الأحد، 28 أبريل 2013

الاسلام


بلوغه - صلى الله عليه وسلم - الذروة في مكارم الأخلاق : فقد جبله الله - عز وجل - على كريم الخلال ، وحميد الخصال ، فكان قبل النبوة أرقى قومه ، بل أرقى البشرية في زكاء نفسه ، وسلامة فطرته ، وحسن خلقه.
نشأ يتيماً شريفاً ، وشب فقيراً عفيفاً ، ثم تزوج محباً لزوجته مخلصاً لها.
لم يتولَّ هو ولا والده شيئاً من أعمال قريش في دينها ولا دنياها ، ولا كان يعبد عبادتهم ، ولا يحضر سامرهم ، ولا ندواتهم ، ولم يؤثر عنه قول ولا عمل يدل على حب الرياسة ، أو التطلع إليها.
كان يُعرفُ بالتزام الصدق ، والأمانة ، وعلو الآداب ؛ فبذلك كان له المقام الأرفع قبل النبوة ؛ حتى لقبوه بالأمين.
وعلى هذه الحال كان - صلى الله عليه وسلم - حتى بلغ أشده ، واستوى ، وكملت في جسده الطاهر ، ونفسه الزكية  جميع القوى ، لا طمع في مال ، ولا سمعة ، ولا تطلع إلى جاه ولا شهرة ، حتى أتاه الوحي من رب العالمين - كما سيأتي بيانه بعد قليل - .
5- كونه - صلى الله عليه وسلم - أميا لا يقرأ ولا يكتب : فهذا من أعظم المهيئات والدلائل على صدق نبوته ؛ فهذا الرجل الأمي الذي لم يقرأ كتابا ، ولم يكتب سطراً ، ولم يقل شعراً ، ولم يرتجل نثراً ، الناشىء في تلك الأمة الأمية - يأتي بدعوة عظيمة ، وبشريعة سماوية عادلة تستأصل الفوضى الاجتماعية ، وتكفل لمعتنقيها السعادة الإنسانية الأبدية ، وتعتقهم من رق العبودية لغير ربهم - جل وعلا - .
كل ذلك من مهيئات النبوة ، ومن دلائل صدقها.
ثانيا : نبذة عن نسبه ، وحياته:
هو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم ، بن عبدمناف ، بن قصي ، بن حكيم ، بن مرة ، بن كعب ، بن لؤي ، بن غالب ، بن فهر ، بن مالك ، بن النضر ، بن كنانة ، بن خزيمة ، بن مدركة ، بن إلياس ، بن مضر ، بن نزار ، بن معد ، بن عدنان ، وعدنان من العرب ، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم - عليه السلام - .
وأم النبي - صلى الله عليه وسلم - هي آمنة بنت وهب بن عبدمناف بن زهرة ، وزهرة أخو جد النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقد تزوج بها عبدالله والد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقام معها في بيت أهلها ثلاثة أيام ، فلم تلبث أن حملت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ولم تجد في حمله ثقلاً ، ولا وحماً كما هو شأن المحصنات الصحيحات الأجسام.
وقد رأت أمه رؤيا لما حملت به ، وقد مر ذكر الرؤيا في كلام سابق.
وقد ولدته أمه سوي الخلق ، جميل الصورة ، صحيح الجسم ، وكانت ولادته عام الفيل الموافق للحادي والسبعين بعد الخمسمائة للميلاد.
وقد توفي والده وهو حمل في بطن أمه ، فكفله جده عبدالمطلب ، وأرضعته أمه ثلاثة أيام ثم عهد جده بإرضاعه إلى امرأة يقال لها حليمة السعدية.
وكان من عادة العرب أن يسترضعوا لأولادهم في البوادي ؛ حيث تتوافر أسباب النشأة البدنية السليمة.
ولقد رأت حليمة السعدية من أمر هذا الرضيع عجباً ، ومن ذلك أنها أتت مع زوجها إلى مكة على أتان هزيلة بطيئة السير ، وفي طريق العودة من مكة ، وهي تضع الرضيع في حجرها كانت الأتان تعدو عَدْوَاً سريعا ، وتُخَلف وراءها كل الدواب ؛ مما جعل رفاق الطريق كلهم يتعجبون.
وتحدث حليمة بأن ثديها لم يكن يدر شيئاً من الحليب ، وأن طفلها الرضيع كان دائم البكاء من شدة الجوع ، فلما ألقمت الثدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - در غزيراً ، فأصبحت ترضعه وترضع طفلها حتى يشبعا.
وتحدث حليمة عن جدب أرض قومها ديار بني سعد ، فلما حظيت بشرف رضاعة هذا الطفل أنتجت أرضها ، وماشيتها ، وتَبَدَّلت حالها من بؤس وفقر ، إلى هناء ويسر.
وبعد سنتين عادت به حليمة إلى أمه وجده في مكة ، لكن حليمة ألحت على أمه أن توافق على بقائه عندها مرة ثانية ؛ لما رأت من بركته عليها ؛ فوافقت أمه آمنة ، فعادت حليمة بالطفل مرة أخرى إلى ديارها والفرحة تملأ قلبها.
وبعد سنتين عادت به حليمة إلى أمه ، وعمره آنذاك أربع سنوات ، فحضنته أمه إلى أن توفيت ، وكان له من العمر ست سنين ، فكفله جده عبدالمطلب سنتين ثم توفي  ، فأوصى به إلى ابنه أبا طالب عم النبي - صلى الله عليه وسلم - فحاطه بعنايته كما يحوط أهله وولده.
إلا أنه كان لفقره يعيش عيش الشظف ؛ فلم يتعود - صلى الله عليه وسلم - نعيم التنرف.
ولعل ذلك من عناية الله بهذا النبي الكريم.
وكان - صلى الله عليه وسلم - قد ألف رعي الغنم مع إخوانه من الرضاع لما كان في بادية بني سعد ، فصار يرعى الغنم لأهل مكة ؛ فيوفر على عمه أبي طالب بما يأخذه على ذلك من الأجر.
ثم سافر مع عمه أبي طالب في تجارة إلى الشام ، وله من العمر اثنتا عشرة سنة ، وشهران ، وعشرة أيام ، وهناك رآه بحيرا الراهب ، وبشر به عمه أبا طالب ، وحذره من اليهود عليه بعد أن رأى خاتم النبوة بين كتفيه.
ثم إنه سافر مرة أخرى مُتَّجراَ بمالٍ لخديجة بنت خويلد ، فأعطته أفضل مما كانت تعطي غيره ؛ إذ جاءت تلك التجارة بأرباح مضاعفة ، بل جاءت بسعادة الدنيا والآخرة.
وكانت خديجة هذه أعقل وأكمل امرأة في قريش ، حتى كانت تدعى في الجاهلية : الطاهرة ؛ لما لها من الصيانة ، والعفة ، والفضائل الظاهرة.
ولما حدثها غلامها ميسرة بما رأى من النبي - صلى الله عليه وسلم - في رحلته معه إلى الشام ، من الأخلاق العالية ، والفضائل السامية ، وما قاله بحيرا الراهب لعمه أبي طالب في رحلته الأولى إلى الشام - تعلقت رغبتها به ، وبأن تتخذه زوجا لها، وكانت قد تزوجت من قبل ، وتوفي عنها زوجها ؛ فتم ذلك الزواج الميمون ، وكان عمره آنذاك خمسة وعشرين سنة ، وعمرها قريباً من أربعين سنة.
ولم يتزوج عليها طيلة حياتها ، ولا أحب مثلها ، وتوفيت بعد البعثة النبوية بعشر سنين ، فكان كثيرًا ما يذكرها ، ويتصدق عنها ، ويهدي لصاحباتها ، وهي الزوجة التي رزق منها جميع أبنائه عدا إبراهيم فإنه من زوجته ماريا القبطية.
هذه بعض أخباره وسيرته قبل النبوة ، وبدء الوحي على سبيل الإجمال.
ثالثا : بدء الوحي :
بلغ النبي -صلى الله عليه وسلم - أشده وقَرُب من الأربعين ، واكتملت قواه العقلية والبدنية ، وكان أول ما بدأ به من  الوحي الرؤيا الصالحة ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح واضحة كما رآها في منامه.
ثم بعد ذلك حُبِبَ إليه الخلاء ، فكان يخلو بنفسه في غار حراء في مكة ، فيتعبد الله الليالي ذوات العدد ، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود بالطعام والشراب ، حتى جاءه الحق ، وهو على هذا الشأن بنزول القرآن عليه في شهر رمضان ، وذلك بأن تمثل له المَلَكُ جبريل ، ولقنه عن ربه أول ما نزل من القرآن ، فقال: {اقرأ} فقال ((ما أنا بقارىء)) فقال له : {اقرأ} فقال : ((ما أنا بقارىء)) فقال : {اقرأ} فقال : ((ما أنا بقارىء)) وكان جبريل بعد كل جواب من الأجوبة الثلاثة يضمه على صدره  ، ويعصره حتى يبلغ منه الجهد.
ولما تركه جبريل في المرة الثالثة ألقى عليه أول آيات أنزلت من القرآن ، وهي: { اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم }
بهذه الآيات العظيمة التي تأمر بالعلم ، وتبين بداية خلق الإنسان - بدأ نزول الوحي على النبي - صلى الله عليه وسلم - فرجع النبي إلى خديجة - يرجف فؤاده ، ولكنه حفظ رشاده ، فقال : (( زملوني ، زملوني )) يعني لففوني بالثياب ، ففعلوا ، حتى إذا ذهب عنه الروع أخبر خديجة الخبر وقال : (( لقد خشيت على نفسي ))
فقالت خديجة - رضي الله عنها - : ((كلا والله لا يخزيك الله أبدا ؛ إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقوي الضعيف ، وتعين على نوائب الحق))
وهكذا استدلت هذه المرأة العاقلة على أن من كان هذا شأنه في محبة الخير للناس فلن يخذله الله ؛ فسنة الله تقتضي بأن الجزاء من جنس العمل.
ثم انطلقت بعد ذلك خديجة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أتت ابن عمها ورقة بن نوفل ، وكان قد تنصر في الجاهلية ، ويكتب الإنجيل بالعبرانية ، وكان شيخاً كبيراً قد عمي ، فقالت خديجة له: اسمع من محمد ما يقول ، فقال ورقة يا ابن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره - صلى الله عليه وسلم - خبر ما رأى ، فقال ورقة : هذا الناموس الذي أنزل على موسى ، ياليتني فيها جذعاً ، أي شاباً ، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك.
فقال له الرسول - صلى الله عليه وسلم - : (( أو مخرجي هم ؟)) قال : نعم ؛ لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي ، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ، ثم توفي ورقة ، وفتر الوحي.
واستمرت فترة الوحي ثلاث سنين ، قوي فيها استعداد النبي ، واشتد شوقه وحنينه.
قال - صلى الله عليه وسلم - : (( بينما أنا أمشي سمعت صوتا من السماء ، فرفعت بصري ، فإذا الملك الذي جاءني في حراء)).
وذكر أنه رعب منه ، ولكن ذلك دون الرعبة الأولى ، فرجع إلى أهله فتزمل ، وتدثر ( أي تغطى بالثياب).
ثم أنزل الله عليه قوله - تعالى - : {  يا أيها المدثر ، قم فأنذر ، وربك فكبر ، وثيابك فطهر ، والرجز فاهجر }
أي قم يا أيها الذي تدثر بثيابه ، فأنذر الناس بالقرآن ، وبلغهم دعوة الله ، وطهر ثيابك من أدران الشرك ، واهجر الأصنام.
ثم حمي الوحي بعد ذلك ، وتتابع ، وبلَّغ - صلى الله عليه وسلم - دعوة ربه ، حيث أمره وأوحى إليه بأن يدعو الناس إلى عباده وحده ، وإلى دين الإسلام الذي ارتضاه الله ، وختم به الأديان ؛ فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة ، والموعظة الحسنة ، والمجادلة بالتي هي أحسن.
فاستجاب له أو من استجاب له خديجة من النساء ، وأبو بكر الصديق من الرجال ، وعلى بن أبي طالب من الصبيان ، ثم توالى دخول الناس في دين الله ، فاشتد عليه أذى المشركين ، وأخرجوه من مكة ، وآذوا أصحابه أشد الأذى ، فهاجر إلى المدينة ، وتتابع عليه نزول الوحي ، واستمر في دعوته ، وجهاده ، وفتوحاته ، حتى عاد إلى مكة ظافراً فاتحاً .
وبعد ذلك أكمل الله له الدين وأقر عينه بعز الإسلام وظهور المسلمين ، ثم توفاه الله وعمره ثلاث وستون سنة ، أربعون منها قبل النبوة ، وثلاث وعشرون نبياً رسولاً.
وبه ختم الله الرسالات السماوية ، وأوجب طاعته على الجن والإنس ؛ فمن أطاعه سعد في الدنيا  ، ودخل الجنة في الآخرة ، ومن عصاه شقي في الدنيا ، ودخل النار في الآخرة.
وبعدما توفاه الله - عز وجل - تابع أصحابه مسيرته ، وبلغوا دعوته ، وفتحوا البلدان بالإسلام ، ونشروا الدين الحق حتى بلغ ما بلغ الليل والنهار.
ودينه - عليه الصلاة والسلام - باق إلى يوم  القيامة ؛ فما القول في أمي نشأ بين أميين ، قام بذلك الإصلاح الذي تغير به تاريخ البشر أجمعين ، في الشرائع ، والسياسات ، وسائر أمور الدنيا والدين؟ وامتد مع لغته في قرن واحد من الحجاز إلى آخر حدود أوربا وأفريقيا من الغرب ، و إلى حدود الصين من جهة الشرق حتى خضعت له الأمم ، ودالت له الدول ، وأقبلت إليه الأرواح قبل الأشباح ، وكانت تتبعه في كل فتوحه الحضارة والمدنية ، والعدل والرحمة ، والعلوم العقلية والكونية على أيدي تلك الأمة الحديثة العهد بالأمية ، التي زكاها القرآن ، وعلمها أن إصلاح الإنسان يتبعه إصلاح الأكوان ؛ فهل يمكن أن يكون  هذا إلا بوحي من لدن حكيم عليم ، وتأييد سماوي من الإله العزيز القدير الرحيم؟
رابعا: من أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - :
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أكرم الخلق أخلاقا ، وأعلاهم فضائلَ وآداباَ ، امتاز بذلك في الجاهلية قبل عهد النبوة ؛ فكيف بأخلاقه بعد النبوة وقد خاطبه ربه - تبارك وتعالى - بقوله : له {  وإنك لعلى خلق عظيم } .
لقد أدبه ربه ، فأحسن تأديبه ، ورباه فأحسن تربيته ، فكان خلقه القرآن الكريم ، يتأدب به ، ويؤدب الناس به ، فمن أخلاقه - صلى الله عليه وسلم - أنه كان أحلم الناس ، وأعدلهم ، وأعفهم ، وأسخاهم.
وكان يخصف النعل ، ويرقع الثوب ، ويعين أهله في المنزل ، ويقطع اللحم معهن .
وكان أشد الناس حياءً ، لا يثبت بصره في وجه أحد.
وكان يجيب الدعوة من أي أحد ، ويقبل الهدية ولو قَلَّت ، ويكافىء عليها.
وكان يغضب لربه ، ولا يغضب لنفسه ، وكان يجوع أحياناً فيعصب الحج على بطنه من الجوع ، ومرة يأكل ما حضر ، ولا يرد ما وجد ، ولا يعيب طعاماً قط ، إن وجد تمراً أكله ، وإن وجد شواء أكله ، وإن وجد خبز بر أو شعير أكله ، وإن وجد حلوا أو عسلا أكله ، وإن وجد لبنا دون خبز اكتفى به ، وإن وجد بطيخاً أو رطباً أكله.
وكان يعود المرضى ، ويشهد الجنائز ، ويمشي وحده بين أعدائه بلا حارس.
وكان أشد الناس تواضعا ، وأسكنهم من غير كبر ، وأبلغهم من غير تطويل ، وأحسنهم بشراً ، لا يهوله شيء من أمور الدنيا.
وكان يلبس ما وجد ، فمرة شملة ، ومرة جبة صوف ، فما وجد من المباح لبس.
يركب ما أمكنه ، مرة فرساً ، ومرة بعيراً ، ومرة بغلة شهباء، و مرة حماراً ، أو يمشي راجلاً حافياً.
يجالس الفقراء ، ويؤاكل المساكين ، و يكرم أهل الفضل في أخلاقهم ، ويتألف أهل الشرف في البر لهم ، ويصل ذوي الرحم من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم.
لا يجفو على أحد ، يقبل معذرة المعتذر إليه ، يمزح ولا يقول إلا حقاً ، يضحك من غير قهقهة ، يسابق أهله ، ترفع الأصوات عليه فيصبر.
وكان لا يمضي عليه وقت في غير عمل لله - تعالى - أو فيما لابد له منه من صلاح نفسه.
لا يحتقر مسكيناً لفقره وزمانته ، ولا يهاب ملكاً لملكه ، يدعو هذا وهذا إلى الله دعاء مستوياً ، قد جمع الله له السيرة الفاضلة ، والسياسة التامة وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب.
نشأ في بلاد الفقر والصحارى في فقره ، وفي رعاية الغنم يتيما لا أب له ، فعلمه الله - تعالى - جميع محاسن الأخلاق والطرق الحميدة ، وأخبار الأولين والآخرين ، وما فيه النجاة والفوز في الآخرة ، والغبطة والخلاص في الدنيا.
ما كان يأتيه أحد إلا قام معه في حاجته ، ولم يكن فظَّاً ، ولا غليظاً ، ولا صخاباً في الأسواق ، وما كان يجزي السيئة بالسيئة ، ولكن يعفو ويصفح.
وكان من خلقه أن يبدأ من لقيه بالسلام ، ومن قادمه لحاجة صابره حتى يكون القادم هو المنصرف.
وما أخذ أحد بيده فيرسل يده حتى يرسلها الآخر.
وكان إذا لقي أحداً من أصحابه بدأه بالمصافحة ، ثم أخذ بيده فشابكه ، ثم شد قبضته عليه.
وكان أكثر جلوسه أن ينصب ساقيه جميعا ، ويمسك بيديه عليهما ، ولم يكن يعرف مجلسه من مجلس أصحابه ؛ لأنه كان يجلس حيث انتهى به المجلس.
وما رؤي قط ماداً رجليه بين أصحابه ؛ حتى لا يضيق بهما على أحد إلا أن يكون المجلس واسعاً لا ضيق فيه.
وكان يكرم من يدخل عليه حتى ربما بسط ثوبه لمن ليس بينه وبينه قرابة يجلسه عليه.
وكان يؤثر الداخل عليه بالوسادة التي تحته ، فإن أبى أن يقبلها عزم عليه حتى يفعل.
وما استصفاه أحد إلا ظن أنه أكرم الناس عليه ، وكان يعطي من جلس إليه نصيبه من وجهه ، وسمعه ، وحديثه ، ولطيف محاسنه ، وتوجيهه.
ومجلسه مع ذلك مجلس حياء ، وتواضع ، وأمانة.
وكان يدعو أصحابه بكناهم ، إكراماً لهم ، واستمالة لقلوبهم ، وكان يكني من لم تكن له كنيه ، وكان يكني النساء اللاتي لهن أولاد ، واللاتي لم يلدن يبتدىء لهن الكنى ، وكان يكني الصبيان فيستلين قلوبهم.
وكان أبعد الناس غضباً ، وأسرعهم رضاً ، وكان أرأف الناس بالناس ، وخير الناس للناس ، وأنفع الناس للناس.
وكان يحب اليسر ، ويكره العسر ، و لا يشافه أحداً بما يكره.
ومن رآه بديهة هابه ، ومن خالطه معرفة أحبه.
هذه بعض أخلاقه وشمائله - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد أن تبين لك أيها القارىء الكريم شيء من سيرة النبي ، ودعوته ، وأخلاقه ، إليك هذه الصفحات التي تعرفك بالإسلام الذي جاء به - صلى الله عليه وسلم-.
شهادة فيلسوف نصراني على صدق رسالة النبي e
كل عاقل منصف لا يسعه إلا التصديق برسالة النبي صلى الله عليه وسلم ذلك أن الأمارات الكثيرة شاهدة ناطقة.
ولا ريب أن شهادة المخالف لها مكانتها؛ فالفضل-كما قيل-ما شهدت به الأعداء.
وفيما يلي شهادة للفيلسوف الإنجليزي الشهير "توماس كارليل" حيث قال في كتابه (الأبطال) كلاما طويلا عن النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب به قومه النصارى، ومن ذلك قوله:(( لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد متحدث هذا العصر أن يصغي إلى ما يقال من أن دين الإسلام كذب، وأن محمداً خدّاع مزوِّر.
وإن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة، فإن الرسالة التي أداها ذلك الرسول مازالت السراج المنير مدة اثني عشر قرناً لنحو مائتي مليون من الناس، أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التي عاش بها ومات عليها هذه الملايين الفائقة الحصر والإحصاء أكذوبةٌ وخدعة؟! 
أما أنا فلا أستطيع أن أرى هذا الرأي أبداً، ولو أن الكذب، والغش يروجان عند خلق الله هذا الرواج، ويصادفان منهم مثل هذه القبول، فما الناس إلا بُلْهٌ مجانين، فوا أسفا! ما أسوأ هذا الزعم، وما أضعف أهله، وأحقهم بالرثاء والرحمة.
وبعد، فعلى من أراد أم يبلغ منزلة ما في علوم الكائنات أن لا يصدّق شيئا البتة من أقوال أولئك السفهاء؛ فإنها نتائج جيل كفر، وعصر جحود وإلحاد، وهي دليل على خبث القلوب، وفساد الضمائر، وموت الأرواح في حياة الأبدان.
ولعل العالم لم ير قط رأياً أكفر من هذا وألأم، وهل رأيتم قط معشر الإخوان، أن رجلاً كاذباً يستطيع أن يوجد ديناً؟ وينشرها علناً؟
والله إن الرجل الكاذب لا يقدر أن يبني بيتاً من الطوب، فهو إذا لم يكن عليماً بخصائص الجير، والجص، والتراب، وما شاكل ذلك- فما ذلك الذي يبنيه ببيت، وإنما هو تل من الأنفاق، وكثيب من أخلاط المواد، نعم، وليس جديرا أن يبقى على دعائمه اثني عشر قرناً يسكنه مائتا مليون من الأنفس، ولكنه جدير أن تنهار أركانه، فينهدم؛ فكأنه لم يكن)) 
إلى أن قال:(( وعلى ذلك فلسنا نعد محمداً هذا قط رجلاً كاذباً متصنعاً، يتذرع بالحيل، والوسائل إلى بغيته، ويطمح إلى درجة ملك أو سلطان، أو إلى ذلك من الحقائر.
وما الرسالة التي أداها إلا حق صراح، وما كلمته إلا قول صادق، صادر من العالم المجهول. 
كلا، ما محمد بالكاذب، ولا المُلفِّق، وإنما هو قطعة من الحياة قد تفطر عنها قلب الطبيعة؛ فإذا هي شهاب قد أضاء العالم أجمع، ذلك أمر الله، و((ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم)).
وهذه حقيقة تدفع كل باطل، وتدحض حجة القوم الكافرين.
ثم لا ننسى شيئا آخر، وهو أنه لم يتلق دروساً على أستاذ أبداً، وكانت صناعة الخط حديثة العهد إذ ذاك في بلاد العرب-وعجيب وأيم الله أمية العرب- ولم يقتبس محمد من نور أي إنسان آخر، ولم يغترف من مناهل غيره، ولم يكن إلا كجميع أشباهه من الأنبياء والعظماء، أولئك الذين أشبِّههم بالمصابيح الهادية في ظلمات الدهور.
وقد رأيناه طول حياته راسخ المبدإ، صادق العزم بعيداً، كريماً، برا، رؤوفاً، تقيا، فاضلاً، حراً، رجلاً، شديد الجد، مخلصاً، وهو مع ذلك سهل الجانب، ليِّن العريكة، جم البشر والطلاقة، حميد العشرة، حلو الإيناس، بل ربما مازح وداعب، وكان على العموم تضيء وجهه ابتسامةٌ مشرقة من فؤاد صادق؛ لأن من الناس من تكون ابتسامته كاذبة ككذب أعماله وأقواله))
إلى أن قال:(( كان عادلاً، صادق النية، كان ذكي اللب، شهم الفؤاد، لوذعيا كأنما بين جنبيه مصابيح كل ليلٍ بهيم، ممتلئا نوراً، رجلاً عظيماً بفطرته، لم تثقفه مدرسة، ولا هذبه معلم، وهو غني عن ذلك.
ويزعم المتعصبون من النصارى، والملحدين أن محمداً لم يكن يريد بقيامه إلا الشهرة الشخصية، ومفاخر الجاه والسلطان.
كلا -وأيم الله- لقد كان في فؤاد ذلك الرجل ابن القفار والفلوات، المتوقد المقلتين، العظيم النفس، المملوء رحمة وخيراً وحكمة، وحِجَى-أفكار غير الطمع الدنيوي، ونوايا خلاف طلب السلطة والجاه، وكيف لا، وتلك نفس صامتهٌ كبيرة، ورجل من الذين لا يمكنهم إلا أن يكون مخلصين جادين؛ فبينما ترى آخرين يرضون الاصطلاحات الكاذبة، ويسيرون طبق الاعتبارات الباطلة إذ ترى محمداً لم يرض أن يتلفع بمألوف الأكاذيب، ويتوشح بمبتدع الأباطيل.
لقد كان منفرداً بنفسه العظيمة، وبحقائق الأمور والكائنات، لقد كان سر الوجود يسطع لعينيه-كما قلت- بأهواله، ومخاوفه، وروانقه، ومباهره، ولم يكن هناك من الأباطيل ما يحجب ذلك عنه، فكان لسان حال ذلك السر الهائل يناجيه: ها أنا ذا، فمثل هذا الإخلاص لا يخلو من معنى إلهي مقدس، وما كلمة مثل هذا الرجل إلا صوت خارج من صميم قلب الطبيعة، فإذا تكلم فكل الآذان برغمها صاغية، وكل القلوب واعية، وكل كلام ماعدا ذلك هباء، وكل قول جفاء))
إلى أن قال:((إذا فلنضرب صفحاً عن مذهب الجائرين أن محمداً كاذب، ونعد موافقتهم عاراً، وسبة، وسخافة، وحمقاً؛ فلنربأ بأنفسنا عنه))
إلى أن قال:(( وإن ديناً آمن به أولئك العرب الوثنيون، وأمسكوه بقلوبهم النارية لجدير أن يكون حقا، وجدير أن يصدق به. 
وإنما أودع هذا الدين من القواعد هو الشيء الوحيد الذي للإنسان أن يؤمن به.
وهذا الشيء هو روح جميع الأديان، وروح تلبس أثواباً مختلفة، وأثواباً متعددة، وهي في الحقيقة شيء واحد، وباتباع هذه الروح يصبح الإنسان إماماً كبيراً لهذا المعبد الأكبر-الكون- جارياً على قواعد الخالق، تابعا لقوانينه، لا مجادلاً عبثاً أن يقاومها ويدافعها.
لقد جاء الإسلام على تلك الملل الكاذبة، والنحل الباطلة، فابتلعها، وحق له أن يبتلعها ؛ لأنه حقيقة خارجة من قلب الطبيعة، وما كان يظهر الإسلام حتى احترقت فيه وثنيات العرب، وجدليات النصرانية، وكل ما لم يكن بحق؛ فإنها حطب ميت، أكلته نار الإسلام، والنار لم تذهب))
إلى أن قال:(( أيزعم الأفاكون الجهلة أنه مشعوذ ومحتال؟
كلا، ثم كلا، ما كان قط ذلك القلب المحتدم الجائش كأنه تنور فكر يضور ويتأجج-ليكون قلب محتال ومشعوذ، لقد كانت حياته في نظره حقاً، وهذا الكون حقيقة رائعة كبيرة)).
إلى أن قال:(( مثل هذه الأقوال، وهذه الأفعال ترينا في محمد أخ الإنسانية الرحيم، أخانا جميعاً الرؤوف الشفيق، وابن أمنا الأولى، وأبينا الأول.
وإنني لأحب محمدا لبرائة طبعه من الرياء والتصنع، ولقد كان ابن القفار رجلاً مستقل الرأي، لا يقول إلا عن نفسه، ولا يدّعي ما ليس فيه، ولم يك متكبراً، ولكنه لم يكن ذليلاً ضرعاً، يخاطب بقوله الحرِّ المبينِ قياصرةَ الرومِ وأكاسرةَ العجمِ، يرشدهم إلى ما يجب عليهم لهذه الحياة، وللحياة الآخرة، وكان يعرف لنفسه قدرها، ولم تخل الحروب الشديدة التي وقعت له مع الأعراب من مشاهد قوة ولكنها كذلك لم تخل من دلائل رحمة وكرم وغفران، وكان محمد لا يعتذر من الأول، ولا يفتخر بالثانية))
إلى أن قال: (( وما كان محمد بعابث قط، ولا شَابَ شيئاً من قوله شائبةُ لعب ولهو ، بل كان الأمر عنده أمر خسران وفلاح، ومسألة فناء وبقاء، ولم يك منه بإزائها إلا الإخلاص الشديد، والجد المرير.
فأما التلاعب بالأقوال، والقضايا المنطقية، والعبث بالحقائق، -فما كان من شأنه قط، وذلك عندي أفظع الجرائم؛ إذ ليس هو إلا رقدة القلب، ووسن العين عن الحق، وعيشة المرء في مظاهر كاذبة.
وفي الإسلام خلة أراها من أشرف الخلال وأجلها، وهي التسوية بين الناس ، وهذا يدل على أصدق النظر وأصوب الرأي؛ فنفس المؤمن رابطة بجميع دول الأرض، والناس في الإسلام سواء))
إلى أن قال:(( وسع نوره الأنحاء، وعم ضوؤه الأرجاء، وعقد شعاعه الشمال بالجنوب، والمشرق بالمغرب، وما هو إلا قرن بعد هذا الحادث حتى أصبح لدولة العرب رجل في الهند، ورجل في الأندلس، وأشرقت دولة الإسلام حقباً عديدة، ودهوراً مديدة بنور الفضل والنبل، والمروءة، والباس، والنجدة ورونق الحق والهدى على نصف المعمورة))

من خصائص دين الإسلام

الإسلام دين الفطرة ، ودين السلام والأمان ، والبشرية لن تجد الراحة ، ولن تحقق السعادة إلا بالأخذ بالإسلام ، وتطبيقه في شتى الشؤون.
ومما يؤكد عظمة دين الإسلام ، ما يتميز به من خصائص لا توجد في غيره من المذاهب والأديان.
ومن تلك الخصائص التي تثبت تميز الإسلام ، ومدى حاجة الناس إليه ما يلي:
1- أنه جاء من عند الله : والله - عز وجل - أعلم بما يصلح عباده، قال - تعالى - : { ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير }
2- أنه يبين بداية الإنسان ، ونهايته ، والغاية التي خلق من أجلها.
قال - تعالى - : { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا ونساءً}
وقال : { منها خلقناكم ومنها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى }
وقال : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }
3- أنه دين الفطرة :  فلا يتنافى معها قال - تعالى -: { فطرة الله التي فطر الناس عليها }.
4- أنه يعتني بالعقل ويأمر بالتفكر: ويذم الجهل ، والتقليد الأعمى ، والغفلة عن التفكير السليم ، قال - تعالى - : { قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب } .
وقال: { إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض } .
5- الإسلام عقيدة وشريعة : فهو كامل في عقيدته وشرائعه ؛ فليس ديناً فكرياً فحسب ، أو خاطرة تمر بالذهن ، بل هو كامل في كل شيء ، مشتمل على العقائد الصحيحة ، والمعاملات الحكيمة ، والأخلاق الجميلة ، والسلوك المنضبط ؛ فهو دين فرد وجماعة ، ودين آخرة وأولى.
6- أنه يعتني بالعواطف الإنسانية : ويوجهها الوجهة الصحيحة التي تجعلها أداة خير وتعمير.
7- أنه دين العدل : سواء مع العدو ، أو الصديق ، أو القريب ، أو البعيد.
قال تعالى: { إن الله يأمر بالعدل } ، وقال: { وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى} ، وقال : { ولا يجرمنكم شنئآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى }
8- الإسلام دين الأخوة الصادقة فالمسلمون إخوة في الدين ، لا تفرقهم البلاد ، ولا الجنس ، ولا اللون ، فلا طبقية في الإسلام ، ولا عنصرية ، ولا عصبية لجنس أو لون أو عرق ، ومعيار التفاضل في الإسلام إنما يكون بالتقوى.
9- الإسلام دين العلم : فالعلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ، والعلم يرفع صاحبه إلى أعلى الدرجات ، قال - تعالى - : { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } .
10- أن الله تكفل لمن أخذ بالإسلام وطبقه بالسعادة ، والعزة ، والنصرة فرداً كان أم جماعة : قال - تعالى - : { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ، ولبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئاً }
وقال: { من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون }.
11- في الإسلام حل لجميع المشكلات : لاشتمال شريعته و أصولها على أحكام ما لا يتناهى من الوقائع.
12- أن شريعته أحكم ما تساس به الأمم : وأصلح ما يقضى به عند التباس المصالح ، أو التنازع في الحقوق.
13- الإسلام دين صالح لكل زمان ومكان ، وأمة وحال ، بل لا تصلح الدنيا بغيره : ولهذا كلما تقدمت العصور ، وترقت الأمم ظهر برهان جديد على صحة الإسلام ، ورفعة شأنه.
14- الإسلام دين المحبة ، والاجتماع ، والألفة ، والرحمة : قال النبي e : ((مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر )) 
وقال : ((الراحمون يرحمهم الرحمن ؛ ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )) .
15- الإسلام دين الحزم والجد والعمل : قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، واحرص على ما ينفعك ولا تعجز. وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا لكان كذا ، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل)).
16- الإسلام أبعد ما يكون عن التناقض : قال - تعالى - : { ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا } .
17- أنه يحمي معتنقيه من الفوضى والضياع والتخبط ، ويكفل لهم الراحة النفسية والفكرية.
18- الإسلام واضح ميسور ، وسهل الفهم لكل أحد.
19- الإسلام دين مفتوح لا يغلق في وجه من يريد الدخول فيه.
20- الإسلام يرتقي بالعقول ، والعلوم ، والنفوس ، والأخلاق :  فأهله المتمسكون به حق التمسك هم خير الناس ، وأعقل الناس ، وأزكى الناس.
21- الإسلام يدعو إلى حسن الأخلاق والأعمال : قال - تعال - : { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين }
وقال: { ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم } . 
22- الإسلام يحفظ العقول : ولهذا حرم الخمر ، والمخدرات ، وكل ما يؤدي إلى فساد العقل.
23- الإسلام يحفظ الأموال : ولهذا حث على الأمانة ، وأثنى على أهلها ، ووعدهم بطيب العيش ، ودخول الجنة ، وحرم السرقة ، وتوعد فاعلها بالعقوبة ، وشرع حد السرقة وهو قطع يد السارق ؛ حتى لا يتجرأ أحد على سرقة الأموال ؛ فإذا لم يرتدع خوفاً من عقاب الآخرة ارتدع خوفاً من قطع اليد.
ولهذا يعيش أهل البلاد التي تطبق حدود الشرع آمنون على أموالهم ، بل إن قطع اليد قليل جداً ؛ لقلة من يسرق.
ثم إن قطع يد السارق فيه حكمة الزجر للسارق من معاودة السرقة ، وردع أمثاله عن الإقدام عليها ، وهكذا تحفظ الأموال في الإسلام.
24- الإسلام يحفظ الأنفس : ولهذا حرم قتل النفس بغير الحق ، وعاقب قاتل النفس بغير الحق بأن يقتل.
ولأجل ذلك يقل القتل في بلاد المسلمين التي تطبق شرع الله ؛ فإذا علم الإنسان أنه إذا قتل شخصاً سيقتل به كف عن القتل ، وارتاح الناس من شر المقاتلات.
25-الإسلام يحفظ الصحةفالإشارات إلى هذا المعنى كثيرة جدا سواء في القرآن أو السنة النبوية.
قال تعالى:((وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلآ تُسْرِفُوا))
قال العلماء: إن هذه الآية جمعت الطب كله؛ ذلك أن الاعتدال في الأكل والشرب من أعظم أسباب حفظ الصحة. 
ومن الإشارات لحفظ الصحة أن الإسلام حرم الخمر، ولا يخفى ما في الخمر من أضرار صحية كثيرة، فهي تضعف القلب، وتغري الكلى، وتمزق الكبد إلى غير ذلك من أضرارها المتنوعة.
ومن ذلك أن الإسلام حرّم الفواحش من زنًا ولواط، ولا يخفى ما فيهما من الأضرار الكثيرة ومنها الأضرار الصحية التي عرفت أكثر ما عُرِفَت في هذا العصر من زهري، وسيلان، وهربس، وإيدز ونحوها.
ومن حفظ الإسلام للصحة أنه حرّم لحم الخنزير، الذي عرف الآن أنه يولّد في الجسم أدواءً كثيرة ، ومن أخصِّها الدورة الوحيدة، والشعرة الحلزونية، وعملهما في الإنسان شديد، وكثيراً ما يكونان السبب في موته.
ومن الإشارات في هذا الصدد ما عرف من أسرار الوضوء، وأنه يمنع من أمراض الأسنان، والأنف، بل هو من أهم الموانع للسل الرئوي ؛ إذ قال بعض الأطباء: إن أهم طريق لهذا المرض الفتاك هو الأنف، وإن أنوفاً تغسل خمس عشرة مرة لجديرة بأن لآ تبقى فيها جراثيم هذا الداء الوبيل، ولذا كان هذا المرض في المسلمين قليلاً وفي الإفرنج كثيراً. 
والسبب أن المسلمين يتوضؤون للصلاة خمس مرات في اليوم، وفي كل وضوء يغسل المسلم أنفه مرة أو مرتين أو ثلاثاً.
26-يتفق مع الحقائق العلمية: ولهذا لا يمكن أن تتعارض الحقائق العلمية الصحيحة مع النصوص الشرعية الصحيحة الصريحة.
وإذا ظهر في الواقع ما ظاهره المعارضة فإما أن يكون الواقع مجرد دعوى لآ حقيقة لها، وإما أن يكون النص غير صريح في معارضته ؛ لأن النص وحقائق العلم كلاهما قطعي، ولا يمكن تعارض القطعيَّين.
ولقد قرر هذه القاعدة كثير من علماء المسلمين، بل لقد قررها كثير من الكتاب الغربيين المنصفين، ومنهم الكاتب الفرنسي المشهور (موريس بوكاي) في كتابه: (التوراة والإنجيل والقرآن) حيث بين في هذا الكتاب أن التوراة المحرفة، والإنجيل المحرف الموجودين اليوم يتعارضان مع الحقائق العلكية، في الوقت الذي سجل فيه هذا الكتاب شهادات تفوق للقرآن الكريم سبق بها القرآنً العلمَ الحديثَ.
وأثبت الكاتب من خلال ذلك أن القرآن لايتعارض أبدا مع الحقائق العلمية، بل إنه يتفق معها تمام الاتفاق.
ولقد تظافرت البراهين الحسية، والعلمية، والتجريبية على صدق ما جاء به الإسلام حتى في أشد المسائل بعدا عن المحسوس، وأعظمها إنكاراً في العصور السابقة.
خذ على سبيل قول النبي  ـ صلى الله عليه وسلم ـ :((إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعا أُولاهنَّ بالتراب)).
ولقد جاء الطب باكتشافاته ومكبراته فأثبت أن في لعاب الكلب مكروباتٍ وأمراضاً فتاكة لا يزيلها الماء وحده، وأظهرت البحوث العلمية الحديثة أنه يحصل من إنقاء التراب لهذه النجاسة ما لا يحصل بغيره.
وجاء-أيضاً- أن شرب الكلب في الإناء يسبب أمراضاً خطيرة، فالكلب كثيراً ما تكون فيه ديدان مختلفة الأنواع، ومنها دودة شريطية صغيرة جدّا، فإذا شرب في إناء، أو لمس إنسانٌ جسد الكلب بيده أو بلباسه انتقلت بويضات هذه الديدان إليه، ووصلت إلى معدته في أكله، أو شربه، فتثقب جدرانها، وتصل إلى أوعية الدم، وتصل إلى الأعضاء الرئيسة، فتصيب الكبد، وتصيب المخ، فينشأ عنه صداع شديد، وقيءٌ متوالِ، وفقد للشعور، وتشنجات، وشلل في بعض الأعضاء، وتصيب القلب، فربما مزقته، فيموت الشخص في الحال.
ثم إن العلوم الطبيعية تؤيد الإسلام، وتؤكد صحته على غير علم من ذويها.
مثال ذلك تلقيح الأشجار الذي لم يكتشف إلا منذ عهد قريب، وقد نص عليه القرآن الذي أنزل على النبي الأمي منذ أربعة  عشر قرناً في قوله-تعالى- :((وَأَرْسَلْنَا الرِّياَحَ لَوَاقِحَ)) وكذلك قوله تعالى- :((وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ))، وقوله:((وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ)) وقوله:((سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا)).
فهذا كلام رب العالمين في القرآن قبل أن تبين لنا العلوم الطبيعية أن في كل نبات ذكراً وأنثى.
ولقد اعتنق بعض الأوربيين الإسلام لما وجد وصف القرآن للبحر وصفاً شافياً مع كون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يركب البحر طول عمره، وذلك مثل قوله ـ تعالى ـ :((أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَاهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا)).
27- الإسلام يكفل الحريات ويضبطها : فحرية التفكير في الإسلام مكفولة ، وقد منح الله الإنسان الحواس من السمع ، والبصر ، والفؤاد ، ليفكر ، ويعقل ، ويصل إلى الحق ، وهو مأمور بالتفكير الجاد السليم ، ومسؤول عن إهمال حواسه وتعطيلها ، كما أنه مسؤول عن استخدامها فيما يضر.
والإنسان في الإسلام حر في بيعه ، وشرائه ، وتجارته ، وتنقلاته ، ونحو ذلك ما لم يتعد حدود الله في غش ، أو خداع ، أو إفساد.
والإنسان في الإسلام حر في الاستمتاع بطيبات الحياة الدنيا من مأكول ، أو مشروب ، أو مشموم ، أو ملبوس ما لم يرتكب محرماً يعود عليه ، أو على غيره بالضرر.
ثم إن الإسلام يضبط الحريات ؛ فلا يجعلها مطلقة سائمة في مراتع البغي والتعدي على  حريات الآخرين ؛ فالشهوة على سبيل المثال لو أطلقت لاندفع الإنسان وراء شهواته ، التي تكون سبباً في هلاكه ؛ لأن طاقته محدودة ، فإذا استنفذت في اللهو والعبث والمجون - لم يبق فيها ما يدفعها إلى الطريق الجاد ، ويدلها على مسالك الخير ؛ فليس من الحرية - إذاً - أن يسترسل في شهواته وملذاته غير مبال بحلال أو حرام ، وغير ناظر في العواقب.
إن نهايته ستكون وخيمة في العاجل قبل الآجل ؛ إن ثرواته ستتبدد ، وإن قواه ستنهار ، و إن صحته ستزول ، وبالتالي سيكون تعيساً محسوراً.
ثم هب أن الإنسان أطلق لشهواته العنان هل سيجد الراحة والطمأنينة؟
الجواب : لا ؛ وإذا أردت الدليل على ذلك فانظر إلى عالمنا المعاصر بحضارته المادية ، لما أطلق حرية العبث والمجون ، ولم يحسن استخدامها - حدثت القلاقل ، والمصائب ، والأمراض الجسدية والنفسية ، وشاع القتل ، والنهب ، والسلب ، والانتحار ، والقلق ، وأمراض الشذوذ.
وليست الحرية - أيضاً - بالسير وراء الأطماع التي لا تقف عند حد ، دونما مبالاة في آثارها على الآخرين ؛ فهل يعد من الحرية ما يقوم به الأقوياء من سطو على الضعفاء ، واستخفاف بحقوقهم ، ومصادرة لآرائهم كما هي حال الدول الكبرى في عالمنا المعاصر؟
الجواب : لا ؛ فالحرية الحقة - هي ما جاء به الإسلام ، وهي الحرية المنضبطة التي تحكم تصرفات الإنسان ، والتي يكون فيها الإنسان عبداً لربه وخالقه ؛ فذلك سر الحرية الأعظم ؛ فالإنسان إذا تعلق بربه خوفاً ، وطمعاً ، وحباً ، ورجاءً ، وذلاً ، وخضوعاً - تحرر من جميع المخلوقين ؛ ولم يعد يخاف أحداً غير ربه ، ولا يرجو سواه ، وذلك عين فلاحه وعزته.
وبالجملة فالإسلام دين الكمال والرفعة ، ودين الهداية والسمو.
وإذا رأينا من بعض المنتمين إليه وهناً في العزم ، أو بعداً عن الهدى - فالتبعة تعود على أولئك ، لا على الدين ؛ فالدين براء ، والتبعة تقع على من جهل الإسلام ، أو نبذ هدايته وراء ظهره.

من محاسن الدين الإسلامي

مر بك في الفقرة السابقة ذكر لبعض خصائص الدين الإسلامي ، والحديث في هذه الفقرة قريب من الحديث السابق أو إكمالٌ له.
وسيتضح لك فيما يلي شيء من محاسن الدين الإسلامي ، وأنه دين السعادة والفلاح ، وأنه لم يَدَع الإنسانَ في خاصة نفسه أو مع أهله ، أو مع جيرانه ، أو أهل ملته ، أو الناس أجمعين ـ إلا علمه من دقائق الآداب ، ومحاسن المعاملات ما يصفو به عيشه ، ويتم سروره.
ولا يريبنك ما عليه كثير من المسلمين من سوء الحال ؛ فإن ذلك بمقتضى أهوائهم لا من طبيعة دينهم.
ومحاسن الدين الإسلامي تتجلى بوضوح من خلال النظر في أوامر الإسلام ونواهيه.
فإليك نبذة عن ذلك فيما يلي من أسطر.
أولا: من أوامر الإسلام:
الإسلام يأمر بأوامر عظيمة تنتظم بها الأمور المدنية ، وتصلح بها حالة المعاش ؛ فالإسلام في ذلك الشأن هو البحر الذي لا يدرك غوره ، و الغاية التى ليس بعدها أمل لآمل ، ولا زيادة لمستزيد.
وهذه الآوامر حث عليها الإسلام بأبلغ العبارات ، وأقربها إلى الأفهام ، وتوعد على الخروج عن هذه الجادة بالعقاب ، ووعد من أخذ بها بجزيل الثواب.
فمن تلك الآوامر العظيمة التي جاء بها الإسلام ما يلي:
1- الإسلام يأمر بما تكون به كبير النفس عن التشبه بما دونك من أنواع الحيوانات ، رفيعَ القدر عن أن تكون عبدا لشهواتك وحظوظك ، عالي المنزلة عن أن تعظم غير ربك ، أو تخضع لغير حكمه.
2- يأمرك بما يشعرك أنك عضو نافع عامل تأنف أن تقلد غيرك ، أو تكون عالة على سواك.
3- الإسلام أمرك باستعمال عقلك ، وجوارحك فيما خلقت له ، من العمل النافع في أمر دينك ودنياك.
4- الإسلام يأمرك بالتوحيد الخالص ، والعقيدة الصحيحة التي لا يقبل العقل غيرها ، ولا تطمئن القلوب إلا بها ؛ فالعقيدة التي أمرك الإسلام بها تجعلك عظيماً كبيراً ، وتشعر قلبك العزة ، وتذيقك حلاوة الإيمان ،.
5- الإسلام يأمرك بستر عورات المسلمين ، واتقاء مواضع التهم .
6- الإسلام يأمر بالسعي لقضاء حاجات المسلمين ، وتنفيس كرباتهم.
7-الإسلام يأمرك  بالبداء بالسلام على كل مسلم، وأن تنصر أخاك المسلم في غيبته.
8-الإسلام أمرك  بعيادة المرضى وتشييع الجنائز وزيارة القبور والدعاء لإخوانك المسلمين.
9-الإسلام يأمرك  بإنصاف الناس من نفسك وأن تحبّ لهم ما تحبه لنفسك.
10-الإسلام أمرك  بالسعي في طلب الرزق، وأن تعز نفسك ، وأن ترفعها عن مواطن الذل والهوان.
11-الإسلام أمرك  بالرحمة بالخلق، والعطف عليهم، وحسن رعايتهم ومداراتهم، والسعي في نفعهم، وجلب الخيرات لهم، ودفع المضرات عنهم.
12-الإسلام أمرك  ببرّ الوالدين، وصلة الأرحام، وإكرام الجار، والرفق بالحيوان.
13-الإسلام أمرك  بالوفاء للأصحاب، وحسن المعاملة للزوج والأبناء.
14-الإسلام أمرك  بالحياء ، والحلم ، والسخاء ، والكرم ، والشجاعة ، والغيرة على الحق.
15-وأمرك بالمروءة ، وحسن السمت ، والحزم ، و الحكمة في الأمور.
16-وأمرك  بالأمانة ، وإنجاز الوعد، وحسن الظن، والأناة في الأمور ، والمبادرة في فعل الخير.
17-وأمرك  بالعفة ، والاستقامة ، والشهامة ، والنزاهة.
18-الإسلام يأمرك  بشكر الله ، ومحبته ، وخوفه ، ورجائه ، والأنس به ، والتوكل عليه.
إلى غير ذلك من المعاني الجميلة العظيمة.
ثانيا: من نواهي الإسلام: فمن أعظم محاسن الإسلام ما جاء به من النواهي التي تحذر المسلم من الوقوع في الشر، وتنذره سوء العاقبة التي تترتب على الأفعال القبيحة ؛ فمما نهى الإسلام عنه ما يلي:
1-نهى  عن الكفر ، والفسوق ، والعصيان ، واتباع الهوى.
2-ونهى  عن الكبر ، والحقد ، والعجب ، والحسد ، والشماتة بالمبتلين.
3-ونهى   عن سوء الظن ، والتشاؤم ، واليأس ، والبخل ، والتقتير ، والإسراف ، والتبذير.
4-ونهى   عن الكسل ، والخور ، والجبن ، والضعف ، والبطالة ، والعجلة ، والفظاظة ، وقلة الحياء ، والجزع ، والعجز ، والغضب ، والطيش ، والتسخط على ما فات.
5-ونهى   عن العناد، وعن قسوة القلب التي تمنع صاحبها من إغاثة الملهوف والمضطر.
6-ونهى   عن الغيبة وهي ذكرك أخاك بما يكره ، وعن النميمة وهي نقل الكلام بين الناس على جهة الإفساد.
7-ونهى   عن كثرة الكلام بلا فائدة ، وعن إفشاء السر ، والسخرية بالناس ، والاستهزاء بالآخرين.
8-ونهى   عن السب ، واللعن ، والشتم ، والتعبير بالعبارات المستقبحة ، والتخاطب بالألقاب السيئة.
9-ونهى   عن كثرة الجدال ، والخصومة ، وعن المزاح البذيْ الذي يجر إلى الشر والتطاول.
10-ونهى   عن الكلام والتدخل فيما لا يعني.
11-ونهى   عن كتمان الشهادة ، وعن شهادة الزور ، وعن قذف المحصنات ، وسب الأموات ، وكتم العلم.
12-ونهى   عن السفاهة ، والفحش ، وعن المن بالصدقة ، وعن ترك الشكر لمن أسدى إليك معروفاً.
13-ونهى   عن الاستطالة في الأعراض ، وانتساب المرء إلى غير أبيه ، وعن ترك النصيحة ، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
14-ونهى   عن الخيانة ، والمكر ، وإخلاف الوعد ، والفتنة التي توقع الناس في اضطراب.
15-ونهى   عن عقوق الوالدين ، وقطيعة الرحم، وإهمال الأولاد.
16-ونهى   عن التجسس ، والتحسس ، وتتبع عورات الناس.
17-ونهى   عن تشبه الرجال بالنساء ، وعن تشبه النساء بالرجال ، وعن إفشاء سر الزوج.
18-ونهى   عن شرب الخمر ، وتعاطي المخدرات ، وعن المقامرة التي تعرض المال للمخاطرة.
19-ونهى   عن ترويج السلعة بالحلف الكاذب ، وعن بخس الكيل والوزن ، وعن إنفاق المال بالمحرمات ، وعن إيذاء الجار.
20-ونهى   عن السرقة ، والغصب ، وخطبة الإنسان على خطبة أخيه ، وشرائه على شراء أخيه.
21-ونهى عن خيانة أحد الشريكين لشريكه ، وعن استعمال العارية بغير ما أذن بها صاحبها، وعن تأخير أجرة الأجير او منعه منها بعد فراغه من عمله.
22-ونهى   عن الإكثار من الطعام بحيث يضر صاحبه.
23-ونهى   عن التهاجر ، والتشاحن ، والتدابر ، وحذّر أن يهجر المسلم أخاه فوق ثلاثة أيام.
24-ونهى   عن الضرب لأحد بغير مسوغ شرعي ، وعن ترويع الناس بالسلاح.
25-ونهى   عن الزنا ، واللواط ، وقتل النفوس التي حرم الله قتلها.
26-ونهى   عن قبول القاضي هديةً من أحد لم يكن له عادة بإهداءها له قبل توليه ، وعن قبول الضيافة الخاصة.
27-ونهى   عن أخذ الرشوة من محق أو مبطل ، وعن دفع الرشوة من محق أو مبطل، إلا من محق مضطر إلى دفعها.
28-ونهى   عن خذلان المظلوم مع القدرة على نصره.
29-ونهى   عن اطلاع المرء على دار غيره بغير إذنه ولو من ثقب ، و عن التسمع لحديث قوم يكرهون سماعه.
30-ونهى   عن كل ما يضر بالهيئة الاجتماعية ، أو النفس ، أو العقل ، او الشرف ، أو العرض.
هذه نبذة موجزة عن أوامر الإسلام ونواهيه، وبسط ذلك، وذكر أدلته يحتاج إلى مجلدات ضخام.

أركان الإسلام

أركان الإسلام هي أسسه التي يبنى عليها ، وهي خمسة أركان:
1- شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله         2- إقامة  الصلاة
3- إيتاء الزكاة        4- صيام رمضان                      5- حج بيت الله الحرام
معاني أركان الإسلام
1- شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله : معنى هذه الشهادة الاعتقاد الجازم المعبر عنه باللسان بأن الله هو المعبود الحق وحده لا شريك له ، وأن محمداً هو الرسول المبلغ عن الله.
وجعلت هاتان الشهادتان ركناً واحداً مع تعدد المشهود به لأن هاتين الشهادتين أساس صحة الأعمال ؛ فلا يقبل إسلام ، ولا عمل إلا بالإخلاص لله ، والمتابعة للرسول - صلى الله عليه وسلم- .
ومعنى ذلك ألا يعبد إلا الله وحده ، ولا يعبد إلا بما شرعه على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - .
فبالإخلاص تتحقق شهادة أن لا إله إلا الله ، و بالمتابعة تتحقق شهادة أن محمدا رسول الله.
وما يمكن أن يتضح به معنى الشهادتين أن يقال : إن معنى لا إله إلا  الله : هو أن ينطق بها الإنسان معتقدا أن الله هو المعبود الحق وحده ؛ فلا  يكفي مجرد النطق بها ، بل لا بد من العمل بمقتضاها من القبول ، والانقياد ، والصدق ، والإخلاص ، والمحبة.
ومعنى شهادة أن محمدا رسول الله : طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ، واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع.
هذا وللشهادتين ثمرات عظيمة منها : تحرير القلب والنفس من الرق للمخلوقين ، والاتباع لغير المرسلين.
2- إقامة الصلاة : وهو التعبد لله بفعل الصلاة على وجه الاستقامة والتمام في أوقاتها وهيئاتها.

What is love?


What is love?? ? ? ? Asked an old woman about love and what is the meaning replied: The first time I heard this word was a little girl and was one of my father, who kissed me and said: "I love you, I said love is : Hanan, security and a warm lap ******* When they reached adulthood and found a letter under the door of the house sent by neighbors son entitled My name and content of "I love you" .. I said love is : Boldness and madness ******* When she got engaged to the son, identified by neighbors and was the first word he said to me is I love you I said love is : Ambition, work, and the goal and the will ******* In the second day I got married marriage my husband kissed me on my head and told me I love you I said love is : And with longing and nostalgia ******* Year has passed since the first was born I was tired of my children lying on the bed and sowed my husband grabbed my hand and said I love you I said love is : Thanks and appreciation, care and attention ******* Years after man's hair and married sons looked at my husband Harati and he told me with a smile: "I love you" ... I said love is : Mercy and compassion ******* Long life and we are elderly and each time my dear husband says to me: "I love you" .. I say love is : , Q, sincerity and devotion and tender ******* This is Love Start a small slowly takbeer us This is Love As we age, we discovered more secrets
الدرس السابع: أساليب التبليغ - 1 -

أهداف الدرس

1- أن يتعرف الطالب إلى أهمية أساليب التبليغ وخصائصها.

2- أن يتعرف إلى أسلوب القرآن في التبليغ.

 101

تمهيد

لكلّ دعوة جانبان، جانب المعاني والمضامين، وهو الّذي يشمل قضايا الدعوة ومبادئها وأهدافها، وجانب الأساليب والعبارات، وهو الّذي تصاغ فيه هذه المعاني.

ولكلّ من الجانبين خصائصه الّتي تميّزه عن الآخر. فمن خصائص الدعوة الإسلاميّة صدقها، وشمولها، وحيويّتها... ومن خصائص أساليبها: الوضوح والبيان، والحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالّتي هي أحسن...

ولقد عني العلماء بدراسة أساليب الدعوة والتبليغ. ومن هذه الدراسة تقسيمهم هذه الأساليب إلى خبرية، وإنشائية، وجدلية، وبرهانية، وقصصية.. إلى آخر هذه التقسيمات الّتي حفلت بها كتبهم قديماً وحديثاً. وهي تقسيمات تدور حول الألفاظ، والجمل، والتراكيب اللغوية والأدبية.

التبليغ بين الصور التقليديّة والمستحدثة

قد ينغلق بعض الناس على الصور التبليغيّة التقليدية الموروثة ولا ينفتح على المناهج المستحدثة في التبليغ. فما هو التصوّر الإسلاميّ حول هذا الموضوع؟

لا شكَّ أنّنا حينما نفكّر بالانفتاح على المناهج الحديثة في الإعلام والتبليغ لا نريد إهمال المناهج القديمة والمتعارفة؛ كأسلوب الحديث المباشر الفرديّ

 103

والجماعيّ، أو أسلوب التأليف والتدوين، أو أسلوب الشعر، إنّما نريد أن نوسّع دائرة المناهج والأساليب التبليغيّة لتشمل كتابة القصّة، والرواية، والمسرحية، والرسوم التقليدية والرمزية، والحكاية، وغيرها ممّا استُحدث في عالمنا المعاصر عبر مختلف الأجهزة كالراديو، والتلفزيون، والفيديو، والإنترنت، وما شاكل.

لعلّ هذه المناهج الحديثة غير مألوفة لدينا، ولا نعرف عنها في ممارسات الأنبياء والأئمّة والصالحين من أسلافنا، ولعلّها غير متاحة لدى الكثير خاصّة في ظروف ما قبل تأسيس الدولة الإسلاميّة حيث كانت الأجهزة المستحدثة في العادة بيد السلطات المنحرفة ولم يكن لرجال الإسلام منها نصيب كبير. وقد تكون أخذت موقعها في أوساطنا، بل وحتّى في طرق تفكيرنا وتخطيطنا للعمل التبليغيّ، إلا أنّنا اليوم بحاجة إلى إعادة نظر في مناهج التبليغ بين الانغلاق على الحالة التقليدية وبين الانفتاح على السُبل الحديثة.

النظرية الإسلاميّة لم تحصر العمل التبليغيّ بمنهج واحد، بل دعت لاستخدام كلّ أسلوب يتيح فرصة النفوذ إلى قلب الطرف الآخر والتأثير عليه، شريطة أن يكون بعيداً عن مناهج الاحتيال كالسحر، والشعوذة، والأكاذيب، والخداع...، يقول الله تعالى: ?ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ?1. و"الحكمة" و"الموعظة" في هذه الآية الكريمة ليست محدّدة بصورة تبليغية دون أخرى، وإن كانت تنصرف إلى أسلوب الحديث المباشر والمشافهة الكلامية، إلّا أنّ هذا الانصراف لا يضيّق مفهوم الكلمة.

ومن هنا نجد أن الأنبياء عليهم السلام توسّعوا في الممارسة التبليغيّة إلى كلّ طريقة متّبعة يومئذ، فلم يقتصر أسلوبهم على الموعظة الكلاميّة، وإنّما شمل أسلوب الشعر كما نجده في شعر حسَّان بن ثابت بتوجيه من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، واستخدموا الموعظة العملية كما في قصّة إبراهيم عليه السلام وتكسيره للأصنام ?قَالُوا أَأَنتَ

 104

فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ?2. واستخدموا المنهج الإعجازيّ في مقابل أباطيل السحرة كما في قصّة موسى عليه السلام مع سحرة فرعون حيث ألقى عصاه لتلقف ما صنعوا.

كما أنّ القرآن الكريم استخدم بشكل واضح ومكثّف أسلوب "القصّة" وأسلوب "التمثيل"، ما دام ذلك يؤدّي إلى هداية الناس، مهما كان محتوى القصّة، أو نوع المثل قال تعالى: ?إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا...?3.

وعلى هذا الأساس ينبغي أن يعمل المبلِّغ على التعرُّف الدائم إلى الأساليب والوسائل والطرائق المتنوّعة لتقديم المضمون التبليغيّ، والاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة، كلّ ذلك بغية إيصال ونشر المضامين التبليغيّة إلى أكبر شريحة ممكنة.

ما هو أسلوب الدعوة؟

والمراد بأسلوب الدعوة هنا ما بُلّغت به أوامر الله تعالى وإرشاداته إلى المدعوّين, وهو لا يخرج عمّا جاء به القرآن الكريم والسنّة النبوية المطهّرة.

والأسلوب يجمع على أساليب "وهو الطريق، والوجه، والمذهب،... وهو الفنّ: يقال: أخذ فلان في أساليب من القول أي أفانين منه"4.

والأسلوب والكلام الأحسن هو كلام الله تعالى الّذي وصفه الله تعالى بقوله: ?اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ?5.

 105

ولقد أخذت أساليب القرآن وكلامه بنفوس الكفرة، وهم أرباب القول، وفحول البيان، فأعجبوا بها، وافتتنوا بجمالها، وشهدوا لها رغم عداوتهم للإسلام وبقائهم على الشرك. رُويَ أنّ الوليد قال لبني مخزوم: "والله لقد سمعت من محمّد صلى الله عليه وآله وسلم آنفاً كلاماً ما هو من كلام الإنس، ولا من كلام الجنّ، إنّ له لحلاوة، وإنّ عليه لطلاوة، وإنّ أعلاه لمثمر، وإنّ أسفله لمغدق، وإنّه ليعلو وما يُعلى"6.

خصائص هذه الأساليب

لم تصطدم أساليب الدعوة في القرآن على تعدّد صورها وألوانها بالعلم قديمه وحديثه، العلم الصحيح القائم على المنطق السليم. وإنّ ما في أحدث نظريات العلم من حقائق عن الكون ومظاهر الحياة المادية والإنسان، والحيوان والنبات لا يتناقض مع ما في القرآن الكريم من الحقائق والمعاني العميقة التي لا زالت تؤيّد العلم في اتّجاهاته السليمة، واكتشافاته لمظاهر الكون لمعرفة أسراره.

وهذه الأساليب - فضلاً عن تأديتها مهامّ العبادات والتكاليف والأحكام الشرعية - هي أساليب جمالية ونصوص أدبية إمتاعية، تقوّم اللسان، وتعلّم البيان، وترقّق المشاعر.. وكلّما قرئت اطمأنّت بها النفوس، واقشعرّت منها الجلود خشية لله وخضوعاً لعظمته: ?الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ?7 ،?اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ...?8 .

 106

ومن مقوّمات هذه الأساليب أنّها قامت:

على الحقّ: ?  أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ...?9.
وعلى الصدق": ?وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً?10.
وعلى الوضوح والإبانة: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا?11.
وعلى اليسر: ?وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ?12.
وعلى الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالّتي هي أحسن: ?ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ...?13.
وهي أساليب لا باطل فيها: ? ...لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِه...?14.
ولا كذب: ?...مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى...?15.
ولا خيال: وهو ما يقوم عليه شعر الشعراء، وفنّ الأدباء، وغيرهما ممّا يبعد عن الحقيقة ويضرب في أودية الوهم والخرافة ?وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ  *وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا?16.
ولن يدخل في هذا الخيال ما اشتملت عليه هذه الأساليب من تشبيهات وتراكيب بلاغية؛ لأنّ هذه وإن احتوت على ضروب من التصويرات فإنّما هي

 107

 لتقريب المعنى وإبرازه في صورة المحسوس، وكشفه، وتوضيحه وإظهار الحقيقة دون زيادة أو نقصان, ودون أيّ معنى خرافيّ أو أسطوريّ، لأنّ كلام الله عزّ وجلّ منزّه عن ذلك ? وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ?17. وهي أساليب هداية حقيقية تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتدعو إلى المثل العليا والحياة الطيّبة في أسمى صورها وغاياتها. إنّها شفاء للناس، ورحمة للعالمين. إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ...?18، ?وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا?19 .

من أساليب التبليغ في القرآن الكريم20

أوّلاً: أسلوب التدرّج

نموذج: تحريم الخمر في القرآن الكريم

الخطوة الأولى:

قال الله تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ...?21.

الخطوة الثانية:

قال الله تعالى ?يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا...?22.

 108

الخطوة الثالثة والنهائية

قال الله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ *إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ * وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ...?23.

ثانياً: أسلوب المجادلة في القرآن

معنى الجدال: يرى الشيخ الطوسيّ رحمه الله في تفسيره "التبيان" أنّ "حقيقة المجادلة المقابلة بما يفتل الخصم من مذهبه بالحجّة أو شبهه، وهو من الجدل لشدّة الفتل، ويقال للصقر أجدل لأنّه أشدّ الطير".

ويرى الراغب الأصفهانيّ: "الجدال المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة، وأصله من جدلت الحبل أي أحكمت فتله.. فكأنّ المتجادلين يفتل كلّ واحد الآخر عن رأيه".

ويقول الطريحيّ: "وهو الّلدّ في الخصام وهي مقابلة الحجّة بالحجّة".

الجدال في القرآن

ورد ذكر الجدال في القرآن الكريم في ثلاثين موضعاً ضمن عدّة سياقات وعدّة استعمالات ومعانٍ، منها:

تارة ينهى الله تعالى عنه في مواضع محدّدة: ?فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ?24 .

وتارة يريد به الجدال بالباطل لدحض الحقّ:

?وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ?25.

 109

?مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا?26 .

وتارة أخرى يشير إلى اتّهام الكفّار للأنبياء عليهم السلام به: ?قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ?27

ومرة يستعمله في الدفاع عن النفس:?يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ?28

?ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ?29

?وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ?30

ويشير إليه كصفة عامّة للإنسان: ?وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا?31.

ويستعمله بمعنى المحاورة والمراجعة ?بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ?32.

ويظهر من هذه الآيات القرآنية المباركة أنّ للفظ "الجدال" معاني متعدِّدة، ويشمل كلّ أنواع الحديث والكلام الحاصل بين طرفين، سواء كان إيجابياً أم سلبياً. وهذا يقودنا إلى تقسيم الجدال إلى قسمين أساسين.

1 ـ الجدال الإيجابيّ

إنّ البحث والكلام والاستدلال والمناقشة لأقوال الآخرين ، إذا كان لإحقاق الحقّ وإبانة الطريق وإرشاد الجاهل، فهو عمل مطلوب يستحقّ التقدير, وقد

 110

يندرج أحياناً في الواجبات, فالقرآن لم يعارض أبداً البحث والنقاش الاستدلالي والموضوعيّ الّذي يستهدف إظهار الحقّ، بل حثّ على ذلك في العديد من الآيات القرآنية. وفي مواقف معيّنة طالب القرآن الكريم المعارضين بالإتيان بالدليل والبرهان فقال: ?قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ?33. وفي المواقف الّتي كانت تتطلّب إظهار البرهان والدليل ذكر القرآن أدلّة مختلفة.

نماذج من الجدال الإيجابيّ

لقد قدّم الأنبياء عليهم السلام نماذج رائعة في الجدال الإيجابيّ الّذي يهدف إلى الدعوة إلى الله، ويمتزج بالعاطفة والحبّ والرأفة، منها ما ورد في آخر سورة "يس" حين جاء ذلك الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يمسك بيده عظماً وسأله كما ورد في القرآن الكريم: ?وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ *قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ *الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ * أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ * إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ  ?34 ، فذكر القرآن الكريم عدداً من الأدلّة على لسان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في المعاد وقدرة الخالق على إحياء الموتى.

ومنها ما في كلام إبراهيم عليه السلام وأدلّته القاطعة أمام النمرود:

? أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ?35.

 111

2 - الجدال السلبيّ

وفي المقابل نجد أنّ أغلب الإشارات القرآنية حول المجادلة تشير إلى النوع السلبيّ منها، حيث كان الكفّار يواجهون أنبياءهم ويطمسون الهداية عبر الجدال بالباطل والتمسّك بالآراء الفاسدة الموروثة أو المبتناة على الحجج الواهية.

إنّ السخرية والاستهزاء والتهديد والافتراء والإنكار الّذي لا يقوم على دليل، هي مجموعة من الأساليب الّتي يعتمدها المضلّون إزاء الأنبياء عليهم السلام ودعواتهم الكريمة.
وقد ذمّ القرآن الكريم هذا الجدال في كثير من الآيات.

ويذكر القرآن الكريم نماذج من مجادلات أهل الباطل لإثبات دعاواهم الباطلة من خلال استخدام المغالطات الكلامية والحجج الواهية لإبطال الحق:

إنكارهم البعث وإحياء الموتى متذرّعين بحجج واهية، قال تعالى: ?وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا?36.

?أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ * هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ?37 .

كون الأنبياء من البشر:

?مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ *وَلَئِنْ أَطَعْتُم بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ?38.

لذلك رفضوا الاستجابة للأنبياء وكذّبوهم ووصلوا إلى النتيجة التالية:

 112

 إِنْ هُوَ ?إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ?39. وغيرها من المجادلات الّتي نقلها القرآن الكريم، وردّ عليها بأبلغ بيان.

ثالثاً: أسلوب الحكمة والموعظة الحسنة

ما المراد من الحكمة؟

الحكمة تعني: العلم والمنطق والاستدلال، فأوّل خطوة على طريق الدعوة إلى الحقّ هي التمكّن من الاستدلال وفق المنطق السليم. والهدف هو تحريك العقول، والنفوذ إلى داخل فكر الناس. قال الله تعالى: ?وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا?40.

وفسّر الإمام الكاظم عليه السلام الحكمة في آية: ?وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ? لهشام بن الحكم بالفهم والعقل41.

وعرّفها الراغب بقوله: "الحكمة إصابة الحقّ بالعلم والعقل. فالحكمة من الله تعالى معرفة الأشياء وإيجادها على غاية الإحكام، ومن الإنسان معرفة الموجودات وفعل الخيرات..."42.

ما المراد من الموعظة الحسنة؟

الموعظة هي الخطوة الثانية في طريق الدعوة إلى الله تعالى،بالاستفادة من عمليّة تحريك الوجدان الإنسانيّ، وذلك لما للموعظة الحسنة من أثر فاعل على عاطفة الإنسان وأحاسيسه، ومعناها:

"النصح والتذكير بالعواقب. وقال ابن سيده:هو تذكيرك للإنسان بما يليّن قلبه من ثواب وعقاب"43.

 113

عن أمير المؤمنين عليه السلام: "المواعظ صقال النفوس، وجلاء القلوب"44.

ما المراد بالمجادلة بالّتي هي أحسن؟

قال الشيخ الطوسي: الجدال بالّتي هي أحسن: "فتل الخصم عن مذهبه بطريق الحجاج"45 .

أو هو أن يجادلهم على ما قد يحتملونه، كما جاء في الحديث: " أُمرنا معاشر الأنبياء أن نكلّم الناس على قدر عقولهم"46.

ويرى العلّامة الطباطبائيّ: أنّه "الحجّة الّتي تُستعمل لفتل الخصم عمّا يصرّ عليه وينازع فيه من غير أن يريد به ظهور الحقّ، بالمواخذة عليه من طريق ما يتسلّمه هو والناس أو يتسلّمه هو وحده في قوله أو حجّته"47 .

الفرق بين الحكمة والموعظة

الحكمة يراد بها التعليم والإرشاد والنصيحة، أمّا الموعظة فيراد بها التذكير وإلفات نظر من يعرف ويعلم ولكنّه في غفلة أو تغافل أو تجاهل ما يعرف.
الحكمة يراد بها مكافحة الجهل، والموعظة يراد بها مكافحة الغفلة والتغافل.
فالحكمة فكرة وتعقّل، أما الموعظة فهي لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ.
الحكمة تزيد الإنسان وجداناً ذهنياً، أمّا الموعظة فهي توقظ الذهن للاستفادة من الوجدان.
الحكمة مصباح وسراج، أمّا الموعظة فهي إلفات النظر إلى ذلك الضياء.
الحكمة للفكرة، والموعظة للتفكّر.
الحكمة ترجمان العقل، والموعظة ترجمان الروح والأحاسيس والعواطف.

 114

من أين نأخذ الحكمة والموعظة؟

يُفرّق بين الحكمة والموعظة الحسنة أيضاً: بأنّ لشخصيّة الواعظ - الّذي تتوفّر فيه صفات خاصّة كالتديّن والإخلاص - في الموعظة دوراً بارزاً، أمّا الحكمة فهي "ضالّة المؤمن يأخذها حيث وجدها"48 ولو من فم فاسق أو فاجر أو غادر أو خاسر أو كافر!

الحكمة جوهرة يأخذها المؤمن أينما وجدها ولو في فم كلب أو سبع! ففي الحكمة لا مانع من اختلاف الأرواح بين الناطق بها والسامع.

أمّا في الموعظة فلا بدّ من ارتباط بينهما واتّصال، وحينئذ يكون كما قيل: "ما خرج من القلب دخل في القلب، وما خرج من اللسان لم يتجاوز الآذان".

تطبيق: الموعظة في نهج البلاغة

الموعظة من أهم أبواب نهج البلاغة

إنّ 86 خطبة من مجموع 240 خطبة من نهج البلاغة، خطب موعظة أو فيها موعظة. منها ثلاث خطب طويلة تختصّ بالموعظة: هي الخطبة 174 الّتي تبتدئ بقوله عليه السلام: انتفعوا ببيان الله... والخطبة القاصعة 192، وخطبة المتّقين 193.

وإنّ 25 كتاباً من مجموع 80 كتاباً من نهج البلاغة، كتب مواعظ أو فيها موعظة، ثلاث منها أيضاً كتب طويلة تختصّ بالموعظة: هي الكتاب: 31 إلى ولده الإمام الحسن عليه السلام أو محمّد ابن الحنفية - كما في ابن ميثم البحرانيّ وتحف العقول - وعهده إلى مالك الأشتر النخعيّ حينما ولّاه مصر، والكتاب 45 إلى عثمان بن حنيف الأنصاريّ واليه على البصرة.

 115

مواضيع وعظه عليه السلام:

إنّ مواضيع وعظه عليه السلام مختلفة ومتنوّعة، مثل:

التقوى، والتوكّل، والصبر، والزهد، والتحذير من الاغترار بالدنيا، ورفاهية العيش، وهوى النفس، وطول الأمل، والعصبية للعصبة، والظلم والجور، والتفرقة، والترغيب في الإحسان، والمحبّة، والأخذ بيد المظلومين، وحماية الضعفاء والمساكين، والاستقامة، والقوّة والفتوّة والمروءة، والشجاعة والبسالة والبطولة، والوحدة، والعبرة، والفكرة، والمحاسبة، والمراقبة، واغتنام العمر، وتذكّر الموت وشدائده وسكراته، وما بعده، وأهوال القيامة..

 116

خلاصة الدرس


- ينبغي الانفتاح على المناهج المستحدثة في التبليغ وعدم الاقتصار على الصور التبليغيّة التقليدية.

- من ميّزات أساليب الدعوة في القرآن الكريم أنّها لم تصطدم بالعلم، وهي قائمة على الحقّ وعلى الوضوح والجدّية وعدم اللّهو وعلى اليسر وعدم العسر والحرج.

- من أساليب التبليغ في القرآن الكريم: التدرّج، المجادلة، الحكمة والموعظة الحسنة.


للمطالعة

دروس ثورة سيّد الشهداء عليه السلام للمبلّغين

يجب على كافّة الوعّاظ وخطباء المنبر الحسينيّ الالتفات إلى هذا المعنى؛ وهو أنّه لو لم تكن ثورة سيّد الشهداء عليه السلام لما كان باستطاعتنا اليوم تحقيق هذا النصر. وأنّ وحدة الكلمة الّتي كانت وراء انتصارنا، هي وليدة مجالس العزاء والمآتم ومجالس تبليغ الإسلام ونشره.. وأنّ سيّد المظلومين هيّأ لأبناء الشعب وسيلة تحقّق لهم وحدة الصفّ وتكاتفهم دون أدنى جهد. لقد جعل الإسلام من المساجد خنادق، حيث أضحت مكاناً للتجمّعات ووسيلة لتحقيق أهداف الإسلام والنهوض بمسؤولياته، لا سيّما ثورة الإمام الحسين عليه السلام، حيث علّمنا كيفية التصرّف في ساحة الصراع وخارج ميدان المعركة، وكيف يتسنّى للمناضلين والمقاتلين الدفاع عن أهدافهم وتطلّعاتهم وكيف ينبغي أن يتصرّف أولئك الموجودون خلف جبهات القتال.

علّمنا الإمام الحسين عليه السلام كيفيّة خوض الصراع بفئة قليلة وكيفيّة التصدّي للحكومة المستبدّة الّتي تفرض هيمنتها على كلّ شي‏ء.. كلّ ذلك علّمنا إيّاه سيد الشهداء وأهل بيته العظام.

كما علّمنا الإمام السجّاد عليه السلام - نجل الإمام الحسين عليه السلام - كيف ينبغي التصرّف بعد تلك الواقعة، وهل يجب الاستسلام أم تقليص حجم الجهاد، أم العمل مثلما فعلت الحوراء زينب عليها السلام إثر تلك المصيبة العظمى الّتي تضاءلت دونها المصائب، حيث صمدت وتحدّت الكفر والزندقة، وخطبت كلّما سنحت لها الفرصة وأوضحت ما يجب إيضاحه.

كما اضطّلع الإمام السجّاد عليّ بن الحسين عليه السلام بمسؤولية التبليغ بما يبعث على الفخر رغم المرض الّذي أقعده.

صحيفة الإمام، ترجمة عربية، ج‏17، ص: 53-54

هوامش

1- سورة النحل، الآية: 125.

2- سورة الأنبياء، الآية: 62-63.

3- سورة البقرة، الآية: 26.

4- انظر: لسان العرب، ابن منظور، ج 1، ص 473.

5- سورة الزمر، الآية: 23.

6- بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج 18، ص 168.

7- سورة الرعد، الآية: 28.

8- سورة الزمر، الآية: 23.

9- سورة السجدة، الآية: 2.

10- سورة النساء، الآية: 122.

11- سورة النساء، الآية: 174.

12- سورة القمر، الآية: 17.

13- سورة النحل، الآية: 125.

14- سورة فصلت، الآية: 42.

15- سورة يوسف، الآية: 111.

16- سورة الشعراء، الآيات: 224ـ 227.

17- سورة الفرقان، الآية: 5ـ 6.

18- سورة الإسراء، الآية: 9.

19- سورة الإسراء، الآية: 82.

20- بناءً على بعض التفسيرات لهذه الآيات.

21- سورة النساء، الآية: 43.

22- سورة البقرة، الآية: 219.

23- سورة المائدة، الآيات: 90ـ 92.

24- سورة البقرة، الآية: 197.

25- سورة الكهف، الآية: 56.

26- سورة غافر، الآية: 4.

27- سورة هود، الآية: 32.

28- سورة النحل، الآية: 111.

29- سورة النحل، الآية: 125.

30- سورة العنكبوت، الآية: 46.

31- سورة الكهف، الآية: 54.

32- سورة المجادلة، الآية: 1.

33- سورة البقرة، الآية: 111.

34- سورة يس، الآيات: 78ـ 82.

35- سورة البقرة، الآية: 258.

36- سورة الإسراء، الآية: 49.

37- سورة المؤمنون، الآيتان: 35ـ 36.

38- سورة المؤمنون، الآيتان: 33ـ 34.

39- سورة المؤمنون، الآية: 38.

40- سورة البقرة، الآية: 269.

41- انظر: الكافي، الشيخ الكليني، ج 1، ص 16.

42- مفردات غريب القرآن، الراغب الأصفهاني، ص 127.

43- لسان العرب، ابن منظور، ج 7، ص 466.

44- ميزان الحكمة، محمّد الريشهري، ج4، ص3576.

45- التبيان، الشيخ الطوسي، ج 6، ص 440.

46- بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج 1، ص 85.

47- تفسير الميزان، السيّد الطباطبائي، ج 12، ص 371.

48- عوالي اللئالي، ابن أبي جمهور الإحسائي، ج 12، ص 371.




"للفيزون"


تمشي في الشارع كالبقرة متباهيتا بارتداءها "للفيزون" أو "الكولون" أو كل لباس يفضح عورتها و عندما تتحدث معها تقول لك أن "البنات يعانون من تحرش الذكور بهن!" .. أولا قلت الذكور و لم أقل الرجال لأن هذا الأخير لن يسمح له كبريائه بمعاكسة فتاة حتى لو كانت عارية! ثانيا يا أختي هذا ليس تحرشا بل هو حق الرد يقوم به الذكر - و ليس الرجل - لأنه ذاق ذرعا بسلوك بعض الفتيات في الشارع بلباسهن الفاضح!.. البسي ثوبا محترما يصونك و يسترك و اذا تعرضت حينها للتحرش فمن حقك لوم الرجل على تخلف عقله!.. لكن طالما أنت تمشي في الشارع بلباس يظهر كل مقومات جسدك فليس لك الحق في أن تتحدثي عن التحرشات و المعاكسات لأنك تحرضين بنفسك على ذلك بلباسك المثير جنسيا! ثالثا لم أرى قط في حياتي زانية تتحدث عن الشرف!!!! عندما تخرجين بلباس فاضح كوني مستعدة لسماع أبشع ما يمكن قوله في حقك و في حق والديك لأن ارتداء شيء مثل الفيزون هو بمثابة جريمة متورطة فيها أنت و أبيك و أمك لأن هناك أشياء كان على والديك تعليمهما لك هما " الشرف و العفة و الكرامة! "
رابعا تذكري يا أختي أنك تزيدين جمالا في عين الرجل كلما زاد المستور عن المكشوف! و هنا قلت في عين الرجال و ليس الذكور لأن هناك فرق شاسع بين الذكر و الرجل! اتقوا الله فينا يا فتيات و الله يهدينا و اياكم و يثبتنا على دين الاسلام!======================================================================================================================الذوق منزلة اعلى حتى من الاخلاق .. وله حدائق وارفة الظلال ..
من حدائق الذوق :

ــ وزع نظراتك على المستمعين ولا تخص أحدا بذلك
ولا تسرع في كلامك حتى يفهم ذلك وكرر ما إحتاج إلى التكرار
ولا تتصيد أخطاءمحدثك وانظر إلى أجمل مافيه وتفهم حالة
المتحدث إليه الزمانيه والمكانية والنفسية فإن كان مشغولا
أو مريضا أو غضبان فأوجز في كلامك .

ـــ من اللباقه في الحديث أن تنوع في حديثك بين الأخبار والسؤال

- لاتسأل سؤالا شخصيا خالصا بالذات أمام الجمع وأيضاً تجنب السؤال الشخصي حتى على انفراد لانه من الفضول.

ــ لا تكن ثرثارا فتسقط هيبتك وأغلق فمك قبل أن يغلق
الناس آذانهم وأفتح أذنك عندما يفتح الناس أفواههم للحديث
كالدواء قليله ينفع وكثيره يضر
إذا قل الخطاب كثرالصواب) .

ــ إذا ذكر أحدالمتحدثين قصة فلا تسبقه على ذكر نهايتها
فتربكه وتفسد عليه متعة حديثه وأظهر إعجابك بها وإن كنت
قدسمعتها? .

ــ من جمال الشخصية أن يتقن المتحدث لغةالعيون وأن يكون
قادرا على التواصل المعبر بالعينين فالتواصل البصري من أهم
مهارات الذكاءالإجتماعي وأفضل تواصل للعينين ما يتم بطريقة
ودوده لا حدة ولا صرامة مبتعدا بين الفينة والفينه عن مرمى
بصر محدثك .

ــ لا تخبر الناس بأشياء يعرفونها سلفا عن انفسهم مثل : شيبت ،، كبرت ،، صلعت ،، سمنت أو زاد وزنك ،، نحفت ،، تبدو مرهق أو تعبان ،، مالذي تجنيه غير ان تسيء اليهم؟ فلماذا تفعل؟!!!

ــ كلما كان صوتك هادئارقيقا قريبا من القلوب وحديثك خفيفا
على الأسماع ومهماإحتدت المناقشه فعليك ألا (ترفع صوتك)
لأن الصوت العالي لايفرض رأيا ولا يقنع أحدا .

ــ لا تتحدث مع شخصين في وقت واحدكأن تبدأ الحديث مع
أحدهما ثم تتركه وتتحدث مع الآخر قبل أن تنهي حديثك مع الأول.

ــ إذا أخطأ شخص في أسلوب التعبيرأثناء الحديث معك فمن
غير المرغوب فيه أن تصحح له خطأه أمام الحاضرين .

ــ من الذوق الا تلقن الآخرين كيف يشعرون أو كيف يحسون
بل تكون كلماتك معبرة عن شخصك لا أن تضعها موضع اليقين
مثال أن تقول( طعم العصير لا يعجبني... ولا تقول طعم العصير سيء.

تحليل امريكى هايف


قال أوباما إن مصر ليست صديقا ولا عدوا له. فإذا كانت مصر ليست صديقا أو عدوا لأمريكا فماذا تكون؟ لا أحد يعرف الجواب. وحتي يتجنبوا هذا السؤال أخذ المسئولون الأمريكيون يلفون ويدورون. ففي سنة 2004 بينما كانت إدارة بوش تنفذ سياستها عن «تطبيق الحرية في الشرق الأوسط». كانت مجموعة من الصحفيين ومراكز الأبحاث في واشنطن تسأل مسئولا أمريكيا كبيرا بمصر أن يصف لها ما تريده أمريكا من مصر. فكان رده «إننا نريد ما يريده المصريون».
كان هذا الرد عاريا من الذكاء. فحكومة مصر عندئذ كانت ترفض بوضوح محاولات أمريكا تدعيم الديمقراطية، حتي لو كان بعض المصريين يرحبون بذلك. وماذا لو كان المصريون يريدون إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل؟ أو تطوير علاقات حميمة مع إيران؟ وأكثر من ذلك. فلتراعي استحالة أن يكون ما يريده كل المصريين هو نفس الشيء. فهم قطعا ليسوا متجانسين سياسيا. لذلك كان رد المسئول الأمريكي كلاما لا معني له.
فلنأتي إلي 2013. فالأمريكيون مازالوا حائرين عندما يتعلق الأمر بمصر. فبعد رحلة للشرق الأوسط لم تشمل مصر قال السيناتور ماركو روبيو إن واشنطن ليست هي التي تحدد مستقبل العلاقة الأمريكية المصرية. وصرح أمام اجتماع في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدني في 27 فبراير أن تحسن العلاقة مع مصر مرهون بتصرف المصريين أنفسهم. ولم يكن هذا الارتباك دائما هو الذي يحدد علاقة البلدين. فمنذ الخمسينيات عندما كان السفير الأمريكي كافري يوطد العلاقة مع جمال عبدالناصر كانت مصر جائزة استراتيجية لأمريكا. فبالنسبة لأطراف الحرب الباردة كان موقع مصر الاستراتيجي وقناة السويس ونفوذ مصر السياسي في العالم العربي رصيدا ثمينا لأمريكا في عملية احتواء الاتحاد السوفييتي في شرق البحر المتوسط وشمال وشرق أفريقيا. وضمان استمرار تدفق البترول من الخليج الفارسي.
ولكن جهود كافري لتطويع عبدالناصر فشلت بسبب الكونجرس ورفضه صفقة أسلحة كبيرة لمصر. وكذا بسبب رفض القوميين المصريين لأن يصبحوا عنصرا قائدا في حلف عسكري غربي جديد في الشرق الأوسط. ولكن ما كان مستحيلا عندما كان عبدالناصر وأيزنهاور رئيسي بلديهما. أصبح واقعا عندما أصبح نيكسون والسادات رئيسي بلديهما. فقد تذمرت مصر من سياسة موسكو نحوها أوائل السبعينيات. وأصبح السادات مقتنعا بأن أمريكا وحدها هي التي تستطيع تقديم ما تحتاجه مصر لتحديث نفسها. وعندئد ولدت العلاقة الاستراتيجية بين مصر وأمريكا.
كانت حاجزا ضد النفوذ السوفييتي. ونهاية حالة الحرب بين مصر وإسرائيل التي توجتها زيارة السادات للقدس. وعامودا صلبا من أعمدة الأمن الغربي في الشرق الأوسط. وهذه المفاهيم تنتمي إلي عصر انتهي منذ أكثر من عقدين. ومع ذلك تظل مفاهيم مستعملة كأساس للعلاقة المصرية الأمريكية، مفاهيم انتهي زمنها حتي قبل قيام الثورة التي أسقطت مبارك. كانت أمريكا تستطيع دائما أن تطمئن نفسها بأن الديكتاتور العجوز كان كنزا لأنه أبقي قناة السويس مفتوحة وحافظ علي السلام مع إسرائيل. وقمع التيار الإسلامي. ولكن الإعصار السياسي الذي حدث خلال السنتين الماضيتين. وصعود الإخوان المسلمين جعل هذا المفهوم الخاطئ أكثر وضوحا. فالرئيس مرسي لم يحاول هدم النظام السياسي أو يتحدي معاهدة السلام مع إسرائيل. وبزوال الحرب الباردة من الساحة واجه صانعو السياسة الأمريكيون وقتا صعبا لتطوير سياسة بديلة لعلاقة عفا عليها الزمن. وظلوا يحومون حول فكرة «نريد ما يريد المصريون». أو ترك الأمور كما هي لأن العلاقة القائمة كانت عملية. وبمعني ضيق كانت عملية. ولكن قرب نهاية عهد مبارك بدا أن ما يسمي بالعلاقة الاستراتيجية هو شعار يردده المسئولون في مصر وأمريكا بينما يعني في حقيقته المساومة حول المعونات المالية. فالمعونة العسكرية كانت لشراء أنظمة تسليح لن يستعملها المصريون أو لن يتقنوا استعمالها. أما المعونة الاقتصادية فكانت من الضآلة لدرجة لا تعالج ما يواجهه الاقتصاد المصري من كوارث. والارتباك لم ينفع البلد في مواجهة عجزها الكبير. هناك مجموعة بين المسئولين الأمريكان تفهم المدي الذي تغيرت له الأمور في مصر. ولكنها تغفل أن ظروف الماضي قد تغيرت. ومازال اهتمامها مقصورا علي المساعدات المالية. والسماح باستعمال المجال الجوي المصري وقناة السويس.
وهناك مجموعة أخري من ساستنا في الكونجرس تري التغيير الذي حدث في مصر ولكنها تريد معاقبتها علي خروجها من دائرة النفوذ الأمريكي. وتعتبر الإخوان إسلاميين وبالتالي إرهابيين لا يصح منحهم معونة أمريكية، ولكن كلتا المجموعتين تخشي أن تنهار مصر تحت وطأة مشاكلها.
والمشكلة الحقيقية في سبيل وضع سياسة أمريكية هي أن أمريكا ليست مهتمة حقيقة بمصر مهما ردد ساستنا عن أهمية تطوير الديمقراطية فيها. فسياسة أمريكا المهمة في المنطقة هي ضمان استمرار تدفق النفط وحماية أمن إسرائيل وألا تسيطر دولة أخري غير أمريكا علي المنطقة. وبمعني صريح فكون مصر ديمقراطية من عدمه لا يعني أمريكا في حد ذاته. كل ما يهمها هو استقرار مصر حتي تساند أمن السعودية وإسرائيل. وتواجه التحدي الإيراني.
والآن يعد وزير خارجية جديد رحلته لمصر ما بعد مبارك بأمل تجديد العلاقات. دون استبدال المعونات بالتجارة حتي تبقي العلاقة الاستراتيجية ممكنة. فالتهديد بقطع المعونات لا يخيف المصريين. ربما لا يمكن حاليا وضع سياسة أمريكية واضحة. ما دامت سياسة مصر نفسها غير مستقرة. ولكن الـ 75 ملياراً التي أنفقتها أمريكا علي مصر منذ السبعينيات والتي ضاعت في بالوعة البيروقراطية. وحاجة مصر العاجلة لمساعدة أمريكا لها هي رابطة هذا الزواج بلا حب الذي يجمع بين البلدين. ربما يكون التحالف الاستراتيجي بين مصر وأمريكا قد مثل لحظة قد مضت الآن. لقد أتي الاستثمار الأمريكي في مصر بمزايا لأمريكا. أما الآن فإن أحسن ما يمكن أن تفعله أمريكا هو ألا تحاول إصلاح الروابط الاستراتيجية بل عليها أن تبدأ من جديد. كان أوباما محقا في مايو 2011 عندما قال إن علي الأمريكيين أن ينظروا إلي ما حدث في العالم العربي بتواضع. ولكن دون أن يتخلوا عن مبادئهم. وهذا يعني جزئيا الاعتراف بأن المصريين يريدون علاقة معنا ليست بالضرورة علي قدم المساواة - فهذا مستحيل - ولكن علاقة أكثر احتراما لرؤيتهم لمفهوم مصالحهم القومية.
وهذا الإطار يجعل بعض الأمريكيين والإسرائيليين قلقين. ولكن هناك أخباراً سارة: فمهما حدث فليس محتملا أن تتحالف مصر مع أعداء أمريكا. فالغزل بين مصر وإيران هدفه بالنسبة لمرسي أن يري المصريون الفارق بين عهد مبارك والآن. كما أن الهدف هو إرسال رسالة للسعودية أن مصر تنوي استعادة وضعها كلاعب أساسي في المنطقة. وقد أثبت المصريون أنهم أشد علي حماس مما توقع الكثيرون. رافضين السماح لها بافتتاح مكتب في مصر. كما أنهم غمروا الأنفاق المحفورة علي الحدود مع قطاع غزة والتي كانت خط الإمداد لحماس. وغني عن البيان أن مصر الجديدة لا حاجة لها بحزب الله أو لبشار في سوريا. ليس من المحتمل أن يحدث تقارب شديد بزيارة كيري لمصر. فمصر تحارب مع نفسها داخليا وفي حاجة ماسة لمساعدة اقتصادية. ومع ذلك فعندما يتعامل كيري وأوباما مع المشكلة المصرية الحالية فإنهم سيحققون الكثير لو أنهم أخرجوا العلاقات المصرية الأمريكية من قيد العلاقة الاستراتيجية إلي علاقات طبيعية تجاري التغيير الذي طرأ علي المنطقة وعلي مصر.
وهذا يستدعي أن يأخذ صانعو السياسة لدينا بالنظرة البعيدة. ويفهموا أن شيئا من التباعد بين البلدين قد يكون مفيدا. ومن يدري فإن قليلا من التباعد قد يذكرّ البلدين بسبب تحالفهما في الماضي.
وإلي هنا ينتهي التحليل الأمريكي عن أهداف أمريكا في مصر في الماضي والحاضر والمستقبل. وتتلخص ببساطة في حماية أمن إسرائيل وضمان استمرار تدفق النفط لأمريكا والغرب من المنطقة، وعدم السماح بقيام قوة أخري في المنطقة مناوئة لأمريكا. وهذا يستدعي طبعا وجود حكومات محلية تابعة للنفوذ الأمريكي لتنفيذ هذه المصالح. سواء كانت دكتاتوريات عسكرية أو فاشيات دينية ذات غلاف ديمقراطي لا يخفي حقيقتها. أما قيام حكومات وطنية حقيقية في المنطقة تعمل لصالح شعوبها أولا وأخيرا. سواء صادق ذلك صداقة مع أمريكا أو تحديا لها. فشيء لا تريده أمريكا طبعا. وتقاومه بكل وسيلة. وقد سبق لنا منذ 2000 ونحن نكتب علي مدار الحقبة الماضية أن التيار الديني سيكون رهان أمريكا المقبل. لان الديكتاتورات العسكرية قد تآكلت. وقد أثبت الإخوان المسلمون في اتفاقهم السري الأخير بإنهاء التهديد والصواريخ التي كانت تطلقها حماس علي إسرائيل. أن حكم الإخوان أكثر ضمانا لأمن إسرائيل من حكم مبارك. ولكن ما فات أمريكا والإخوان أن الفاشية الدينية لن تستقر أبدا في حكمها أو إخضاعها لشعب مصر بما يمكنها من حماية المصالح الأمريكية. وأن الثورة المجيدة في مصر مستمرة في طريقها لتحقيق ديمقراطية حقيقية في إطار دولة مدنية لا تتاجر بالدين. سواء رضي الأمريكيون والإخوان أم أبوا والأيام بيننا.
---

اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - ماذا تعني مصر لأمريكا؟

الجمعة، 26 أبريل 2013

حكايات مصرية

1-لما يرجع البيت …طيري لعنده وضميه…بس انتبهي..لايغمى عليه..من المفاجأة….

2-أرمي عليه واحدة من الابتسامات الخطيرة اللي تدربت عليها ساعة أمام المرايا.. بس لاتتوقعى يرفع

عينه ويشوفها..

3_ خلى عطرك يسبقك….ويتكلم بدالك… وعلى طول قولي له انه هو اللي جايبه قبل ما يقول

شووو هالريحة..

4_ قولي كلمة حلوة…وارمى نظرة حنونة ولاتنتظرى النتيجة…لأنها بتطول اكثر من قضية

فلسطين..

5_ قاومي نفسك وفضولك….فقط اسأليه عن نفسه… الحقي الكم كلمة الباقية عنده من المخزون

قبل لايصفر..

6_ في حضوره اقفلي كل المواضيع إلا موضوع جاذبيته ونجاحه…والله رح تخليه يتجنن يمشي يكلم

نفسه..

7_ قولي احبك….فهذه الكلمة تزيد وسامته… بس مو كلهم متل 
بعض …

8_ لا تنسي تذكريه انه ملك جمال العالم …كيف ماكان.. ولو كان أشعث اغبر…

9_ حضري له الجريدة والقهوة….وقبلة…ثم اتركيه ينعم بالهدوء… رح يستغرب..ويتعذب

شوى وهذا المراد من رب العباد..

11_ عندما يقول…لا….قولي حاضر….ورددي …حتى اللا من فمك زي العسل

ياحبيبي…. ثم استشهدي بقول الشعر… وحسن قول نعم من بعد لا.. رح يستسلم لانك

ماقاومت… وفي قلبك قولي اللي بخاطرك …..

12_ لاتثقلي عليه بالطلبات…فقط قصر منيف…وصيف في ماليزيا… والبقية سهلة.. (

أصلا ثقيلة خفيفة مارح تجى……

13_ عندما يعود من السفر….دعيه يتفاجئ من التغيير… وان كان يحب شيء سوى عكسه حتى

لما ترجعى للى يحبه يشوفه شي …..

14_ اذا كان ينتظرك لتستعدى للخروج معه… ضعي أمامه

الريموت..والشاى…وجريدة..وهاتفه.. واستعدى براحتك… ولاراح يسال فيك.

15_عندما يصمت لاتحاولى أن تخرجيه من هذا الصمت وإلا انقلب عليك… فقط..أعطيه الأمان

والحنان.. وفي سرك قولي احسن..

17_ إذا أردت منه شيئا فاطلبيه مباشرة بلا لف أو دوران… لكن توقعى القبول…لانه ينتقل

بالاشعاع الصادر منك… طبعا رح تجيك صدمة…من عودة الإشعاع إليك بقوة..

18_ اذا اساء معاملتك فهذا ليس لانك تستحقين…بل لانه لايفهمك…ولارح يفهمك فلا تحلمى

بالمستحيل..

19_لاتستخدمى كلمة دائما الا ان كان قبلها كلمة احبك…. والله هالكلمة ترفع ضغط النساء

والرجال.. انت دايما مهملة.. انت دايما مهمل.. فاذا يوم حبيت تقتليه وماحد دارى…

امسكيها وقوليها عشر مرات كفاية…

20_ اذا مرض…فانه سيتعبك اكثر من الرضيع…لذلك اهتمى بالوقاية…وامطريه بعصير

البرتقال… ولما يمرض احتسبي عند الله ورح تندمى لانك ماعصرت البرتقال اللي في البلد كله..

21_ اهتمى بالمفاجات…لايهم ان توجد مناسبة لهذا… اهم شي يكون استلم الراتب اليوم

22_ اذا جاءت سيرة اهله…ادعى لهم وامطريهم بالمديح…ثم اختمى يكفي انهم جابوك

لهالدنيا… بس لايصير لك شي في سرك قولى اللى تبغيه..

23_اذا اردتيه ان يصلح لك شيئا…فقط كبري راسه…قولى…والله التلفزيون بعد ماصلحته

صار احسن من الجديد… لكن احسن لك لايصلح شي والله البيت بيتحول لروبابيكيا.. .

24_ عندما يتكلم عن عمله…تحمليه…امنحيه نظرات محبة وهزة راس… بس اكيد

بتدوخى…من كثر هز الراس…

25_ لما يكون مسافر ويكلمك ..تظاهرى انك تبكى من الم الفقد..والشوق والحرمان

(الامر مايحتاج تكونى فنانة بالتمثيل…بس في احتمال ينقطع الخط…) ….

26_ اذا اتصل وقال انه سيتاخر…قولى براحتك حبيبي…المهم تكون مبسوط… والله رح

تقهريه… وتنقهري انتي كمان …….

27_ اذا قام بتصرف ..مزعج..وجاء وهو يعرف مسبقا انكما ستتاخصمان…فاجئيه انك لست

غاضبة ابدا…واضحكى معه وامرحى… رح يفضل يسال نفسه شوووو مخططة ياترى…

28_ اذا قال لك انه مشغول…لاتتذمرى…املئي حياتك بالاشياء الجميلة… ترى والله الحياة

مليانة اشياء حلوة…….

29_ فاجئيه باطباق يعشقها…لكن لاتطبخى اطباق والدته… رح يفضل يقول لك بس امى تسويه

بهالشكل…

30_ اتبعى مع النصائح السابقة…هذا الدعاء… اللهم اجعله لى سكنا واجعلنى له سكنا واجعل

بينى وبينه مودة ورحمة… وستكون النتيجة…فتاااااااكة…فتاااا كة

1 - الرجل الذي يكون كريم في عواطفه ويده ويهبها الأمان والحنان

*:*:*:*:*:* *:*:*:*:*:*

2 - اللين في تعامله الرقيق في مشاعره القوي الشخصية بلا غرور الواثق من نفسه .

*:*:*:*:*:* *:*:*:*:*:*

3 - الذي تشعر وهي معه برجولته وأنوثتها .

*:*:*:*:*:* *:*:*:*:*:*

4 - اذا تحدث تنبهر من أسلوبه وحسن حديثه ولاتمله .

*:*:*:*:*:* *:*:*:*:*:*

5 - الذي يدللها ويرويها عشقاً.

*:*:*:*:*:* *:*:*:*:*:*

6 - الذي يتقن فن النظرات تجاهها

*:*:*:*:*:* *:*:*:*:*:*

7 - الذي يقدر احساسها ومشاعرها ويحن عليها وقت حزنها وألمها.

*:*:*:*:*:* *:*:*:*:*:*

8 - الذي يستمع لها ويقدر رأيها ويطلب مشاركتها ويحترم رأيها.

*:*:*:*:*:* *:*:*:*:*:*

10 - الذي في بعض الأمور يفضلها على نفسه .

نفسى

 فلنغير نظرة التشاؤم في أعيننا لما حل بنا من محن إلى نظرة حب وتفاؤل لما عاد علينا من فائدة وخير بعد مرورنا بهذه المحن. ما أحوجنا لمثل هذا ال...