أصلاً الرجل ما يتألم ما يحب ما يحس معندو مشاعر" هي **خاطئة** تماماً. الرجل يشعر ويتألم ويحب مثل أي إنسان، لكن الفرق غالباً ما يكمن في كيفية التعبير عن هذه المشاعر بسبب ضغوط التوقعات الاجتماعية والتربية.
يوضح الجدول الآتي الفجوة بين حقيقة مشاعر الرجل وكيفية التعبير عنها:
| الجانب | الحقيقة (ما بداخله) | المظهر الخارجي (ما يظهره غالباً) |
| :--- | :--- | :--- |
| **التعامل مع الألم** | يشعر بألم عميق قد يكون "ناراً لو اشتعلت لأحرقت مدينة بأكملها". | يكتم الألم ويتألم بصمت، وقد تتحول هذه الآلام إلى أعراض جسدية أو أمراض. |
| **البكاء** | يشعر بالرغبة في البكاء كأي إنسان، والبكاء هو فطرة إنسانية ورد في القرآن والسنة. | يمتنع عن البكاء بسبب التربية التي تربط البكاء بالضعف والنساء، وتقول له: "ولدي الرجال لا تبكي". |
| **طلب المساعدة** | يحتاج إلى الدعم النفسي مثل أي شخص، وقد يعاني من الاكتئاب والاضطرابات النفسية. | يرفض طلب المساعدة أو زيارة الأخصائي النفسي لأنه يعتبر ذلك انتقاصاً من رجولته. |
| **التعبير عن الحزن** | يحزن ويتأثر بشدة بسبب الفشل أو فقدان عزيز أو خيبة أمل. | يعبر عن حزنه بطرق غير مباشرة، مثل الانعزال أو الانفجار العصبي لأتفه الأسباب أو الصمت الطويل. |
### 📌 لماذا يخفي الرجل مشاعره؟
السبب الرئيسي ليس عدم الشعور، بل مجموعة من العوامل الاجتماعية والثقافية:
- **التربية والثقافة**: يتم تربية الصبيان منذ الصبر على أن "الرجال لا يبكون"، وأن البكاء ضعف ومهانة للرجل، مما يجعله يكبر وهو يكبت مشاعره.
- **الخوف من انتقاص الرجولة**: يعتقد الرجل أن إظهار الحزن أو الضعف أو طلب المساعدة سيجعله يبدو ضعيفاً أمام الآخرين، مما ينتقص من صورته كـ"رجل قوي".
- **الافتقار إلى الأدوات المناسبة**: بسبب هذه التربية، لا يتعلم الكثير من الرجال الطرق الصحية للتعبير عن مشاعرهم، فيلجأون إلى الصمت أو الغضب كبديل.
### 💡 انعكاسات خطيرة على الصحة
هذا الكبت العاطفي لا يمر دون عواقب، بل له تبعات خطيرة على الصحة النفسية والجسدية للرجل:
- **الاضطرابات النفسية**: تزيد نسبة إصابة الرجال الذين يكتمون مشاعرهم بالاكتئاب والاضطرابات النفسية الحادة مقارنة بالنساء.
- **الأمراض الجسدية**: يمكن أن يتحول الضغط النفسي إلى أعراض جسدية، حيث يصاب الرجل بأمراض مختلفة كنتيجة لكتمانه الدائم.
خلاصة القول هي أن **الرجل إنسان كامل المشاعر**، لكن العديد من المجتمعات تفرض عليه قيوداً تجعله يسجن هذه المشاعر بداخله. الفهم والدعم من المحيطين به، وتشجيعه على التعبير عن نفسه بطرق صحية، هو مفتاح تخفيف هذه المعاناة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق