------------------------------------
- Name : Parand من الجسد
أعزائي أعضاء هذا المنتدى سأطرح اليوم موضوع عن الخروج من الجسد وهو عبارة عن تعريف
ولكن بإذن الله سأطرح تمارين عن كيفية الخروج من الجسد في القريب العاجل .
الخروج من الجسد لفظ يطلق خطأ يقصد به الأسقاط النجمي بينما الخروج من الجسد يشمل عدة تقنيات منها الأسقاط النجمي و الحلم الواعي أو الجلي فالخروج من الجسد أعم من الأسقاط النجمي فهو يشمل كل التجارب التي تعتمد علي المعني الذي توضحه كلمة الخروج من الجسد.
فالخروج من الجسد يمكن تعريفه بصورة أولية بأنه حالة من النوم الواعي أي هو حالة نوم الجسد في ظل أستيقاظ الوعي هذا التعريف شامل للعديد من تقنيات الخروج من الجسد منها الحلم الواعي أو الجلي أو الواضح و الأسقاط النجمي.
هناك من يقول بوجود سبعة أجسام للأنسان وهي:
1 الجسم المادي "الفيزيائي" , "الترابي" : هو إقل الأجسام ذبذبة و عند الوفاة يتحلل هذا الجسم إلي خلايا ثم ذرات عائدة إلي التراب.
2 الجسم الأثيري "النجمي" , "الكوكبي" : وهي النفس التي يطلق عليها خطأ الروح
ففي تفسير ابن كثير ذكر
" ثم ذكر السهيلي الخلاف بين العلماء في أن الروح هي النفس أو غيرها وقرر أنها ذات لطيفة كالهواء سارية في الجسد كسريان الماء في عروق الشجر وقرر أن الروح التي ينفخها الملك في الجنين هي النفس بشرط اتصالها بالبدن وإكتسابها بسببه صفات مدح أو ذم فهي إما نفس مطمئنة أو أمارة بالسوء قال كما أن الماء هو حياة الشجر ثم يكسب بسبب إختلاطه معها إسما خاصا فإذا اتصل بالعنبة وعصر منها صار ماء مصطارا أو خمرا ولا يقال له ماء حينئذ إلا على سبيل المجاز وكذا لا يقال للنفس روح إلا على هذا النحو وكذا لا يقال للروح نفس إلا بإعتبار ما تؤول إليه فحاصل ما نقول إن الروح هي أصل النفس ومادتها والنفس مركبة منها ومن إتصالها بالبدن فهي من وجه لا من كل وجه وهذا معنى حسن والله أعلم "
والجسم الأثيري أخف من الجسم الأرضي ويطابقه في هيئته خلية بخلية و يتصل هذا الجسم بالجسم الأرضي بحبل يسمي بالحبل الفضي وهو يشبه الحبل السري الموجود في الجسم المادي وبعد الموت يعيش هذا الجسم فيما يسمي بحياة البرزخ.
3 القوة الحيوية : هي الطاقة التي تبعث الحياة في الكائنات الحية و عند وفاة الحي تنتقل هذه القوة إلي مكان أخر وهي غير قابلة للفناء.
4 العقل الغريزي : وهو الضمير المستتر وإذا سيطر هذا العقل علي الجسم إندفع الشخص وراء غرائزه وقد يسيطر هذا العقل علي الأنسان بدرجات متفاوتة .
5 الألهام " الفطرة " : هو الضمير الشعوري وهو أرقي من العقل الغريزي ولا يوجد بينهم حد فاصل وكثيرا ما يمتد تأثير أحدهما علي الأخر فيطغي عليه .
6 العقل الروحي : هو مصدر الألهام لدي الشعراء وغيرهم.. وأحيانا مع وصول الأنسان لهذا المستوي إلا أنه يستعمله للوصول إلي الأهداف الغريزية الأولي.
7 الروح : هي أرقي شئ في الكون وعندما تقوي الروح عند أي إنسان يصبح جزء من الكون ويدرك القوانين الكونية الروحية التي لا تدركها حواسه الأرضية.
يحدث الخروج من الجسد لا أراديا عند النوم و يدخل في عالم الأحلام و ذلك بخروج الجسد الأثيري من الجسد المادي لكننا لا نتذكر معظم رحلات هذا الجسم في العالم الأثيري لأننا نكون في حالة سبات أو نوم للجسم والوعي معا كما أن هذه الرحلة تكون لا أرادية يتحكم بها العقل الباطن
قال الله جل في علاه " اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " الأية 42 سورة الزمر. "و تفسيرها أنظر المشاركة القادمة"
إذن الخروج من الجسد عملية طبيعية نقوم بها كل يوم لكن دون وعي بحث العلماء حول مدي أمكانية الخروج بمصاحبة الوعي لنتحكم بعملية الخروج كما بحثوا عن الوسائل التي تمكننا من فعل الخروج و ما زالت الابحاث مستمرة و تواصل البحث عن اساليب متعددة للقيام بتقنيات الخروج من الجسد.
قال الله جل في علاه
" اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون َ"
الأية 42 سورة الزمر.
القرطبي
{الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} قوله تعالى}الله يتوفى الأنفس حين موتها}أي يقبضها عند فناء آجالها }والتي لم تمت في منامها}اختلف فيه. فقيل: يقبضها عن التصرف مع بقاء أرواحها في أجسادها }فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى}وهي النائمة فيطلقها بالتصرف إلى أجل موتها؛ قال ابن عيسى. وقال الفراء: المعنى ويقبض التي لم تمت في منامها عند انقضاء أجلها. قال: وقد يكون توفيها نومها؛ فيكون التقدير على هذا والتي لم تمت وفاتها نومها. وقال ابن عباس وغيره من المفسرين: إن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام فتتعارف ما شاء الله منها، فإذا أراد جميعها الرجوع إلى الأجساد أمسك الله أرواح الأموات عنده، وأرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها. وقال سعيد بن جبير: إن الله يقبض أرواح الأموات إذا ماتوا، وأرواح الأحياء إذا ناموا، فتتعارف ما شاء الله أن تتعارف }فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى}أي يعيدها. قال علي رضي الله عنه: فما رأته نفس النائم وهي في السماء قبل إرسالها إلى جسدها فهي الرؤيا الصادقة، وما رأته بعد إرسالها وقبل استقرارها في جسدها تلقيها الشياطين، وتخيل إليها الأباطيل فهي الرؤيا الكاذبة. وقال ابن زيد: النوم وفاة والموت وفاة. وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( كما تنامون فكذلك تموتون وكما توقظون فكذلك تبعثون). وقال عمر: النوم أخو الموت. وروي مرفوعا من حديث جابر بن عبدالله قيل: يا رسول الله أينام أهل الجنة؟ قال: (لا النوم أخو الموت والجنة لا موت فيها) خرجه الدارقطني. وقال ابن عباس: (في ابن آدم نفس وروح بينهما مثل شعاع الشمس، فالنفس التي بها العقل والتمييز، والروح التي بها النفس والتحريك، فإذا نام العبد قبض الله نفسه ولم يقبض روحه). وهذا قول ابن الأنباري والزجاج. قال القشيري أبو نصر: وفي هذا بعد إذ المفهوم من الآية أن النفس المقبوضة في الحال شيء واحد؛ ولهذا قال}فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى}فإذاً يقبض الله الروح في حالين في حالة النوم وحالة الموت، فما قبضه في حال النوم فمعناه أنه يغمره بما يحبسه عن التصرف فكأنه شيء مقبوض، وما قبضه في حال الموت فهو يمسكه ولا يرسله إلى يوم القيامة. وقوله}ويرسل الأخرى}أي يزيل الحابس عنه فيعود كما كان. فتوفي الأنفس في حال النوم بإزالة الحس وخلق الغفلة والآفة في محل الإدراك. وتوفيها في حالة الموت بخلق الموت وإزالة الحس بالكلية. }فيمسك التي قضى عليها الموت}بألا يخلق فيها الإدراك كيف وقد خلق فيها الموت؟ }ويرسل الأخرى}بأن يعيد إليها الإحساس. وقد اختلف الناس من هذه الآية في النفس والروح؛ هل هما شيء واحد أو شيئان على ما ذكرنا. والأظهر أنهما شيء واحد، وهو الذي تدل عليه الآثار الصحاح على ما نذكره في هذا الباب. من ذلك حديث أم سلمة قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه، ثم قال: (إن الروح إذا قبض تبعه البصر) وحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألم تروا الإنسان إذا مات شخص بصره) قال: (فذلك حين يتبع بصره نفسه) "خرجهما مسلم". وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تحضر الملائكة فإذا كان الرجل صالحا قالوا اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب اخرجي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب راض غير غضبان فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء...) وذكر الحديث وإسناده صحيح خرجه ابن ماجة؛ وقد ذكرناه في [1]التذكرة. "وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة "قال: (إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدان بها...). وذكر الحديث. وقال بلال في حديث الوادي: أخذ بنفسي يا رسول الله الذي أخذ بنفسك. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مقابلا له في حديث زيد بن أسلم في حديث الوادي: (يا أيها الناس إن الله قبض أرواحنا ولوشاء ردها إلينا في حين غير هذا). والصحيح فيه أنه جسم لطيف مشابك للأجسام المحسوسة، يجذب ويخرج وفي أكفانه يلف ويدرج، وبه إلى السماء يعرج، لا يموت ولا يفنى، وهو مما له أول وليس له آخر، وهو بعينين ويدين، وأنه ذو ريح طيبة وخبيثة؛ كما في حديث أبي هريرة. وهذه صفة الأجسام لا صفة الأعراض؛ وقد ذكرنا الأخبار بهذا كله في كتاب التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة. وقال تعالى}فلولا إذا بلغت الحلقوم{الواقعة: 83] يعني النفس إلى خروجها من الجسد؛ وهذه صفة الجسم. والله أعلم. خرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليأخذ داخلة إزاره فلينفض بها فراشه وليُسم الله فإنه لا يعلم ما خلفه بعد على فراشه فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقه الأيمن وليقل سبحانك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فاغفر لها). وقال البخاري وابن ماجة والترمذي: (فارحمها) بدل (فاغفر لها) (وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين) زاد الترمذي (وإذا استيقظ فليقل الحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي وأذن لي بذكره)." وخرج البخاري عن حذيفة "قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده؛ ثم يقول: (اللهم باسمك أموت وأحيا) وإذا استيقظ قال: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور). قوله تعالى}فيمسك التي قضى عليها الموت}هذه قراءة العامة على أنه مسمى الفاعل }الموت}نصبا؛ أي قضى الله عليها وهو اختيار أبي حاتم وأبي عبيد؛ لقوله في أول الآية}الله يتوفى الأنفس}فهو يقضي عليها. وقرأ الأعمش ويحيى بن وثاب وحمزه والكسائي }قضي عليها الموت}على ما لم يسم فاعله. النحاس، والمعنى واحد غير أن القراءة الأولى أبين وأشبه بنسق الكلام؛ لأنهم قد أجمعوا على }ويُرسِلُ}ولم يقرؤوا }ويُرسَلُ}. وفي الآية تنبيه على عظيم قدرته وانفراده بالألوهية، وأنه يفعل ما يشاء، ويحيي ويميت، لا يقدر على ذلك سواه. }إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}يعني في قبض الله نفس الميت والنائم، وإرساله نفس النائم وحبسه نفس الميت وقال الأصمعي سمعت معتمرا يقول: روح الإنسان مثل كبة الغزل، فترسل الروح، فيمضى ثم تمضى ثم تطوى فتجيء فتدخل؛ فمعنى الآية أنه يرسل من الروح شيء في حال النوم ومعظمها في البدن متصل بما يخرج منها اتصالا خفيا، فإذا استيقظ المرء جذب معظم روحه ما انبسط منها فعاد. وقيل غير هذا؛ وفي التنزيل}ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي{الإسراء: 85] أي لا يعلم حقيقته إلا الله. وقد تقدم في }سبحان}.
ابن كثير
ثم قال تعالى مخبرا عن نفسه الكريمة بأنه المتصرف في الوجود بما يشاء وأنه يتوفى الأنفس الوفاة الكبرى بما يرسل من الحفظة الذين يقبضونها من الأبدان والوفاة الصغرى عند المنام كما قال تبارك وتعالى ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ) فذكر الوفاتين الصغرى ثم الكبرى وفي هذه الآية ذكر الكبرى ثم الصغرى ولهذا قال تبارك وتعالى ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى ) فيه دلالة على أنها تجتمع في الملإ الأعلى كما ورد بذلك الحديث المرفوع الذي رواه ابن منده وغيره وفي صحيحي البخاري ( 6320 ) ومسلم ( 2714 ) من حديث عبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ماخلفه عليه ثم ليقل باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين وقال بعض السلف يقبض أرواح الأموات إذا ماتوا وأرواح الأحياء إذا ناموا فتتعارف ما شاء الله تعالى أن تتعارف ( فيمسك التي قضى عليها الموت ) التي قد ماتت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى قال السدي إلى بقية أجلها وقال ابن عباس رضي الله عنهما يمسك أنفس الأموات ويرسل أنفس الأحياء ولا يغلط ( إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )
قال الله جل في علاه
" اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون َ"
الأية 42 سورة الزمر.
القرطبي
{الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} قوله تعالى}الله يتوفى الأنفس حين موتها}أي يقبضها عند فناء آجالها }والتي لم تمت في منامها}اختلف فيه. فقيل: يقبضها عن التصرف مع بقاء أرواحها في أجسادها }فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى}وهي النائمة فيطلقها بالتصرف إلى أجل موتها؛ قال ابن عيسى. وقال الفراء: المعنى ويقبض التي لم تمت في منامها عند انقضاء أجلها. قال: وقد يكون توفيها نومها؛ فيكون التقدير على هذا والتي لم تمت وفاتها نومها. وقال ابن عباس وغيره من المفسرين: إن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام فتتعارف ما شاء الله منها، فإذا أراد جميعها الرجوع إلى الأجساد أمسك الله أرواح الأموات عنده، وأرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها. وقال سعيد بن جبير: إن الله يقبض أرواح الأموات إذا ماتوا، وأرواح الأحياء إذا ناموا، فتتعارف ما شاء الله أن تتعارف }فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى}أي يعيدها. قال علي رضي الله عنه: فما رأته نفس النائم وهي في السماء قبل إرسالها إلى جسدها فهي الرؤيا الصادقة، وما رأته بعد إرسالها وقبل استقرارها في جسدها تلقيها الشياطين، وتخيل إليها الأباطيل فهي الرؤيا الكاذبة. وقال ابن زيد: النوم وفاة والموت وفاة. وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( كما تنامون فكذلك تموتون وكما توقظون فكذلك تبعثون). وقال عمر: النوم أخو الموت. وروي مرفوعا من حديث جابر بن عبدالله قيل: يا رسول الله أينام أهل الجنة؟ قال: (لا النوم أخو الموت والجنة لا موت فيها) خرجه الدارقطني. وقال ابن عباس: (في ابن آدم نفس وروح بينهما مثل شعاع الشمس، فالنفس التي بها العقل والتمييز، والروح التي بها النفس والتحريك، فإذا نام العبد قبض الله نفسه ولم يقبض روحه). وهذا قول ابن الأنباري والزجاج. قال القشيري أبو نصر: وفي هذا بعد إذ المفهوم من الآية أن النفس المقبوضة في الحال شيء واحد؛ ولهذا قال}فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى}فإذاً يقبض الله الروح في حالين في حالة النوم وحالة الموت، فما قبضه في حال النوم فمعناه أنه يغمره بما يحبسه عن التصرف فكأنه شيء مقبوض، وما قبضه في حال الموت فهو يمسكه ولا يرسله إلى يوم القيامة. وقوله}ويرسل الأخرى}أي يزيل الحابس عنه فيعود كما كان. فتوفي الأنفس في حال النوم بإزالة الحس وخلق الغفلة والآفة في محل الإدراك. وتوفيها في حالة الموت بخلق الموت وإزالة الحس بالكلية. }فيمسك التي قضى عليها الموت}بألا يخلق فيها الإدراك كيف وقد خلق فيها الموت؟ }ويرسل الأخرى}بأن يعيد إليها الإحساس. وقد اختلف الناس من هذه الآية في النفس والروح؛ هل هما شيء واحد أو شيئان على ما ذكرنا. والأظهر أنهما شيء واحد، وهو الذي تدل عليه الآثار الصحاح على ما نذكره في هذا الباب. من ذلك حديث أم سلمة قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه، ثم قال: (إن الروح إذا قبض تبعه البصر) وحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألم تروا الإنسان إذا مات شخص بصره) قال: (فذلك حين يتبع بصره نفسه) "خرجهما مسلم". وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تحضر الملائكة فإذا كان الرجل صالحا قالوا اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب اخرجي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب راض غير غضبان فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء...) وذكر الحديث وإسناده صحيح خرجه ابن ماجة؛ وقد ذكرناه في [1]التذكرة. "وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة "قال: (إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدان بها...). وذكر الحديث. وقال بلال في حديث الوادي: أخذ بنفسي يا رسول الله الذي أخذ بنفسك. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مقابلا له في حديث زيد بن أسلم في حديث الوادي: (يا أيها الناس إن الله قبض أرواحنا ولوشاء ردها إلينا في حين غير هذا). والصحيح فيه أنه جسم لطيف مشابك للأجسام المحسوسة، يجذب ويخرج وفي أكفانه يلف ويدرج، وبه إلى السماء يعرج، لا يموت ولا يفنى، وهو مما له أول وليس له آخر، وهو بعينين ويدين، وأنه ذو ريح طيبة وخبيثة؛ كما في حديث أبي هريرة. وهذه صفة الأجسام لا صفة الأعراض؛ وقد ذكرنا الأخبار بهذا كله في كتاب التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة. وقال تعالى}فلولا إذا بلغت الحلقوم{الواقعة: 83] يعني النفس إلى خروجها من الجسد؛ وهذه صفة الجسم. والله أعلم. خرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليأخذ داخلة إزاره فلينفض بها فراشه وليُسم الله فإنه لا يعلم ما خلفه بعد على فراشه فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقه الأيمن وليقل سبحانك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فاغفر لها). وقال البخاري وابن ماجة والترمذي: (فارحمها) بدل (فاغفر لها) (وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين) زاد الترمذي (وإذا استيقظ فليقل الحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي وأذن لي بذكره)." وخرج البخاري عن حذيفة "قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده؛ ثم يقول: (اللهم باسمك أموت وأحيا) وإذا استيقظ قال: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور). قوله تعالى}فيمسك التي قضى عليها الموت}هذه قراءة العامة على أنه مسمى الفاعل }الموت}نصبا؛ أي قضى الله عليها وهو اختيار أبي حاتم وأبي عبيد؛ لقوله في أول الآية}الله يتوفى الأنفس}فهو يقضي عليها. وقرأ الأعمش ويحيى بن وثاب وحمزه والكسائي }قضي عليها الموت}على ما لم يسم فاعله. النحاس، والمعنى واحد غير أن القراءة الأولى أبين وأشبه بنسق الكلام؛ لأنهم قد أجمعوا على }ويُرسِلُ}ولم يقرؤوا }ويُرسَلُ}. وفي الآية تنبيه على عظيم قدرته وانفراده بالألوهية، وأنه يفعل ما يشاء، ويحيي ويميت، لا يقدر على ذلك سواه. }إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}يعني في قبض الله نفس الميت والنائم، وإرساله نفس النائم وحبسه نفس الميت وقال الأصمعي سمعت معتمرا يقول: روح الإنسان مثل كبة الغزل، فترسل الروح، فيمضى ثم تمضى ثم تطوى فتجيء فتدخل؛ فمعنى الآية أنه يرسل من الروح شيء في حال النوم ومعظمها في البدن متصل بما يخرج منها اتصالا خفيا، فإذا استيقظ المرء جذب معظم روحه ما انبسط منها فعاد. وقيل غير هذا؛ وفي التنزيل}ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي{الإسراء: 85] أي لا يعلم حقيقته إلا الله. وقد تقدم في }سبحان}.
ولا تنسونا من دعوة في ظهر الغيب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق