الأحد، 4 فبراير 2018



‫ان الحرية تتعلق بقرارها ارتداء غطاء الرأس. وهي تتذكر‬ ‫حادثة ما زالت حية في ذهنها أثناء رحلة لها مع طلبة مدرستها‬ ‫الثانوية إلى باريس حين تحدثت مجموعتها إلى فتيات في إحدى‬ ‫المدارس اإلسالمية الخاصة التي أنشئت رد اً على قانون فرنسي‬ ‫يحظر غطاء الرأس في المدارس الحكومية، “كنت أنا ورفاقي‬ ‫ننظر إليهن”، هذا ما قالته بنداوي لمحطة إن أر بي، وأضافت،‬ ‫“وفي تلك اآلونة كنت احمد اهلل النني أعيش في أميركا حيث‬ ‫أستطيع ان أمشي في الشارع والمنديل على رأسي من دون ان‬ ‫اضطر إلى نزعه بسبب المحافظة على مقعدي في المدرسة.”‬ ‫أما بالنسبة إلى المهاجرة الباكستانية، نور فاطمة، فان‬ ‫الحرية تعني انها بعد انتقالها إلى منطقة في حي بروكلن، بمدينة‬ ‫نيويورك، المعروفة باسم باكستان الصغرى، أصبحت تستطيع‬ ‫ان تختار نزع المنديل عن رأسها، سعيدة بفكرة ان االميركيين‬ ‫يعتبرون هذه االختيارات االجتماعية والدينية مسائل شخصية‬ ‫بوجه عام. “هذه أرض الفرص، فالكل متساوون هنا”، هذا ما‬ ‫قالته فاطمة لجريدة النيويورك تايمز. وأضافت، “جئت إلى‬ ‫الواليات المتحدة النني أريد تحسين نفسي. فقد ولدت هنا من‬ ‫جديد.”‬ ‫واليوم، في اآلالف من الظروف المختلفة، يحتضن‬ ‫األميركيون الذين يتبعون الدين اإلسالمي تراثهم على انه جزء‬ ‫أساسي من هوية هي من نسج ذواتهم يختارون فيها من بين كل‬ ‫اإلمكانات المتاحة للحرية التي تمنحها هذه األرض لمواطنيها.‬ ‫وفيما هم يستكشفون هذه اإلمكانيات، فانهم يكتشفون أيضاً انهم‬ ‫قد أصبحوا أميركيين.‬ ‫“إننا نشدد على الهوية اإلسالمية األميركية، وعلى ان‬ ‫الوطن هو المكان الذي سينشأ فيه أحفادنا، وليس حيث دفن‬ ‫أجدادنا”، هذا ما قاله المدير التنفيذي لمجلس الشؤون اإلسالمية‬ ‫العامة سالم المرياطي لجريدة ساكرامنتو بي في كاليفورنيا.‬ ‫يساهم‬ ‫وجمعياتهم،‬ ‫وثقافتهم،‬ ‫أعدادهم،‬ ‫تنامي‬ ‫ومع‬
‫باتجاه عقارب الساعة: في الصورة العليا فاروق أبو الذهب يتحدث عن‬ ‫التعددية في مسجده، والى أسفلها قادة دينيون من مختلف الديانات يجتمعون‬ ‫احتفا ال بالسالم والتسامح، وفي الصورة السفلى تبدو سارة الطنطاوي وهي‬ ‫ً‬ ‫تجيب عن األسئلة في مؤتمر صحفي.‬

‫األميركيون المسلمون في كل ميدان، بدء اً باألعمال التجارية‬ ‫والدراسات العلمية ووصو ال إلى الرياضة والفنون. كما تتفاوت‬ ‫ً‬ ‫رواياتهم من صاميول حق نور، الذي ولد في باكستان، والذي‬
‫51‬


‫اإلمام هاشم رضا يؤم في المصلين في صالة الميت في مركز الفاطمة اإلسالمي في مدينة كولوني، بوالية نيويورك، في تشييع محسن ناغفي، وهو ضابط في‬ ‫الجيش األميركي قتل جراء انفجار قنبلة كانت زرعت على جانب الطريق في أفغانستان.‬

‫61‬


‫استحقت أطباقه الحالل الغنية بالتوابل، منحه جائزة 6002‬ ‫كأفضل بائع مأكوالت متجو ل في نيويورك، مرور اً بالدكتور‬ ‫ّ‬ ‫الياس زرهوني، الجزائري المولد، الذي هو مدير المعاهد‬ ‫القومية للصحة من العام 2002 إلى العام 8002، والمعلّق‬ ‫والمحرر فريد زكريا في مجلة نيوزويك، وصو ال إلى الممثل‬ ‫ً‬ ‫وفنان الهيب هوب موس ديف . ومن نجم كرة السلة المحترف‬ ‫ّ‬ ‫ديكمبي موتومبو في فريق هيوستن روكتس، وصو ال إلى‬ ‫ً‬ ‫نائب والية مينيسوتا كيث أليسون، وهو أول عضو مسلم في‬ ‫الكونغرس األميركي.‬ ‫فضال عن ذلك، يعمل جيل جديد من األميركيين المسلمين‬ ‫على إثراء ميادين أخرى في الحياة األميركية من الطب،‬ ‫والعلم، وصوال إلى األدب األميركي. فهناك الطبيبة النسائية‬ ‫نوال نور، المولودة في السودان والتي نشأت في مصر، هي‬ ‫رائدة في حقل صحة المرأة، كونها مؤسسة مركز الصحة‬ ‫النسائية األفريقي في بوسطن، بوالية مساتشوستس. وقد ُنحت‬ ‫م‬ ‫منحة مكارثر الرفيعة (التي يشار اليها تحت االسم المختصر‬ ‫“بمنحة العباقرة”) في العام 3002، وجائزة جامعة ستانفورد‬ ‫للباحثين المسلمين في العام 8002.‬ ‫وقد أضاف العالم األميركي اإليراني في جامعة واشنطن،‬ ‫باباك بارفيز تقدماً جديد اً إلى علم التكنولوجيا المتناهية الصغر‬ ‫(نانو تكنولوجي) عن طريق تطبيقات بيولوجية وإلكترونية‬ ‫متناهية الصغر على صعيد الخاليا والجزيئات، بما فيها أدوات‬ ‫صغيرة جد اً تستطيع ان تتجمع وأن تعيد تجميع نفسها ذاتياً.‬ ‫أما الكاتبة مهجة كهف، التي جاءت من سوريا وهي‬ ‫طفلة، فقد وجهت انتقادات الذعة للثقافة األميركية عموماً،‬ ‫كما انتقدت األميركيين المسلمين أنفسهم، بقدر من المفارقة‬ ‫الرقيقة والمالحظات الحادة الالذعة في كتاب شعرها الذي جاء‬ ‫بعنوان، رسائل إلكترونية من شهرزاد. كما في رواية سيرتها‬ ‫الذاتية التي تجري أحداثها في والية انديانا، بعنوان، الفتاة ذات‬ ‫الوشاح البرتقالي، وهذان الكتابان استقطبا من حولها معجبين‬ ‫متحمسين، وال سيما بين الفتيات األميركيات المسلمات األصغر‬ ‫سناً .‬

‫وهي تكتب أيضاً عم

ليست هناك تعليقات:

نفسى

 فلنغير نظرة التشاؤم في أعيننا لما حل بنا من محن إلى نظرة حب وتفاؤل لما عاد علينا من فائدة وخير بعد مرورنا بهذه المحن. ما أحوجنا لمثل هذا ال...