الاثنين، 9 سبتمبر 2013

الدعوة الى الله

الدعوة إلى الله جل وعلا مهمّة عظيمة، وأن كلَّ من رغِب في الخير واستقام على الإسلام فإنه يروم أن يهديَ غيره؛ لأنّ في ذلك الفضل الجزيل، وفي ذلك العائدة العظمى عليه وعلى غيره, وأعظم عائدةٍ على المستقيم على الصراط أن يكون له مثل أجور من هداهم إلى الله جل وعلا, فقد ثبت في الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه، لا يَنْقص ذلك من أجورهم شيء، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزار من اتبعه لا ينقص من أوزارهم شيء» وقد قال عليه الصلاة والسلام لعلي حين بعثه إلى خيبر «فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم» يعني من الإبل الحمراء الغالية عند أهلها، فإن الدعوة إلى الله جل وعلا؛ وأن يهدي الله على يديك واحدا من الناس رجلا أو امرأة، صغيرا أو كبيرا فإن في ذلك الفضل العظيم عليك؛ ولأن تعطى كذا وكذا من الأموال الجزيلة في هذا الزمن ليس بأفضل لك من أن يُهدى على يديك رجل واحد، لكن كما نرى أن كثيرين يريدون أن يدعوا, كثيرين يريدون أن يهدوا الناس، لكن سبيلُ ذلك لا تكون ماثلةً أمام أعينهم، ربما جربوا تَجْرُبات ليست بالمستقيمة، ربما حاولوا محاولات لم تكن مؤصلة لم تكن عن تجربة، لم تكن عن استرشاد بمن جرّب فنجح، فلهذا تكون خطاهم متعثّرة، وهؤلاء ربما فعلوا أشياء ودعوا، وكان في دعوتهم من الخطأ ما حجز آخرين عن قبول الحق والهدى؛ لأن خطأ الداعية ليس كخطأ غيره، ولهذا أمر الله جل وعلا الأنبياء جميعا بالصبر وأن لا يستخفَّهم الذين لا يؤمنون، كما قال جل وعلا?فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ?[الروم:60]، ?فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ?[الأحقاف:35]، فإن الدعوة أساسُها الحكمة، أساسها الأناة،

ليست هناك تعليقات:

ظلم

سرعة الانفعال تشير إلى استجابة الأفراد بشكل سريع وعاطفي لمواقف معينة، مما قد يؤدي إلى ردود فعل غير محسوبة. إليك بعض النقاط المتع...