ان الحرية تتعلق بقرارها ارتداء غطاء الرأس. وهي تتذكر حادثة ما زالت حية في ذهنها أثناء رحلة لها مع طلبة مدرستها الثانوية إلى باريس حين تحدثت مجموعتها إلى فتيات في إحدى المدارس اإلسالمية الخاصة التي أنشئت رد اً على قانون فرنسي يحظر غطاء الرأس في المدارس الحكومية، “كنت أنا ورفاقي ننظر إليهن”، هذا ما قالته بنداوي لمحطة إن أر بي، وأضافت، “وفي تلك اآلونة كنت احمد اهلل النني أعيش في أميركا حيث أستطيع ان أمشي في الشارع والمنديل على رأسي من دون ان اضطر إلى نزعه بسبب المحافظة على مقعدي في المدرسة.” أما بالنسبة إلى المهاجرة الباكستانية، نور فاطمة، فان الحرية تعني انها بعد انتقالها إلى منطقة في حي بروكلن، بمدينة نيويورك، المعروفة باسم باكستان الصغرى، أصبحت تستطيع ان تختار نزع المنديل عن رأسها، سعيدة بفكرة ان االميركيين يعتبرون هذه االختيارات االجتماعية والدينية مسائل شخصية بوجه عام. “هذه أرض الفرص، فالكل متساوون هنا”، هذا ما قالته فاطمة لجريدة النيويورك تايمز. وأضافت، “جئت إلى الواليات المتحدة النني أريد تحسين نفسي. فقد ولدت هنا من جديد.” واليوم، في اآلالف من الظروف المختلفة، يحتضن األميركيون الذين يتبعون الدين اإلسالمي تراثهم على انه جزء أساسي من هوية هي من نسج ذواتهم يختارون فيها من بين كل اإلمكانات المتاحة للحرية التي تمنحها هذه األرض لمواطنيها. وفيما هم يستكشفون هذه اإلمكانيات، فانهم يكتشفون أيضاً انهم قد أصبحوا أميركيين. “إننا نشدد على الهوية اإلسالمية األميركية، وعلى ان الوطن هو المكان الذي سينشأ فيه أحفادنا، وليس حيث دفن أجدادنا”، هذا ما قاله المدير التنفيذي لمجلس الشؤون اإلسالمية العامة سالم المرياطي لجريدة ساكرامنتو بي في كاليفورنيا. يساهم وجمعياتهم، وثقافتهم، أعدادهم، تنامي ومع
باتجاه عقارب الساعة: في الصورة العليا فاروق أبو الذهب يتحدث عن التعددية في مسجده، والى أسفلها قادة دينيون من مختلف الديانات يجتمعون احتفا ال بالسالم والتسامح، وفي الصورة السفلى تبدو سارة الطنطاوي وهي ً تجيب عن األسئلة في مؤتمر صحفي.
األميركيون المسلمون في كل ميدان، بدء اً باألعمال التجارية والدراسات العلمية ووصو ال إلى الرياضة والفنون. كما تتفاوت ً رواياتهم من صاميول حق نور، الذي ولد في باكستان، والذي
51
اإلمام هاشم رضا يؤم في المصلين في صالة الميت في مركز الفاطمة اإلسالمي في مدينة كولوني، بوالية نيويورك، في تشييع محسن ناغفي، وهو ضابط في الجيش األميركي قتل جراء انفجار قنبلة كانت زرعت على جانب الطريق في أفغانستان.
61
استحقت أطباقه الحالل الغنية بالتوابل، منحه جائزة 6002 كأفضل بائع مأكوالت متجو ل في نيويورك، مرور اً بالدكتور ّ الياس زرهوني، الجزائري المولد، الذي هو مدير المعاهد القومية للصحة من العام 2002 إلى العام 8002، والمعلّق والمحرر فريد زكريا في مجلة نيوزويك، وصو ال إلى الممثل ً وفنان الهيب هوب موس ديف . ومن نجم كرة السلة المحترف ّ ديكمبي موتومبو في فريق هيوستن روكتس، وصو ال إلى ً نائب والية مينيسوتا كيث أليسون، وهو أول عضو مسلم في الكونغرس األميركي. فضال عن ذلك، يعمل جيل جديد من األميركيين المسلمين على إثراء ميادين أخرى في الحياة األميركية من الطب، والعلم، وصوال إلى األدب األميركي. فهناك الطبيبة النسائية نوال نور، المولودة في السودان والتي نشأت في مصر، هي رائدة في حقل صحة المرأة، كونها مؤسسة مركز الصحة النسائية األفريقي في بوسطن، بوالية مساتشوستس. وقد ُنحت م منحة مكارثر الرفيعة (التي يشار اليها تحت االسم المختصر “بمنحة العباقرة”) في العام 3002، وجائزة جامعة ستانفورد للباحثين المسلمين في العام 8002. وقد أضاف العالم األميركي اإليراني في جامعة واشنطن، باباك بارفيز تقدماً جديد اً إلى علم التكنولوجيا المتناهية الصغر (نانو تكنولوجي) عن طريق تطبيقات بيولوجية وإلكترونية متناهية الصغر على صعيد الخاليا والجزيئات، بما فيها أدوات صغيرة جد اً تستطيع ان تتجمع وأن تعيد تجميع نفسها ذاتياً. أما الكاتبة مهجة كهف، التي جاءت من سوريا وهي طفلة، فقد وجهت انتقادات الذعة للثقافة األميركية عموماً، كما انتقدت األميركيين المسلمين أنفسهم، بقدر من المفارقة الرقيقة والمالحظات الحادة الالذعة في كتاب شعرها الذي جاء بعنوان، رسائل إلكترونية من شهرزاد. كما في رواية سيرتها الذاتية التي تجري أحداثها في والية انديانا، بعنوان، الفتاة ذات الوشاح البرتقالي، وهذان الكتابان استقطبا من حولها معجبين متحمسين، وال سيما بين الفتيات األميركيات المسلمات األصغر سناً .
وهي تكتب أيضاً عم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق