الجمعة، 22 مارس 2013

علوم اسلامية

ال لقمان لولده : شيئان إذا حفظتهما لا تُبالي بما ضيَّعت بعدهما ، درهمك لمعاشك ودينك لمعادك 
ـــــــــــــــــــــ

سئل أحد الحكماء : أي عز يكون بالذل متصلاً ، فقال العز في خدمة السلطانـــــــــــــــــــــ
 
أراد رجل أن يطلق زوجته ، فقيل له : ما يسوؤك منها ؟ قال : العاقل لا يهتك ستر زوجته . فلما طلقها قيل له : لِمَ طلّقتها ؟ قال ما لي و للكلام فيمن صارت أجنبيةـــــــــــــــــــــ

قال أحد الحكماء : لا يغرنك أربعة : إكرام الملوك ، و ضحك العدو ، و تملّق النساء ، و حرّ الشتاءـــــــــــــــــــــ
 
سئل الاسكندر : لِمَ تُكرم معلمك فوق كرامة أبيك فقال إن 
  • كيف تحفظ القرآن

    الحمد لله منزل الكتاب وهازم الأحزاب والصلاة والسلام على النبي الأمي الذي تكفل  له ربه بحماية القرآن بقوله جل شأنه: (لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرََأنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) (القيامة: 16-19) وضمن له حفظه وصيانته بقوله جل شأنه (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)  (الحجر: 9) صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين ثم أما بعد:
    خمس دقائق فقط :-
    قبل أن تبدأ القراءة أعط نفسك خمس دقائق ....... خمس دقائق فقط ........
    ادع الله فيها أن يفتح قلبك لتتلقى هذه الكلمات. ويزيح الغشاوة عن عقلك ليصل الدواء فيورث القلوب الشفاء. وتعمل هذه المعاني أثرها في روحك فتسمو في معالي الدرجات وترتقي إلى فردوس الجنان. ابدأ دعائك الآن.
    قبل الكلام :-
    نقول ما قاله بعض السلف (كل ما شغلك عن القرآن فهو شؤم عليك) بل العجيب أن بعضهم كان يعاب بعدم حفظه للقرآن  ومن شواهد ما ذكره الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب في ترجمة عثمان بن عفان محمد بن أبي شيبة. قال ما نصه: (ثقة حافظ شهير، وله أوهام وقيل: كان لا يحفظ القرآن).
    نعم ..... إن حفظ القرآن فرض كفاية في الجملة. ولكننا نقول بتعيُّنه على طلبة العلم الملتزمين في عصرنا. فإذا تقاعس هؤلاء. فمن يسد الثغرة ويكف عن الأمة؟! بل إن حفظ القرآن مفتاح لطريق الحفظ والفهم. فقد ذكر عباس بن عبد الدايم المصري الكناني عن شيخ ضرير أنه أوصاهم بوصايا منها: وصيته لهم بكثرة القراءة. فقال: (أكثر من قراءة القرآن ولا تتركه. فإنه يتيسر لك الذي تطلبه على قدر ما تقرأ) قال: فرأيت ذلك وجربته كثيراً. فكنت إذا قرأت كثيراً تيسر لي من سماع الحديث وكتابته الكثير، وإذا لم أقرأ لم يتيسر لي).  (ذيل الطبقات الحنابلة: 2/98).
    هيا بنا نطوف بين هذه الكلمات
    لقد أكرم الله عز وجل هذه الأمة بالقرآن الكريم. وقد وصفه الله عز وجل بأوصاف عظيمة منها أنه هدى للمتقين (ألم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيْهِ هُدىً لِّلْمُتَّقِيْنَ) (البقرة: 1-2) كما وصفه الله عز وجل بأنه روح تحيا به القلوب (كَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوُحَاً مِّنْ أَمْرِنَا) (الشورى: 52).
    وهو الذي يهدي للطريق المستقيم ويحمل البشارات العظيمة للمؤمنين (إِنَّ هَذَا القَرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ المُؤْمِنِيْنَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرَاً كَبِيرَاً وَأَنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَا أَلِيْمَا) (الإسراء: 9-10)
    وهو الفرقان والنذير (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلّْعالمين نذيرا) (الفرقان: 1)
    كما وصفه الله عز وجل بأنه شفاء وهدى ورحمة ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم مَّوْعِظَةً مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدَىً وَرَحْمَةً لِلّْمُؤْمِنِينَ) (يونس: 57).
    وبالقرآن يُمَكَّن لنا في الأرض. ويبدل الله خوفنا أمناً، قال تعالى: (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور: 55).
    وهذه نصيحة غالية من الحسن البصري عليه رحمة الله: "يا بن آدم والله إن قرأت القرآن ثم آمنت به ليطولن في الدنيا حزنك وليشتدن في الدنيا خوفك وليكثرن في الدنيا بكاؤك".
    أما حال المنافقين والكسالى فإن حالهم كما قال أوس بن عبد الله: " نقل الحجارة أهون على المنافقين من قراءة القرآن"
    ولتعلم أن حفظ القرآن والعمل به مما يزيدك رفعة وعلوا. كما ورد ذلك في الحديث: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين) (رواه مسلم).
    حامل القرآن مقدم في الدنيا والبرزخ والآخرة
    فتقديمه في الدنيا يشهد له قوله صلى الله عليه وسلم: (يؤم القومَ أقرؤهم لكتاب الله.....) (رواه مسلم) وتقديمه في هذا المكان الشريف دليل على شرف منزلته.
    وأما تقديمه في البرزخ فيشهد له: ما كان من أمر الصحابة رضي الله عنهم عندما كثر القتلى عليهم في يوم أحد. فشق عليهم أن يدفنوا كل ميت في قبر. فاستأذنوا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في دفن الرجلين والثلاثة في القبر الواحد فأذن لهم وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يشرف على الدفن. فكانوا إذا جاؤوا بالأموات سأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (أيهم أكثر أخذاً للقرآن؟) فإذا أشير إلى أحدهم أمر بتقديمه. (رواه البخاري)، وأما تقديمه وعلوه في الآخرة. فيشهد له قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (يُقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل فإن منزلتك عند آخر أية تقرؤها) (رواه أحمد).
    وكفى بهذا الشرف فخراً ورفعة. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
    لحظة من فضلك
    إن بعض الناس يعتريه قنوط ويأس ويقول لك أنا حفظي ضعيف ولا أستطيع حفظ القرآن لما أجد من الصعوبة أو غير ذلك من الأعذار، نقول في هذا الكلام أن النفس كلما عودتها اعتادت وكلنا قد وُلدنا لا نعلم شيئاً: كما قال ربنا: (وَاللهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُم لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ) (النحل78) فهذه الجوارح هي أسباب التحصيل والحفظ. فإذا أخلص العبد النية لله عز وجل أعانه الله على حفظ كتابه سبحانه وتعالى.
    فلقد كان السلف يجلسون الزمن الطويل في حفظ السورة الواحدة وما يزيدهم ذلك إلا مثابرة وحرصاً. فلقد ورد أن ابن عمرو ـ رضي الله عنه ـ (مكث بضع سنين في سورة البقرة) ذكره عن مالك بن تيمية في مقدمة أصول التفسير. وقال أبو بكر بن عياش: " قرأتُ القرآن على عاصم بن أبي النجود. فكان يأمرني أن أقرأ عليه في كل يوم آية لا أزيد عليها. ويقول: إن هذا أثبت لك. فلم آمن أن يموت الشيخ قبل أن أفرغ من القرآن فما زلت أطلب إليه. حتى أذن في خمس آيات كل يوم!). (طبقات الحنابلة 1/42) فحذار من اليأس و ابذل جهدك بصدق. فلن ترى بإذن الله إلا ما يسرك ويثلج صدرك وتذكر قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (إنما العلم بالتعلم......) (رواه الدارقطني وغيره) وقوله: (...... ومن يتصبر يصبره الله) (رواه البخاري ومسلم)، وقيل "بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين"
    وهناك خطوات وأمور تعين على حفظ القرآن الكريم منها

    1- الإخلاص: 
     فلا أجر ولا ثواب لمن قرأ وحفظ القرآن رياء وسمعة، والإخلاص أن يكون حفظه ابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى، وأن يكون عوناً على طاعة الله وعلى تحصيل العلم. فإذا جاهد الإنسان نفسه في تقويم نيته في حفظ القرآن، فإن ذلك إن شاء الله ييسر له حفظ القرآن.

    2- إدمان تلاوة القرآن:  
     والسنة أن يختم القرآن في كل شهر وإن استطاع ففي كل أسبوع مرة بل إن استطاع ففي كل ثلاث ليال مرة. وقال عثمان بن عفان: "لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم" هذا ما ييسر حفظ القرآن الكريم بإذن الله تعالى.

    3- قراءة تفسير ما تريد حفظه من الآيات:  
    أليس من التقصير أننا نحفظ سوراً قبل أن يمر علينا سن التكليف وإلى هذه اللحظة ونحن نجهل كثيراً من كلماتها أو من ألفاظها؟! فمثلاً (لإيلاف قريش) لو قيل لنا معنى الإيلاف؟؟ لتوقف كثير منا وكان الجهل هو جواب بعضنا. وقد يقول قائل: وهل هذا يجب عليّ، فيقال لا ليس واجباً عليك ولكن يعاب عليك أن تحرص على حفظ الألفاظ وأنت تجهل معناها. ولقد كان اهتمام السلف بالمعاني كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية – أكثر من اهتمامهم بحفظ الألفاظ وقال شيخ الإسلام ابن تيمية "والمطلوب من القرآن هو فهم معانيه والعمل به فإن لم تكن هذه همة حافظ لم يكن من أهل العلم والدين". وكانوا يعملون بما يحفظون. قال أبو عبد الرحمن السلمي: "حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن أنهم إذا تعلموا من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عشر آيات لم يجتوزوها حتى يتعلموا فيها من العلم والعمل. فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً" (مقدمة في أصول التفسير). 
    وقال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ : "إن الله نزل هذا القرآن ليُعمل به فاتخذوا تلاوته عملاً" ولذلك عليك أن تربط الحفظ بالفهم فتقرأ تفسيراً مختصراً لما تحفظه من الآيات مثل تفسير ابن السعدي رحمه الله أو مختصر تفسير بن كثير للشيخ محمد نسيب الرفاعي رحمه الله.

    4- دوام مراجعة ما يحفظ في قيام الليل والنوافل وفي الطرقات:
    فإن ذلك مما يزيد الحفظ رسوخاً. فقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره، وإن لم يقم به نسيه) (السلسلة الصحيحة: 597)
    وقد أوصى بعض السلف أصحابه فقال: "إذا خرجتم من عندي فتفرقوا لعل أحدكم يقرأ القرآن في طريقه.  ومتى تجمعتم تحدثتم". فيختلف القرآن في الحفظ عن أي محفوظ آخر من شعر أو نثر، لأن القرآن سريع الهروب من الذهن. وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (والذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها) (متفق عليه).
    فلا يكاد القارئ يتركه قليلاً حتى يهرب منه وينساه سريعاً ولذلك فلا بد من المتابعة الدائمة والسهر الدائم على المحفوظ من القرآن فلا بد أن يكون له ورد ثابت من القرآن.

    5- أن يكون الحفظ بالتلقي:
     فلا بد من المشافهة في تعليم هذا العلم لأنك قد تخطئ في قراءة بعض الآيات فتحفظها كذلك. فيجب على الحافظ أن يعرض حفظه على حافظ متقن للقراءة السليمة حتى ينبه على أخطاء في النطق أو التشكيل أو غير ذلك. فقد أخذ الرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ القرآن من جبريل عليه السلام شفاهاً وأخذه الصحابة عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ شفاهاً وسمعه منهم وأخذه كل جيل شفاهاً.

    6- أن تكون القراءة والحفظ على نسخة واحدة:
    لأن الإنسان وهو يقرأ يتخيل موضع الآيات. فإذا اختلفت النسخ فإن هذا مدعاة إلى تشتت الذهن مما يؤدي إلى سوء الحفظ لأن الإنسان يحفظ بالنظر كما يحفظ بالسمع.

    7- اغتنام سني الحفظ الذهبية:
    فالموفق من وفقه الله إلى اغتنام سنوات الحفظ الذهبية وهي من سن الخامسة إلى الثالثة والعشرين تقريباً. فبعد سن الثالثة والعشرين يبدأ الخط البياني للحفظ بالهبوط ويبدأ خط الفهم بالصعود. وقد صدق من قال
    حفظ في الصغر كالنقش على الحجر        والحفظ في الكبر كالنقش على الماء
    ومن فاتته هذه الفرصة فلا ييأس. فالموفق من وفقه الله تعالى واستعن بالله ولا تعجز.
    8- النظر في حال الصالحين:

    وإليك أمثلة من قوة حفظ وحرص السلف رحمهم الله تعالى علها أن تكون سبباً لحفظ القرآن.
    - قال حفص بن غياث: "من جلالة ابن أبي ليلى أنه قرأ القرآن على عشرة شيوخ".
    - وقال مجاهد: "صليت خلف مسلمة بن مخلد. فقرأ سورة البقرة فما ترك واواً ولا ألفاً"
    - وكان الأعمش يعرض القرآن فيمسكون عليه المصاحف. فلا يخطئ في حرف واحد.
    ومن حفظهم في غير القرآن:
    - قال أبو داود: "أملى إسحاق أحد عشر ألف حديث من حفظه. ثم قرأها علينا فما زاد حرفاً ولا نقص حرفاً".
    - وقال عمر بن شبه : " أحفظ ستة عشر ألف أرجوزة".

    9-العناية بالمتشابهات:
    القرآن الكريم متشابه في معانيه وألفاظه. قال تعالى : (اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ) (الزمر: 23)، لذا يجب على القارئ الجيد أن يعتني عناية خاصة بالمتشابهات ـ نعني التشابه اللفظي ـ وعلى قدر الاهتمام به يكون الحفظ الجيد.

    10- احذر المعاصي:  
    فمن أثار المعاصي نسيان العلم والحفظ. قال الضحاك رحمه الله: "ما تعلم أحد القرآن فنسيه إلا بذنب" ثم قرأ: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فِبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِير) (الشورى: 30) ثم قال: "وأي مصيبة أعظم من نسيان القرآن؟"   وقال بشر بن الحارث: "إن أردت أن تلقن العلم فلا تعصي"
    إذا كنت في نعمة فارعها                             فإن الذنوب تزيل النعم
    وخطها بطاعة رب العباد                             فرب العباد سريع النقم

    11- وأخيراً مما يعينك عل حفظ القرآن (الدعاء):
    ادع الله عز وجل بصدق وإخلاص أن يعينك على حفظ كتابه وأن يكون قصدك مرضاته علماً وعملاً قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (وأعجز الناس من عجز عن الدعاء)  (صحيح الجامع: 1019).
    وماذا بعد الكلام
    من أحسن صحبة القرآن وتلاوته وحفظه وتدبر معانيه وتطبيق أحكامه فإن القرآن يصحبه حتى يقوده إلى الجنة في درجاتها العالية كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (يقال لصاحب القرآن: اقرأ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤوها) فهذا القرآن سهل قراءته. سريع حفظه. ميسر فهمه، قال تعالى: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القُرْآنَ لِلذِّكْرِ) (القمر: 17) وتأمل في حال الصغار وكيف يسره الله عليهم قراءة وتلاوة وحفظاً، ولتكن بيوتنا مثل بيوت سلف الأمة لا تسمع فيها إلا صوت القرآن والذِّكر.

    فشـــمر ولُــذ بالله واحفظ كتـــابـــه          ففيه الهدى حقــاً وللخيـر جامع
    هو الذخر للملهوف والكنز والرجا             ومنــه بلا شـــك تنــال المنــافع
    به يهتدي من تاه في معمة الهوى             بـــه يتســلى من دهته الفجائـع

    فاللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا، وجلاء وذهاب همومنا وغمومنا وسائقنا ودليلنا إلى جناتك جنات النعيم، اللهم أصلح نياتنا وذرياتنا، واغفر لنا وارحمنا ووالدينا وجميع المسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
  • كلمات لاتنسى لعظماء على فراش الموت


    ::::::::::::: أبو بكر الصديق رضي الله عنه :::::::::::::
    حين وفات أبو بكر الصديق رضي الله عنه قال : و جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيدو قال لعائشة : انظروا ثوبي هذين ، فاغسلوهما و كفنوني فيهما ، فإن الحي أولى بالجديد من الميت .و لما حضرته الوفاة أوصى عمر رضي الله عنه قائلا : إني أوصيك بوصية ، إن أنت قبلت عني : إن لله عز و جل حقا بالليل لا يقبله بالنهار ، و إن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل ، و إنه لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة ، و إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه في الآخرة بإتباعهم الحق في الدنيا ، و ثقلت ذلك عليهم ، و حق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلا ، و إنما خفت موازين من خفت موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل ، و خفته عليهم في الدنيا و حق لميزان أن يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفا.

    ::::::::::::: عمربن الخطاب رضى الله عنه :::::::::::::
    جاء عبد الله بن عباس فقال: يا أمير المؤمنين ، أسلمت حين كفر الناس ، و جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خذله الناس ، و قتلت شهيدا و لم يختلف عليك اثنان ، و توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو عنك راض .فقال له : أعد مقالتك فأعاد عليه ، فقال : المغرور من غررتموه ، و الله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع .و قال عبد الله بن عمر : كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه .فقال : ضع رأسي على الأرض .فقلت : ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي ؟!فقال : لا أم لك ، ضعه على الأرض .فقال عبد الله : فوضعته على الأرض .فقال : ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز و جل.

    ::::::::::::: عثمان بن عفان رضي الله عنه :::::::::::::
    قال عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو على فراش الموتقال حين طعنه الغادرون و الدماء تسيل على لحيته : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .اللهم إني أستعذيك و أستعينك على جميع أموري و أسألك الصبر على بليتي .ولما استشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفلا . ففتحوه فوجدوا فيه ورقة مكتوبا عليها (هذه وصية عثمان)
    عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له وأن محمدا عبده و رسوله و أن الجنة حق . و أن الله يبعث من في القبور ليوملا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد . عليها يحيا و عليها يموت و عليهايبعث إن شاء الله .

    ::::::::::::: علي بن أبي طالب رضي الله عنه :::::::::::::
    قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو على فراش الموتبعد أن طعن علي رضي الله عنهقال : ما فعل بضاربي ؟قالوا : أخذناهقال : أطعموه من طعامي ، و اسقوه من شرابي ، فإن أنا عشت رأيت فيه رأيي ، و إن أنا مت فاضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها .ثم أوصى الحسن أن يغسله و قال : لا تغالي في الكفن فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لا تغالوا في الكفن فإنه يسلب سلبا سريعاو أوصى : امشوا بي بين المشيتين لا تسرعوا بي ، و لا تبطئوا ، فإن كان خيرا عجلتموني إليه ، و إن كان شرا ألقيتموني عن أكتافكم .

    ::::::::::::: معاذ بن جبل رضي الله عنه :::::::::::::
    قال معاذ بن جبل رضي الله عنه وهو على فراش الموتالصحابي الجليل معاذ بن جبل .. حين حضرته الوفاة .. و جاءت ساعة الاحتضار .. نادى ربه ... قائلا: يا رب إنني كنت أخافك ، و أنا اليوم أرجوك .. اللهم إنك تعلم أنني ما كنت أحب الدنيا لجري الأنهار ، و لا لغرس الأشجار .. و إنما لظمأ الهواجر ، و مكابدة الساعات ، و مزاحمة العلماء بالركب عند حلق العلم . ثم فاضت روحه بعد أن قال :لا إله إلا الله . روى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال .. : نعم الرجل معاذ بن جبلو روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أرحم الناس بأمتي أبو بكر .... إلى أن قال ... و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ

    ::::::::::::: بلال بن رباح رضي الله عنه :::::::::::::
    حينما أتى بلال بن رباح رضي الله عنه الموت .. قالت زوجته : وا حزناه . فكشف الغطاء عن وجهه و هو في سكرات الموت .. و قال : لا تقولي واحزناه ، و قولي وا فرحاه، ثم قال : غدا نلقى الأحبة ..محمدا و صحبه .

    ::::::::::::: أبو ذر الغفاري رضي الله عنه :::::::::::::
    لما حضرت أبو ذر الغفاري رضي الله عنه الوفاة .. بكت زوجته .. فقال : ما يبكيك ؟قالت : و كيف لا أبكي و أنت تموت بأرض فلاة و ليس معنا ثوب يسعك كفنا .فقال لها : لا تبكي و أبشري فقد سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول لنفر أنا منهم :ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين و ليس من أولئك النفر أحد إلا و مات في قرية و جماعة ، و أنا الذي أموت بفلاة ، و الله ما كذبت و لا كذبت فانظري الطريققالت :أنى و قد ذهب الحاج و تقطعت الطريقفقال انظري فإذا أنا برجال فألحت ثوبي فأسرعوا إلي فقالوا : ما لك يا أمة الله ؟قالت : امرؤ من المسلمين تكفونه ..فقالوا : من هو ؟قالت : أبو ذرقالوا : صاحب رسول اللهففدوه بأبائهم و أمهاتهم و دخلوا عليه فبشرهم و ذكر لهم الحديثو قال : أنشدكم بالله ، لا يكفنني أحد كان أمير أو عريفا أو بريدافكل القوم كانوا نالوا من ذلك شيئا غير فتى من الأنصار فكفنه في ثوبين لذلك الفتى و صلى عليه عبد الله بن مسعود فكان في ذلك القوم رضي الله عنهم أجمعين.

    ::::::::::::: أبوالدرداء رضي الله عنه:::::::::::::
    لما جاء أبا الدرداء رضي الله عنه الموت ... قال : ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا ؟ ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا ؟ ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه ؟ ثم قبض رحمه الله.

    ::::::::::::: سلمان الفارسي رضي الله عنه :::::::::::::
    بكى سلمان الفارسي رضي الله عنه عند موته ، فقيل له : ما يبكيك ؟فقال : عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يكون زاد أحدنا كزاد الراكب ، و حولي هذه الأزوادو قيل : إنما كان حوله إجانة و جفنة و مطهرة !الإجانة : إناء يجمع فيه الماء، و الجفنة : القصعة يوضع فيها الماء و الطعام ، و المطهرة : إناء يتطهر فيه

    ::::::::::::: عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ::::::::::::
    لما حضر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الموت دعا ابنه فقال : يا عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ، إني أوصيك بخمس خصال ، فإحفظهن عني : أظهر اليأس للناس ، فإن ذلك غنى فاضل .و دع مطلب الحاجات إلى الناس ، فإن ذلك فقر حاضر . و دع ما تعتذر منه من الأمور ، و لا تعمل به . و إن إستطعت ألا يأتي عليك يوم إلا و أنت خير منك بالأمس ، فافعل . و إذا صليت صلاة فصل صلاة مودع ، كأنك لا تصلي بعدها .


    ::::::::::::: الحسن بن علي رضي الله عنه :::::::::::::
    لما حضر الموت بالحسن بن علي رضي الله عنهما ، قال : أخرجوا فراشي إلى صحن الدار ، فأخرج فقال : اللهم إني أحتسب نفسي عندك ، فإني لم أصب بمثلها !

    ::::::::::::: معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه :::::::::::::
    قال معاوية رضي الله عنه عند موته لمن حوله : أجلسوني .فأجلسوه .. فجلس يذكر الله .. ، ثم بكى .. و قال : الآن يا معاوية .. جئت تذكر ربك بعد الانحطام و الانهدام ..، أما كان هذا و غض الشباب نضير ريان ؟!ثم بكى و قال : يا رب ، يا رب ، ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي .. اللهم أقل العثرة و اغفر الزلة .. و جد بحلمك على من لم يرج غيرك و لا وثق
    بأحد سواك ... ثم فاضت رضي الله عنه

    ::::::::::::: عمرو بن العاص رضي الله عنه :::::::::::::
    حينما حضر عمرو بن العاص الموت بكى طويلا و حول وجهه إلى الجدار ، فقال له ابنه :ما يبكيك يا أبتاه ؟ أما بشرك رسول الله . فأقبل عمرو رضي الله عنه إليهم بوجهه و قال : إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله ، و أن محمدا رسول الله، إني كنت على أطباق ثلاث.لقد رأيتني و ما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه و سلم مني ، و لا أحب إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته ، فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار.فلما جعل الله الإسلام في قلبي ، أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : ابسط يمينك فلأبايعنك ، فبسط يمينه ، قال : فقضبت يدي .فقال : ما لك يا عمرو ؟ قلت : أردت أن أشترطفقال : تشترط ماذا ؟ قلت : أن يغفر لي .فقال : أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله ، و أن الهجرة تهدم ما كان قبلها ، و أن الحج يهدم ما كان قبله ؟ و ما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا أحلى في عيني منه ، و ما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له ، و لو قيل لي صفه لما إستطعت أن أصفه ، لأني لم أكن أملأ عيني منه ، و لو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة ، ثم ولينا أشياء ، ما أدري ما حالي فيها ؟ فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة و لا نار ، فإذا دفنتموني فسنوا علي التراب سنا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور و يقسم لحمها ، حتى أستأنس بكم ، و أنظر ماذا أراجع به رسل ربي ؟

    ::::::::::::: أبو موسى الأشعري رضى الله عنه :::::::::::::
    لما حضرت أبا موسى - رضي الله عنه - الوفاة ، دعا فتيانه ، و قال لهم : إذهبوا فاحفروا لي و أعمقوا ، فعلوا .فقال : اجلسوا بي ، فو الذي نفسي بيده إنها لإحدى المنزلتين ، إما ليوسعن قبري حتى تكون كل زاوية أربعين ذراعا ، و ليفتحن لي باب من أبواب الجنة ، فلأنظرن إلى منزلي فيها و إلى أزواجي ، و إلى ما أعد الله عز و جل لي فيها من النعيم ، ثم لأنا أهدى إلى منزلي في الجنة مني اليوم إلى أهلي ، و ليصيبني من روحها و ريحانها حتى أبعث .و إن كانت الأخرى ليضيقن علي قبري حتى تختلف منه أضلاعي ، حتى يكون أضيق من كذا و كذا ، و ليفتحن لي باب من أبواب جهنم ، فلأنظرن إلى مقعدي و إلى ما أعد الله عز و جل فيها من السلاسل و الأغلال و القرناء ، ثم لأنا إلى مقعدي من جهنم لأهدى مني اليوم إلى منزلي ، ثم ليصيبني من سمومها و حميمها حتى أبعث

    .::::::::::::: سعد بن الربيع رضي الله عنه :::::::::::::
    لما انتهت غزوة أحد .. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من يذهب فينظر ماذا فعل سعد بن الربيع ؟ فدار رجل من الصحابة بين القتلى .. فأبصره سعد بن الربيع قبل أن تفيض روحه .. فناداه .. : ماذا تفعل ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثني لأنظر ماذا فعلت ؟فقال سعد : اقرء على رسول الله صلى الله عليه و سلم مني السلام و أخبره أني ميت و أني قد طعنت اثنتي عشرة طعنة و أنفذت في ، فأنا هالك لا محالة ، و اقرأ على قومي من السلام و قل لهم .. يا قوم .. لا عذر لكم إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و فيكم عين تطرف

    ...::::::::::::: عبدالله بن عمر رضي الله عنهما :::::::::::::
    قال عبد الله بن عمر قبل أن تفيض روحه : ما آسى من الدنيا على شيء إلا على ثلاثة : ظمأ ا لهواجر ومكابدة الليل و مراوحة الأقدام بالقيام لله عز و جل ، و أني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت (و لعله يقصد الحجاج و من معه)

    .::::::::::::: عبادة بن الصامت رضي الله عنه :::::::::::::
    لما حضرت عبادة بن الصامت الوفاة ، قال : أخرجوا فراشي إلى الصحنثم قال : اجمعوا لي موالي و خدمي و جيراني و من كان يدخل علي ، فجمعوا له .... فقال : إن يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي علي من الدنيا ، و أول ليلة من الآخرة ، و إنه لا أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني شيء ، و هو والذي نفس عباده بيده ، القصاص يوم القيامة ، و أحرج على أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إلا اقتص مني قبل أن تخرج نفسي .فقالوا : بل كنت والدا و كنت مؤدبا .فقال : أغفرتم لي ما كان من ذلك ؟ قالوا : نعم .فقال : اللهم اشهد ... أما الآن فاحفظوا وصيتي ... أحرج على كل إنسان منكم أن يبكي ، فإذا خرجت نفسي فتوضئوا فأحسنوا الوضوء ، ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجدا فيصلي ثم يستغفر لعبادة و لنفسه ، فإن الله عز و جل قال : و استعينوا بالصبر و الصلاة و إنها لكبيرة إلا على الخاشعين ... ثم أسرعوا بي إلى حفرتي ، و لا تتبعوني بنار
    ·

ليست هناك تعليقات:

انغام

 يا من سلبت حبيبى من قلبى الحزين يا من شاءحبك ان يلين أن لا تملىء قلبى بالانين يا من شاء ان يسلب منى الحبيب وهو عن ناظرى يوم لا يغيب وقلبى ...