الأربعاء، 23 سبتمبر 2009
اية ريك ريك يهمنا
أنا طبيبة أبلغ من العمر ما يقارب السبع وعشرين سنة.لم أرتبط إلى الآن، وصرت أخشى على نفسي من الفتنة في ظل ما نراه ونعايشه في أيامنا هذه. ونظراً لأن عدد الذين يتقدمون لخطبتي قليل (بحكم كوني طبيبة وأدرس الماجستير أيضا)، ونظراً لأني لم أجد من بين هذا العدد القليل من أرضى خلقه ودينه.. لهذه الأسباب انضممت لأحد مواقع الزواج على النت، وهذا الموقع فيه رقابة شديدة وصارمة، ولا يسمحون بالتواصل بين الرجل والمرأة إلا بشروط وقيود ورسوم.... إلخ. المهم.. يتقدم لي من خلال هذا الموقع شباب أحسبهم على خير، وأظنهم مناسبين جدا.. ولكن هناك مشكلة واحدة، وهي أنهم مقيمون بمحافظة غير محافظتي، بل ومنهم من يعمل خارج بلدي ويريد أن يأخذ زوجته معه. أنا الآن في حيرة من أمري، فأنا أعلم جيدا أن أمي تريدني بجانبها، فأنا ابنتها الوحيدة فهي لا تكاد تطيق فراقي، فهي تشعر دائما أني مؤنستها، وتتأذى إذا ما أتاني من يريد أخذي بعيدا عن محافظتي، فهي تريدني أن أبقى في نفس المحافظة بجوارها.. ولكن إلى متى؟ صار عمري سبعة وعشرين عامًا، وصرت أخشى على نفسي والله.. أفيدوني: هل أرفض الزواج من رجل أرضى دينه وخلقه لأنه سيبعدني عن أمي، ولأنها ستتعب من أثر ذلك، أم أرفضهم جميعا واحدا تلو الآخر، وأصبر حتى يأتيني من يسكنني بجوار أمي؟ أفيدوني، وجزاكم الله خيرا.
| |
الجواب | |
بسم الله الرحمن الرحيم، و الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الإسلام اليوم، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بكِ، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يفرج كربتك، وأن يقضي حاجتك، وأن يوفقك إلى كل خير، وأن يمنَّ عليك بزوج صالح طيب مبارك يكون عونًا لكِ على طاعة الله ورضاه، وترزقين منه بذرية صالحة طيبة.
ابنتي الحبيبة.. هذا الشعور الذي عندك شعور نبيل وشعور رائع، وهو إن دل على شيء فإنما يدل على أن الله حباكِ فطرة طيبة سليمة سوية، وأنك تقدرين فعلاً أصحاب المعروف والذين ضحوا بحياتهم من أجل غيرهم، وتستشعرين مسئوليتك تجاه من كان السبب بعد الله في وجودك ووصولك إلى ما أنت فيه أو ما أنت عليه الآن، وهذا شعور طيب، وهو بلا شك مأجور ولن يضيع عند الله، لأن هذه الرحمة التي أودعها الله في قلبكِ على أمك هي من محبة الله بكِ، والنبي عليه الصلاة والسلام بشركِ بقوله: (الراحمون يرحمهم الرحمن) وبقوله صلى الله عليه وسلم أيضًا: (ارحموا تُرحموا)، وكما ورد أيضًا (بروا آباءكم تبركم أبناؤكم). فثقي وتأكدي من أن هذه المشاعر النبيلة الرائعة التي تملأ قلبكِ، حتى إنك تفكرين في عدم الزواج بعيدا عن أمك خوفا عليها من الوحدة في المستقبل، هذه المشاعر سوف تجنين ثمارها بإذن الله في الدنيا والآخرة. فصبرك على العناية بوالدتك، وعدم إظهار التضجر والشكوى لها، لك فيه أجر عظيم، وثواب جزيل، خاصة وهي في كبر سنها الذي نبه عليه الرب جل وعلا بقوله: "إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً".
حبيبتي.. أنت تقولين إنك الابنة الوحيدة، ففي حالة سفرك من سيعتني بوالدتك، من سيرعاها، ففي هذه السن هي أحوج ما تكون للرعاية، فهل هناك أفضل من ابنتها التي كانت بطنها لكِ وعاء, وثديها لكِ سقاء, وحجرها لكِ حواء، وسهرت الليالي حتى وصلت إلى المكانة المرموقة التي وصلتِ لها، حاولي أن تضعي نفسك مكان والدتك فهل كنتِ ستتأذي إذا ما تركتك ابنتك الوحيدة؟
اعلمي يا بنيتي أن من ترك لله شيئاً عوًَّضه الله خيراً منه، و الإسلام عنى بالأم عناية خاصة، ولقد قال الله في كتابه العزيز (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير)، كما جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله , أردت أن أغزو , وقد جئت أستشيرك , فقال:« هل لك من أم »؟ قال: نعم. قال: « فالزمها فإن الجنة عند رجليها ». وإذا كان بر الوالدين مقدم على الجهاد في سبيل الله عز وجل، فبالطبع هو مقدم على الزواج.عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: (أقبل رجل إلى النبي فقال أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله تعالى، فقال: "هل من والديك أحد حي؟ " قال: نعم بل كلاهما. قال: " فتبتغي الأجر من الله تعالى؟ " قال: نعم. قال: "فارجع فأحسن صحبتهما "متفق عليه.
وأحب أن أبشرك – ابنتي الحبيبة - بأن تضحيتك لإرضاء والدتك لن تضيع عند الله، فصبرك على أمك، وحرصك على عدم عقوقها، سيكون سببا في إكرام الله لك، وستجني من وراء هذا خيرا كثيرا، ولعلك سمعت بقصة التابعي الجليل أويس بن عامر القرني الذي أخبر عنه النبي - صلى الله عليه وسلم – أصحابه، وأخبرهم أن له دعوة مستجابة بسبب بره بأمه، وإحسانه إليها، فابشري بخير الدنيا والآخرة! واحرصي على مرضاة والدتك! واعلمي أن رضا الله من رضا الوالدين، وسخط الله من سخطهما.
ابنتي الحبيبة عليكِ فقط أن توقني أن الزواج رزق من عند الله، وأن تأخره لحكمة لا يعلمها إلا هو، ربما يريد أن يسمع صوتك تدعينه أن يرزقك الزوج الصالح، ربما يعد لك زوجا يكون أهلا للارتباط بك، فما أدراكِ أن الشخص الذي تقدم لكِ عن طريق هذا الموقع هو شخص أهل لكِ، فهو من محافظة أخرى، ويصعب عليكِ التأكد من خلقه ودينه، كما أنكِ لا تعلمين هل ستقدرين على احتمال البعد عن بلدتك، وقبل ذلك أمك، فلا تتعجلي حبيبتي واصبري فإن فرج الله قريب.
ثم هناك حلٌ: ما المانع أنه إذا تقدم إليك أحد أن تشترطي عليه أن تكون أمك معك، أو أن تكوني قريبة منها مثلاً، هذا هو الممكن، فرضًا إذا كان الخاطب المتقدم إليك مما تتوافر فيه الصفات الحسنة، وعلى رأسها الدين والخلق، وكان بينكما تكافئا بالقدر المقبول. فأتمنى أن تكوني واقعية، وأتمنى أن تتركي هذه الأمور لقدر الله تعالى، وأتمنى أن يمنَّ الله عليك بزوج بار بك وبأمك، و يكون حريصًا على أن يعينك على بر أمك والإحسان إليها، وأن يكرمه الله إذا كان من بيت قريب من بيتكم، فمن الممكن أن تكون الأمور أحسن.
فتوجهي إلى الله بالدعاء أن يكرمك الله تعالى بزوجٍ لا يمنعك من بر أمك وصلتها والإحسان إليها، وأنت تستطيعين بما أن الله منَّ عليك بالوظيفة المرموقة، أن تضمي أمك إليك ولو في شقة مجاورة إن لم يكن في بيتك فقريبة منك في المستقبل. فاتركي الأمر لأقدار الله تعالى، واستغلي فترة وجودك مع أمك في برها وإكرامها والإحسان إليها، على أقصى ما تستطيعين وإلى أقصى درجة، واتركي المستقبل هذا لله تبارك وتعالى يفعل فيه ما يشاء، واعلمي أن الدعاء ليس أمرًا هينًا، بل إن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (لا يرد القضاء إلا الدعاء)، وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء، فإنه لا يهلك مع الدعاء أحد)، وقال أيضًا: (ليس شيء أكرم على الله من الدعاء)، فاجتهدي وأري الله من نفسك خيرًا، وأكرمي أمك فترة وجودك معها إلى أقصى درجة لاحتمال أن تكون ظروفك في المستقبل لا تمكنك من ذلك، فتكونين قد أديت شيئًا من الحق الذي لها عليك، أو الواجب الذي لها عليك.
نسأل الله أن يجزيك خيرًا على هذه العواطف الطيبة، وأن يرزقك ثواب برها وفضل أجر برها، وأن يجعل هذه المحبة في قلوب أبنائك عليك إذا ما كنت في مثل حال أمك، وأن يعينك على التواصل المستمر معها، وأن يعينك على أن تظلي معها إلى ما شاء الله، إنه جواد كريم.
وأخيرا نسأل الله أن يعوضك بخير العوض، وأن يمن عليكِ بالزوج الصالح والذرية الطيبة، وأن يجعلك من عباده ال
|
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
نفسى
فلنغير نظرة التشاؤم في أعيننا لما حل بنا من محن إلى نظرة حب وتفاؤل لما عاد علينا من فائدة وخير بعد مرورنا بهذه المحن. ما أحوجنا لمثل هذا ال...
-
يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي، والأدوية المصنعة كالسبرالكس والزيروكسات والزولفت هي أدوية أكثر نقاءً وأكثر تأثيرًا على الناقلات العصبية، لأنه...
-
Je gezondheid is een weerspiegeling van je psychische toestand! De ziekte is meestal het gevolg van onopgeloste interne conflicten die verv...