الأحد، 22 سبتمبر 2013

الفجور السياسى

إن المسلمين المشاركين في صناعة (الفجور السياسي)، والمتعاونين مع سدنته الكبار، من الأمريكان والفرنكوفونيين واليهود؛ إنما هم خونة! ففي مثلهم قال الله عز وجل: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)(19النور). لقد خانوا الله ورسوله، وخانوا الأمة كلها! وتعاونوا مع العدو لتدميرها من داخلها! لقد  باعوا عرضها في سوق المزاد العولمي بدراهم معدودات وكانوا فيه من الزاهدين! والأمة لاهية ساهية، والشباب – ذكرانا وإناثا – غافل، ضائع بين الملاهي والخمارات، سارب في الطرقات، هائم على وجهه، يملأ أذنيه بموسيقى الراقصين على جراحنا، ولتذهب البلاد والعباد بعدها إلى الجحيم!
وقبل الدخول في التأصيل الفقهي لسيمياء المرأة في الإسلام؛ لا بد من وضع سؤال  مبدئي، عليكِ أختي القارئة، باعتباركِ أنت موضوع الخطاب الإسلامي في الشأن النسوي خاصة؛ وأيضا عليكَ أنتَ أخي القارئ، باعتباركَ أخا لها، أو أبا، أو زوجا، أو ابنا، أي باعتبارك جزءا لا يتجزأ منها، فإنما الأسرة المسلمة – في القرآن العظيم - جسم واحد لا يتجزأ، ولا يتبعض! قال عز وجل: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (النساء:1).
والسؤال هو: هل تؤمنين بالله حقا؟
سلي نفسك: هل تعرفين الله؟ هل تعرفين معنى كونه خالقا لكل شيء، وأنه خَلَقَكِ أنتِ؟ أنت بالذات! فما مقتضى ذلك، وما نتيجته عليك إذن؟ هل تملكين أمر نفسك في هذا الكون؛ ولادةً وموتا؟ ما حقيقة هذا العمر الذي تملكينه ولا تملكينه؟ من أنتِ إذن؟ وما موقعك في كونٍ واسع رهيب، يملكه رب عظيم؟ كون يمتد من عالم الشهادة إلى عالم الغيب! ما طبيعة وجودك أنت فيه وما معناه؟
تلك أسئلة لابد من تقريرها، ثم تحقيقها؛ لفهم طبيعة الخطاب القرآني عموما، والمتعلق منه بذاتكِ أنتِ خصوصا!([1])
إن أوَّلَ حقيقةٍ قرآنيةٍ تُعْرَضُ في سياق الآيات المتعلقة بالنساء - كما سترين بحول الله - هي أن القصد التشريعي من رسم معالم صورة المرأة في القرآن والسنة؛ إنما هو لتكون قناةً أساسيةً لاستمرا التدين في المجتمع! تلك وظيفتها الاجتماعية الكبرى، فَأَعْظِمْ بها من وظيفة! ولذلك كانت شخصيتها - نفساً وصورةً - موطنَ زحام الفلسفات، وتدافع الأيديولوجيات، وتصارع الحضارات! فتأملي هذه الحقيقة إن كنت مبصرة! ولكونها كذلك؛ أي قناة التدين الكبرى؛ جعلها الإسلام رمزا سيميائيا للعفة والكرامة، وموردا تربويا للأجيال.
ومن هنا فهي لا تخرج إلى الشوارع عارية الأطراف والصدور والنحور! إن عفتها تمنعها من أن تعرض لحمها في سوق الشهوات الحيوانية! فالمرأة المسلمة - التي ما تزال تحتفظ بجمالها النفسي، وطهرها البدني - تسعى لاكتساب كمالها الروحي، ولا تتردى في مهاوي السقوط الأخلاقي، ولا تتعهر في الشوارع والطرقات؛ ولا تكشف للناس عن تفاصيل بدنها، ورسومات عورتها! ولا تخالل الشباب الضال، الضارب في متاهات العمى! شباب لا يدرك من مسؤوليته تجاه أمته شيئا، شباب يعتبر وجوده ثقلا زائدا على كاهل الأمة، وكأنه ما وجد إلا ليبتليه الله ويبتلي به! شباب غبي يلهث وراء الشهوات العفنة.
ففي حين تخوض الأمة أشرس معاركها التاريخية ضد الفجور العولمي، والتدمير الشمولي لقيمها؛ قصد إذلالها وتركيعها، وفي حين يموت أبناؤها البررة شهداء في كل مكان، في مدافعة حركة تهويد العالم؛ ينغمس هو بكل شره وغباوة في تناول الطُّعم الصهيوني مما يعرض عليه في موائد الحرام! والدكَّاكة الأمريكية تحطم نخوته وعرضه فوق رأس أمه، ليل نهار، وهو يرى لكنه لا يبصر شيئا! قد صدق عليه قول الله تعالى في القرآن العظيم: (وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ!)(الأعراف:198) أين يعيش هذا الشباب؟ إنه يعيش خارج التاريخ!




[1]  لتَدَبُّرِ هذه الأسئلة وتأملها؛ اقرئي - إن شئت كتابنا: بلاغ الرسالة القرآنية.

ليست هناك تعليقات:

قوة المراءة

أنت على حق، القوة العاطفية والحدسية هي من أهم مصادر القوة الفريدة للمرأة التي يمكن الاستفادة منها في المواقف الصعبة. دعني أوضح أكثر: 1. القو...