الخميس، 19 ديسمبر 2013

لم يكن علم النفس


لم يكن علم النفس يوماً وليد النهضة الأوربية كما يقال، ولم يكن على الإطلاق أحد إفرازات الحضارة الغربية، ولكن شاء الكثير من الباحثين في علم النفس أن يتركوا أو يتناسوا التاريخ والغور في معالم النفس البشرية ولربما مالوا كل الميل ولا نقول بانحيازهم كل الانحياز إلى ما كتب حديثاً وتسهلت طباعته وتيسر نشره، ولم تكن تهمهم تلك الجذور النفسية الموجودة في خضم الفكر القرآني والحضارة الإسلامية والتي تأصلت لتبني الإنسان الذي يستطيع معالجة أعتى وأشد أمراض الكهولة والشيخوخة وسن اليأس النفسية وبدوافع ذاتية دونما استخدام للحبوب المهدئة أو استسلام للعقاقير المحرّمة على الرغم من أنها قد تزرع السرور والحبور في النفس لفترات قصيرة. كما لم يكن يهمهم الرجوع إلى الجذور القرآنية التي تمثل أساس علم النفس الإسلامي منذ أيام النزول الأولى.


سنتحدث عن الاكتئاب فقط، إذ انه المرض المزمن لجميع أفراد البشرية ولربما في كافة مراحل حياتهم وليس بعضها، ولئن كان مرض الإيدز الذي أقام الدنيا وأقعدها يصيب بعضاً من البشرية فإن مرض الاكتئاب يشملها كلها وهو من الأصالة في النفس كأصالة النفس في البدن ووجودها.. ولا غرو إذا وجدنا الله جل وعلا خص في كتابه المجيد كل تلك العناية والعلاج للنفس الكئيبة.


الحقيقة إن تراجع علم النفس القرآني في كتابات وتفاسير الأولين لم يكن متأتياً من قصور في علم النفس ذاته أو علاجه بل كان لقصور في أقلام المفسرين وباعهم الذي غالباً ما يقتصر على الفهم اللغوي والسرد التاريخي للعلوم القرآنية من دون تحليل.

ليست هناك تعليقات:

نفسى

 فلنغير نظرة التشاؤم في أعيننا لما حل بنا من محن إلى نظرة حب وتفاؤل لما عاد علينا من فائدة وخير بعد مرورنا بهذه المحن. ما أحوجنا لمثل هذا ال...