السبت، 7 سبتمبر 2013

عواطفنا

بقلبة يرى الانسان الروية الصحيحة والعين لا ترى جوهر الاشياء عواطفنا هية التى ترشدنا فى مواجة الازمات والمهام الجسيمة لدرجة لا ينفع معها عمل العقل
ان مشاعرنا فى الغالب توثر فى كل كبيرة وصغيرة  فيما يتعلق بتشكيل مصائرنا 
الحب  والمشاعر الرقيقة  تجعل الانسان فى حالة هدوءئ  وانسجام مع الاخرين  والتعاون الفعال 
العقل العاطفى يزود العقل المنطقى بالمعلومات ويقوم هو بتنقيتها وأضافة مدخلات لها أو الاعتراض عليها ومن ثم بنشا الفعل اى انهما مترابطان 
فالمشاعر ضرورية للتفكير والتفكير مهم للمشاعر

الفكرة الخامسة والأخيرة : كيف ينمو المخ

العقل المفكر نشأ من العقل الانفعالى المسئول عن الوظائف الخاصة بالجسم ومن هنا تتضح العلاقة بين الفكر والمشاعر
القشرة الجديدة فى مخ الانسان هى المسئولة عن ترجمة الرسائل العصبية التى تصل من الحواس وغياب القشرة المخية يلغى العاطفة ومنها مثلا عاطفة الامومة فالزواحف على سبيل المثال تختبىء منها اولادها حتى لا تأكلها الأم
وهى أيضا المسئولة عن التعبير عن العواطف والأحاسيس وتجعل أستجاباتنا للمؤثرات الخارجية مختلفة 
فمثلا الاسود تهرب من النار وتهابها اما الانسان فقد أستطاع أستخدام النار فى مصلحتة وطوع استخدامها


يتكون الدماغ من أجزاء مختلفة هي جذع الدماغ (Brain Stem)، 
والجهاز الحوفي (Limbic System)، ويتكون من الأميجدالا (Amygdala) 
وقرن آمون (Hippocampus)، والمخيخ (Cerebellum)، والمهاد (Thalamus)،
وتلافيف الدماغ (Cerebrum)، والقشرة الجديدة (Neocortex)،
والفص الأمامي (Frontal Loop)، أيضاً النخاع الشوكي (Reptilian Brain). 
ويعتبر فهم أجزاء الدماغ مهماً لنفهم الطريقة التي تعمل بها عواطفنا
في البداية يجب أن نعرف أنه يوجد لدينا في العقل الحوفي مركزان عقليان مستقلان (عاطفي و منطقي) يقومان معا في تناغم دقيق بتناظر نظاميهما المختلفين جدا في المعرفة بقيادة
حياتنا فالعاطفة تغذي وتزود عمليات العقل المنطقي بالمعلومات بينما يعمل العقل المنطقي 
على تنقية مدخلات العقل العاطفي وأحيانا يعترض عليها.

الانفجاريات العاطفية 

كثيراً ما نسمع ( لم أكن أعي ما افعل ) , ( وكأن شخص آخر كان يقوم بذالك , كان رد فعلي مفاجأ 
لم أتوقعه , لا أعرف لما فعلت ذلك ) هذه المبررات نسمعها بعد خروج شخص من نوبة عاطفية
قوية ( سواء غضب أو فرح )هذه النوبات العصبية, يعلن لحظتها ( المركز الحوفي للمخ ) حالة طوارئ, حيث تحدث النوبة بإثارة لحظات الانفعال السريعة (سواء كان المثير حقيقي أم لا ) قبل 
إعطاء القشرة الجديدة الفرصة لتدبر الأمر وتقرير هل هذا الانفعال طبيعي وفي مكانه أو خروج
عن المسار الطبيعي 
وهذه النوبة تلغي أي مجال للتفكير حيث لا يعي في تلك اللحظة الشخص ما يفعله, ثم بعد
مرور تلك النوبة يعي الشخص أن ما قام به لم يكن مبرر وأن الآمر لم يستحق ذلك الانفعال كله,
تلك اللحظة التي يسيطر فيها الشعور الانفعالي على العقل ويطلق العنان للأميجدالا حيث تقيس
شعورنا لهذا الحدث وتطرح أسئلة بدائية ( هل أحب هذا , هل أشعر بالخوف منه, هل هو مضر ) 
وهنا تعمل الأميجدالا كجهاز إنذار يرسل إشارات طوارئ تنبه الخلايا العصبية للاستعداد , ويحرك الأمجدالا قوتين في نفس الوقت قوة تحفز الأمجدالا وقوة تضعف عمل القشرة الجديدة التي تحافظ
على توازن الاستجابات الانفعالية أو تجندها لحسابها فتكون تابعة لها.

ويمكن أن نقول أن مفاتيح الذكاء العاطفي تشمل المجالات التالية 

1- أن يعرف الإنسان عواطفه لأن الوعي بالنفس والتعرف على الشعور الحقيقي وقت حدوثه هو حجر الأساس في الذكاء العاطفي .

2- إدارة العواطف وهي القدرة على ضبط الشعور وجعله ملائم, وتهدئة النفس, والتخلص من القلق الجامح , وذكر أن الذين لا يستطيعون التخلص من هذه المشاعر يعيشون في عراك دائم بين الذات وبين المشاعر السلبية مثل الكآبة والقلق وهذا يهدر الكثير من الطاقة الإيجابية ويحولها إلى طاقة سلبية مدمرة 

3- تحفيز الذات: أي توجيه العواطف في خدمة الهدف والتمتع بالمهارة العاطفية والفعالية وذلك بمنع أو تأجيل العواطف السلبية مثل إشباع رغبة ملحة لا تخدم الهدف أو الشعور بالأسى أو الغضب , وتركيز تدفق العواطف الإيجابية مثل الانغماس الممتع في العمل والرغبة في الإنجاز والتفاؤل
4- التعرف على عواطف الآخرين أو التقمص الوجداني : وهو المقدرة على الوعي بانفعالات الآخرين وشعورهم والقدرة على التقاط الإشارات الاجتماعية التي تدلنا على ما يجب عمله مع الغير.

5- توجيه العلاقات الإنسانية وهو مهارة تطويع عواطف الآخرين وهي المهارة الكامنة خلف التمتع بالشعبية والقيادة والفعالية والتأثير 
وكل هذه الأمور يمكن اكتسابها مع بذل المزيد من الجهد المناسب 


الذكاء العاطفي وأطفالنا 
يقول الكاتب أنه يجب تعليم الأطفال في المدارس الذكاء العاطفي لأنه من دون أن يكون لنا بصيرة عاطفية مدربة فلن تكون اختياراتنا المصيرية في الحياة صحيحة كاختيار شريك الحياة ونوع الدراسة أو الوظيفة المناسبة , كما أن للطفل مواهب فطرية إذا لم تستثمر وتنمى تخبو وتضيع .

الفروق الشخصية بين أصحاب معُامل الذكاء المرتفع وبين أصحاب الذكاء العاطفي المرتفع , واختلافها بين الرجل والمرأة

نجد أن الرجل ذو معامل الذكاء المرتفع المجرد لديه اهتمامات فكرية واسعة فهو طموح ومنتج وقادر على التنبؤ وعنيد لا يبعده عن اهتمامه أي قلق, انتقادي, حساس, كتوم وغير معبر وغير منحاز, كما أنه دمث وبارد عاطفياً .

الرجل ذو الذكاء العاطفي المرتفع 
متوازن اجتماعياً , صريح ومرح ولا يستغرق في القلق, ملتزم بالقضايا والعلاقات ويتحمل المسؤولية وتتسم حياته العاطفية بالثراء وهو راضي عن نفسه وعن مجتمعه .

النساء اللاتي يتمتعن بمعامل ذكاء مرتفع مجرد
لديهن الثقة في أفكارهن وطلاقة في التعبير عن هذه الأفكار 
يقدرن الأمور الذهنية ولديهن اهتمامات فكرية وجمالية 
يملن إلى التمعن في الأفكار و دوافعها وإلى القلق والتأمل والشعور بالذنب والتردد في التعبير عن غضبهن بصراحة ( ولكن يعبرن بشكل عير مباشر )

النساء الذكيات عاطفياً 
حاسمات ويعبرن عن مشاعرهن بشكل مباشرويثقن في مشاعرهن, اجتماعيات غير متحفظات, كما يستطعن التكيف مع الضغوط النفسية ويستطعن تكوين علاقات جديدة بسهولة ومن النادر أن يشعرن بالذنب أو القلق ولا يستغرقن في التأمل .

هذه الصور المعروضة قد يكون فيها شيء من المبالغة لأن الجميع يملك الذكائين بنسب ومتفاوتة لأن الإنسان إذا وصل إلى درجة من الذكاء المعرفي والذكاء العاطفي تندمج الصور معاً .
لكن إذا حللنا الذكائين بصورة تجريدية سوف نجد أن الذكاء العاطفي يتميز عن الذكاء المعرفي ( الأكاديمي ) بأنه يضيف إلينا الكثير من الصفات والمشاعر التي تجعلنا أكثر إنسانية 
والوعي بالذات ليس انتباها يؤدي إلى الانجراف
بالعواطف ، والمبالغة في رد الفعل ، وتضخيم ما ندركه حسيا ، بل هو طريقة محايدة تحافظ على تأمل الذات حتى في أثناء العواطف المتهيجة.
ثم ذكر مثال 
أن الكاتب »ويليام ستايرون William styron « حين كتب عن شعوره بالاكتئاب ،كان يصف شيئا مثل ملكة العقل ، وإحساسه كأنه مراقب أو طيف خيالي آخر ، أو نفس أخرى تراقب النفس ، ولا يشارك صاحبه الآخر ، ولكنه قادر في الوقت نفسه على مشاهدة هذه الذات في فضول هادئ وهي تصارع ازدواجها.

ثم بدا الكاتب يحاول ان يذكر ملخصات علماء النفس فذكر

والواقع أن مراقبة الذات إنها في أقل تقدير تقدم نفسها في صورة
ظاهرية وبسيطة ، وكأنها عائدة لتوها من خبرة ما... هي مجرى يوازي الوعي ،
أي ما بعد توزع الانتباه في مجرى الوعي الرئيسي ، أو بجانبه ،مدركة الحدث الجاري أكثر من انضمامها إلى هذه المشاعر ، وضياعها فيها. وهذا هو الفرق مثلا بين أن تكون غاضبا غضبا شديدا منشخص ما ، وأن تدرك بفكرك الذاتي التأملي قائلا: »أنا أشعر بالغضب.. «حتى وأنت في حالة هذا الغضب

وفي ضوء آليات الوعي بالخلايا العصبية ،
فإن هذا التحول في الذهن يشير افتراضا إلى أن مجموعة الدوائر في
القشرة الدماغية الجديدة ترصد الانفعال بنشاط كخطوة أولى تكسب بها
السيطرة على هذا الانفعال. هذا الوعي بالانفعال هو قدرة انفعالية مهمة
تُبنى على أساسها قدرات أخرى مثل السيطرة الذاتية على الانفعال.


وعلى الرغم من التمييز المنطقي بين أن نكون مدركين لمشاعرنا، وأن نعمل على تغييرها، نجد أن جون ماير العالم السيكولوجي بجامعة هامبشير، الذي وضع نظرية الذكاء الوجداني ، قد اكتشف أن الوعي بالمشاعر والقيام بالأفعال من أجل الأهداف العملية كلها عادة جنباً إلى جنب ويداً بيد.. ذلك لأن مجرد إدراكنا أن المزاج سيء، فهذا معناه الرغبة في التخلص منه والتعرف على الحالة النفسية شيء متميز عما نبذله من جهود حتى لا نقوم بفعل ما بدافع انفعالي.
واكتشف ماير أن الناس يميلون إلى اتباع أساليب متميزة للعناية بعواطفهم والتعامل معها:

الوعي بالنفس: 

إن أولئك البشر الذين يدركون حالتهم النفسية في أثناء معايشتها، عندهم بصورة متفهمة بعض الحنكة فيما يخص حياتهم الانفعالية.. ويمثل إدراكهم الواضح لانفعالاتهم أساساً لسماتهم الشخصية.. هم شخصيات استقلالية واثقة من إمكاناتها، ويتمتعون بصحة نفسية جيدة، ويميلون أيضاً إلى النظر للحياة نظرة إيجابية. وعندما يتكدر مزاجهم لا يجترونها ولا تستبد بأفكارهم، هم أيضاً قادرون على الخروج من مزاجهم السيء في أسرع وقت ممكن.. باختصار تساعدهم عقلانيتهم على إدارة عواطفهم وانفعالاتهم..

الغارقون بانفعالاتهم: 

هؤلاء الأشخاص هم من يشعرون غالباً بأنهم غارقون في انفعالاتهم، عاجزون عن الخروج منها، وكأن حالتهم النفسية قد تملكتهم تماماً. هم أيضاً متقلبو المزاج، غير مدركين تماماً لمشاعرهم إلى الدرجة التي يضيعون فيها ويتيهون عن أهدافهم إلى حد ما، ومن ثم فهم قليلاً ما يحاولون الهرب من حالتهم النفسية السيئة، كما يشعرون بعجزهم عن التحكم في حياتهم الوجداني ة.. إنهم أناس مغلوبون على أمرهم، فاقدو السيطرة على عواطفهم..

المتقبلون لمشاعرهم: 

هؤلاء على الرغم من وضوح رؤيتهم بالنسبة لمشاعرهم، فإنهم يميلون لتقبل حالتهم النفسية، دون محاولة تغييرها، ويبدو أن هناك مجموعتين من المتقبلين لمشاعرهم:
المجموعة الأولى: تشمل من هم عادة في حالة مزاجية جيدة، ومن ثم ليس لديهم دافع لتغييرها.. والمجموعة الثانية تشمل من لهم رؤية واضحة لحالتهم النفسية ومع ذلك حين يتعرضون لحالة نفسية سيئة، يتقبلونها كأمر واقع، ولا يفعلون أي شيء لتغييرها على الرغم من اكتئابهم. وهذا النموذج من المتقبلين يدخل في إطار المكتئبين الذين استكانوا لليأس.. 

العاطفيون........... واللأمبالون:

تصور أنك في لحظة ما كنت في طائرة متجهة من نيويورك إلى سان فرانسيسكو. كانت الرحلة سلسة هادئة ، ومع اقتراب الطائرة من جبال روكي ،«Rockies» سمعت صوت كابتن الطائرة عبر أجهزة الاتصال الداخلية يقول: »سيداتي سادتي ، أمامنا بعض الدوامات الجوية ، رجاء أن يعود كل منكم إلى مكانه مع ربط الأحزمة «. بعدها اصطدمت الطائرة بالدوامة الجوية اصطداما كان أصعب من قدرتك على تحملها. وأخذت الطائرة تتأرجح يمينا ويسارا ، وإلى أعلى وأسفل مثل كرة ماء تتقاذفها الأمواج.

والسؤال هنا: ماذا تفعل في مثل هذه الحالة؟ 
هل أنت هذا الشخص الذي يدفن رأسه في كتاب أو مجلة؟
أو تواصل مشاهدة الفيلم الذي يعرض في الطائرة بعيدا عن إثارة الحدث؟ 
أو ستأخذ كتيب حالة الطواري من أمامك ، وتستعرض خطوات التدابير الوقائية ، أو تشاهد ركاب الطائرة ،وقد أصابهم الفزع أو التوتر وهم يسمعون صوت محركات الطائرة ليعرفوا ،إذا كان الموقف مثيرا للقلق؟

من الطبيعي أن تحدث مثل هذه الاستجابات لكل منا بصورة طبيعية ،
وكل استجابة تدل على وضع الانتباه الذي تختاره عندما تمر بمثل هذه المحنة. كان هذا السيناريو في الطائرة المذكورة ، مادة بحث سيكولوجي

لتقييم رد الفعل عند مَنْ كانوا في حالة يقظة وحذر ، متنبه .تماما لكل التفاصيل المثيرة لهذا المأزق ، أو على العكس ، حاولوا التعامل مع تلك اللحظات ، بإلهاء أنفسهم بعيدا عنه. هذان الموقفان العاطفيان مندرجة الاهتمام بالخطر المحدق لهما نتائج مختلفة 

تكشف ردود الأفعال الانفعالية لكل فرد. فمن ينتبه بشدة في حالة التهديد بالخطر في مكان ما ، تؤدي به حالة الانتباه الشديدة إلى تضخم الحدث دون قصد ، خصوصا إذا كان انتباههم للحدث يصاحبه افتقارهم إلى القدرة على ضبط النفس.والنتيجة أن تظهر عواطف مثل هؤلاء الأشخاص أكثر حدة ، أما بالنسبة لمن يصرفون انتباههم عن الحدث ، ويلهون أنفسهم بعيدا عنه ، فإن ردود الأفعال
عندهم تكون أقل بشكل ملحوظ ، ومن ثم يكون اختبار حجم استجابتهم العاطفية في أدنى حد .كن ، بل ر بما يكون هذا الحد الأدنى موازيا لحجم الاستجابة نفسها ، وليس فقط لحجم اختبارها.فالحدود القصوى للانفعالات تعني أن تتغلب الانفعالات على بعض الناس في حين لا تكون ملحوظة إلا بالكاد فيما عداهم.

كما أن النساء عموما يشعرن بعواطف إيجابية وسلبية أقوى من الرجال
؛ إلا أنه وبصرف النظر عن الاختلافات بين الجنس ،. نجد أن
الحياة العاطفية أغنى كثيرا عند من يتمتعون بقوة الملاحظة... ذلك لأن
الحساسية العاطفية تعني عندهم ، حين يتعرضون لأقل إثارة ، انطلاق عنان
عاصفة من الانفعالات ، سواء كانت تلك العاصفة مبهجة أو كئيبة. بينما
الآخرون عند أقصى الطرف العاطفي الآخر ، يكادون لا يشعرون بشيء
على الإطلاق ، ولو حتى في ظل أقسى الظروف.

انسان بلا مشاعر

أثار »جاري « غيظ خطيبته »إلين «. على الرغم من أنه ذكي ثاقب الفكر ،وجراح ناجح ، لكنه كان باردا عاطفيا ، لا يستجيب لأي مشاعر أو لجميع أشكال التعبير عنها. وبينما يستطيع »جاري « أن يتألق حين يتحدث في العلم والفن ، كان حين يأتي لمجال المشاعر ، حتى بالنسبة لخطيبته »إلين «. يصمت تماما. وتحاول »إلين «. أن تنتزع منه قليلا من التعبير العاطفي لكنها تجده غير معبر على الإطلاق وكثير النسيان وعندما زار جاري « الطبيب المعالج تحت إصرار »إلين) 
قال للطبيب: »في الواقع أنا لا أعرف عن أي شيء أتحدث، وقد استطاع التعبير عن نفسه قائلا: إنه لا يعرف على الإطلاق مشاعر الغضب ، أو الحزن ، أوالفرح.أن هذا الجمود العاطفي ، يجعل »جاري «وأمثاله بلا »لون أو طعم ،« يثيرون ملل أي إنسان ، ولهذا السبب تصر زوجاتهم على علاجهم.ينو تمثل عواطف »جاري « الجامدة ما يسميه علماء النفس مرض »الألكسي ثا يميا)) يفتقرون للكلمات التي تعبر عن مشاعرهم ، ومن ثم يبدون كأنهم بلا مشاعر على الإطلاق ، على الرغم من أن هذا العجز يمكن أن يكون السبب في عدم قدرتهم على التعبير عن عاطفتهم أكثر من افتقارهم لهذه العاطفة الذين لم ينجح علاجهم بهذه الطريقة لأنهم بلا أي مشاعر أو خيالات ، وأحلامهم لا لون لها. إنهم ، باختصار ، بلا حياة عاطفية على
الإطلاق يتحدثون عنها. وتشمل الأعراض الإكلينيكية لهؤلاء المرضى بالعجز عن التعبير ، صعوبة وصف مشاعرهم ، أو مشاعر أي إنسان آخر ، وافتقارهم الشديد لأي مفردات عاطفية ، لأنهم لا يملكون منها سوى قدر محدود للغاية. بل أكثر من هذا ، هم يعانون أيضا مشكلة التمييز بين الانفعالات المختلفة ، مثل العاطفة ، والحس الجسدي ، لدرجة أنهم يقولون ، إن معداتهم تعاني من الاضطراب ، وخفقات قلوبهم تتسارع ، وإنهم يتصببون عرقا ،ويشعرون بالدوار ، لكنهم لا يعرفون أن ما يعانونه هو القلق
ومن النادر أن يبكي مريض »العجز عن التعبير عن المشاعر ،« لكنه إذا بكى تنهمر
دموعه بغزارة. وإذا سئلوا لماذا كل هذه الدموع شعروا بالارتباك

فمرضى »الأليكسي ثا يميا « ليسوا بلا مشاعر على الإطلاق ، بل يشعرون ، لكنهم غير قادرين على معرفة ماهية مشاعرهم على وجه التحديد ، خاصة أنهم عاجزون عن التعبير عنها بالكلمات. وعلى وجه الدقة ، تنقصهم المهارة الأساسية للذكاء العاطفي
وغالبا يقود هذا التشوش الأساسي الخاص بالمشاعر ، إلى الشكوى من مشاكل صحية غامضة ، بعد تعرضهم لتجربة عاطفية مؤ لمة ، وهي ظاهرة تعرف في علم النفس بالسوماتية

ما الذي يسبب حالة الأليكسي ثا يميا »العجز عن التعبير عن المشاعر 

يرى وجود انفصال بين الجهاز الحوفي للمخ والقشرة الجديدة ( Neocortex ) وخاصة مراكزها الخاصة بالكلام والتي
تتفق تماما مع ما نتعلمه حول »المخ الانفعالي « فالمرضى الذين أصيبوا بنوبات مرضية حادة ، وأجروا جراحات قطعت هذا الاتصال بين الجهازالطرفي للمخ والقشرة الجديدة ، بهدف تخفيف هذه الأعراض المرضية ،أصبحوا كما لاحظ الدكتور »سيفنيوس « بعد الجراحة مصابين ببرود عاطفي مثلهم مثل حالات مرضى العجز عن التعبير عن المشاعر لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم بالكلمات. وفجأة يجدون أنفسهم مجردين من دنيا الخيال ، على الرغم من استجابة دوائر المخ العصبية للمشاعر ، لكن قشرة المخ لا تستطيع أن تتعرف على هذه المشاعر ، وأن تعبر عنها لغويا
ولقد تحدث »هنري روث « في روايته «Call it sleep» عن هذه القدرة اللغوية
قائلا: » إذا استطعت أن تجد كلمات لما تشعر به ، فأنت نفسك .«
فى مدح المشاعر الدفينه
تعالوا بنا نأخذ مثالا: ذلك الورم الذي كان خلف جبهة مريض يدعى
أزيل بجراحة ناجحة تماما ، وبعد الجراحه، فقد طرأ تغير جذري على شخصيته ، فاليوم لا يستطيع»إليوت « شغل أي وظيفة بعد أن كان يوما ما محاميا ناجحا. كما هجرته
ومشكلته أمرا محيرا حقا. فقدرته الذهنية ظلت لامعة لكنه بات يضيع وقته بصورة مزعجة 
وبدا كأنه فقد كل الإحساس بالتميز. وإذا تعرض لتأنيب قاس ، لايهتم إطلاقا ، فُصل من الوظائف القانونية على التوالي وبعد عرضه على احد الاطباء كانت النتائج أظهرته كما لو
أنه شخص متمارض ، يهرب من أداء الواجب. وبعد عرضه على احد اطباء الاعصاب
فقد صدم عندما وجد أن هناك عنصرا مفقود في أداء »إليوت « الذهني. فعلى الرغم من عدم وجود أي خطأ في قدراته الذهنية أو ذاكرته أو درجة انتباهه أو أي كفاءة معرفية أخرى ، فإن »إليوت «كان بالفعل غير واع ، ويفتقد الدراية بمشاعره تجاه ما يحدث له. والأكثر
إثارة للدهشة ، أن »إليوت « استطاع أن يروي كل الأحداث المأساوية التي
مرت به في حياته ببرود شديد
وتوصل دكتور »داماسيو « إلى نتيجة تفيد بأن مصدر غياب الوعي
العاطفي عند »إليوت « هو إزالة جزء من فصوص المخ الأمامية في أثناء
الجراحة التي أجريت له لاستئصال الورم في المخ. نتج عن هذه الجراحة ،
قطع الروابط بين المراكز السفلية للمخ العاطفي ، وخاصة »الأميجدالا ،«
والدوائر العصبية المتصلة به ، وبين ملكات التفكير في القشرة الجديدة.
فماذا كانت النتيجة? أصبح تفكير »إليوت « مثل الكمبيوتر ، يستطيع أن
يجري حسابا حين اتخاذ أي قرار ، لكنه لا يستطيع تقييم الاحتمالات المختلفة.
أصبح كل اختيار له اختيارا محايدا. وتوصل »داماسيو « أيضا إلى أن التفكير
الخالي من العاطفة ، هو لب مشكلة »إليوت «، لأن وعيه المحدود جدا بمشاعره
نحو الأشياء ، جعل تفكيره ناقصا معوقا.
ولعل أحد الدروس المستفادة من عدم قدرة »إليوت « على اتخاذ أي
قرار ، هو أهمية دور الشعور الحاسم في اتخاذ القرارات الشخصية التي لا
تنتهي في حياة الإنسان. ومثل هذه القرارات لا
يمكن أن تتم بصورة جيدة من خلال العقلانية البحتة ، لأنها تتطلب شعورا
داخليا عميقا ، ونوعا من الحنكة العاطفية التي نكتسبها من خلال خبرات
الماضي. ذلك لأن المنطق الشكلي وحده لا يفيد كأساس لاتخاذ قرار حول
مَنْ أتزوج ، أو مَنْ يحظى بثقتي ، أو حتى أي وظيفة اشغلها

الغوص في أعماق اللاشعور

يوحي الفراغ العاطفي الذي عانى منه »إليوت « بوجود مجموعة متنوعة
من القدرات لدى البشر يمكنهم من الإحساس بانفعالاتهم لدى حدوثها.
و بمنطق علم الأعصاب فإنه إذا كان غياب الدورة العصبية يؤدي إلى عجز
في قدرة من هذه القدرات ، فإن القوة أو الضعف النسبي لهذه الدورة
العصبية عند مَنْ لهم »أمخاخ « سليمة ، يؤدي إلى مستويات .اثلة من القوة
والضعف لهذه القدرة. ويوحي مفهوم الدور الذي تقوم به الدوائر العصبية
الموجودة في مقدمة الفص الجبهي من المخ في ضبط الانفعالات ،
بأن بعضنا لأسباب خاصة بالجهاز العصبي يمكنه رصد الخوف أو الفرح الذي يشعر به
بسهولة أكثر من غيره ، وبالتالي يكون أكثر وعيا بذاته من الزاوية الانفعالية.
الاحتمالات
ور بما تكون موهبة الاستبطان السيكولوجي متوقفة على هذه الدوائر
العصبية نفسها ، لأن بعضنا أكثر استعدادا من غيره للاستجابة للأساليب
الرمزية الخاصة بالعقل العاطفي مثل: الاستعارة ، والتشبيه في قصائد
الشعر ، والأغاني والأساطير ، وجميعها تنبعث من لغة القلب. هذا أيضا ما
يحدث مع الأحلام والخرافات ، التي يؤدي فيها التداعي الحر للمعاني إلى
تدفق السرد الذي يحكمه منطق العقل العاطفيين ومن المؤكد أن مَنْ يتناغمون
تناغما طبيعيا مع صوت قلوبهم ، هم أكثر خبرة ومهارة في التعبير بكلمات
واضحة عن الرسائل المنبعثة من هذا الصوت ، سواء كانوا كتاب قصة ، أو
مؤلفي أغاني أو معالجين نفسي .. هذا التناغم الداخلي يجعلهم بالضرورة
أكثر موهبة في التعبير عن »حكمة اللاوعي «. تلك المعاني هي التي نحسها
في أحلامنا ، وخيالاتنا ، والرموز التي تجسد رغباتنا الدفينة.
ولا شك في أن الوعي بأنفسنا. إن »فرويد « هو العالم الذي رسم خريطة
ديناميات النفس الإنسانية الخفية. وقد أوضح أن حياتنا العاطفية في
معظمها ، حياة لاشعورية ، عبارة عن مشاعر تتحرك بداخلنا لا تتخطى
دائما عتبة الوعي
. وتأتي الدلائل التجريبية لهذه البديهية من خبرات تتعلق
بالانفعالات اللاشعورية ، كالنتائج الجديرة بالملاحظة من أن الناس يولعون
بأشياء معينة لا يدركون أنهم قد سبق لهم رؤيتها من قبل. ذلك لأن أي
عاطفة يمكن أن تكون بل غالبا ما تكون عاطفة في اللاشعور.

تحدث البدايات الفسيولوجية لانفعال ما ، قبل أن يعي الإنسان الشعور
ذاته. خذ مثلا مَنْ يخافون من الثعابين،. عندما تعرض عليهم صورتها ،
يكشف جهاز الإحساس على بشرتهم ، خروج حبات العرق علامة على القلق ،
على الرغم من قولهم إنهم لا يشعرون بالخوف. في هذه الحالة يبين العرق
قلق هؤلاء الأشخاص حتى لو وضعت أمامهم صورة الثعبان سريعا جدا
لدرجة عدم وجود أي فكرة شعورية عن هذا الذي رأوه بالفعل للتو. ومع
استمرار هذه الإثارات الانفعالية لما قبل الوعي تصبح قوية إلى حد كاف
للوعي بها
. وفي اللحظة التي يصل الانفعال فيها إلى منطقة الوعي ، هي
اللحظة التي يُسجل فيها هذا الانفعال من جانب القشرة الدماغية الأمامية.
والعواطف الجياشة التي تكمن تحت عتبة وعينا ، تؤثر تأثيرا قويا في
الكيفية التي ندرك بها هذه العواطف بإحساسنا ونتفاعل معها ، على الرغم
من عدم وجود أي فكرة لدينا عن جيشان هذه العاطفة بداخلنا.
ولنأخذ
مثلا: شخصا أزعجه لقاء وقح غير متوقع في ساعة مبكرة من النهار ، جعله
يعيش في حالة نكد لساعات عدة... نراه بعدها يتحدى كل مَنْ يقابله دون
قصد ، وسريع الغضب دون أسباب. وقد لا يكون منتبها لهذا التوتر المستمر ،
إلى أن يلفت نظره شخص ما لهذا التوتر فيشعر بالاندهاش. ذلك لأن
سلوكه هذا الذي كان منطلقا من خارج منطقة وعيه فرض عليه ردود
أفعاله الفظة. لكن بمجرد أن يدخل رد الفعل منطقة وعيه ، يُسجل في
قشرة المخ ، وعندئذ يمكنه تقييم الأمور من جديد ، ويقرر التخلص من
مشاعر ذلك الصباح ، وتغيير نظرته للأمور ومزاجه أيضا. وبهذه الطريقة
يكون الوعي العاطفي بالنفس هو الحجر البناء والجوهري التالي للذكاء
العاطفي القادر على التخلص من المزاج المعتل.

ليست هناك تعليقات:

ظلم

سرعة الانفعال تشير إلى استجابة الأفراد بشكل سريع وعاطفي لمواقف معينة، مما قد يؤدي إلى ردود فعل غير محسوبة. إليك بعض النقاط المتع...