الثلاثاء، 25 يونيو 2013

فرنسا والارهاب

إنَّ فرنسا بدون إفريقيا كانت متسولة بائسة؛ كما قال المعارض البوركيني لوران بادو، فهي التي سرَقت خيرات إفريقيا حقبة من الزمن، ولولا إفريقيا لصارت فرنسا واحدة من المتسوِّلات على رصيف الحضارة العالميَّة.

كذلك الثورة الفرنسيَّة ما هي إلاَّ ثورة القتل والتدمير والنهب، فما قيمة تلك الثورة وأخلاق ثورة فرنسا هي التي أضرَّت بسوريا والجزائر، والمغرب ومصر وإفريقيا كلِّها.

أنسيتُم ماذا فعلتُم أيها المُدَّعون للحضارة بدمشق أقدم مدينة مأهولة في التاريخ، يوم أحرَقتموها على رؤوس أبنائها؟ لقد كتَب مَلِككم "فرانسوا الأول" يومًا رسالة لأُمِّه يقول فيها: "لقد خَسِرنا كلَّ شيء إلاَّ الشرف".

اليوم سيَكتب التاريخ أنَّكم خَسِرتُم كلَّ شيء حتى الشرف، باستمراركم في تقييد حريَّات المسلمات القانتات في فرنسا، وما تحاولون اليوم ترويجَه - من خلال إقرار قانون في العقاب والتغريم - بمحاولة البرلمان الفرنسي لإقرار قانون يَحظر إنكار أنَّ القتل الجماعي للأرمن في ظلِّ الإمبراطورية العثمانية، كان إبادة جماعيَّة.

إنَّ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي - ولأنه من أشدِّ منتقدي مسعى تركيا للانضمام للاتحاد الأوروبي - يسعى في تشويه التاريخ سعيًا حثيثًا، ويُبلِغ "أنقرة" أنها إذا لَم تعترف بأنَّ قَتْل الأرمن - الذي جرى عام 1915 - كان إبادة جماعية، فإن فرنسا ستبحث جَعْلَ إنكار ذلك جريمة.

ولكن ساركوزي الذي فضَحته محطات دولته الماجنة والملطَّخة بدماء الجزائريين، نَسِي أنَّ فرنسا فعَلت الفظائع، وارتكبَت المجازر، ولا يستطيع أحد مواجهتها؛ لأنها دولة قوية، ولكنَّها للأسف استقْوَت بما سرَقت من بلاد إفريقيا حِقَبًا من الزمن.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Culture/0/37174/#ixzz2XC5bCUPW

ليست هناك تعليقات:

حوارات نفسية

المصرى: الجمعة، 2 أبريل 2010 كيف تحاور..؟ كيف تحاور..؟ -  أبريل 02, 2010   ليست هناك تعليقات:    إرسال بالبريد الإلكتروني كتابة مدونة حول ه...