الثلاثاء، 26 يناير 2021

مسلم

 سألتني حلاقة الشعر عن اسمي، هي امريكية طبعا، فقلت محمد باللكنة الانكليزية، فقالت و وجهها مشرق بابتسامة نصر و نجاح اكتشاف: من مظهر لحيتك، و شعرك انت حتماً “"يهودي”“؛ ! للحظة عابرة فكرت بان اقول لها و اشرح كيف يكون اسمي محمد و اكون يهودي، لكني تذكرت اشياء اخرى يجب ان اشرحها، من هو محمد ص، ما هو الاسلام، فرقه عن اليهودية، و تاريخ و اشياء سياسية و دينية كثيرة جدا، فاجبتها ضاحكا كلا انا مسلم!! فقالت بفرح عارم هل رايت لقد كنت صحيحة فلا فرق بينكم!! التزمت الصمت متجنبا الدخول في نقاش معها، و استمرت بالحلاقة، كل هذا لم يثير في العجب، فقد مررت بظروف كثيرة مع الامريكان فيها من الحماقة ما لا يوصف، فتعلمت عمليا بان الشعب الامريكي او التسعون بالمئة منه اغبياء جدا جدا جدا، الا في مجال اعمالهم ففي العادة هم عاديون الى عباقرة اما اذا تحدثت معهم في اي امر خارج نطاق دراستهم او عملهم فهم صمٌ بكمٌ لا يفقهون، و ان ما نراه في التلفزيون و الاخبار و مواقع التواصل الاجتماعي، و ما نقراه لهم، و من يدير شؤون الدولة و العالم هم العشرة بالمائة المتبقية من الماسونيين، الكونغرس و غالبيته من اليهود، و البليونيرية و المنظيرين السياسيين و الاقتصاديين الذين يتم تدريبهم من الصغر لاخذ مكاناتهم القيادية اللامحسوسة، و الاختصاصات المختلفة من العلوم و الاداب و التاريخ و كيفية رسم سياسات الدول العريقة بالتباهي بماضيها كالدول العربية او الفقيرة،،،،،الخ، و تعليمهم اهم شئ و هو السيطرة على الاعلام لانه و اقسم على ذلك هو مصدرهم الوحيد لمعرفة الكثير غير المهم الذي يجري في امريكا، و القليل المهم الذي يُهَمَّش عن باقي العالم، و على هذا الاساس يفوز من يراد له الفوز بالانتخابات ليصبح في موقع اتخاذ القرار او اطاعة اوامر المنظرين لكل امور الحياة.

لكن الذي استغربته، هو اني حين سالتها عن دراستها و اختصاصها قالت العلوم السياسية كاختصاص رئيسي، و الاقتصاد الذي يعتمد على الطاقة المستوردة من الشرق الاوسط كاختصاص ثانوي، و انها في السنة النهائية!!!!! فضحكت في داخلي و قلت الان وصلت الكليات و الجامعات الاهلية الغير معترف بها في اميركا، المهم ان تقول بان عندها درجة جامعية و انتهى، و حسبما اتابع فاننا في الوطن العربي قد سبقناهم في هذه الانواع من الجامعات، و الجلي الواضح ان الغالبية العظمى من الاطباء او المهندسين او علماء الكومبيترات،،،،،،،الخ هنا في امريكا هم من الدول الاجنبية سواء عربية او اسيوية هم الان الذين يقودون المناصب الاكاديمية في جامعات مثل هارفارد و جونز هوبكنز، المهم ان المناصب المالية، و قراراتها، و رؤساء الاقسام و الجامعات هم من الاميركان المختارون مقدما ذوي التدريب الخاص.

اخيراً اول صدمة كانت لي هنا في امريكا هي ثاني يوم وصولي الى هنا عام 1991 اثناء حري الخليج بين العراق و تحالف امريكا و العالم، و طلبت من معاون مدير مكتب البريد ان يعينني في ارسال رسالة الى العراق، كان في الخمسينات من عمره و بلده في حرب مع العراق فسالني: اين يقع العراق ؟ هل هو في اوربا؟!!!!!!

ليست هناك تعليقات:

ظلم

سرعة الانفعال تشير إلى استجابة الأفراد بشكل سريع وعاطفي لمواقف معينة، مما قد يؤدي إلى ردود فعل غير محسوبة. إليك بعض النقاط المتع...